شوفتوني وانا مُضحيه وبنزل اسكريبتين ورا بعض والله عاش عليا .. بس انا حسيت اني كنت ايه فرفوشة ف الاسكريبت اللي فات فـ جيت نكدت بده بامانة يعني🌚😌
هستني رأيكم يا اميراتي🌚❤️❤️
_انسة لين ممكن ثواني؟
قالها وهو يقترب منها بينما كانت هي تتحرك وهي محتضنه ذلك الكتاب الذي قد استعارته لتوها من مكتبة الجامعة .. توقفت حينما استمعت إلي نداءه والتفت إليه وهي تقطب حاجبيها متسائلة :
_افندم يا استاذ مروان خير؟
_ممكن بس ثانية عايزه اقولك حاجه.
_اتفضل سماعك .
قالتها بثبات وهي ترسم بسمة عملية علي ثغرها فـ تحدث هو باستغراب :
_طب نقعد في الكافيتيريا هكلمك واحنا واقفين؟
رفعت احد حاجبيها وهي تجيبه بنبرة حاولت عدم جعلها باردة :
_لا انا معنديش مشاكل اتفضل قول اللي عايز تقوله.
نظر لها بضيق لـ ثوان قبل ان يزيح تلك النظرات عنه وهو يتحدث بنبرة هادئة :
_طيب يا لين .. انا بس كنت عايزه اقولك اني معجب بيكي وعايز اتعرف عليكي .
_٠١١٤٠٤...
قاطعها متعجباً وهو يقول بتعجب :
_ايه ده في ايه؟ده رقمك؟
_لا رقم بابا.
قالتها بهدوء شديد فـ نظر لها بتهكم قبل ان يجيب بسخرية :
_وانا هعمل ايه برقم بابا .. انا معجب بيكي انتي مش بـ بابا.
_ماانا عارفه بس بما انك عايز تتعرف فـ كلم بابا واطلبني منه وان شاء الله نتعرف احسن معرفه .
قالها ببرود وهي تبتسم بسمة صفراء في وجهه احتقن وجه وهو يتحدث باستعجاب :
_افندم ؟ المفروض ناخد علي بعض الاول قبل ما اكلم حد من اهلك .
_اه .. لا معطلكش والله مليش في اكلام بتاع البنات ده للاسف عايز حاجه اقدر اقولك رقم بابا من تاني غير كده عن اذنك يا استاذ .
تركته ورحلت من امامه وهي تبتسم ببطء شديد فهي ليست من تلك الفتيات التي تفضل الخروج والدخول اولا قبل الاندماج في علاقة جادة .. لِمَ وُجدت الخطبة اذاً فـ ليس هناك داع لها حين ذلك !
عادت الي منزلها ولكنها وقفت امام بوابة بيتها حينما ظهر هو من العدن واقفا امامه .. شهقت برعب من المفاجأة وقبل ان تنهره علي فعلته وجدته يتحدث ببرود شديد :
_الواد ده كان عايز منك ايه؟
نظرت اليه في دهشة قبل ان تقطب حاجبيها في غضب شديد وهي تتحدث :
_وانت بتتجسس عليا إن شاء الله!
_ردي عليا كان عايز منك ايه؟ متحوريش في الكلام!
قالها بنفس النبرة الباردة وهو ينظر اليها فـ ضمت الي صدرها الكتاب اكثر وهي تتحدث بتحدي :
_وانت قدرت تتجسس عليا ومعرفتش هو بيقولي ايه؟ ابقي ركب سماعة!
حسنا لقد نجحت في نزع تلك القشرة من البرود التي كان يغلف نفسه بها وقد توصلت الي هذا الاستنتاج حينما وجدته قد ضم حاجبيه الي بعضمها البعض وقد اصبحت حدقتيه اكثر حدة وتحدث بهدوء ينافي هيئته :
_انتي صح .. قدامك دقيقة ومشوفكيش قدامي في الشارع لحد ما اجيلكم بالليل وانا هبلغ ابوكي بنفسي.
_هتيجي تعمل ايه بالليل؟
قالتها بتعجب وهي تنظر له فـ ابتسم لها بسمه جانبية وهو يتحدث ببرود :
_هتعرفي لم اجي .. اطلعي يا .. استاذة لين.
قالها بنبرة تهكميه علمت حينها انه قد استمع الي الحديث بالفعل ولكنه اراد ان تقصها عليه مرة اخري .. وقبل ان تتحدث بشيء وجدته يشير لها بعدستيه الي البيت مما جعلها تضم شفتيها بتذمر شديد وهي تتجه الي الداخل .. نظر في اثرها وهو يبتسم بسمة هادئة فهو لازال يتذكر ردها علي ذلك الوقح من وجهة نظره الذي قد تقدم لـ طلب مرافقة ابنة حارته بمنتهي الوقاحة .. لم ينسي بالطبع ان يترك له من يعطه تذكار علي طلبه هذا !
_مالك يابنتي عاملة كده ليه؟
قالتها شقيقة لين اسراء وهي تنظر لها بتفحص شديد لـ هيئتها الغاضبة تحدثت لين بضيق شديد :
_ومين غيره ربنا مسلطه عليا انه يعصبني!
_الاسطي معاذ.
قالتها اسراء بتلقائية شديدة فهي تعلم بـ حديثه مع شقيقتها الذي يتعمد بكل مره استفزازها .. حركت لين رأسها وهي تتحدث بتهكم :
_تخيلي يا اسراء بيروح ورايا الجامعة كمان!! بيتجسس عليا وانا بكلم زمايلي لا وايه عامل نفسه غلبان وبيقولي قالك ايه وهو سامع كل حاجه لازمتها ايه احكيله بقي.
قالتها بضيق شديد وقد ازداد حينما طالعت اسراء التي تبتسم وهي واضعة يدها علي ثغرها حتي لا تضحك علي شقيقتها وتحدثت ببساطة شديدة :
_بيغير والغيرة يعني حب.
_حب ومن مين! من الاسطي معاذ اللي شغال في ورشة الميكانيكا اللي جمبنا ده يبقي اهبل لو فكر انه يحبني ومتوقع مني اني ابادله.
قالتها باستنكار شديد وهي تنظر لها فـ نظرت لها شقيقتها بغضب وهي تتخصر امامها متحدثه :
_ليه ان شاء الله فيه ايه معاذ معلش ده بنات الحته كلها نفسهم يكلمهم .
_بنات الحته بقي مش انا .
_عشان انتي ملكيش في الحاجه النضيفه انتي واحده عايشة في دور مش دورها .. فوقي يا حبيبتي احنا مش جاردن سيتي احنا من حارة يعني اخرنا في الحارة بردو مش هنوديكي التجمع!
قالتها شقيقتها بسخرية شديدة من احلام لين فـ جاوبتها لين بهدوء وهي تحاول ايصال الفكرة لها :
_اولا انا مش بتنمر علي حد وعارفه اننا اخرنا حارة بردو بس مش بعد الجامعه والمرمطه اللي انا فيها اخد ميكانيكي يا اسراء طب علي الاقل يبقي حد معاه كلية مش مهم ايه هي بس يبقي مُتعلم زيي يا اسراء ده لا كِبر ولا شايفه نفسي.
شعرت اسراء بالحرج من طريقة حديثها مع شقيقتها وقد وصلت اليها ما تريده شقيقتها هي فقط تكره ان يتم اضطهاد احد لاجل عمله .. اقتربت منها وهي تعانقها متحدثه باسف :
_انا اسفه يا لين بس انتي عرفاني مبعرفش اسكت لم احس ان حد بيغلط في شغل حد تاني لان فالنهاية الارزاق بتاعت ربنا وبعدين الصراحه معاذ كامل من مجاميعه .. جمال .. اخلاق .. ادب .. زوق .. وجمال تاني.
_غض البصر يا انسة يا محترمة !
قالتها بتأنيب مرح مما جعل اسراء تبتسم بارتباك قبل ان تستغفر ربها بخفوت .. استمعت الشقيقتان الي صوت والدها العالي والذي اختص بنداءه لين .. نهضت الاثنتان الي الخارج وكانت لين اول من تحدث بتعجب :
_ايوه يا بابا حضرتك ندهت عليا.
_تعالي يا حبيبتي .. كبرتي يا لين وبقي يجيلك عرسان خلاص .
قالها والدها بسعادة وهو يشير لها بجواره حتي تجلس .. اقتربت منه لين وهي تجلس بجواره بصمت دون حديث .. تحدثت والدتها ببسمة سعيده وهي تتحدث :
_وده مين يا حج اللي جاي ياخد بنتنا.
_معاذ!
قالها الاب بسعادة شديدة غافلا عن تلك التي قد توسعت حدقتيها من الصدمة ونظرت الي اسراء بسرعة وجدت الاخري لا تقل عنها صدمة .. كانت والدتها اول من تحدث :
_معاذ مين؟ معاذ بتاعنا اللي هنا في حارتنا؟
حرك الاب رأسه وبسمته مازالت علي وجهه .. ثم نظر الي ابنته وهو يتحدث بهدوء :
_ايه رأيك يا لين؟
_بس .. ده ميكانيكي يا بابا .. هتجوز ميكانيكي.
اختفت تلك البسمة من علي وجه والدها حينما استمع الي حديث ابنته المستنكر وحلت تكشيرة ضيق وهو يتحدث :
_وماله الميكانيكي يا لين هانم؟ من امتي وانتي بتتعاملي بمقامات؟
_العفو يابابا مش قصدي .. بس انا اقصد ان تفكيرنا مش هيكون مناسب ولا هنكون متفاهمين مع بعض هو دماغ وانا دماغ تانيه خالص ولا ايه يا ماما.
قالتها بنبرة استنجاد بوالدتها التي تحدثت بتوضيح الي ابنتها .. فهي لا ترفض معاذ ابداً :
_يابنتي ساعات بيكون في ناس مش زينا في نفس المستوي بس دماغهم افضل واكبر بكتير من اللي في مستوانا .. وبصراحه يابنتي الواد ميعبوش شيء ادب واخلاق وبيكسب بردو وكمان جميل ده بنات الحته كلهم مبيتكلموش غير عليه .
نظرت اسراء الي شقيقتها وهي تكتم ضحكتها فـ حتي والدتها قالت ما قد قالته هي مُنذ قليل .. لم تجد لين ما قد تقوله وهي تري اعجاب عائلتها الشديد بهذا "معاذ" مما جعلها تتحدث باختناق وفقدان امل :
_تمام بما انك موافقين عليه فـ انا تمام.
_معاذ طلب كتب كتاب يا لين وانا موافق .
قالها والدها بهدوء وهو ينظر لها بترقب مما جعلها تنظر له بصدمة وهي تشعر بالدموع تتجمع داخل مقلتيها مما جعلها تحرك رأسها مرات متتالية وهي تنهض قبل ان تردف :
_وانا موافقه .
تركتهم وركضت الي داخل غرفتها وقد تساقطت دموعها بالفعل وهي تشعر باحلامها بدأت بالانهمار امامها هي لا تملك حق لاعتراض بعد ان ابدي والدها ووالدتها اعجابهما وسعادتهما بتلك الزيجه مما جعلها تكتم رفضها داخل قلبها وتوافق علي تلك المذبحة في حق روحها بصمت وخزلان!
...................................................
_انتي هتفضلي مكشرة كده مش كفاية الفرح!
قالها معاذ وهو ينظر الي تلك التي تقف امامه بفستان زفافها عابسة الوجه .. لم تجيبه ولكنها تحدثت بنبرة باردة :
_انا هنام فين لاني مستحيل انام معاك.
_ليه ان شاء الله حد قالك اني باكل بني ادمين وانا نايم ولا برفص برجلي زي الاهبل؟
قالها باستنكار شديد وهو ينظر اليها فتحدثت هي بلامبالاة :
_والله ديه مشكلتك مش مشكلتي انت ادري بنفسك .. انا هنام فين بردو؟
_بقي كده ماشي يا لين .. انتي هتنامي في الاوضة ديه وانا هنام في الاوضة ديه .. انا كنت عارف انك هتعملي كده من ساعة ما قابلتك من اسبوع فـ عملت حسابي وخليت حد ثقه بعد ما الكل مشي يظبط الاوضتين دول بس كان عندي امل تغيري رأيك.
قالها بحزن ظهر للحظات علي وجهه ولكنه محي ذلك الشعور نهائياً من امامها .. لقد تم زفافهم خلال اسبوع مُنذ ذلك اليوم الذي قد اتي به ليلاً كما وعدها لـ يطلب يدها كما هي الاعراف المألوفة وقد تم الاتفاق حينها علي جعل الزفاف بعد اسبوع نظراً لانهما من منطقة واحده ويعرفان بعضهما جيداً .. ولكنه قد لاحظ رفضها الي تلك الزيجة ولكنه تظاهر بعدم الانتباه لذلك حتي تصبح زوجتها حتي ولو كانت ترفض حاليا ...
نظرت له للحظات قبل ان تسأله بوضوح شديد :
_انت كنت عارف اني مش عايزه اتجوزك صح؟
حرك رأسه بهدوء شديد وهو ينظر اليها فـ اردفت هي بسرعة :
_طب ليه اتجوزتني لم انت عارف اني مش عايزه الجوازه ديه اتجوزتني ليه؟
_عشان شايفك مراتي.
قالها بهدوء وهو يطالعها بثبات شديد فـ نظرت له بحقد قبل ان تجيبه بغية افلات اعصابه :
_بس انا مش شيفاك جوزي .
_بكره هجيبلك نضارة.
قالها ببرود وهو يرسم بسمه سمجة علي وجهه لـ تطالعه بغضب شديد قبل ان تحمل فستانها بكلتا يديها وهي تتحرك الي الغرفة التي قد اشار اليها بها وما ان دخلت حتي التفتت لتغلق الباب لـ تقابلها نظراته التي مازالت مصوبة ناحيتها فـ ابتسمت له ببرود قبل ان تغلق الباب بوجهه وهي ترسم بخيالها صورته وهو غاضب ولكنها لو كانت نظرت من ثقب الباب لـ كانت وجدت تلك الابتسامة الرائقه التي قد زينت محياه من فعلتها الطفولية من وجهة نظره تلك وقد اردك ان ايامه القادمة معها لن تكن هينة ابداً ولكنه سيعمل ما في وسعه لـ يجعلها تعرف سر اختياره لها كـ زوجه!
...................................
_انا قولت اني هروح لوحدي.
قالتها لين بصوت مرتفع وعند بائن فـ تحدث معاذ بعناد اكبر وهو ينظر اليها بغيظ :
_وانا قولت هوصلك يا لين وكلمه كمان مش هنزلك اصلا من البيت.
نظرت له لين بحقد شديد قبل ان تمسك بحقيبتها وهي تتحرك في المقدمة امامه مما جعله يبتسم بنصر علي ربحه في تلك الجولة فـ حيتهما معا عبارة عن عدة جولات يجب ان يفوز احدهما بها .. سار خلفها وهو يبتسم علي تلك الغاضبة التي تسير امامه .. فقد مر علي زفافهما شهر ونصف وقد قررت هي ان تنهي تلك الاجازة بسبب تغيبها الطويل عن الجامعه وقد اقتربت الامتحانات ايضاً .. كانت تلك الفترة القصيرة مليئة بالمشاحنات فيما بينهما فلقد كانوا يتصايدوا الاخطاء الي بعضهما البعض حتي ولو كانت تافهه...
***فتح الباب بصورة مفاجئة مما جعل تلك الجالسة بالغرفة تنتفض بفزع قبل ان تصرخ به وهي تتحدث :
_في حد يفتح الباب علي حد بالطريقة ديه!! مش المفروض تخبط!
رفع امامها التي - شيرت الخاص بها وهو ينظر اليها بشر كبير وما ان طالعت هي هذا التي - شيرت حتي اختفت ملامح الغضب التي كانت تحتل وجهها وحلت مكانها ملامح الارتباك والقلق .. تحدث هو بهدوء مرعب :
_ممكن افهم ايه ده!
اخذت تدور بعدستيها في ارجاء الغرفة وكأنها تتفحصها من جديد فـ تحدث هو بصوت مرتفع :
_ابقي اتأملي الاوضة براحتك لم اخرج .. فهميني ايه ده .. اللون الاحمر اللي فجأة بقي في نص التي-شيرت الازرق ده جيه منين؟؟؟
مدت شفتها السفلي الي الامام وهي ترفع كتفيها بجهل مصطنع .. رفع هو حاجبه بانكار وعد تصديق لـ حديثها وثبت نظره عليها مما جعلها تشعر بالتوتر قبل ان تصرخ باستسلام :
_ايوه انا اللي عملت كده .
_سببك؟
_عشان اغيظك زي ماانت غايظني من زمان .
قالتها بغيظ شديد وهي تنظر اليه وتربع كلتا يديها امام صدرها وقد ذمت شفتيها بضيق .. اقترب منها هو عدة خطوات مما جعلها تنهض من فوق الفراش الخاص بها مسرعة وهي تتحدث بفزع :
_انت بتقرب كده ليه؟مكنش تي-شيرت
مد قدميه بسرعة لـ يحاصرها بالحائط خلفها مما جعلها تشهق برعب وهي تطالع حدقتيه التي ثُبِتَتْ عليها بتوتر شديد وقد ابتلعت ما في جوفها من خوفها .. استمعت الي حديثه الهادئ ولكنها تشعر بتهديده المُبطن داخل كلماته :
_ضيقك مني وغيظك طلعيه عليا انا ملكيش دعوة بهدومي تاني يا لين عشان منكدش عليكي .. ايا كان السبب متحاوليش تجري شكلي بهدومي عشان متزعليش مني امين!
حركت هي رأسها مرات متتالية بسرعة شديدة حتي يبتعد عنها .. ضيق حدقتيه وهو ينظر اليها قبل ان يبتعد عنها فـ تنفست هي بعمق شديد وكأنه كان يسحب النفس بأكمله منها .. امسك التي-شيرت الخاص به ثم تقدم من عدة المنايكير الخاصة بها وقام بانتقاء لونين بينما هي كانت تنظر إليه بفضول لـ معرفة سر انتقائه لـ اللونين هذان بالتحديد .. خرج من الغرفة دون حديث وما ان خرج حتي صرخت بصوت مرتفع :
_انت فاكرني خايفه منك لا انا مش خايفه.
وجدته يفتح الباب بصورة مفاجئة وكأنه كان يقف امام الباب بالخارج مما جعلها تبتسم بصورة مفاجئة وهي تتحدث ببلاهة:
_باشا والله دخلت مخابرات بردو نورت.
نظر لها دون حديث قبل ان يغلق الباب خلفه وضحك بصمت علي تلك البلهاء التي قد وقع بها دون ان يشعر ولكنه يُفضله***
انتبه الي انهما قد وصلا الي جامعتها فهي قريبة لـ بيتهما كثيراً .. لاحظ انها تابعت سيرها دون ان تهتم اليه مما جعله يهز رأسه بيأس من تلك العنيدة التي لا تهتم بأحد .. اقترب منها حتي يعطيها اموال لها من اجل الاحتياط ولكنه قد توقف وهو يشاهد هذا الفتي الذي قد سبق وقد تحدث معها يقف معها ويبدو انه يضايقها بحديثه ...
ما ان وصلت لين الي الجامعه حتي تركت معاذ وتحركت سريعاً الي الداخل وقد استغلت انه قد اندمج في شيء اخر بعقله لـ تنسحب بسرعة من امامه وهي تتحرك بخطوات شبه راكضة ولكنها قد توقفت في منتصف طريقها وهي تري مروان يعترض طريقها وهو يتحدث بسخرية :
_الشيخه لين وصلت .. ازيك يا شيخه لين.
_ممكن افهم ايه طريقة الكلام ديه ؟
قالتها لين بضيق من سخريته التي يتحدث بها معها .. تحدث مروان بتعجب مصطنع :
_يا خبر لهو انتي متعرفيش .. انا بس عندي سؤال انتي عملتي عليا ليه شيخه لم جيت اتكلمت معاكي؟ ما كان ممكن تقوليلي انك مرتبطه بواحد تاني ومكنتش هتكلم اصلي مبحبش اشارك اكلي مع حد.
قالها بسخرية وهو ينظر اليها بازدراء شديد مما جعل حدقتيها تتوسع بصدمة قبل ان تنهره بغضب :
_انت بتقول ايه انت اتجننت!
_اه اصل العلقة اللي خدتها من رجالة حبيب القلب جننتني بعيد عنك.
قالها هو باستهزاء منها فـ تحدثت هي بعصبية وقد بدأت اعصابها بالانفلات :
_حبيب قلب مين يا مجنون انت .
_اعملي عليا انا الشريفه بقي اشحال موصلك بنفسه انتي...
لم يكمل جملته لـ يتفاجئ بلكمة تتصدر منتصف وجهه جعلته يرتد للخلف عدة خطوات .. شهقت لين بفزع وهي تشاهد معاذ الذي قد ظهر فجأة امامها وقد كان صدره يعلو ويهبط بعنف وحدقتيه تشعان غضباً قبل ان يمسك مروان من تلابيب قميصه وهو يتحدث بهمس مرعب :
_قولتلي بقي مالها يا روش؟
_انت بقي اللي الهانم بتتقل علينا عشانك انت!
قالها مروان بمكر وكره لـ معاذ الذي نظر له وابتسم بسمة مرعبة قبل ان يردف :
_اه انا وهديك اسباب وده اول سبب.
لكمه بعنف مره اخري جعلت انفه تنزف مما جعل لين تصرخ وهي تطلب المساعدة من الامن قبل ان تقترب من معاذ وهي تحاول جذبه مترجيه :
_معاذ سيبه الله يخليك سيبه يا معاذ.
_معاذ من مروان مفرقتش كتير كله بحرف ميم.
كلها مروان ببرود وهو يتألم من لكمة معاذ فـ سبه معاذ بصوت مرتفع وقبل ان يهجم عليه مره اخري وجد رجال الامن قد اتوا وهم يمسكون به هو ومروان فـ نظر الي لين التي صدمته بنظرات الكره الموجه اليه مما جعل حركته التي يحاول بها ان يفك من يد رجالي الامن تتوقف وهو ينظر اليها بنظرات جوفاء ...
بعد قليل غادر معاذ بوجه صلب لا يظهر به وخلفه لين التي كانت تبكي وهي تشعر بفداحة ما ارتكبته مُنذ قليل بالداخل .. وصلا الاثنين الي البيت الخاص بمعاذ وقد دلف معاذ الي غرفته دون حديث بينما قد وقفت هي منتصف الصالة تنظر الي باب الغرفة بندم شديد ولكنها قد انتفضت حينما استمعت الي صوت التكسير داخل الغرفة مما جعلها تتقدم من الباب وهي تتحدث ببكاء :
_معاذ .. معاذ افتح انا اسفه والله اسفه مكنش المفروض اقول كده انا اسفه.
استمعت الي صوت التكسير قد ارتفع مما جعلها تصرخ بفزع وهي تحاول فتح الباب قبل ان تتحدث برعب وصوت باكي:
_معاذ بالله عليك افتح انا خايفه ارجوك.
انتبهت الي ان صوت التكسير قد توقف مما جعلها تبتسم بامل زاد وهي تراه قد فتح الباب ولكن ذلك الامل قد ذهب حينما طالعت حدقتيه الحمراوتين وكأنه كان .. يبكي! تجاهلها وهو يتحرك للامام ولكنها قد اقتربت منه وهي تمسك بذراعه وهي تتحدث :
_معاذ انا اسفه والله العظيم.
نفض ذراعه بعيداً عنها بغضب شديد قبل ان يتحدث بتحذير :
_ابعدي عني احسنلك.
_لا مش هبعد .. انا عارفه ان اللي عملته ده غلط بس .
صرخ بها مقاطعاً اياها مما جعلها تنتفض الي الوراء بفزع :
_بس ايه! انتي مستعرة من اني جوزك .. انتي عارفه انتي عملتي ايه قدامهم انتي نفيتي كوني جوزك يا لين .. انتي بكل برود قولتي لا مش جوزي وكدبتيني لولا اني لسه مشلتش القسيمة من المحفظة كان ايه حصل يا لين! ردي عليا كان ايه اللي ممكن يحصل .. انا عارف من الاول انك مش متقبلاني لاني اسطي معاذ زي ماانتي دايما كنتي بتقولي عليا وشيفاني كده بس توصل لدرجة انك تنكري انك واحده متجوزة عشان انا بس جوزك للدرجة ديه انا تقيل علي قلبك !
حركت رأسها بنفي وهي تبكي بقوة فهي تعلم فداحة ما ارتكتبه وكِبره .. حرك يده بعنف علي وجهه وهو يقاوم تلك الغصه التي تملكته متحدثاً بنبرة مهزوم وهو ينظر لها بضعف جعلها تشعر بالصدمة فهي للمرة الاولي التي تري بها معاذ بتلك الحالة وبفضلها :
_ليه عملتي كده؟ عشان شغلي! ومن امتي الشغل كان عيب يا لين! ده انا حبيتك واختارتك عن كل البنات اللي في العالم .. الكون كله كان في كفة وانتي في كفة تانية لوحدك وكفتك دايما اللي بتتقل وبتغلب اي كفة تانية .. ليه تأذيني وتطلعيني عيل قدام الناس بالصورة المُهينه ديه .. تخيلي كده تيجي قدام حد واقولهم مش مراتي ومعرفهاش شعورك هيبقي ايه .. انتي كسرتيني وكسرتي قلبي .. ده الحب اللي كانوا بيقولوا عليه واحنا عيال ملعون ده حب يا لين وملعون ده قلب حبك وخلاكي تذليني بالطريقة ديه .. انا دلوقتي اللي بقولك يا لين اني هنسحب من حياتك نهائي عشان متفضليش شايلة هم الزبالة اللي انتي متجوزاه .. انا اسف ليكي يا لين هانم علي الذنب اللي عملته في حقك بأنك تتجوزي واحد زيي والله يسامحك علي كسرة قلبي ديه يارتني ما قابلتك.
كانت تستمع الي حديثه بصدمة كبيرة وقد زاد وجعها حينما وجدت تلك الدمعه التي قد سقطت من حدقتيه وقد محاها سريعاً قبل ان يتركها ويغادر من البيت بأكمله بينما هي قد وقعت ارضاً باستسلام وخزي شديد من نفسها فهي لتوها قد كسرت قلب من عشقها بحق بكل برود وغباء اخذت تبكي بندم شديد علي ما فعلته بحقه فهو لا يستحق منها هذا ابداً ولكنها قد قتلته بـ دمٍ بارد ودون ان يرف لها جفن!
..............................
_معاذ انت رايح فين؟
قالتها لين بقلق وهي تقف امامه في الصالة وقد وجدته ممسكاً بـ حقيبة صغيرة في يده .. اقتربت منه بخطوات بطيئة وهي تتحدث :
_رايح فين؟ وايه الشنطة ديه!
_مسافر.
قالها بنبرة باردة دون ان ينظر لها بينما توسعت هي حدقتيها بدهشة وهي تردد :
_مسافر !! مسافر فين وهتقعد قد ايه؟
_معتقدش انه يهمك بس انا مسافر برا البلد خالص وهقعد العمر كله.
نظرت له بصدمة من جملته اهو سيترك مصر بأكملها .. سيتركها!! تحدثت بتلقائية شديده :
_وهتسبني ! هتسبني لوحدي وتسافر.
لاحظت تلك البسمة الساخره التي قد ارتسمت علي محياه قبل ان يجيبها ساخرا :
_اللي يسمع كده يقول ان انتي بتحبيني وخايفه علي فراقي بس انا عارف قصدك .. انتي خايفه اني اسيبك كده لوحدك لا تكوني طولتي لا بلح الشام ولا عنب اليمن بس متقلقيش انا .. هطلقك قبل ماامشي.
قالها جملته الاخيره بصعوبة وهو يبتلع ما في جوفه بينما هي قد تجمعت الدموع داخل حدقتيها وهي تهز رأسها بنفي متحدثه بصوت متحشرج :
_بس انا مش عايزه اتطلق يا معاذ ومش عايزه ابعد عنك.
ضحك بملء فمه وقد كانت ضحكته بصوت مرتفع مما جعلها تنظر اليه بتعجب قبل ان يجيبها بنبرة وجع :
_انتي ايه حكايتك؟ فكراني ايه يا لين اني همشي علي مزاجك؟ مش عايزاني وناكرة وجودي في حياتك وفجأة بقيتي عايزه وجودي لا ومش عايزه تبعدي عني ايه حكايتك.
_انا اسفة والله العظيم انا اسفه علي اللي عملته والله العظيم انا بقالي اسبوعين اهو من ساعة اللي حصل مش طايقه نفسي ولا مسمحاني .. انا مكنش قصدي اجرحك ولا اوجعك والله ما كان قصدي.
_بس انتي عملتي كده وخلاص يا لين خلصت .. قصتنا خلصت من قبل ما تبدأ اصلا .. اتمنلك السعادة مع شخص يكون علي قد احلامك اللي انا مقدرتش اكون قدها مع اني حاولت والله واستحملت اللي محدش كان هيرضي يستحمله منك يا لين .. برغم وجع قلبي منك الا اني مش قادر غير اني ادعيلك بالسعادة مع الشخص اللي تختاريه لاني برغم كل حاجه مش هرضي ليكي الاذي.
كانت ترتجف وهي واقفه في مكانها وقد تساقطت دموعها بالفعل بينما كان ينظر لها هو ببسمة حزينة قبل ان يقترب منها وامسك وجنتيها بين راحتيه قبل ان ينحني لـ يطبع قبلة هادئة علي جبينها وهو يغمض حدقتيه فـ سقطت دمعه من حدقتيه جعلت الاخري تغلق حدقتيها بألم شديد وهي تشعر بأن احد يمزق قلبها باظافره .. ابتعد عنها وهو ينظر اليها قبل ان يتحدث بصوت مبحوح :
_اشوف وشك علي خير يا لين .. انتي طالق.
تعال صوت شهقاتها بعد جملته تلك بينما امسك هو حقيبته وهو يرحل فامسكت هي يده مسرعة وهي تتحدث :
_معاذ متمشيش!
_متأخر اوي يالين.
قالها بألم شديد دون ان يستدير لها وسحب يده من بين كفها فسقطت يدها بجوارها ورحل سريعاً هو من البيت وما ان رحل حتي صرخت لين بصوت مرتفع باسمه وهي تبكي بقوة شديدة علي ما قد فعلته بحق نفسها وفي حقه لقد خسرت كل شيء بسبب غبائها وتعنتها الغير مبرر معه وفي حقه وقد استسلمت الي تلك النهاية القاسية من وجهة نظرها .
.................................
_ست لين استاذ معاذ رجع بالسلامة.
كانت تلك كلمات المسؤل عن بنايتهما حينما وجد لين التي قد عادت لتوها من العمل وهي تحمل عدة اكياس في يدها والتي قد وقعت منها ارضاً حينما استمعت الي جملته .. نظرت إليه بصدمة قبل ان تردف بتلعثم :
_م معاذ رجع.
اقترب منها البواب وهو يحمل تلك الاكياس التي قد وقعت منها وهو يتحدث بسعادة :
_ايوه ياست هانم لسه جاي من ساعة هنا ومجبتش سيرتك خالص كأنك مشيتي من هنا زي ما قولتيلي لو حصل حاجه زي ديه.
حركت لين رأسها بتفهم وهي تشعر بأن الدنيا قد التفت من حولها فهو قد عاد بعد ان غاب لـ خمس سنوات دون ان يُسمع اية اخبار عنه .. اخذت الاكياس من يد البواب وهي تشكره بنبرة ضعيفة قبل ان تصعد علي الدرج الي شقتها التي قد اتخذتتها في تلك العمارة اعلي شقتهما السابقة بدور واحد فقط وفوقها ايضاً .. كانت تصعد علي الدرج ولكن تخشبت قدميها وهي تستمع الي فتح باب شقته ويظهر هو من خلفه لم تستطع ان تلتف اليه وكانت ستصعد مسرعة ولكنها تراجعت حينما استمعت الي اسمها بصوته الذي يظهر به الصدمة :
_لين.
اغمضت حدقتيها وهي تعترف انها الان فقط اكتشفت كم افتقدته وافتقدت الي ندائه لها بتلك الطريقة التي يلفظ بها اسمها دائماً .. وضعت الاكياس التي بيدها ببطء علي السلم قبل ان تلتفت اليه وهي تنظر اليه بتفحص شديد لقد تغير .. للافضل!
لقد ازدادت وسامته وبخاصة تلك الدقن التي قد نماها والتي قد زادت من رجولته وجسده الذي ازداد عرضاً بتلك العضلات الجديدة التي قد ظهرت مما زادته فخامة وعظمة !
ابتسمت له بهدوء شديد قبل ان تلفظ اسمه ببطء شديد وكأنه تتذوقه :
_معاذ.
كان يطالعها بصدمة شديدة من وجودها هُنا فهو لم يتوقع انه سيقابلها بعد تلك المدة الطويلة وفي بنايته ايضاً .. لقد تغيرت كثيراً فلقد تخلت عن حجابها الصغير لـ ترتدي مقابله خِمار وقد كانت مرتدية جيبة واسعة وبلوزة طوي.. مهلاً انه ذاك التي-شيرت الذي قد خربته يوماً ما وقد كام هو بتجميله حينها بـ مناكيرها بـ وضع نقاط سوداء علي تلك البقعه الحمراء واخراج لها فرعين خضروين لـ تشبه ثمرة الـ "فراولة" ولكنه لم يظهرها لها ابداً كيف حصلت عليه ! كانت مرتديه عليه جاكيت من خامة الجينز فقد كانت .. اميرة!
لاحظ اقترابها منه بخطوات بطيئة مما جعله ينظر اليها بترقب قبل ان تتحدث ببسمة هادئة جميلة :
_حمدلله علي السلامة يا معاذ .
_الله يسلمك .. عاملة ايه يا لين؟ اخبار عيلتك ايه وحياتك؟
قالها بهدوء مصطنع خلفه فضول شديد واشتياق لم تستطع تلك السنوات ان تخفيه ابداً .. حركت لين رأسها بخفوت قبل ان تتحدث :
_الحمدلله كلنا بخير .
_وحياتك يا لين ؟ عاملة ايه في حياتك؟
قالها بفضول لم يتحكم في اخفاءه ولكنه لم يندم سوي انه يخشي من اجابتها ولكنها تحدثت بما فاجئه فهو لم يتوقع ان تكن تلك الاجابة :
_بقيت مُدرسة علوم لطلاب اعدادي وتمام اهو الحمدلله .. انت اللي عامل ايه في حياتك وعملت ايه ؟ الغُربة حلوه علي كده؟
نظر لها بترقب من جملتها تلك لا يعلم مغزاها وبخاصة وهي تصدر له ذلك الوجه المبتسم الهادئ دون ان يظهر عليها اية مشاعر اخري ولكنه اجابها بنفي :
_ابداً عمر الغربة ما كانت حلوه .. لو كانت حلوة مكنتش رجعت.
حركت رأسها مرتين بتفهم قبل ان تتحدث باخر ذرات ثباتها حتي لا تنهار امامه وتبكي الان:
_حمدلله علي السلامة رجعوك .. عن اذنك.
قالتها قبل ان تعود الي السلم مرة اخري لـ تصعد الي شقتها ولكنها توقفت وهي تستمع الي سؤاله:
_انتي طالعة لمين هنا؟
_طالعة بيتي.
قالتها بهدوء شديد وهي تنظر اليه ببسمة ثابتة لم تحركها فـ تحدث هو بدهشة ممزوه بألم خفي من فكرة انها قد تزوجت هُنا :
_بيتك؟ انتي اتجوزتي هنا؟
_اتجوزت! بس انا متجوزتش! عن اذنك يا معاذ.
تركته وهي تمسك بالاكياس وتصعد بها سريعًا الي الاعلي وبسمة فرحة قد ارتسمت علي ثغرها من كونه مهتم إذا كانت قد تزوجت ام لا ولكنها لا تضاهي فرحتها برؤيته مجدداً امامها .. كان هو يقف وهو يشعر بالذهول هي لم تتزوج بعد تلك السنوات الطويلة لقد توقع انها قد رُزِقَتْ بطفل او طفلة في ذلك الحين ولكنه دون ان يدري ابتسم علي ذلك الحدث الرائع بالنسبة له وقد اتخذها كأنها اشارة من القدر!
........................................
_خير يا مُعاذ في ايه؟
قالتها لين بقلق وهي تجلس امامه في ذلك الكافية المُطل علي النيل بينما كان هو جالساً امامها يمسك في يده كراسة للرسم ما ان طالعتها لين حتي نظرت له بتوتر شديد قبل ان تتحدث :
_ديه بتاعتي صح؟
_نسيتيها يوم ما كنت بوصلك للبيت من المرسم اللي انتي بتروحيه.
قالها بهدوء وثبات وهو ينظر اليها بتفحص .. تحدثت هي وقد وصل ارتباكها الي ذروته :
_وطبعا فتحتها صح؟
حرك رأسه بإيجاب مما جعلها ترفع يدها وهي تحركها علي فمها بتوتر كما هي عادتها في حالة التوتر .. تنفست بعمق شديد قبل ان تتحدث بنبرة حاولت جعلها ثابته قدر الامكان :
_وانت عايز تقول ايه؟
_ليه صورتي في كراستك .. بمعني تاني ليه رسماني يا لين؟ليه انا بس اللي موجود في الكراسة ديه وكأنك مبترسميش غير ليا.
قالها بهدوء مزيف هو ابعد ما يكون عنه فهو بداخله شعلة مُوقدة بنار الفضول والامل .. فهما قد تقربا الي بعضهما البعض في خلال الشهرين السابقين من عدة لقاءات كانت بفعله كانت او بفعلها او خارج عن ارادتهما ولكنها قد جعلت العلاقة بينهما الطف!
_انا فعلا مبرسمش غير ليك .. بيقولك الرسم بيعبر عن اللي جواك وانا بقيت عبارة عنك انت .. يمكن ده كلام مبيتصدقش بس انا بقيت بؤمن بمقولة ان الانسان مش بيحس بالحاجه غير لم تضيع منه وانا محستش قد ايه انا بحبك غير لم انت بعدت .. يمكن انا كنت وخداك من المُسلمات في حياتي بأنك شخص غلس متعمد يستفزني طول حياتي .. انك دايما موجود حواليا وعارف كل حاجه عني يمكن حاجات انا حتي معرفهاش .. حتي لم اتخانقنا بسبب غلطة انا لحد دلوقتي مش مسامحه نفسي عليها كنت مطمنه لاني عارفه انك موجود حواليا ..انا مفقدتش اماني غير لم انت سافرت وسبتني .. ساعتها بس عرفت اني خسرت كل حاجه وعرفت اني بحبك من زمان اوي بس مبقاش ينفع لا انت هترجع تاني ولا انا عندي الشجاعة اللي تخليني اجي اطلب منك السماح تاني ولا كان عندي عين اني ادور انت سافرت فين .. من وقتها وانا اجرت الشقه اللي فوق وحطيت فيها معظم حاجتي بس قليل اوي اللي كنت بسيبه في البيت تحت لاني مبطلتش ادخله .. يمكن مكنش من حقي بس انا كنت ببقي مطمنه وانا في مكان انت كنت فيه قبل كده ريحتك وطيفك بيبقي حواليا .. وكل ما افكر اني ارجع تاني وادور عليك واقولك قد ايه انا بحبك وقد ايه انا مقدرش اعيش من غيرك افتكر جملتك اني اتأخرت اوي وانك تستحق حياة افضل مني بكتير لانك متستحقش غير كل الحب اللي في الدنيا يا معاذ .. عشان كده روحت اتعلم الرسم عشان اطلع اللي جوايا بالرسم لكني كنت غصب عني برسمك انت مفيش في دماغي صورة غيرك فـ انا اسفه اني عملت كده من غير اذنك بس ده كان غصب عني انا اسفه.
لم تشعر بدموعها التي قد سقطت بالفعل من حدقتيها الا عندما مد يده اليها بـ منديل وهو يتحدث بنبرة حانية :
_طب ممكن تبطلي عياط عشان ارد علي كلامك الكبير ده .
_انا معرفش عيطت امتي .
قالتها بصدق وهي تأخذ منه المنديل بينما كان ينظر هو لها بحنان والاهم باشتياق شديد .. تحدث هو تلك المرة ولكن بنبرة حانية عليها :
_تعرفي ان مش عارف اقولهالك ازاي بعد كلامك الكتير ده بس كلامك ده ولا له اي لازمه.
لاحظ نظراتها المنصدمة من جملته تلك فـ اكمل سريعاً :
_مش قصدي اللي وصلك .. اقصد انك لو كنتي جيتي عمري ما كنت هردك ابداً واني عمري ما كنت هقدر اني ارتبط بحد تاني ابداً يا لين .. بل انا اللي كنت خايف من النقطة ديه منك انتي انا من كتر ما انا مكنتش عايز اعرف حاجه انا بطلت اسأل عنك بعد خمس شهور من سفري لم اتعرفتي علي البشمهندس اللي في بيت عيلتك ساعتها قولت ده اللي انتي بتدوري عليه ودعيتلك بالسعادة وبعدت انا بعدها .. لم رجعت ولقيتك في العمارة قلبي وقع لـ تكوني قررتي تتجوزي هنا كنت حاسس بالغدر ساعتها اوي لكن اتصدمت لم عرفت انك متجوزتيش وعايشة هناك لوحدك حسيتها ساعتها اشارة من ربنا وقررت اني احاول تاني اني اقربلك واللي كان بيفاجئني اني مكنتش بلاقي صد منك بل بالعكس ساعات كنت بحس انك بتقربي مني زي ماانا بقرب ولم شوفت الاستكش ديه حسيت بشعور غريب وقولت معقول تكوني بتحبيني لحد ما انتي جيتي وقولتي الكلام ده كله .. احب اقولك انك لو كنتي عايزه تصدميني فـ انا اتصدمت خلاص.
انهي حديثه بنبرة مرحة مما جعلها تبتسم قبل ان تسأله بخفوت :
_يعني انت قصدك انك؟
_اني بحبك واني زيك مش عايز اعيش من غيرك .. واني تعبت من البُعد وكفاية اوي السنين اللي مرت ديه واحنا بُعاد عن بعض .. واني معرفتش انساكي ولا احب غيرك طول فترة الغربة ديه .. واني لم رجعت حبيتك من الاول وكأن حبي قبل كده مكنش كفاية عشان اقع فيكي تاني .. اه انا اقصد كل الكلام اللي انا قولته ده وبقولك في وسط الناس ديه كلها .. تتجوزيني والمره ديه واحنا الاثنين موافقين علي بعض ومحدش مغصوب من التاني!
انهي حديثه وهو يخرج علبة مخملية حمراء من جيب الجاكيت الخاص به ويفتحه امامها لـ يظهر امامها خاتم زفافهما الذي قد تركته في شقته مما جعلها تنظر اليه بدهشة واعين تلمع بالسعادة والدموع .. تحدث هو بابتسامة عاشق والجميع ينظر اليهما :
_موافقه نقضي بقية حياتنا مع بعض يا لين وانا لسه زي ماانا مجرد اسطي في ورشة حتي بعد ما اشتريت الورشة وبقت بتاعتي انا هفضل شغال فيها .. موافقه يا لين؟
نظرت له للحظات وقد محت الابتسامة من علي وجهها مما اصابه بالتوتر والشلل في مكانه ولكنه سرعان ما ابتسم وهو يراها تأخذ الخاتم من العلبة وهي ترتديها قبل ان تجيبه :
_قلبي وافق عليك من غير ما يستشيرني فـ مين انا عشان ارفضك يا اجمد اسطي في المنطقة!
#اسكريبت
#انتِ_لي_وحدي
#Nemo
#Menna_Elnady
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Short Storyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !