هلااا .. ازيكم جميعا 💙💙
دلوقتي انا كنت بفكر بشكل جدي اني اعمل نوفيلا بفكرة اسكريبت من الاسكريبتات اللي اتكتب ديه ونحط نوعا ما تفاصيل مكنتش محطوطه .. فـ لو الفكرة انتوا كمان موافقين عليها معايا ساعدوني اختار اسكريبت من ال ٣٠ اسكريبت اللي مكتوبين 💙💙
اه وياريت لو حد عنده فكرة اسكريبت جديدة بقي يقولي عليها لان دماغي هنجت والحمدلله😂💙
_انا مش عايزه حد يعرف اني مراتك !
قالتها بنبرة جامدة وهي تنظر اليه ببرود شديد وهو يرتدي قميصه امام المرآه .. توقفت اصابعه عن غلق القميص وهو ينظر اليها عبر المرآه قبل ان يتسأل بنبرة جافة :
_ليه؟؟
_مش عايزه حد يعرف في عيلة البنت لان ساعتها هيبقي في ميت سؤال انا في غني عنهم وانت كمان .
قالتها بنفس النبرة الجافة التي تتمسك بها بشكل غريب مما جعله يردف بسخرية شديده :
_من غير ما تقولي .. مكنتش هجيب سيرتك انك موجوده في حياتي اصلا .
المتها تلك الجملة لا تنكر ابداً مما جعلها تنظر اليه وقد تلاقت اعينهم وهو يبثها بغضب وعتاب بينما هي كانت تنظر له بحزن شديد قبل ان تستدير مسرعة حتي لا تخونها عبراتها وهي تردف مسرعة :
_انا هستناك تحت مع الباقي ياريت متتأخرش عشان .. العروسة يا عريس !
انهت جملتها بنبرة واهية وهي تتحرك من امامه مسرعة بينما هي بعد ان غادرت توقف عن فعل اية شيء وهو ينظر الي المرآة بغضب شديد منه ومنها قبله فهي من فرضت عليهم ذلك الوضع حينما اخبرته انها ترغب منه بالزواج من اخري من اجل الانجاب .. لا يعلم كيف اتت تلك الفكرة علي بالها ولكنه حاول ان يردعها جانبا حتي انه قد شارك العائلة في موضوعهما ولم يثنيها احد عن قرارها ...
نظر الي المرآه مره اخري ثم انتهي من ملابسه بأكملها وامسك بهاتفه وهو يتنهد وغادر من الغرفه ثم من المنزل باكمله بعد ان تأكد من عدم وجودها ...
وقف ببهو المنزل وهو يتابع بنظره نظرات والدته الموجهة بعتاب وضيق الي التي من المفترض زوجته بينما كانت هي تتهرب بنظراتها من اعين الجميع فهي ليست في وضع يسمح لها بالعتاب من احد ابداً .. استمعت الي نبرة حماتها المتهكمه :
_والله يابني عيشت وشوفت الزمن اللي الزوجه بتروح تخطب لجوزها ولا كأنه واحد قريبها.
نظر الي والدته بضيق قابلته هي بنظره مستنكرة قبل ان يتحدث والده بحزم :
_خلينا نتحرك يلا عشان منتأخرش علي الناس .
تحركوا سويا وهم يجلسوا بالسيارات الخاصه بهم .. همت لـ تجلس معه بالسيارة كالمعتاد ولكنه قاطعها قائلا :
_مش هتركبي هنا شوفي مكان تاني تركبي فيه .
نظرت اليه بصدمة من جملته تلك فـ تحدث هو بنبرة ساخرة منها :
_عشان محدش يشوفك وانتي نازله من معايا ويقول قيل وقال وكلام احنا في غني عنه .
علمت انه يرد لها تلك الكلمات التي تفوهت بها في الاعلي مما جعلها تتحرك خطوتين للخلف تحت انظار الجميع .. تحدث والده بنبرة لينة رغم كل شيء :
_تعالي يا بنتي اركبي معانا .
نظرت اليه وهي تحاول ان تتماسك وهي تجيبه ببسمة هادئه :
_لا يا بابا شكرا .. انا هركب عربيتي افضل .
لاحظت حركة شفتي حماتها التي تدل علي استنفارها لكل ما يحدث ولكنها كالعادة تجاهلتها كم تعودت ان تفعل منذ ان اعلنت الخبر بينهم .. نظرت له ثانية وجدته قد صعد سيارته بالفعل وكأنه يخبرها انها لم تعد تعنيه .. مما جعلها تبتلع غصة موجوعه داخل قلبها وتحركت ناحية سيارتها المركونه وفتحت قفلها الالكتروني وصعدت بها وما ان تحركوا تحركت خلفهم وهي تحاول بشتي الطرق ان تظل ثابته !
بعد مرور ساعة وصلوا جميعا الي بيت العروس المتظرة والتي من المناسبة قد احضرتها لين له بنفسها بعد ان اجبرها معاذ ان تحضرها له وكأنه بذلك يمنعها من فعلتها ولكنها كالعادة فاقت توقعته وهي تخبره بأنها قد وجدت الفتاة المناسبة له مما جعله يفقد الامل بها نهائياً ...
صعدوا جميعا الي الاعلي وبعد الترحيب جلسوا سويا في الغرفة وقد اتت العروس مي وقد كانت فتاة ذات جمال عادي كـ معظم الفتيات ولكنها ذات خلق حسن كم علمت عنها لين .. نظر والد مي الي لين وهو يتساءل :
_وانتي اخت معاذ؟
_لا بنت خالي بس متربيين مع بعض عشان كده حبت تحضر النهارده بنفسها عشان تشوف زوقي .
قالها معاذ بابتسامة وبنبرة ذات مغزي وصلت اليها جيداً مما جعلها تبتسم بوجع لم يلاحظه سواه ولكنه تخطاه .. ابتسم والد مي بتفهم قبل ان يخبرهم بأن يتركوا العروسين لـ يتحدثوا سوياً قبل حدوث شيء .. كانت لا ترغب في ان تتركهم بمفردهم لا تعلم لِمَ ولكنها لا تريد ذلك ولكنها بالنهاية قد نهضت مرغمة مع الباقي للخارج تاركه زوجها مع اخري !
بعد دقائق استمعت ضحكاتهم مما جعلها تغمض حدقتيها بألم شديد وهي تتذكر حينما قد اتي لـ خطبتها بعد قصة حب قد دامت لـ ثلاث سنوات كيف كانت ضحكاتهم متعالية بفرح في هذا اليوم ولكنها تسمعها للمرة الثانيه ولكن مع اخري ويبدو انها بالفعل قد احسنت الاختيار له ...
نهض الجميع الي الداخل بابتسامه بعدما استمعوا الي صوت ضحكاتهم وتحدث والد مي بابتسامه :
_اعتقد من صوت ضحكتكم ان فيه قبول .
نظرت ابنته اليه بخجل وهي تحرك رأسها بإيجاب بينما ابتسم معاذ هو تلك المره وهو يتحدث بنبرة هادئة منمقه :
_بنت حضرتك ما شاء الله طبيعي اي حد يرتاح ليها .
كانت تستمع الي كلماته وكأنها سكاكين تغرز في جسدها .. لِمَ ذلك الالم الان وهي من جنت علي نفسها بذلك لقد اعتقدت ان الامر سيكون هينا ولكنه لم يكن كذلك ابداُ مما جعلها تتحرك للخلف بخطوات بطيئة وهي تنوي الخروج من البيت ولكنها توقفت وهي تستمع الي صوت حماتها التي تحدثت باستخفاف :
_رايحه فين يا لين؟؟
توجهت جميع الانظار الي لين التي رغبت بالبكاء في الحال هل تخبرهم انها لم تعد لها القدرة علي تحمل هذا المشهد ولكنها تحدثت بنبرة سريعة :
_ نسيت حاجه في العربية تحت هنزل اجيبها واجي عن اذنكم .
لم تكن تدري انه كان يراقبها بهدوء وبرود قد اكتسبه منها فهي من ارادت ذلك والان تتألم .. هذه ليست سوا البداية لكل ما خططت له .. هي من خططت وهو سينفذ ذلك علي اكمل وجه .
تحركت مسرعة الي السيارة وهي تصعد بها وما ان اغلقت الباب خلفها حتي اخذت تبكي بقوة شديدة وهي تخرج ذلك الضغط الذي كان فوقها منذ صباح اليوم .. اخذت تبكي بهياج شديد وكأنها قد فقدت غاليا للتو ولِمَ لا وهي بالفعل في بداية طريق خسارته وبفعل يدها .. ادارت محرك السيارة ثم تحركت من المكان مسرعة قبل ان يهبط احد ويراها علي تلك الحالة فهذا اخر ما تريده الان !
بعد مرور عشر دقائق هبطوا من بيت العروس بعدما قد اتفقوا علي موعد الخطبة ووقفوا امام سيارتهم .. تحدث والده اول واحد متعجباً :
_امال لين راحت فين؟
_تلاقيها روحت .. خلينا نمشي .
قالتها زوجته بنبرة سريعة وهي تصعد الي السيارة بينما صعد معاذ هو الاخر الي السيارة بصمت فهو لم يكن يتوقع غير ذلك فهو كان يعلم انها ستهرب كـ عادتها نظر الي نفسه بـ مرآه السيارة وهو لا يدري ما الذي يجب عليه فعله لقد تأزمت الامور فوق رأسه وهو يكره هذا الشعور .. اغمض حدقتيه لثانيتين قبل ان يتحرك بسيارته الي بيته !
..........................
_مشيتي من هناك ليه ؟
قالها معاذ بهدوء بعدما قد بدل ثيابه ووجدها تجلس علي الاريكه ضامة ركبتيها الي صدرها وهي تستند بـ رأسها عليهما .. جلس علي الكرسي المقابل لها وهو ينتظر اجابتها ولكنه تحدثت بنبرة غريبة :
_عجبتك يا معاذ؟
لم يفهم المغزي من سؤالها مما جعله ينظر اليها مطولا دون اجابة فـ رفعت نظرها اليه وسألته من جديد :
_عجبتك؟
حرك رأسه بإيجاب وهو يستند برأسه علي الكرسي من خلفه ببرود مصطنع وهو لا يفهم الغرض من سؤالها هذا .. خفضت نظرها من جديد بعد اجابته وهي تتحدث بنبرة منكسرة :
_فعلا عجبتك .. طبيعي كنت عارفه من ساعة ما ضحكت معاها .
_ليه متضايقه ؟؟ مش ديه انتي اللي رشحتيها ؟؟ مش ديه اللي انتي قولتيلي اروح اشوفها ؟؟ مش انتي اللي اتنازلتي عن كل حقوقك فيا بلا تفسير مقنع ؟؟ ليه حاسس في نبرتك بأني وجعتك مع انه العكس!؟
قالها معاذ بنبرة جامده وغاضبة بالوقت ذاته مما جعلها تنهض بصورة مفاجئة وقد كانت ستنفجر به ووقف هو الاخر وهو يريد منها تفسيراً لِمَ تفعله بهما ولكن عوضا عن ذلك وجدها تقول بنبرة حزينة لم تداريها :
_معاك حق .. انا اللي وجعتنا .. احنا الاثنين .
تحركت من امامه بخطوات بطيئة الي الغرفه التي قد اختارتها لـ تبتعد عنه ولكنها توقفت علي الباب وهي تستمع الي صوته من خلفها :
_الخطوبة بعد اسبوعين .. ابقي اجهزي بقي يا .. بنت خالي .
سقطت دمعه خائنه من حدقتيها وهي تخبره بصوت مهزوز :
_الف مبروك يا معاذ .. الف مبروك .
ثم دلفت الي الغرفه وهي تغلق الباب خلفها ثم اخذت تبكي من جديد بصمت بينما هو لم يستطع ان يتمالك نفسه تلك المره مما جعله يزمجر بغضب شديد قبل ان يدفع المزهرية المجاورة له بعنف علي الارض والقي بتلك التحف الصغيره ارضا مما جعلها تتبعثر الي عدة قطع وهو يصرخ بها :
_ليه بتعملي فينا كده ليه ؟؟ انا مش عايز عيال لو كان ده سببك بتعملي فينا كده ليه يا لين ليــــــــه ؟؟؟
وضعت يدها علي اذنها وهي تبكي بقوة وقد وصل صوتها له واخذت تهمس :
_انا اسفه اسفه .
ومازاده اسفها الذي استمعه الي غضبا مما جعله يقلب الكرسي بقوة علي الارض ثم امسك بمفاتيح سيارته وهو يغادر من البيت مغلقا الباب خلفه بقوة شديدة وصل اليها مما جعلها تنتحب علي ما آلت اليه الامور بينهما .. نهضت من علي الارض بألم وهي تفتح باب غرفتها وهي تنظر الي ذلك الزجاج المهشم علي الارض بوجع علي حال حبيبها وما جعلته يصل اليه .. ثم استجمعت نفسها فـ هذا الضعف لن ينفع ابداً وتوجهت الي المطبخ وهي تحضر الادوات الخاصة بالتنظيف لتعيد الامور كما كانت قبل ان يعود !
...........................
_معاذ !!
قالتها بصدمة شديدة وهي تراه يجلس ارضاً بجوار الحائط الخاص بممر المشفي .. كل ما تتذكره انه قد اخبرها انه سيذهب للعشاء مع مي ولكنه لم يقل شيء اخر ثم بعدها حادثها وهو متوتر للغايه وقلق واخبرها انه بالمشفي مما جعلها تهرع اليه بفزع مما قد يصيبه .. اسرعت اليه وهي تتحدث بقلق عامر :
_حبيبي مالك؟؟ انت كويس ؟؟ ايه اللي حصل ؟؟ معاذ!
_ماتت .
كلمة واحده كانت كفيلة بأن تجعلها تصمت وهي تنظر اليه .. نظرت له بتوتر شديد وهي تتسأل بتوجس :
_مين اللي ماتت !
_مي ماتت يا لين .. ماتت علي ايدي .. ماتت واحنا مع بعض .. ماتت .
قالها بحسرة شديدة وهو يبكي عليها .. كانت تنظر اليه بصدمة شديدة ليس لموتها فهي مصدومه لا تنكر ذلك ولكن لـ لوعته الشديدة عليها وكأنه قد فقد عزيزاً عليه .. انصتت الي حديثه وهو يقول :
_كنا بنتمشي مع بعض وبنتكلم فجأه وقعت من طولها من غير اي سبب .. جبتها علي المستشفي هنا بسرعه وهم قالولي انها ماتت .. ماتت وهي معايا يا لين .. انا مش قادر اقول لـ اهلها مش قادر .
رفع نظره اليها فهو كان كل هذا يتحدث وهو ينظر بعيدا عنها .. حدث بنبرة هجومية نوعا ما :
_ليه دخلتيها في حياتي لم هي هتمشي ؟؟ ليه بتأذيني يا لين وانا عمري ما اذيتك؟؟ ده انا كنت .. كنت بدأت احبها !!
شهقت بصدمة من جملته تلك وهي تتراجع للخلف عدة خطوات .. لقد اعترف للتو امامها بأنه قد احبها .. اعترف بحب اخري امامها ولكن ما زاد المها :
_ليه هي اللي راحت .. ليه ربنا اختارها هي ؟؟
لا تعلم لم شعرت وكأنه يقصد لِمَ لمْ تكن هي المقصوده مما جعلها تشعر وكأن قلبها قد تمزق الي نصفين .. كانت تراقبه ودموعها تسقط علي وجنتيها بقوة بلا صوت بينما كان هو حزيناً حزيناً للغاية مما جعلها تدرك انها قد خسرته تماماً ...
اقتربت من هاتفه الملقي بجواره و قد رماه بعد ان حادثها ثم تحركت بخطوات مرتعشة بعيداً عنه وهي تجلس علي احد المقاعد في قدمها لم تتحملها اكثر من ذلك .. اخذت تعبث بهاتفه ولكنها توقفت علي صورة لهما سويا وهو ومبتسم بسعاده بجانبها مما جعلها تتأوه بألم شديد ...
أغلقت الصور نهائيا ثم بحثت عن رقم عائلة مي وبعد ان وجدته مسحت دموعها ولكنها لم تستطع ان تتوقف عن البكاء وهي تخبرهم بأمر ابنتهم وتستمع الي صراخهم في الهاتف مما جعلها تغلق الهاتف فوراً ثم اعادت الكرة مع عائلة معاذ ثم اغلقت الهاتف من جديد وهي تنظر الي زوجها الذي فقدته للابد وهي تشعر بذلك الالم يتملك من صدرها ...
بعد دقائق وجدت عائلتها تأتي والدموع تهبط علي وجنتهم مما جعلها تبكي من جديد وتلك المره علي الفتاة وعائلتها وقد اتت عائلة معاذ ايضاً .. اقتربوا من معاذ وهم يصرخوا بوجهه بينما لم ينتبه احد الي وجودها من الاساس ...
وحينما وجدتهم قد اتوا جميعا انسحبت بهدوء شديد من بينهم وهي تتجه الي سيارته ملذها الامن وهي تشعر بذلك الالم يتملكها وقادت سيارتها بعيداً وبعد ساعة وقفت امام احدي البيوت البسيطه وهبطت من السيارة وقبل ان تتحرك خطوة اخري سقطت مغشية عليها وقد فقدت اخر ذرة علي التماسك!
.............................
_ممكن ادخل يا طنط لين ؟
قالتها تلك الجميلة وهي تطل برأسها من الباب ناظرة الي لين التي تجلس علي الفراش ناظرة الي سقف الغرفه بشرود شديد .. انتبهت لين علي صوتها مما جعلها تعتدل وهي تتحدث بابتسامة باهته :
_ادخلي يا قلب طنط .
دلفت تلك الفتاة الصغيرة صاحبة الملامح البريئة بها وتوجهت الي لين وهي تجلس بجوارها علي الفراش ببسمتها الخاصة قبل ان تتحدث :
_انا بحبك اوي يا طنط لين .
ابتسمت لين تلك المره بسمة صافية وهي تردف بصدق :
_وانا كمان بحبك اوي اوي يا روح لين .. قوليلي بقي بتاخدي الدوا بتاعك ولا لا اكيد مش عايزين البرد يرجعلنا تاني ؟
_ايوه باخده كله وباكل اكلي كمان .
_ياختي علي المؤدب يا ناس .
قالتها وهي تذغذغها بمرح مما جعل الصغيرة تضحك بسعاده قبل ان تتركها لين فـ تحدثت الصغيرة بلهفة :
_تعالي نلعب يا طنط لين بالله عليكي .
نظرت لها لين بتوتر شديد ولكنها بالنهاية قد ردخت لـ نظراتها البريئه فـ نهضت معها مما جعل الصغيرة تقفز بمرح وهي تتحرك امام لين .. خرجت لين الي الخارج ونظرت الي صديقتها التي تحدثت بمرح :
_لين هانم خرجت من اوضتها اخيرا لا ده احنا نعمل فرح بقي .
ابتسمت لين لها وهي تنظر الي ابنة صديقتها متحدثه :
_مهو بنتك ماشاء الله شبهك في طبيعي اطلع .
_جدعه يابت عملتي اللي امك معرفتش تعمله .
قالتها والدة الصغيرة وهي تبعث لها قبلى بالهواء وتلقتها الصغيرة بين كفيها بفرحه مما جعل لين تضحك بتلقائيه عليهما .. غادروا بهو البيت واخذت لين تلعب مع الصغيرة وقد تناست بالفعل كل ما حدث لها في خلال الثلاثة اشهر السابقة مع تلك الضحكات البريئة .. صرخت لين بها بمرح :
_كفايه يابت انتي قطعتي نفسي .
_انتي كسولة يا طنط لين ومش بتقدري تجري .
قالتها الصغيرة بنبرة مغتاظه مما جعل لين تشهق من جملتها وهي تتحدث :
_انا كسوله يا مفعوصه انتي .. انا هوريكي .
ركضت خلفها مسرعه مما جعل الصغيرة تصرخ بمرح وهي تركض هربا منها ولكنها توقفت بصورة مفاجئة وهي تستمع الي صوت احتكاك قوي لـ اطارات سيارة مما جعلها تنظر اليه بفزع سرعان ما تحولت بصدمة .. لقد كانت سيارة معاذ !
امسكت يد الصغيرة مسرعة وهي تركض بها الي الداخل وهي تطرق علي الباب بقوة وفتحت صديقتها وهي تتحدث بذهول :
_في ايه يا لين مالك؟؟
دفعتها لين الي الداخل وهي تدلف مع الصغيرة ولكنها قبل ان تغلق الباب وجدت معاذ دفعه بقوة مما جعلها تصرخ بفزع هي وصديقتها التي تعرفت عليه فهي قد رأت عدة صور علي هاتف لين له مما جعل فزعها من الموقف يتحول الي ذهول من وجوده ...
وقف امامها وهو ينظر اليها ثم بدون مقدمات قام بصفعها مما جعل صديقتها تشهق من الصدمه بينما لين لم تفعل شيء سوا البكاء وقبل ان يتحدث احد احتضانها بقوة وكأنه لم يقم بصفعها من قليل وهو يقول :
_ليه اختفيتي ليه ؟ انا مت من الرعب عليكي!
كانت تشعر بالدهشة من فعلته تلك ولكنها بكت بعد جملته تلك .. بكت وكأن الثلاثة اشهر السابقين لم يكفوا لـ البكاء لـ تأتي وتبكي الان بتلك الطريقة بين ذراعيه .. دلفت صديقتها مع ابنتها الي الداخل حتي تسمح لهما بالحديث سويا ...
كانت تبكي بقوة وكأنها بذلك تشكيه كل ما حدث معها في الاوقات الماضيه ولكنها قد توقفت وهي تستشعر دموعه علي رقبتها مما جعلها تحاول ان تبتعد عنه بصدمة ولكنه كان هو المتشبث بها وليس هي وهمس لها بصوت مبحوح :
_ليه مشيتي وسبتيني يا لين ؟؟
اغمضت حدقتيها بألم وهي تجيبه بنبرة متألمه :
_مقدرتش اشوف حبك ليها .. مقدرتش اشوف حبها في عينيك .. حاولت والله بس مقدرتش .. مقدرتش استحمل اعترافك بحبها ليا .. مقدرتش اكمل في الدور اللي انا رسمته .. مقدرتش استحمل نبرتك وكأنك بتقول ياريت كان انا اللي مت وهي لا .
ابتعد عنها هو تلك المره وهو ينظر اليها بصدمة وتحدث بنبرة مرتعبه :
_انا استحاله اقول كده ابداً يا لين انتي فاهمه ابداً .
_مكنش لازم تقولها يا معاذ .. كانت واضحه من كلامك وده كان كافي انه يقتلني لم فهمت ان مبقاش ليا مكان في قلبك لدرجه اني فعلا اتمنيت اكون مكانها .
انهت جملتها بنبرة ملتاعة جعلته ينظر اليها بصدمة من تفكيرها هو لم يقصد اي شئ مما تقوله ابداً فـتحدث هو بغضب :
_انتي بتعاقبيني علي ايه؟؟ مش انتي اللي جبتهالي؟؟ مش انتي اللي مختراها بنفسك وحضرتي خطوبتي بنفسك ونقيتي بدلتي بنفسك ؟؟ مين فينا اللي كان بيتأذي وانا شايفك بترميني بسهولة لواحده غيرك وكأن حبنا مكنش غير شوية ورق نزل عليهم شوية ماية باظوا واتقطعوا مع اول شدة بس .. ليه بتعامليني كأني انا المذنب .
صرخت به بغضب وهي تنفجر بمكنونات قلبها :
_انا عمري ما ابطل احبك ابداً .. ايوه انا جبتهالك عشان تتجوزها لكن مش عشان تحبها .. عمري مااقبل في يوم انك تحب غيري او حد ياخد مكانتي في قلبك .. انا جبتهالك لاني ابسط حقوقك انا حرماك منها وعارفه كلام مامتك عامل ازاي وانها اصلا بتزن علي ودنك وانت مش راضي .. انا جبتها عشان اريحك انت حتي لو انا هتقطع .
_بجد ! ومن امتي راحتي كانت في بُعدك يا لين ! من امتي انا جيت واشتكتلك من كلام امي اصلا ! من امتي انا جيت قولتلك اني مش عايزك عشان بيبي ها ؟؟ انا عمري ما حبيت مي .. اه انجذبتلها لكني محبتهاش معرفتش .. انتي فعلا خليتي صعب حد ياخد مكانتك في قلبي .. لم ماتت انا فعلا اتألمت لأنها كانت صاحبتي لكني كنت اناني وقولتلك اني بدأت احبها عشان اوجعك زي ماانا موجوع لكني عمري ما حبيت حد غيرك انتي .. انا ومي كنا ناويين نفشكل الخطوبة كلها لانها بتحب واحد تاني اصلا بس ربنا استرد أمانته وقتها وملحقتش اعمل حاجه .. وانتي جايه بكل انانية تقوليلي كنت بريحك هو ده مفهوم الراحه بالنسبالك وانتي بعيد عن حضني !
قالها بحده شديدة وهجوم اشد فـ هو قد طفح الكيل بها واكمل :
_عارفه انتي اني بقالي ثلاثة شهور بدور عليكي زي المجنون في كل المستشفيات والاقسام واقول بكره هتظهر لكنك مكنتيش بتظهري لحد ما افتكرت صاحبتك اللي عايشة علي حدود المدينة فـ جاتلك ولقيتك بتلعبي مع عيلة صغيرة ومش دريانه بأن في حيوان هيتجنن علي جنابك .. من امتي بقيتي انانيه يا لين كده !
اخذت تبكي علي حديثه هي لم تتخيل انها ستسبب له كل هذا الالم .. تحدثت بنبرة منكسرة :
_انا فعلا كنت انانيه يا معاذ معاك .. معاذ انا معنديش اية مشاكل تمنع الخلفه زي ما فهمتك .. انا اللي مش عايزه اخلف .
اتسعت حدقتيه بصدمة شديدة وكأنه قد تلقي صفعة للتو .. ولكنها اكملت بما قد جعله ينهار :
_انا عندي قصور في القلب يا معاذ .. واه انا كنت بالانانيه الكافية اني محملش .. مش عايزه اجيب بنتي او ابني في الدنيا ديه وامه مش فيها .. مش عيزاه يعيش من غير ام زي ماانا عيشت .. لم عرفت ان الحمل هيبقي فيه خطورة علي حياتي ساعتها ايوه يا معاذ بقيت انانيه عشان طفلي ميتعذبش في المستقبل من غير امه زي ماانا اتعذبت من غير امي ودقت الذل من غيرها .. اقسم بالله ما اهتميت بحياتي انا مفكرتش ساعتها غير في ابني اللي هيجي علي الدنيا من غيري .. من غير ما اشوفه حتي او المسه .. اه انا عارفه انك مش زي ابويا لكن سميها زي مااتحب لو ديه انانية فـ انا فعلا انانية يا معاذ .. عشان كده خلتك تتجوز عشان مقدرتش افضل انانيه معاك انت .. كنت محتاج بيبي وانا عارفه قد ايه انت بتحب الولاد فـ كنت هكمل انانيه وهضحي بكل حاجه لاجلك فـ اه يا معاذ انا اكبر انانيه ممكن تشوفها في حياتك ومش هقدر اغيرها .. انا اسفه .
انهت حديثها واجهشت بالبكاء بقوة ووقعت ارضاً وقد خذلتها قدمها كالعادة امامه .. بينما كان هو يستمع الي حديثها بصدمة أهي مصابة بـ قصور بالقلب .. جلس بجوارها ارضاً وهو يتحدث بعدم استيعاب :
_ليه مقولتليش .
_مكنتش عيزاك تعرف .. مكنتش عايزه اوجعك لاني عارفه اني هوجعك ف اخترت اني ابقي وحشه يمكن تكرهني لكن لم انت فعلا بدأت تكرهني انا مقدرتش اتحمل والله مقدرت.
_مكنتيش عايزه توجعيني ؟؟ كل اللي انتي عملتيه ده ومكنتيش عايزه توجعيني يا لين ! امال لو كنتي عايزه كنتي عملتي فيا ايه !! كنتي عملتي فينا ايه يا لين !
انهي حديثه بنبرة مهزوزة وجذبها الي صدره بصورة مفاجئة وهو يعانقها برعب شديد من فكرةخسارتها بينما هي قد اكملت بكاء داخل احضانه وهي تتمتم :
_ايوه انا انانيه يا معاذ .. انا اسفه اسفه اني حرمتك من اقل حقوقك والله اسفه .
_حقوق ايه يا غبيه انتي .. انتي ليه محسساني انك متعرفيش عني اي شيء يا لين .. انا لو كنت اعرف مكنتش سمحتلك .. ده مش انانيه ابداً .. انا مش هتقبل الطفل اللي هيجي بخسارتك ده ابداً عمري ما كنت هتقبله لانه دايما هيفكرني ان هو اللي خدك مني.. فـ انتي مفكرتيش غلط ابداً .. بس لو انانيه فـ انتي فعلا كنتي انانيه وانتي بتمنعيني اني اشاركك المك ده وبعدتينا عن بعض بغبائك .. انا ممكن اموت من غيرك يا لين والله ما هقدر ان يحصلك حاجه .
قالها بنبرة حزينة وهو يشعر بألم من مجرد الفكرة بفقدانها .. ابتعدت عن ذراعيه التي تحاوطها وهي تتحدث من بين شهقاتها المتقطعه :
_بس انت من حقك في بيبي ؟
_انتي بقيتي غبيه ليه يا لين ؟؟ انا مش عايز غيرك انتي .. انتي وبس .. الاطفال رزق وانا مليش رزق في الاطفال لكن رزقي فيكي انتي وده بالنسبالي افضل رزق يا لين .. انا مش عايز اطفال انا عايزك انتي وبس .
نظرت له ببسمة غير مصدقة ثم تحدثت بنبرة اعتذار خجل :
_انا اسفة يا معاذ علي كل اللي حصل اسفه اني مكنتش جمبك لما مي ماتت اسفه اني سيبتك في اكتر وقت انت محتاجني جمبك .
_انا اللي اسف يا لين اني مشاركتكيش وجعك من الاول .. بس بس ازاي انت كنتي دايما كويسه قصادي .
سألها باستغراب فـ تحدثت هي بخجل :
_انا كنت باخد ادويتي قبل ما تيجي عشان ميبنش حاجه عليا وبشيلهم في .. اوضة الاطفال .. لاني عارفه انك استحاله تدخلها .
نظر لها بعتاب شديد علي انها قد اخفت عنه كل تلك الامور ولكنه قد وضع كل هذا جانبا وهو يتحدث بابتسامه :
_من دلوقتي هننسي كل اللي حصل ولا كأنه حصل .. من دلوقتي مش هنسيب بعض تاني ومش هنعمل مؤمرات من ورا بعض واخده بالك انتي وكل فترة هنروح استشارات للدكتور المسؤل عن حالتك عشان افضل مطمن عليكي دايما .. خدي في علمك انا مش هسامحك بسهولة رغم كل ده لانك خبيتي عليا تعبك وقبلتي تعشيه لوحدك ومش هسامحك انك بعدتي عني ثلاثة شهور من غير مااعرف عنك حاجه ومش
قاطعته بصورة مباغته وهي تقبله لـ تتسع حدقتيه بصدمة من جرائتها الغير معتادة ابداً .. ابتعدت عنه وهي تسبل له بعيونها وتحدثت بنبرة تحمل الدلال والصدق في آن واحد :
_وحشتني اوي يا معاذ اوي .
_قومي نرجع بيتنا حالا .. حالا .
قالها بنبرة سريعه متوترة من فعلتها تلك مما جعلها تضحك عليه بشده ثم اقتربت منه وهي تتحدث بنبرة صادقة :
_والله العظيم بحبك يا معاذ ومعملتش اي حاجه غير عشان بحبك وبس .
_عارف .. ماانا ربنا مش رازقني بأي حد بردو ده رازقني بأجدع واحده تعمل مصيبة وبعدين تيجي تقولي بحبك يا معاذ بس علي فكره ..
قالها بنبرة تحسها علي الفضول وقد نجح في ذلك حينما لاحظ اقترابها منه فـ تحدث بنبرة وكأنه يخبرها سر خطير :
_انا كمان بعشقك يا لين يا مجنناني .. بحبك يا شعنونتي
نظرت له بحب شديد قبل ان تردف ببراءة لا تتناسب مع قصتهم بأكملها وكأنها لم تحدث :
_قطتي !
#اسكريبت
#انتِ_لي_وحدي
#Nemo
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Short Storyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !