"لقد وقعت في عشقي مرغماً يا حبيبي"

1.7K 102 10
                                    

_هو انا ممكن اعرف انت مش حابب تكلمني ليه؟؟
قالتها بحيرة واضحة في نبرة صوتها وهي تنظر اليها بتوجس شديد من صمته الغريب عليها .. رمقها بنظرة سريعة قبل ان يجيبها بنبرة شعرت ببرودة تسري بجسدها من خلالها :
_مين اللي قال .. انا بس معنديش كلام اقوله .
_معاذ .. احنا فرحنا بعد اسبوع .. اسبوع وهبقي مراتك .. فهمني في ايه .. لتكون مش عاوزني ولا حاجه ؟
اردفت بجملتها بمرح وهي تنظر اليه ولكن ملامح المتهجمه التي لم تنذر بابتسامة بسيطه جعلت بسمتها تتلاشي وقد دق داخلها ناقوس الخطر .. راقبت نظراته المُهتزه وهو يحاول ان لا ينظر داخل حدقتيها وهو يردف بتوتر :
_انا عارف ان الكلام اللي هقوله ده مينفعش اقوله دلوقتي خصوصا ان زي ما قولتي فرحنا بعد اسبوع بس انا مش قادر .. مش عارف اخبي عليكي يا لين .
شعرت بدقات قلبها تتسارع بداخلها وهي تشعر بالخوف من حديثه القادم وغصبا عنها مدت يدها وهي تمسك بيده قبل ان تضغط عليها ورسمت بسمة مرتعشة لاحظها بسهولة وتحدثت :
_قول يا معاذ .. هسمعك .
شعر بالذنب من حديثه القادم الذي سيرميه بوجهها ولكنه لا يريد ان يظل يخدعها بتلك الطريقة فـ تحدث ببرود اجاد في رسمه :
_انا فعلا مش عايز اكمل معاكي يا لين .
شعر بيدها قد انسحبت من فوق يده ولكنه لم يهتم وهو ينظر داخل حدقتيها التي ظهر بها الم ولكنه اكمل بنبرة جامدة :
_انا اسف يا لين .
احمرت حدقتيها ووضعت يدها خلف ظهرها وهي تفرك كفيها ببعضهما البعض بقوة دون ان يلاحظها ثم اردفت بنبرة تحمل الالم داخل طياتها :
_طب ليه ؟؟ ليه جاي دلوقتي تقولي الكلام ده يا معاذ؟؟ دلوقتي استوعب انك مش عايزني !
انهت جملتها بنبرة ساخرة استشعرها هو ولم يجد ما يجيبها بها سوا :
_انا اسف يا لين .
ضحكت للحظه وهي تضع يدها علي وجهها تزيح عبارة خائنة غادرت من داخل حدقتيها .. نظرت اليه قبل ان تسأله بهدوء غير مناسب :
_مين اللي بتحبها يا معاذ؟
توسعت حدقتيه بدهشة وهو يطالعها بنظرات مصدومه وقبل ان يُنفي الامر عاجلته هي بقولها :
_انت مش عايزني عشان واحده تانيه يا معاذ .. مين هي وارجوك متكدبش عليا.
كان يشعر بالذنب الشديد وهو يراقبها تضغط علي يدها من وراء ظهرها ولكنه اجابها باستسلام :
_زميلتي في الشغل اسمها مي .. كنت المفروض هتقدملها بس اهلي رفضوا عشانك لانهم شايفين انك المناسبة ليا خصوصا امي واللي هي عمتك بردو يا لين .
كانت تشعر بالخزلان الشديد خاصة من عمتها والتي من المفترض انها من تولت تربيتها بعد ما قد توفي والديها وهي في سن الرابعة عشر نظرت له وهي تتحدث ببسمة قط جريح :
_يعني عمتي كانت عارفه انك بتحب واحده وخلتك تتقدم ليا برغم من كل ده !
نظر بعيدا عن وجهها وهو يعلم انها قد شعرت بالخزلان مما قاله ولكن ما يجعله مرتاب انها ثابته لم تبكي الي الان وهو يعلم انها تتأثر بسهولة بما يحدث معها .. تنفست بعمق بل ان تردف ببساطه :
_انا اسفه يا معاذ بس انا مش هاجي بعد الوقت ده كله ادمر سمعة عيلتي لم ابعد عنك بالطريقة ديه قبل الجواز باسبوع .. فـ احنا ممكن نكمل جوازنا عادي لمدة ست شهور بس وبعدها هنقدر نقنع الناس اننا متفقناش لكن احنا عزمنا كل الناس ومش هينفع نلغي .
التفت بعيدا عنه قبل ان تضع يدها علي قلبها وهي تتحدث بنبرة مرتعشه :
_وبالنسبة لـ حبيبتك انا مش همنعك عنها يابن عمتي ووقت ما تعوز تشوفها شوفها وانا بنفس بعد ما تخلص المدة بتاعتنا هساعدك تتجوزها مش بعيد اجي معاك لاهلها كمان ماانا من اهل العريس.
تساقطت دموعها عند نطقها لـ تلك الجملة وقبل ان يقترب منها غادرته مسرعة وهي تترك المنزل باكمله فـ هي تعيش بالطابق العلوي لهم وعوضا عن الصعود الي شقتها اتجهت الي الشارع حتي تتحرك به براحة وما ان خرجت من الشارع باكمله حتي تركت ذاتها تبكي بقوة وهي ترغب بالصراخ من داخلها .. لم تكن تتوقع بيوم ان يخبرها بذلك الكلام القاسي قبل زفافهم باسبوع يخبرها بعشقه لاخري وهو ينظر اليها بكل برود .. لا تعلم كيف اردفت بتلك الجمل بذلك الثبات وهي تقف معه منذ قليل ...
كانت تشعر بنظرات الناس المستغربه اليها ومن بكائها بتلك الطريقة لا احد يعلم بشأن تلك النار التي تحرقها من الداخل .. استمعت الي صوت هاتفها ولكنها لم تمتلك القدرة حتي لكي تنظر به وتعلم هوية المتصل نظرت حولها وهي تجد مقعد بعيداً للجلوس عليه بانتظار الحافلات فـ توجهت وجلست عليه ولكن رنين هاتفها لم ينتهي مما جعلها تخرجه من جيب بنطالها وهي تنظر به وجدته اتصال منه نظرت لاسمه للحظات قبل ان تغلق المكالمة بوجهه ثم ارسلت بضع كلمات مقتضبة :
"انا كويسة بتمشي شوية وراجعه "
ثم اغلقت الصوت نهائيا حتي لا يزعجها احد واخذت تنظر للناس بشرود كبير وهي تفكر فيما سوف تفعله اكان من الافضل ان تتركه .. ولكنها لن تتحمل نظرة الناس اليها وما سوف يقال عنها كم حدث مع صديقتها التي تركت زفافها قبل الموعد بيومين فقط .. ستتحمل فقط لـ ستة اشهر وبعد ذلك ستتركه وترحل لتستكمل دراستها بالخارج وستحاول ان لا تحتك به تلك الفترة حتي لا يترك معها ذكري تؤلمها في المستقبل .
.............................
دلفت الي منزلهم الجديد وهي تنظر الي المنزل بسخرية .. فهي من قامت بتوضيبه علي زوقها حتي تأتي من تجلس به بعدها .. تذكرت اثناء الفرح عندما عرفها علي مي التي كانت تنظر اليها بغيظ كبير وتذكرت جملتها الباردة لها حينها :
_كلها ست شهور وصدقيني انا هسبهولك خالص .
لم يسمعها وهي تخبرها تلك الجملة لانها كانت تحتضنها وتهمس باذنها ولكن بداخلها كان يبكي .. تذكرت عندما رأته يرقص مع اصدقاءه ببهجة وكأنه فرح حقيقي مما جعلها تبكي وعندما سألتها عمتها اخبرتها فقط انها كانت تتمني وجود والديها معها ثم ضحكت وهي تزيح تلك العبارات عن عينيها واستفاقت من ذكرياتها عندما وجدت دمعه علي خدها دون ان تشعر ...
كان ينظر اليها بصمت وهي تنظر في ارجاء البيت بسخرية وتلك النظرات التائهه التي تحتل حدقتيها وتلك الدمعة الشاردة وقبل ان يتحرك وجدها قد ازالتها باصبعها مما يدل علي افاقتها .. نظرت اليه قبل ان تتحدث بهدوء :
_انا هنام فين؟
_انتي هتنامي في الاوضة عادي وانا هنام في اوضة الاطفال .
قالها بهدوء وترقب فـ حركت هي رأسها إليه قبل ان تتحرك ناحية الغرفه مغلقه الباب خلفها بينما هو دخل للغرفة المجاورة وهو يتخلص من بدلته سريعا ثم جلس علي الفراش وهو يخطط انه سيخرها بكيفية التعايش معاً فهما لن يعيشا كالغرباء في بيت واحد ...
نهض من فوق الفراش وتوجه امام غرفتها وهو يطرق علي الباب بخفوت وهو يردف :
_لين عايز اتكلم معاكي .
انتظر ثوان قبل ان يُفتح الباب وتطل هي من خلفه وهي مازالت بفستانها مما جعله يعقد ما بين حاجبيها باستغراب مردفا :
_انتي مقعلتيش لسه ؟
تحدثت باستسلام وهي ترفع يدها من جديد تحاول فتح السحابة الخاصة بالفستان :
_مش عارفه افتح السوسته وبقالي ساعة بحاول قولتلهم بلاش سوسته صعبة.
ضحك علي حديثها قبل ان يردف بمراوغه :
_ده احلي حاجه السوسته اصلا .
شعرت بالخجل من حديثه فـ لم تتحدث بينما هو تنحنح بحرج قبل ان يردف وهوو يستدير من الناحيه الاخري ليصبح خلفها :
_كنتي نادي ليا اساعدك .. استني .
قبل ان تعترض كانت يده تمسك بمقدمة السحابة وهو يقوم بسحبها لاسفل بشئ من القوة لانها كانت بالفعل بها شئ من الصعوبة .. فتحها ووقف للحظات متوترا بينما هي التفت سريعا وهي تمسك بمقدمة الفستان قبل ان تتحدث بتلعثم :
_شكرا.
حرك يده بشعره بتوتر قبل ان يتحرك مغادرا الغرفة ولكن قبل ان يبتعد سألته لين باستغراب :
_انت جيت ليه؟
تذكر السبب الرئيسي الذي اتي من اجله فـ التفت لها مجددا وهو يتحدث بابتسامة :
_كنت عايز اتكلم معاكي بس هستناكي لم تخلصي.
حركت رأسها وهي تراقب ذلك التوتر الذي يتملكه من يراه يظن انه عاشقاً لها ولكنه ليس بالنهاية سوا ذكر مما جعلها تعود للغرفة من جديد مغلقة الباب خلفها ...
بعد دقائق خرجت لين من الغرفة وهي ترتدي احدي منامتها البيتيه المعتاده بالنسبة اليه مما جعله يتنفس الصعداء فهو كان يخشي شئ اخر .. جلست امامه علي الاريكه وهي تتحدث باستفسار :
_خير بقي؟
_بالنسبة لـ قعدنا مع بعض فـ احنا هنتعامل عادي كأن مفيش اية حاجه حصلت هنتعامل كـ قرايب زي مااحنا لان مش هنعيش مع بعض زي الاغراب يا لين ولا ايه .
قالها بتساؤل وهو ينظر اليها بينما هي قد رفعت قدميها الي صدرها وهي تحاوطها بيدها مستنده برأسها عليها وهي تنظر للأرض للحظات قبل ان ترفع رأسها متحدثه بابتسامة باهته :
_انا كنت بفكر في نفس الشئ ومكنتش عارفه اجبهولك ازاي بس كويس انها جت من عندك يا معاذ .
حرك رأسه بتفهم قبل ان يمد يده اليها متحدثا بابتسامة مرحه :
_يعني خلاص اصحاب.
نظرت ليده الممدوده قبل ان تمد يدها وهي تتحدث بنبرة باهته :
_اكيد .. اصحاب وبس .
لم ينتبه اوي الي نبرة صوتها مما جعله يردف بمرح :
_حيث كده بقي روحي نامي عادي .. شكرا يا لين .
نهضت سريعا وكأنها كانت تنتظر ذلك الاذن ولكنها توقفت في المنتصف وهي تتحدث ظهرها موالي لـه :
_بس جميلة مي .. ليك حق تحبها يا بختك بيها .
اختفي المرح الذي كان علي وجهه وحل مكانه عبوس شديد بينما هي دلفت الي غرفتها مغلقه الباب خلفها وهي ترفض البكاء .. لقد ملت من الضعف ولم يعد ذلك وقت الاستسلام هو لا يريدها بل يرغب بأخري اذا لم تبكي عليه .. استلقت علي الفراش وذهبت بنوم متعب فـ اليوم لم يكن هيناً ابداً .. بينما هو بالخارج كان يشعر بالضيق من اجلها فهي برغم كل شئ ابنة خاله الصغيره التي تولي تربيتها مع عائلته وكان قريب اليها .. لم يكن يرغب بتلك الحادثه بأن تحدث معها في حياتها ولكنها قد حدثت وعلي يده !
................................
_ايه ده ايه ده .. مكنتش اعرف انك بتعرفي تطبخي يا لين .
قالها معاذ بدهشه بعدما قد عاد من عمله وتخلص من ثيابه وارتدي ثياب رسمية مريحه .. فـ لقد مر شهر علي زواجهم وانتهي معه فتره الدلع الخاصة به وبوالدته التي كانت تحضر لهم الطعام بحجة "عرسان جدد" او كان يحضر هو طعام مُجهز من الخارج لعلمه انها لا تجيد الطهو او هكذا كان يظن .. اجابته وهي تجلس علي المائده بينما جلس هو بجوارها :
_يعني مبعرفش اوي علي قدي .. كنت بجرب في نفسي وانا في البيت .
_ومقولتيش لحد ليه ديه ماما كانت هتفرح بيكي اوي .
قالها معاذ بمرح وهو يبدأ بتناول الطعام المطهو امامه وقد ارتسمت ملامح الصدمة علي وجهه وهو يتحدث بانبهار :
_الاكل تحفه .. كنتي مخبيه ده فين .. ده انا خلصت فلوسي علي الدليفري.
ضحكت بقوة علي حديثه وهي تتحدث بمشاكسه :
_انت اللي كنت بتعمل .. حد يلاقي دلع وميتدلعش ده حتي يبقي حرام .
_حقك .. من هنا ورايح مفيش دليفري خلاص انا عايز ادوق باقي الاكلات اللي عندك بصي ابهريني .
_بالهنا علي قلبك.
قالتها بابتسامة فـ امسك يدها بتلقائية وهو يقبلها برفق مما جعلها تنظر اليه بصدمة وتحدث هو بابتسامة :
_تسلم ايدك يا لين.
سحبت يدها بسرعة من يده بتوتر وهي تبتسم ابتسامة مرتعشه ثم نظرت الي طبقها واخذت تتناوله بتوتر بينما هو ابتسم علي خجلها منه بعد مرور شهر من وجودهما مع بعضهما البعض واكمل اكله بصمت هو الاخر وبعد ان انتهةا نهضت وهي تحمل الاطباق متوجهه الي المطبخ واسرع هو خلفها وهو يتحدث بنبرة سريعة :
_انتي عملتي الاكل وانا هعمل المواعين .
_لا عادي مش هياخدوا مني وقت اصلا .
قالتها بدهشه من طلبه فـ تحدث هو بنفي وهو يُبعدها عن طريقه متحدثا بمرح :
_ده اقل حاجه ممكن اقدمها علي الاكل القمر ده .. لكن لو عايزه تعملي حاجه بصحيح فـ اعملي حاجه نشربها .
كانت تنظر له بدهشه من تعامله معها بتلك الطريقة فهو لم يفعل ذلك معها مُنذ زواجهم ولكنها لم تعترض بالنهاية وتوجهت لاعداد المشروب الذي سيتناولنه ...
بعد دقائق جلسا الاثنين في الشرفه وهم ينظروا الي الشارع الخارجي وبيد كل واحد منهما الكوب الخاص به .. نظر لها معاذ متحدثا بتساؤل:
_بدأتي تتعلمي طبخ امتي ؟ انتي مكنتيش بتعرفي تعملي حاجه .
_من المصروف اللي كنت باخده كنت بجيب بيه حاجات في البيت من ورا عمتو طبعا وكنت بقعد بالليل لوحدي زهقانه في الشقة فـ كنت بتدرب علي عمايل الاكل .. مقدرش اقولك كام مره طلع بايظ مني لحد ما ظبطه وبقيت اعرف اتناقش مع وصفات المطبخ ونفهم بعضينا
انهت حديثها بمرح شديد مما جعله يضحك عليها واردف باستفسار:
_بس ايه السبب يعني .. ماما كانت بتعمل الاكل دايما وانتي كنتي بتقعدي معانا يعتبر فـ اللي اعرفه ان اللي بيلاقي كل ده يتعلم الاكل ليه ؟
_عشان انا اكيد مش هفضل طول حياتي قاعده معاكم يعني .. اكيد كان هيجي يوم واستقل بنفسي واتجوز وبدل ما يرجعني ليكم تاني اخليه يتمسك بيا بقي .
قالت جملتها بمشاكسه بينما هو كان ينظر اليها بنظرة اخري لم يكن يتخيل ان ينظر بها اليها من قبل .. تحدث بنبرة ذات مغزي :
_علي كده ده انا مسبكيش من ايدي بقي .
اخذ المرح علي وجهها يتلاشي ببطء وهي تستوعب جملته ولكنها اردفت بنبرة ساخره :
_وبالنسبة لـ مي ايه الكلام ؟
استفاق من مخيلته عندما ذكرت اسم مي فـ تحدث بمرح :
_عادي الشرع قال مثني وثلاث ورباع .
_بس انا مقبلش ان جوزي يتجوز عليا يا معاذ .. لاني مش قليلة عشان اقبل انه يجبلي ضرة ولا انا بحب اشارك حاجه ملكي مع حد انا لو حسيت اني بقيت مش مرغوبة همشي مش مضطرة اني ابقي ابدا .
قالتها بحده وهي تنظر اليه قبل ان تلتفت وتنظر الي الشارع من جديد بينما هو شعر بالضيق دون سبب مقنع .. نهض من فوق الكرسي قبل ان يتحدث باقتضاب :
_شكرا علي القهوة .
ثم تركها ودلف الي غرفته بينما هي نظرت الي الكوب بيدها وهي تشعر بحاجة للبكاء فـ بكت بصمت هي ابدا لن تقبل بأن تشاركها اخري به والا لم تكن لترحل بعيداً عنه مسحت دموعها وهي تنظر الي السماء بشرود شديد وقلب ملكوم !
.................................
_لين !
قالتها عمتها بصدمة وهي تنظر الي تلك الواقفة امامها علي الباب بعد مرور سنتين علي وجودها بالخارج .. ابتسمت لها لين قبل ان تردف بصدق :
_وحشتيني اوي يا عمتو .
احتضنتها تلك المسنة بقوة وهي تبكي بفرحة فـ لقد اشتاقت لها بشدة وكانت لين تشاركها العناق بصدق واشتياق كبير فهي ققد اشتاقت لـ كل شئ هنا بما فيهم هو .. ابتعدت عنها عمتها وهي تسحبها الي داخل الشقة مغلقة الباب خلفها ومردفه بفرح :
_اخيرا يا بنتي رجعتي بعد الغيبة الطويلة ديه .. هانت عليكي عمتك يا لين لا حس ولا خبر .
_حقك عليا بس كنت مشغوله في الدراسة والله .. واديني رجعت اهو.. عمو فين .
_خرج وجاي ده هيفرح اوي لم يشوفك ومعاذ كمان .
قالتها بنبرة ذات مغزي مما جعل لين تبتسم بتوتر وهي تشعر بالحزن بداخلها .. من المؤكد انه قد تزوج من مي اخيراً بعدما رحلت .. توجهت الي الاريكه مع عمتها التي ذهبت لتحضر لها بعض المأكولات بينما هي سرحت بخيالها في ذلك اليوم .. اليوم الاخير لهما ...
***_ممكن افهم ايه ده؟؟
قالها معاذ بغضب شديد وهو ينظر الي لين التي كانت تنظر الي الجواب الذي بيده باستغراب وهي تتحدث :
_انا معرفش ده جواب ايه انت اللي ماسكه.
_ده جواب بيقول انك اتقبلتي عشان تدرسي برا .
قالها بحده مما جعلها تشعر بالتوجس فهي لم تتوقع انه سيأتي لها في ورقة توقعت ان تأتي الراسلة علي حسابها الشخصي مما جعلها تنظر اليه بتوتر فـ تحدث بحده :
_ما تردي يا هانم .. كنتي عايزه تقوليلي امتي يا لين ؟
_كنت هقولك.
_امتي ان شاء الله .. لم تسافري؟ هتتصلي بيا تقوليلي معلش انا سافرت عشان ادرس برا !! وبالنسبة للي انتي متجوزاه فـ عادي مش مهم يعرف اصلا مش كده .. ما تردي عليا .
انهي حديثه بصوت اقرب للصراخ مما جعلها تنتفض بفزع وهي تتحدث بـ صوتٍ عالٍ دون اراده منها :
_انت مش مديني فرصة ارد اصلا .. انا كنت هقولك لم يخلصوا الست شهور لاني كنت مخططه امشي يا معاذ من الاول .. ساعتها لا انت هتكون جوزي ولا ليك حكم عليا .
كان ينظر اليها بغضب شديد من جملتها وصرخ بها :
_يعني انتي بتستغفليني وانا معاكي يا لين .
_انا معملتش كده.
_امال اللي انتي عملتيه ده ايه .. قدمتي ورقك برا وانا حته مش عارف من باب العلم بالشئ وشوفتي دنيتك كلها وبتقولي هتقوليلي فـ الاخر .. انتي مكنتيش هتقوليلي اصلا يا لين منكدبش علي بعض .
قالها بسخرية تحتوي علي الحدة مما جعلها تنفجر به فقد طفح الكيل :
_اه مكنتش هقولك يا معاذ ولولا الرسالة اللي جت ديه مكنتش هقولك بردو لاني كنت عايزه ابعد عنك وعن اي مكان انت هتكون فيه فـ اكيد مش هاجي اقولك لانك متستحقش مني انك تعرف زي ماانت فضلت مخبي عني طول المدة ديه انك بتحب وجيت قبل فراحنا باسبوع ضميرك صحي وجيت تقولي مكنتش عارف تقولي من الاول كنت رفضت كل حاجه مكنتش خليت اي حاجه تحصل لكن انت فضلت ساكت كل ده واخترت اسوأ وقت ممكن تصارحيني فيه في الدنيا خلتني بدل مااكون مبسوطه في فرحي اتعس انسانه في الكون لا ومش بس كده جايبلي حبيبتك وبتعرفني عليها بكل بجاحه في الفرح قدام الناس كلها وانا مضطره اضحك واسلم عليها وانا عارفه انكم بتحبوا بعض وانا الشيطان اللي ف النص ...
مسحت دموعها التي سقطت علي وجنتيها بعنف وهي تكمل بنبرة عنيفه :
_عاملتني ليه حلو من الاول لم انت هتمشي ليه كنت بتسيب ليا علامات حلوه وتخليني احبك وانت اساسا مش بتبص ليا .. ليه جيت اتقدمت ليا اصلا كنت ارفض كلام عمتي تعالي وقولي وساعتها هقف معاك لكن انت عملت ابشع حاجه ممكن تعملها فـ انت ملكش اي حق انك تحاسبني علي قرار انت السبب فيه يا معاذ مش انا ابدا انت السبب باختياراتك من الاول جرحت البنت اللي انت بتحبها وجرحتني معاك وجرحت نفسك ده لو كنت بتحبها اصلا لان اللي بيحب استحاله يسيب اللي بيحبه بسهولة كده ولا يجرحها وانت عملت كل ده .
انهت حديثها وهي تتنفس بقوة كبيرة وقد افرغت جزء كبير من طاقتها مع دموعها التي ساعدتها في ذلك بينما هو كان ينظر اليها بصدمة كبيره من حديثها معه من تلك المشاعر التي قد اخرجتها لتوها في وجهه هو كان يعلم انها غاضبة منه ولكنه لم يكن يتوقع كل هذا القدر من الالم الذي انفجرت به في وجهه تحدث بألم :
_ياه للدرجادي انتي شايلة كل ده مني يا لين .
ضحكت بألم وهي تضع يدها علي قلبها متحدثه بنبرة محطمه :
_ده جزء من اللي انا حاسه بيه بقالي خمس شهور .. وانت ولا مره لاحظت .. تعرف اني كنت بشوف المسدجات اللي كانت بتبعتهالك .. تعرف حاجه هي كمان مبتحبكش لو كانت بتحبك مكنتش سمحت انك تتجوز وكان زمانها بعدت عنك لان مفيش واحده تقبل ان حد يشاركها فـ اللي بتحبه ابدا يا معاذ ابداً .
اخذت نفس عميق قبل ان تكمل بنبرة بارده لا حياة فيها :
_انا اختر نفسي يا معاذ .. قولتلك قبل كده اني لم احس اني مش مرغوب فيا همشي وانا حسيت كده من ساعة ماانت قولتلي انك بتحبها بس مكنتش قادرة امشي لكن انا دلوقتي قادرة اوي .
كان ينظر اليها بصدمة بعد اعلانها لـ رغبتها الصريحه في الابتعاد عنه .. كان سيخبرها ان تبقي ولكنها من ارادت الرحيل لذا رد عليها بنبرة جامده :
_ماشي يا لين .. انتي عملتي كل اللي انتي عيزاه من ورايا وانا مش هقف عائق في وشك مش هظلمك تاني يا بنت عمتي .
كان سيرحل من امامها ولكنه تجمد في مكانه عندما قالت بنبرة مرتجفه :
_طلقني يا معاذ .. مش هينفع اسافر وانا علي ذمتك.
شعر بألم حاد يتملكه وقبض علي يده بقوة شديدة قبل ان يقول لها بنبره حاول جعلها قوية :
_انتي طالق يا لين.
اغمضت حدقتيها بألم شديد ولم تشعر به وهو يغادر من المنزل بأكمله كل ما تشعر به انه قد تركها .. لم يعترض .. لقد وافق بمنتهي السهولة وكيف له ان يعترض فهو الان سيصبح بإمكانه ان يتزوج من حبيبته !***
_انتي هنا بجد!
استفاقت من ذكرياتها علي صوته .. فتحت حدقتيها سريعا وهي تنظر اليه لقد .. لقد ازداد وسامة ! نهضت من مكانها مسرعة وهي تقف امامه بينما هو كان يتفحصها بعينيه باشتياق شديد وقبل ان تستوعب هي او هو شئ جذبها الي احضانه وهو يعانقها بقوة شديدة جعلت حدقتيها تتسع بصدمة شديدة وقد فتحت فمها بصدمة وهي تستمع الي همسه :
_متبعديش عني تاني يا لين .. متمشيش.
ابتعد عنها بعد مرور دقيقتين وكأنها دهر من الزمن وهو ينظر اليها بابتسامة بينما هي تنظر اليه بصدمة قبل ان تردف بتلعثم :
_انت .. انت ازاي..
_وحشتيني يا مراتي.
_مراتك!!
قالتها بصدمة وهي تشعر بالوهن من تلك المفاجأت بالبداية عانقها وكأنها قد غابت لـ سنوات واشتاق فيهم اليهم والان يخبرها بأنها زوجته !! هز رأسه وهو يمسك يدها :
_ايوه مراتي .. انا رديتك من ساعتها يا لين.
بدلا من الشعور بالسعادة شعرت بالغضب الشديد فـ نفضت يده تحت نظراته المتعجبه وتحدثت بحده :
_نعم انت بتقول ايه ؟ هو انت لسه بتتعامل معايا اني لعبة ليه !!
_انتي متضايقه عشان رديتك!
قالها بدهشة وهو ينظر اليها فـ صرخت به :
_ايوه لاني مش لعبة عندك تطلقني وبعدين ترجعني بمزاجك وانا غبيه مش عارفه حاجه .. طب افرض كنت اتجوزت كان زمان موقفي ايه دلوقتي.
احمرت حدقتيه بغضب وهي تخبرها بانها تصبح زوجة لاخر ولكنه تمالك غضبه وهو يعلم بحقها في ذلك فـ اجابها بهدوء نجح في رسمه :
_انا عارف انك كنتي هتعرفينا لاني عارفك كويس ومش هتتجوزي برا مصر ابدا وساعتها انا هقولك انك لسه مراتي .
_انت رجعتني تاني ليك ليه؟
_عشان بحبك.
توسعت حدقتيها من رده السريع وكأنه لم يكلف نفسه فرصة للتفكير اكمل هو وهو يشاهد رد فعلها :
_اكتشفت فعلا اني محبتش مي .. واني مكنتش بكن ليها غير مشاعر اعجاب .. لكن الحب الحقيقي حسيته وانا معاكي حسيته بسببك انتي .. عرفت لم انتي مشيتي اني مليش اي وجود من غير وجودك .. عرفت لم كنت بشوف مي وبقارنها بيكي وكنتي دايما انتي اللي تفوزي بانك انتي اللي احتليتي قلبي .. لم كنت بشوف مي بتهزر مع زمايلنا في الشغل ومغرش ولم انتي كنتي تحكيلي عن دكتور ف الجامعه ولا واحد صاحبك ببقي هموت من الغيظ والغيرة اني محبتش غيرك انتي .. عرفت انك انتي اللي كنت صح ودايما كنتي صح يا لين .. عرفت اني بحبك وساعتها رجعتك ليا تاني لان محدش يكون في ايده الحب ده كله ويسيبه .. ومجتش وراكي ليه لاني كنت عايزك تاخدي وقتك كله حتي لو هتبعدي عني عمر بحاله بس انا عارف انك في الاخر هترجعيلي وبقلب صافي .. انا بحبك يا لين .
انهي جملته وهو يمسك بيدها ويطبع قبلة دافئة في باطنهما بينما هي كانت مازالت تحاول استيعاب ما قاه اردفت بجملة واحده :
_انت سيبت مي.. مبقاش في مي؟
حرك رأسه بالنفي وهو يردف بابتسامه عطوفه :
_مبقاش في مي .. بقي فيه لين .. لين وبس .
نظرت اليه للحظات قبل ان تقوم بضربه بقوة في صدره وهي تصرخ به بينما هو يراقبها بتعجب ممزوج بالاستمتاع :
_سايبني اخد وقتي واستوعب اللي بيحصل ومرضتش تجيلي .. كنت تعالي كنت تعالي وساعتها كنت هنسي كل حاجه .. انت سبتني سنتين بتعذب وانا بعيد وبتخيل حياتك معها وانكم بقي عندكم عيال وانت هنا عايش ليا دور الغلبان وانا هناك بتألم انت بجد مش طبيعي .
_انا اسف يا لين .. اسف والله علي غبائي اللي كل مره بكتشفه علي ايدك .. اسف سامحيني.
قالها بنبرة اعتذار صادقة فـ توقفت هي عن الضرب وهي تنظر اليه بأعين زائغة تحتوي علي الدموع واردفت بصوت ينذر بالبكاء :
_اسامحك .. عايزني اسامحك؟
حرك رأسه بإيجاب وهو ينظر اليها ولكن نظرة الانكسار التي كانت في عينيها قد تم محوها واقتربت منه وهي تتحدث بنصر :
_انا اتعاهدت عليك قصاد نفسي اني اخليك تحبني زي ماانا بحبك واني هخليك تحبني من غير ماابان اني بحاول اعمل كده وفعلا انا ننجحت في ده .. خليتك تحبني زي ماانا كنت عايزه ومبقاش في مي .. انا فعلا كنت محتاجه ابعد ولو هنتكلم علي اللي وجعني هو لم انت طلقتني ده اكتر شئ وجعني منك اكتر من اي حاجه تانيه يا معاذ .. عشان كده بعدت منها كملت تعليمي وخد ماجيستير ومنها خليتك تتألم زي ما وجعتني وانا معاك لكن الفرق اني كنت بعيده عنك ومكنتش هتعرف تخليني اسامحك بسهولة .
كان يستمع الي حديثها بصدمة وقد شعر بأنه مُغفل بالقصة بأكملها فـ اقتربت منه وهي تقرأ في حدقتيه "ما الذي تقصده" وتحدثت بنبرة هادئة خبيثه :
_اقصد اني مسمحاك من زمان لاني اخدت بحقي وخلصت .. انت اللي مربيني بردو .. علي فكرة ..
اقتربت اكثر منه وهي تطبع قبلة هادئه علي وجنته هامسة في اذنه :
_انا بحبك اكتر ماانت متخيل وهفضل احبك .
ابتعدت عنه وهي تنظر الي ملامحه المنصدمه فضحكت وهي تردف بسرعة وهي تغادر :
_لم تفوق انت عارف هتلاقيني فين .
استفاق بعد دقائق وهو يستوعب ان تلك الصغيره قد لعبت به دون ان يشعر ضحك بقوة وهو قد ادرك اخيرا انه لم يكن سوا المغفل في رواية احدهم ثم سرعان ما ركض ناحية الباب وهو قد ادرك مقصدها اخيراً .. انه سيجدها في منزلهم مما يجعله شاكراً له فـ بينهم حديث طويل لن يجوز قوله سوا ببيتهم حتي تنتهي تلك الخلافات للأبد !

#اسكريبت
#انتِ_لي_وحدي
#Nemo

اسكريبتات انتٍ لي وحدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن