"لا أهتم بحالتك .. فـ انا قد وقعت بعشقك وحُسم الأمر!"

1.7K 85 9
                                    

_اجري بسرعة اجري متقفيش.
قالها بصوت خافض وهو يمسك بيدها ويحثها علي الجري بجواره وكانت هي تركض بأقصي قوتها ولكنها تحدثت بتعب :
_مش قادرة خلاص .
_استحملي لحد ما نطلع من هنا استحملي ارجوكي.
كان يستمع الي صوت الاقدام من خلفه وهي تقترب منهم مما جعل مستوي الادرنالين يرتفع داخل عروقه وازداد في الركض وهو يشعر بثقل بيده حتي ادرك انه يجذبها هي الاخري معه بينما هي لا تبذل مجهود وقد توقفت عن الركض .. تحدث هو بغضب ولكن بصوت هامس :
_انتي اتجننتي هيقتلونا .
_اجري انت يا معاذ انا تعبت خلاص .
قالتها بيأس وتعب فـ حرك رأسه بنفي شديد وهو يتمسك به ولكنه استمع الي صوت الاقدام من خلفه قد اقتربت مما جعلها تردف بنبرة سريعة :
_اهرب انت قبل ما يمسكوك اهرب يا معاذ اهرب.
دفعته بكل ما تبقي لها من قوة فـ ارتد هو للخلف ونظر اليها بدموع وتردد فهو لا يريد ان يتركها هنا بـ مُفردها ابداً وقد كان صوت الاقدام اكثر وضوحاً .. نظر إليها وتحدث بأسف وهو يرتد للوراء وقد اتخذ قراره :
_انا اسف !
ابتسمت له بتعب وقد اخذت الدموع تتساقط من حدقتيها بينما هو التف وركض مسرعاً ولكنه توقف عندما استمع صراخها الذي شق عنان السماء مما جعله يبكي رغماً عنه وأكمل الركض وهو يبتعد ويدعو الله ان ينقذها من براثينهم ...
انتفض من فوق فراشه وهو يتعرق بشدة وقد شعر باختناق شديد يحاوطه مما جعله ينهض من فوق الفراش بأكمله وهو يتجول كالقط الجريح في الغرفة وسرعان ما خرج منها وهو يتوجه الي الشرفة حتي يتنفس بشكل طبيعي .. وقف بالشرفة وهو يرفع رأسه إلي السماء وقد سقطت دمعه خائنه من خلف حدقتيه المغلقتان ثم حرك يده بقوة علي وجهه قبل ان ينظر امامه بشرود شديد ...
لفت انتباهه جسم ضئيل يركض بعيداً وخلفه ثلاث اجسام اخري وقد ساعده وقوعه بالدور الخامس وعد وجود مباني امامه الي الرؤية  جيداً .. دقق النظر وهو يرا جسد فتاه قد ظهرت بشكل ضعيف تحت الاضواء الخافته المنبعثه بالشارع وضوء القمر وقد لاحظ ان من كان يلاحقها بضعة رجال مما جعله يضيق حدقتيه وهو يتابع ما يحدث جيداً ...
اخذت تركض بكل ما تملك من قوة وطاقة وهي تنظر خلفها بخوف شديد وهي تلاحظهم بالرغم من انها بعيده عنهم خمسة امتار .. كانت تدعو الله في داخلها ان ينجيها من هؤلاء الرجال وهي تخشي ان تتعثر في شيء وسط هذا الظلام وضوء الشارع المرتعش لا يُساعد ابداً ...
استمعت الي صوت احد الرجال وهو يهتف بقوة ارسلت الرعشة داخل جسدها مما جعلها تنتفض رغماً منها :
_وحياة امك لو روحتي للصين هنسمكك بردو .
زادت من ركضها وقد تساقطت دموعها رغماً عنها وهي تدعو الله ان ينجيها منهم شعرت بأحد يشد يدها من داخل احد البنايات بقوة مما جعلها تشهق بعنف وفزع ولكن سرعان ما وضعت يد علي فمها وهي تستمع الي صوت هامس :
_انطقي بكلمة بقي عشان اسلمك ليهم بنفسي.
صمتت برعب وهي تنظر إلي ذلك الممسك بها بقوة بينما هو كان ينظر من بعيد الي الخارج حتي وجدهم قد رحلوا بعيداً مما جعله يجذبها معه مسرعاً علي السلالم الخاصة بالمبني خاصته وهي تجري خلفه بفزع شديد .. صعد مسرعاً وفتح باب شقته ثم دلف وهو مازال ممسكاً بيدها وتحدث بارتياح :
_الحمدلله مشفونيش.
التفت الي تلك التي تنتفض بفزع شديد وهي تنظر حولها برعب .. ابعد يده عنها مسرعاً قبل ان يتحدث موضحاً :
_اهدي انا مش هعملك حاجه.
كانت تنظر إليه بفزع وتراجعت الي الخلف حتي تعثرت بـ السجادة فوقعت ارضاً .. اقترب منها سريعاً وهو يمد يده لها مردفاً :
_قومي هساعدك .
ولكنها أبت وهي مازالت تنظر إليه مما جعله يسحب يده ببرود شديد سرعان ما اردف بنبره فضولية :
_كانوا بيجروا وراكي ليه؟
أخذت تبكي بطريقة اثارت ريبته الشديدة .. تحدث هو بضيق :
_انتي بتعيطي ليه ؟
اشارت إليه بطريقة لم يفهمها مما جعله يقطب حاجبه بعدم فهم مما جعله يتحدث :
_مش فاهم .. انتي بتعيطي ليه ؟ ومين دول اللي كانوا بيطاردوكي.
أخذت تشير له بعدة حركات بيدها ولكنه مازال لم يفهم شيء فـ تحدث بشئ من العصبية :
_ما تنطقي يا بنتي انتي خرصه ولا حاجه!
حركت رأسها بإيجاب مسرعة مما جعله ينظر إليها وقد توسعت حدقتيه وتدلي فمه من الصدمة واردف بشيء من المرح:
_لا ده انا بقولها بهزار .. انتي بتهزري ليه بقي.
وجد ملامحها قد تجمدت وقد توقفت عن البكاء مما جعله يتحدث بصوت اقرب للبكاء :
_انتي خرصة فعلا .
نظرت إليه بغضب من كلمته ولكنها حركت رأسها بإيجاب شديد مما جعله يضرب وجهه بالكف بحركة تلقائية مردفاً بـ ولولة كـ النسوة :
_اه يا حوستي السودا يانا ياما !
اقترب منها مسرعا مما جعلها ترتد للخلف بنفس السرعة وهي تنظر إليه برعب شديد فـ تحدث هو بتساؤل :
_يعني انتي مبتتلكميش خالص خالص يعني .
لاحظ احمرار حدقتيها من الغضب مما جعله يتكلم بحسرة شديدة :
_يبقي خالص .. اه ياااني .
كانت تتابعه بغيظ شديد من سخريته منها مما جعلها تضربه في كتفه بحدة .. رفع نظره إليها بغضب قبل ان يتحدث :
_ايه بتضربيني ليه خليني اشوف المصيبه اللي جيبتها لنفسها.
اصدرت صوت شعر بأنه تهكم من جملته مما جعله يلوي شفتيه بسخرية ولكنه تحدث بصورة مفاجئه :
_طب انتي بتعرفي  تكتبي؟
حركت رأسها بنفي شديد ولكنه ممزوج ببعض الخوف خاصة وهي تراقب عروقه التي انتفضت من الغضب الذي يتحكم هب فـ صرخ بها دون وعي :
_لما انتي لا بتعرفي تكتبي ولا بتتكلمي اصلا امال عايشة ليه ؟
تجمعت الدموع داخل حدقتيها من جملته ونكست رأسها ارضاً مما جعله يستغفر الله بصوت مسموع قبل ان يردف ببعض من الهدوء :
_خلاص متزعليش انا اسف مكنش قصدي .
ولكنها لم تفعل فـ تحدث هو بقلة حيلة :
_ماانا مش عارف بردو اتواصل معاكي ازاي قدري ده .
رفعت رأسها من جديد وهي تزيل دموعها وكانت ستشير له ولكنها ادركت انه لا يفهم لغة الاشارة مما جعلها تنظر حولها مسرعة حتي وجدت طلبها وهو دفتر صغير موضوع علي الطاولة وبجواره قلم .. اقتربت منهم مسرعة ورسمت وردة ثم اشارت بالدفتر في وجهه .. نظر إلي الرسمة ثم إليها وتحدث بحيرة :
_افهم ايه انا بقي .
نظرت إليه بشئ من الضيق وأخذت ترسم اشياء عشوائية وهو يراقبها حتي اردف فجأه :
_قصدك انك بتعرفي ترسمي !
وبحركة تلقائية ارسلت إليه بوسة علي فهمه اخيراً مما جعله ينظر إليها بدهشة من رد فعلها بينما نظرت الي الدفتر بخجل .. ابتسم هو دون ان يشعر وسألها بهدوء :
_يعني انا اتواصل معاكي بالرسم !
حركت رأسها بإيجاب .. فـ سألها من جديد :
_طب انتي اسمك ايه .
في تلك الحظه مدت يدها امامه بتردد وهو يراقبها بتعجب ولكنه لاحظ تلك الاسوارة في يدها مما جعله يتمتم :
_لين .. اسمك لين .
حركت رأسها بإيجاب مما جعله يتحدث بغيظ منها :
_يعني انا سألتك عن اسمك من الاول مورتنيش الاسورة ديه ليه .
رفعت كتفيها بـ لامبالاة مما جعله يحرك يده بشعره بعنف وهو يحاول ان يتحلي بالصبر .. نظر إليها وهو يرسم ابتسامة مرغمة :
_طب وانتي منين يا لين ؟
امسكت بالدفتر وهي تدون رسمة ما ثم رفعته بوجهه من جديد نظر إليها وهو يرا صورة الاهرامات مما جعله يتحدث بطريقة مضحكه :
_يا ولاه تكونيش حفيدة خوفو .
ضيقت حدقتيها بغضب شديد مما جعله يحمحم بحرج وهوو يتحدث :
_ماانا اعملك ايه انتي اللي رسمالي اهرامات فهمت ايه انا بقي اروح احطك جمب ابو الهول يعني تفاصيل يا اختي بالله عليكي .
رسمت له علامة استفهام وبجوارها علامة تعجب مما جعله يضرب وجهه بكلتا يديه وهو يتحدث :
_هو يوم اسود .. اقولك انا مش عايز اعرف حاجه وشوفي انتي عايزه تعملي ايه ياريت ترجعي مكان ما جيتي لان اكيد زمانهم بعدوا مع اني معرفش مين دول ولا انتي عاملة مصيبة ايه اصلا .. عن اذنك يا .. لين .
تركها ورحل وهو يدلف الي غرفته وقد تركها بحريتها لانها حتي ولو كانت سارقة فـ ليس بالبيت ما تسرقه لذا هو مطمئن .. بينما هي نظرت في اثره بحزن شديد وهي تشعر بالخوف من فكرة الرحيل تخشي ان تلتقي بهم من جديد مما جعلها تحتضن ذلك الدفتر بيدها بفزع وقد اخذت تبكي وهي لا تعرف اي القرارات تتبع !
.....................................
_لين .. انتي فين ؟
قالها بصوت عالي مبتسم وهو يدلف من باب الشقه .. ظهرت هي من المطبخ وهي تنظر إليه باستغراب شديد فـ اقترب منها وهو يتحدث بحماسة شديدة :
_انا اترقيت في الشغل .
ابتسمت له بسعادة شديد واحضتنته بصورة مفاجئة حتي تُعبر عن فرحتها بينما هو اندهش للحظه قبل ان يبتسم ويبادلها العناق بلطف شديد .. ابتعدت عنه وهي تسرع لـ تُمسك بالدفتر وترسم به وبعد دقيقة نظر إلي الرسمة وجدها ترسم شخصيان وبينهما كعكه في المنتصف مما جعله يتحدث بضحك :
_متقوليش هتعمليلي تورتة !
حركت رأسها بحماسة شديدة مما جعله يبتسم لها بحنية بالغة قبل ان يمسك يدها بطريقة جعلتها تتوتر واردف هو بابتسامة محببة إلي قلبها :
_متتعبيش نفسك يا لين كفاية انك فرحانة عشاني .
حركت رأسها بنفي شديد وهي تنظر إليه بتحدي علم من تلك النظرة انها ستفعل رغماً عنه مما جعله يتحدث بمشاكسة :
_طب بالشيكولاته بقي عشان بحبها .
ابتسمت له باتساع وهي تحرك رأسها قبل ان تعود إلي المطبخ من جديد بينما هو نظر إلي اثرها ببسمة غريبة عليه ومشاعر اغرب .. تذكر ذلك اليوم عندما استيقظ في الصباح وجدها تقف بالمطبخ تُعد الفطور وبعد محاولات منه لـ فهمها ورسوماتها الغريبة عليه ادرك انها ليس لها مكان سوا هُنا وبالمقابل ستعمل بالمنزل .. كان يشعر بالتردد الشديد حينها ولكنه وافق بعد ذلك ...
وبعد ان مر شهرين اتضح ان صحوبتها لم تكن سيئة لـ تلك الدرجه خاصة بعدما عمل علي ان يُعلمها الكتابة حتي يتواصل معها بشكل اسهل وكانت هي تستجيب له احياناً والاخري لا حتي يأس منها بالنهاية ...
جلسا الاثنين سوياً بعدما تناولا الكعك التي اعدته هي بكل الحب وبيد كل واحد منهما كوبا من الشاي الساخن الذي تولي هو مهمة اعداده مكافأة علي الكعك الرائع .. تحدث هو بتساؤل :
_ذاكرتي يا لين الجملة اللي ادتهالك.
راقب زيغ حدقتيها وهي تنظر في كل مكان كالبلهاء مما جعله يتحدث من بين اسنانه :
_مذاكرتيهاش صح ؟
رفعت رأسها إليه وهي تبتسم له ببراءة شديد فـ تحدث هو  :
_لا لو فاكرة ان انتي بشغل البراءة ده هتضحكي عليا فـ لا يا حبيبتي انا اضحك عليا من زمان شوفي غيره .
ضحكت عليه مما جعله يبتسم علي ضحكتها .. نهضت هي وهي تجلب الدفتر ثم عادت من جديد وامسكت القلم وحاولت ببطء شديد ان تكتب شيء مما جعله ينظر إليها باستغراب شديد واطل برأسه حتي يري ما تكتبه ولكنها اخفت الدفتر في احضانها وهي تنظر إليه بضيق .. مط شفتيه بطريقة طفولية فـ ابتسمت هي وهي تكمل ما تفعله وبعد ان انتهت اغلقت الدفتر ووضعته بجانبه ولكنه سرعان ما كان في يده وهو يتحدث بفضول :
_وريني بقي انتي كتبتي ايه ؟
فتح الدفتر وهو ينظر به بتلهف .. وجدها قد كتبت الجملة التي قد اعطاها ايها بدقة شديدة وخطها قد تحسن نوعاً ما مما جعله ينظر لها بفخر شديد وهو يتحدث :
_انا فخور بيكي اوي يا لين .
التمعت حدقتيها بسعادة  شديدة من اطرائه عليها مما جعله يتحدث بسعادة وهو ينهض :
_حيث كده بقي انتي اللي ليكي مكافأة كبيرة عشان وصلتي للمرحلة ديه وبقيتي تلميذه شطورة .
نهضت هي كمان مسرعة وهي تحرك رأسها بنفي واشارت يدها بأنها لا ترغب بشئ فقط يكفيها انه سعيد فـ تحدث هو بابتسامه حانية :
_زي ماانتيي رفضتي تسمعي كلامي لم قولتلك لا علي التورتة انا كمان مش هسمع كلامك .. خليكي هنا لحد ما اروح اجبلك مكافئتك واجي ماشي .
ابتسمت له بامتنان شديد وهي تحرك رأسها .. نظر إليها بتردد قبل ان يقترب منها وهو يطبع قبلة حانية علي جبينها مما جعلها تتجمد مكانها بخجل شديد من فعلتها ثم تركها ورحل مسرعاً حتي يجلب لها الهدية .. نظرت لين في اثره بحب شديد وهي تشعر بأن قلبها يتقافز في مكانه .. نظرت لين علي الطاولة وجدت هاتفه مما جعل شئ من الفضول يدفعها إليه حتي تدخل علي الفيديوهات كما علمها ...
امسكت بهاتفه وهي تفتحه بسهولة فهو قد ازال الرمز الخاص به من اجلها .. دخلت الي الايقونة الحمراء التي حفظتها بسرعة وضغطت علي زر البحث وهي تحاول ان تبحث بنفسها تلك المرة ولكنها توقفت وهي ترا اسماء كثيرة ظهرت امامها ومن الواضح انه قد تم عمل بحث عنها هو قد علمها كيف تُفرق بينهما .. اخذت تجمع الحروف مع بعضها كما علمها حتي توسعت حدقيتها بصدمة شديدة وهي تقرأ "تعلم لغة الاشارة" لقد بحث عن كيفية الحديث بالاشارة من اجلها حتي لا يرهُقها بالكتابة لم تشعر بنفسها وهي تبكي من السعادة فهي لم يهتم احد بها من قبل بهذه الطريقة وقررت ان تصارحه بمشاعرها وبما تخفيه حين يأتي ...
عاد من الخارج مُسرعاً وهو يمسك بهدية مغلفة في ديه ولكنه توقف امام باب المنزل وهو يراه مفتوحاً علي مصرعيه دلف سريعاً حينما وصل اليه صوت شيء يتحطم .. وجد ثلاث رجال يمسكون بها وهي تبكي بشدة وتحاول التمسك بأي شئ .. صرخ بأسمها بغضب :
_لين .. انتوا مين ؟
_هو ده اللي انتي مستخبيه عنه .. مين ده يا روح امك انطقي.
لم ينتبه لـ جملته الاخيره فكان قلقه عليها اكبر اقترب منهم بغضب شديد ولكن اثنين من الرجال اقتربوا منه وهو يمسكوه سريعاً قبل ان يحاول ان يفعل شئ صرخ بهم :
_انتوا عايزين منها ايه ابعدوا عنها .
لكمه أحدهما بقوة في بطنه مما جعلها تصرخ بصوت مرتفع وهي تردف بأسمه :
_معاذ لا .
تجمد في مكانه وهو يستمع الي نبرتها .. انها تتحدث حقاً نظر إليها بصدمة شديدة واردف بصدمة :
_انتي بتتكلمي!
كانت تبكي بقوة  شديدة وهي تحاول تحرير نفسها من بين يد الرجل ولكنه كان يمسكها بقوة شديدة .. ضربه الرجلان بقوة شديدة بينما هو تأوه بألم شديد مما جعلها تصرخ بهم :
_سيبوه انا هاجي معاكم سيبوه .
ابتعد عنه الرجلان وهم يلقيانه كما القمامة علي الارض بينما هو كان ينظر لها بصدمة شديدة حينما استمع الي صوتها للمرة الثانية .. جذبها الرجل بقوة وهو يتحدث :
_قدامي ياروح امك وورينا هتهربي تاني ازاي !
لم تتوقف عن البكاء خاصة وهي تراقب نظراته المصدومة وتلك الكدمات التي تزين وجهه وبالطبع جسده .. رحلت من امامه بينما هو كان ملقي علي الارض ويراقبها وهي تختفي ببطء شديد من امامه وتلك الهدية التي كانت بيده مُلقاة علي الارض كـ قلب صاحبها الان وقد اختفت صاحبتها للأبد من حياته بعدما قد عاشت منه شهرين من الخديعة !
...................................
_انا مش جاي الشغل النهاردة خدلي اجازة يا مروان معلش .
استمع الي موافقة صديقة من الهاتف وبعد ان اغلق معه اغلق الهاتف نهائياً وهو ينظر حوله في البيت بصمت وشرود شديد .. فـ في مثل هذا اليوم هو قد خسر رفيقة دربه علي يد صاحبة الدار التي قد تربوا به معاً .. فهو يتيم وقد عاش حياته بأكلمها في الدار ولكن الله بعث له صديقته العزيزة مي .. كانت خير رفيق بالنسبة إليه وقد تشارك معها كل شئ حتي وقت هروبهما من الميتم .. تذكر ذلك اليوم حينما سرقوا بعد الاموال في خزينة الميتم وحاولوا الهرب ولكنهم كُشفوا وكان النتيجه ان ضحت مي من اجله حينما اخبرته بأن يتركها فهم لم يتركوهم ابداً وبعد ان مر ثلاثة اشهر عاد الي الميتم في الخفاء واكتشف من  احد الاشخاص هناك انها قد ماتت من كثرة التعذيب الذي تلقته ...
كان ذلك هو السبب الذي دفعه ان يُنقذ تلك الغريبة في ذلك اليوم فهو قد وجد بها مي حين لم تجد من ينقذها حينها لم يتردد وهو يغادر شقته ويذهب إليها لـ ينقذها ...
لين .. وقد كانت كالين الذي انزل سلاماً علي قلبه في وجودها ولكنها ارادت ان تترك له علامة ايضاً حين اكتشف انها ليست بكماء كما مثلت عليه بحرافية .. اغمض حدقتيه بألم شديد من تلك الذكريات التي تتملكه الان فهو كان يتعايش مع واحدة بطلوع الروح والان اصبحت هناك اخري وجعها اشد فـ هي وجع الحب  هو قد احبها وكان سيعترف لها في ذلك اليوم ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ...
فتح حدقتيه بكسل شديد وهو يستمع الي جرس الباب الذي لا يتوقف ابداً .. نهض بضيق شديد من فوق المقعد الذي قد غفي عليه قرابة ساعتين وهو يتجه الي الباب ويفتحه ولكنه تجمد في مكانه حين وجدها امامه بعد ثلاثة اشهر تظهر امامه من جديد وتقف تنظر إليه بحزن شديد وابتسامة اشد حزناً ...
نظر إليها بتفحص شديد وهو يتفحص حالتها وذلك الفستان الاسود الذي ترتديه وخصلات شعرها السوداء التي تركتها مُنسدله علي ظهرها مما جعلها تبدو اشد بؤساً .. افاق من تلك الحالة حينما نطقت بأسمه بضعف :
_معاذ!
منع نظراته المشتاقة التي خانته في الظهور وتحولت نظراته الي اخري جافة باردة وهو يتحدث بجفاء :
_خير حضرتك عايزه حاجه؟
_انا اسفه.
قالتها بحزن شديد وقد تجمعت الدموع داخل حدقتيها فـ ابتسم هو بسخرية قبل ان يتحدث وهو يعود للداخل :
_وانا مش هسامحك.
اغلق الباب في وجهها فـ انفجرت هي في البكاء هي كانت تعلم انه لن يغفر لها ولكنها لم تتخيل انه سيغلق بابه في وجهها فـ في اسوأ وقت لم يُغلق بابه في وجهها ابداً .. بينما هو كان يقف من خلف الباب ناظراً إليها من العين السحرية وهي تبكي كان حزين وبشدة هو لن يستطع ان يسامحها علي كذبتها عليه بتلك الطريقة .. استمع الي صوتها الباكي من خلف الباب :
_معاذ انا عارفه انك سامعني .. انا اسفة اني مقولتلكش اني بعرف اتكلم وضحكت عليك .. بس انا خوفت اتكلم لـ ترجعني ليهم .. معرفش جاتلي منين فكرة اني ابقي خرصة زي ماانت كنت بتقول لكن والله ما كان في ايدي حاجة كنت خايفه منهم .. انا يتيمة واتربيت في ملجأ بس مكنتش بشوف منهم عطف ابداً انا حتي مكنتش بتكلم مع حد لاغلط واتعاقب فـ كنت بسكت لحد ما في اليوم ده قررت اني اهرب منهم بس هما شافوني وحلفوا ليمسكوني ولولا انك ظهرت معرفش كانوا هيعملوا فيا ايه ولقتني فجاه مش قادرة انطق بحاجة كان لساني متجمد مش قادرة انطق وقدرت اتكلم تاني بعد يومين لكن خوفت اقولك فـ انت تصر انك تعرف انا مين ومكاني فين وترميني في الشارع .. انا جيتلك هنا بعد ما جيلنا حد من الناس الكبيرة في البلد وساعتها طلبت منه انه يخلي مديرة الدار تسبني امشي لاني خلاص عشرين سنة وهو خلاها عملت كده غصباً عنها واول حاجه عملتها اني جيتلك عشان اعتذرلك .. انا اسفة يا معاذ والله اسفة سامحني مكنتش عايزه اضحك عليك انت الوحيد اللي عاملتني كأني انسانه بجد مش مجرد واحدة بتعد ليها الاخطاء عشان تتعاقب سامحني .
كان يستمع اليها من خلف الباب بصدمة شديدة ان حياتهما متشابهة الي حد كبير للغاية هو لم يُخطئ ابداً حينما شبهها بـ مي فهي تشبهها بالفعل .. نظر من العين السحرية من جديد ولكنها اختفت مما جعله يفتح الباب مسرعاً وهو يتجه الي السلم بسرعة .. وجدها تهبط علي السلالم وهي تبكي مما جعله يركض إليها وامسك يدها مسرعا وهو يتحدث :
_لين .
كانت ستسقط من المفاجأة ولكنه امسكها جيداً وهو يرفعها عن تلك الدرجه لتقف امامه .. نظرت الي الارض وهي تبكي وبدون تخطيط كان يجذبها إليه في عناق شعر انه من بحاجة إليه وليس هي .. لم تستوعب هي الامر لـ ثوان قبل ان تحاوطه بذراعيها وهي تبكي بشدة  داخل احضانه .. شدد علي عناقه لها وهو يربت علي شعرها بحنو وبعد مرور خمس دقايق لم يعلم كيف ظلوا لتلك المدة .. امسك هو بيدها وهو يصعد بها درجات السلم حتي وصل الي شقته ودلف بها ثم اغلق الباب خلفه ونظر إليها بصمت شديد قبل ان يتحدث بهدوء :
_كفاية عياط يا لين .
توقفت عن البكاء وكأنها كانت بانتظار جملته .. تحدث متساءلا :
_اتعلمتي لغة الاشارة فين ؟
_كان معانا في الملجأ بنت مبتتكلمش فـ كانوا بيجبوا ليها دكتورة تخاطب وانا كنت بقعد معاهم في الخباثة واتعلمت وبقيت انا كمان بتكلم معاها بلغة الاشارة .
اجابته بتوتر شديد وهي تفرك كفيها ببعضهما البعض .. اكمل اسئلته:
_وانتي مبتعرفيش تكتبي فعلا يا لين  ؟
حركت رأسها بإيجاب خجل شديد وهي تتحدث :
_يمكن ديه الحاجه اللي مكدبتش فيها انا فعلا مكنتش بعرف اكتب لاني مكنتش بحب الميس اللي بتيجي فـ مكنتش بحضر اصلا لكن انا اتعلمت علي ايدك انت يا معاذ.
_واشمعنا انا بقي؟
_عشان بحبك.
اجابته بتلقائية شديدة سرعان ما ندمت عليها وهي تطالع ملامحه المصدومه تحدثت بتوتر كبير :
_انا انا .. انا اسفة .
قالتها وكانت سترحل من امامه ولكنه امسك بيدها من جديد مسرعاً وهو يتحدث :
_انتي قولتي ايه؟
_مقولتش.
_لين !
قالها بنبرة قوية مما جعلها تنظر أليه وقد احمرت وجنتيها بخجل قبل ان تردف :
_انا بحبك يا معاذ .
ضحك هو بسعادة قبل ان يحتضنها فجأه وتحدث بسعادة :
_ومعاذ هو كمان بـ يحبك والله .
ابتعدت عنه مسرعة وهي تتطلع إليه بصدمة مردفة :
_قولت ايه !؟
امسك بيدها وهو يطبع قبلة رقيقة عليها وهو يتحدث بابتسامة اشتاقت لها بشدة :
_قولت اني بحبك يا لين .. وانا مسامحك علي انك خبيتي عليا انك بتتكلمي يمكن عشان ماضينا متشابه شوية انا كمان يتيم وفقدت صاحبتي الوحيدة بسبب صاحبة الدار وجبروتها ويمكن ده السبب اللي خلاني اساعدك لم شوفتك في اليوم ده وعشان كده انا مسامحك يا لين عشان انا حسيت باللي انتي حسيتيه ومريت بيه واسوأ .
ضحكت بسعادة علي  جملته تلك وتحدثت بفرح :
_يعني انت مش زعلان مني .
حرك رأسه بنفي شديد واردف بحنية نبرة ذات مغزي :
_كده بقي مش فاضل غير اني اروح اطلب ايدك من جدك.
_جدي !
قالتها بدهشة وعدم استيعاب  فـ اجابها هو بمكر :
_جدو خوفو يا بتاعت الاهرامات يا كدابة .
ضحكت لين علي تلك الذكري وضحك هو في المقابل .. تحرك من امامها مسرعاً وهو يدلف إلي غرفته ثم عاد بعلبة مُغلفة ومدها إليها قائلا بصوت حنون :
_اتفضلي.
نظرت إلي الهدية بدهشة وتحدثت بنبرة متعجبة :
_ايه ديه يا معاذ؟
_ديه المفروض الهدية اللي جبتهالك في اليوم اللي انتي مشيتي فيه او بمعني تاني هما جم خدوكي مني .. احتفظت بيها ومرضتش افتحها يمكن كان قلبي حاسس ان صاحبتها هتيجي في النهاية وتفتحها .
امتلئت حدقتيها بالدموع قبل ان تفتح الهدية بسرعة شديدة ثم نظرت إلي ما في داخلها بصدمة وهي تتحدث :
_ايه ده؟
بعثر خصلات شعره بحرج شديد وهو يتطلع إليها :
_انا جيبتلك ساعتها الكتاب ده عشان يساعدك علي القراية والفهم وتفضلي فاكره الحروف .. وكراسة الرسم ديه عشان ترسمي فيها كل اللي انتي عيزاه عشان نحتفظ بيها بعدين ومعها كمان الوان لو حبيتي تزينيها .. انا عارف انها مش افضل هدية بس ...
قاطعته هي بفرح شديد وقد ادمعت حدقتيها :
_مفيش بس .. ديه فعلا افضل هدية جاتلي في حياتي انا بحبك اوي يا معاذ انت عوض ربنا ليا.
ابتسم لها بسعادة خاصة لاعجابها بهديته البسيطه ورأها وهي تفتح الكتاب الصغير بسعادة مما جعل ابتسامته تتسع .. نطق بأسمها مما جعلها تنظر إليه أشار له بيده اشارة تعلمها خصيصاً دوناً عن الباقية .. ابتسمت بفرح وهي تقرأ اشارته والتي كانت عبارة عن "بحبك" وردت عليه باشارة مماثله وهي تبتسم بسعادة  كبيرة علي حبيبها الذي منحها الله اياه !

#اسكريبت
#انتِ_لي_وحدي
#Nemo

اسكريبتات انتٍ لي وحدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن