"ليس ذنبكِ انكِ مُطلقه . فأنا أحببتُكِ لأجلكِ"

3.9K 155 7
                                    

_يا حبيبي يا ابني اي اللي حصل ؟؟
قالتها والدته بفزع وهي تتحرك تجاه بينما وقف هو وهو يحرك فمه بطريقه مضحكه ساخرا من الموقف بذاته .. وجد والدته تتفحص جبيرته بدقه وتلك الجروح بوجهه .. تحدث هو بهدوء :
_عادي يا ماما محصلش حاجه لكل ده يعني .. مجرد شرخ!
لطمت علي صدرها بشكل درامي وهي تنظر الي تلك الواقفه بجواره تحاول ان تتماسك امام والدة زوجها وان لا تنفلت ضحكتها ولكن عندما نظرت اليها لم تستطع وابتسمت بخفه واضعه يدها علي فمها حتي لا تظهر ضحكتها المكتومه .. تحدثت والدة زوجها بضيق :
_حصله اي يا لين مخليكي هتموتي من كتر حبس ضحتك كده !
نظر اليها بشرار متطاير ضحكت هي بصوت مرتفع تلك المره وهي تتذكر ما حدث معهم منذ ساعات قليله وكيف قامت بخداعه الي ان وصل الي تلك الحاله .. توقفت عن الضحك تدريجيا وهي تنظر الي وجوههم التي تنذر بعذاب مخيف .. بلعت ما في جوفها من رحيق وهي تنظر اليهم بتوتر ولكن كان الحظ في صالحها فقد اتاها صوت الباب الذي اسرعت بفتحه هروبا من ذلك الموقف
دلفت مره اخري ومعها اخت زوجها التي نظرت اليهم باستغراب تحول الي لقل وهي تقترب من اخيها :
_اي اللي حصلك يا معاذ ؟؟
_مفيش مجرد خناقه بسيطه !
_خناقه تخليك متجبس كده
قالتها بحنق فنظر هو بطرف عينه اليها فاخفضت نظرها الي الاسفل وهي تلعب بطرف فستانها ثم تحدثت مسرعه :
_انا هدخل احضر العشا عن اذنكم !
هربت مسرعه من امامهم قبل ان تعود الاسئله اليها من جديد وهي تدلف الي المطبخ مستنده علي تلك الرخامه وهي تتنفس بعمق وكأنها تخلصت من وحش ما تذكرت عندما كانت تقف بجواره وجاء احد الشباب لمغازلتها لم يدعي لهم الفرصه ليكمل وانقض عليه في عراك حاد اجتمع مجموعه من الشباب في صف ذلك الوقح وهم يساعدوه في لكمه صرخ معاذ بغضب في تلك الواقفه تنظر اليهم ببلاهه فارغه الفم :
_هو فيلم يا عنياااااا .. ما تطلبي القسم ولا عايزه تترحمي ااااااه عيني يابن الورمه !!
صرخ وهو يتلقي ضربه في عينيه واخذ يرد تلك الضربه فاقت علي صوته وهي تسرع لطلب النجده وعندما عادت وجدته ملقي علي الارض واضعا يده علي وجهه وهو يتأوه بألم اقتربت منه مسرعه بقلق :
_معاذ حبيبي انت كويس؟؟
_كويــــس .. وحياة امك !
قالها بغيظ شديد منها فكتمت ضحكتها بصعوبه واتت لتساعده علي الوقوف فصرخ بألم :
_ايدك متلمسنيش ايــــدك!
اوقفت احدي سيارات الاجره وحاول هو الوقوف ثم صعد الي السياره ومنها الي المشفي وتم تجبير يده وتطهير جروه وعادوا وهو لم يتحدث معها الي تلك اللحظه .. ابتسمت بعشق علي موقفه معها ثم فاقت علي نفسها وهي تقوم بأعداد الطعام حتي لا يغضب عليها اهل البيت !
..
بعد ان انتهوا من تناول العشاء جلس علي المقعد في غرفه المعيشه جلست بجواره وهي تمسك بجبيرته بخفوت فتحدث هو بهمس :
_متلمسيش ايدي!
اجابته هي ببراءه مصطنعه :
_انا ممسكتش ايدك انا ماسكه الجبيره !
_قولتلك متلمسنيش يا لين عشان متعصبش عليكي!
قالها بحده غريبه فتحدثت هي بصوت بارد :
_وانا قولتلك اني ملمستكش !
_انا دلوقتي عرفت انتي اطلقتي لي اكيد بسبب دمك الخفيف ده !
صمت للحظه وهو يستوعب ما قاله عندما ابعدت يدها عنه مسرعه كان سوف يتحدث ليعتذر ولكنها نهضت مسرعه من جواره قبل ان تخونها دموعها لعن نفسه داخله وهو يعلم ما اثر ذلك عليها الان !!
دلفت الي غرفتها وهي تجلس علي فراشها بقوه .. مُطلقه! ذلك اللقب الذي حصلت عليه من فتره بفضل اختيار خاطئ اختاره والدها حصلت بعدها علي لقب مُطلقه .. والمُطلقه في المجتمع العربي تكون هي المذنبه حتي وان لم تفعل شئ فالرجل الشرقي ليس عليه حرج كل اللوم والعتاب يقع علي اعقابها هي وليس الا!!
لقد ظنت كما ظن الجميع انها ستظل تحمل هذا اللقب الي ابد الدهر ولكن لم يكن صحيحا فقد تغيرت نظرتها عندما رأته في مكان عملها زميلها ..معاذ !! الذي شعرت بمشاعر غريبه من الوهله الاولي معه .. ما زالت تتذكر كيف تطورت المشاعر فيما بينهم فتحول الاعجاب الي حب من الطرفين .. تذكرت تمسكه به عندما علم انها مجرد امرأه مُطلقه الي ان اصبحت له ولكن الان هي تشعر انها هوت من فوق وساده م حرير الي ارض لبه عندما ذكرها بأنها كانت مجرد امرأه مطلقه !!
بكت بوجع علي حالها لم تكن تتخيل انه من سيذكرها بماضيها هذا رغم انه يعرف تفاصيله وبشده .. نظرت الي الباب بدموع ووجع وهي تجده يدلف من الباب بوجه معتذر نهضت من علي الفراش مسرعه وهي تمسح دموعها بقوه وتحركت للخارج امسك يدها قبل ان تغاد وتحدث بأسف صادق :
_لين انا اسف مكنتش اقصد!
_سيبني يا معاذ !
قالتها بصوت مهزوز ارجعها امامه وهو ينظر الي وجهها ويرفع يده تاركا يدها حتي يمسح دموعها ولكنها فرت سريعا الي الخارج لعن نفسه بصوت مسموع نسبيا وهو يتحدث :
_انت اغبي واحد شفته يا معاذ بجد انت غبي !
تحرك الي الخارج مجددا وهو يراها تجلس بجانب شقيقته بهدوء .. رأي انتفاخ حدقتيها فعلم انها اكملت بكاء بالخارج اغمض عينيه بندم .. وجد شقيقته تقترب منها تهمس لها ببضع الكلمات فاحمرت وجنتيها بسرعه غريبه يليها ضحكات خافته من شقيقته جعلته يقطب حاجبيه بفضول :
_هايل يا معاذ .. انت تزعلها واختك تصالحها برافو عليك بس هي قالتلها اي عشان تحمر كده ؟؟
اخذ ينظر اليهم وجد والدته تقترب منها تسألهم عن سبب ضحكهم اخذ يسترق السمع ليتوصل لشئ ما ولكن شقيقته قالت لها بينهم ثلاثتهم ولم يصل الصوت اليه وجد والدته تضحك بخفوت ضاربه ابنتها وزوجه ابنها علي رأسهم مما جعله يتحدث بفضول انهش قلبه :
_هو في اي ؟؟ اي اللي بيضحككم كده ؟؟
_خليك في حالك
قالتها والدته بمشاكسه فتحدث هو :
_علي فكره انا متجبس ومحتاج حنيه ورعايه يعني محتاج معامله احسن من كده !
_ابقي خلي مراتك تحن عليك وترعاك يا حبيبي انت وجبيرتك!
قالتها اخته بغلاسه فتحدثت لين بهدوء غريب اصابهم بدهشه :
_الدكتور منع حد يقرب منه .. وانا مش هقرب عشان مضايقش !
علم انها ما زالت غاضبه منه فتحدث هو بصوت حنون :
_الدكتور يقول اللي يقولوا وانا اعمل اللي انا عايزه بردو كلامه علي نفسه مش علينا ولا اي؟؟؟
اختتم كلامه بغمزه سريعه فتحدثت شقيقته وهي تضع يدها علي قلبها بطريقه دراميه :
_اه يا ماما بيغمزلها عيني عينك مفيش خشي .. انا هرو لجوزي اقوله يجي يتعلم !
_اهو قرك ده هو اللي جيبني لورا !
قالها معاذ بضيق فضحكت اخته عليه واقتربت منه وهي تسمك بخدوده بطريقه مضحكه :
_ياختي كميله !
نظر اليها بغضب شديد وهو يتحدث بحده :
_ابعدي ايدك احسنلك ومتكررهاش تاني .. صمت عندما وجد والدته تنظر اليه بحده ولين تبتسم بخفوت .. او ممكن تكرريها بس بيني و بينك يعني بريستجي قدام مراتي !
ضغط علي حروف كلمه "مراتي" ليعلن لها انها ملكا له وان كل ما قالها ليس له وجود .. نظرت اليه مطوله دون حديث ودعت شقيقته بحفاوه ثم القت تحيه المساء علي والده زوجها ودلفت الي غرفتها .. وبعد قليل دلف هو الاخر الي الغرفه وجدها تجلس علي طرف الفراش وعندما اتي قامت بالوقوف وهي تساعده في تبديل ملابسه دون ان يتحدث اي منهم بشئ .. وبعد ان انتهت عادت الي الفراش فتحدث هو بنوعا من المرح :
_اي ده مش هتزعلي مني وتنامي علي الكنبه وانا اجي اتخانق معاكي واشيلك وارجعك علي السرير واقولك وريني هتقومي ازاي؟؟
نظرت اليه ثم تحدثت بنبره هادئه :
_انا اللي مضايقه منك مش جسمي عشان اتعبه وانام علي الكنبه .. ثانيا انت مش هتعرف تشليني حتي لو انا عملت كده عشان زي ما انت شايف ايدك ومتجبس فتصبح علي خير وبطل تتفرج كتير علي افلام يا معاذ
قامت بفرد ظهرها علي الفراش متجاهله وجوده فصعد هو علي الجانب الاخر واخذ يقترب منها بخفه وهي تبتعد الي ان وصلت الي حافه الفراش فاقترب منها مججدا فتحدثت بضيق:
_انت عايزني اقع .. قولي بس انت عايزني اقع !!
_عايزك تسامحيني !
قالها ببراءه غريبه لا تتناسب مع سنه فتحدثت هي بهدوء :
_وانا مش زعلانه منك عشان اسامحك!
_محدش قالك انك كدابه فاشله .. وبالذات لم بتكدبي عليا .. لين صدقيني انا اسف والله العظيم اسف منش قصدي اي حاجه من القرف اللي انا قولته ده كنت متخلف وحمار
_بس متقولش حمار!
قالتها بدموع محبوس فتحدث هو بسخريه :
_وبالنسبه لمتخلف دي عجبتك يعني!
ضحكت بخفه علي حديثه فأخذ يقبل وجنتيها وهو يردد عبارات الاسف :
_اسف يا عمري .. مكنش قصدي افكرك بحاجه .. انت مراتي انا وبس .. ولا كنتي ولا هتكوني غير ليا .. واللي فات كان مجرد حلم وفوقتي منه وبقيتي ليا .. اسف عشان خليتك تعيطي بسببي .. حقك عليا .. متزعليش بقي .. ولا انتي الوضع عجبك !!
قالها بخبث فأردفت هي بغيظ :
_يعني كمان مستخسر فيا شويه اعتذار !
_قولي ان الموضوع عجبك مش موضوع اعتذار بقي !
نظرت اليه بخجل من جملته فابتسم هو ثم طبع قبله رقيقه علي ثغرها وهو يردف :
_بحبك يا اجمل واحلي وارق بنت في الدنيا .. وبعدين مثلا لو انا مبحبكيش كنت هبقي متشلفط كده بسببك ده انا محصليش كده وانا عيل وكنت مشاغب والله !
ضحكت بصوت عالي نسبيا وهي تري تعبيراته المضحكه بالنسبه لها فتحدث بأسف :
_اسفه علي الشلفطه دي!
_كله يهون عشانك بس .. الا هي البت اختي دي كانت بتقولك اي خلاكي قلبتي طماطم كده ها ؟؟
احمرت وجنتيها بخجل وهي تتذكر ما قالته شقيقته فتحدث هو بمكر :
_يااااااا هو الموضوع صعب كده
اقتربت منه علي بغته وهي تقبله بسرعه علي ثغره متحدثه بسرعه اكبر :
_ تقدر تقول انها كانت بتقول كده!!
نظر اليها للحظات مدهوش من فعلتها تلك فتحدث بصدمه :
_هو اي اللي حصل ده ؟؟
احمرت وجنتيها وشعرت بانفاسها تغادرها فتحدث هو بمكر :
_ ده احنا خلاص بقينا منحرفين بقي!
نظرت اليه بغضب وهي تتحدث بقوه :
_بقي كده انا غلطانه اصلا اني .
اسكتها بطريقته الخاصه فهو يعلم مهما تحدث لن يتسطع اسكاتها .. تحدثت بصوت متقطع :
_بحبك!
اجابها بمزيد من بثه لعشقه ليثبت لها انها ملكه هو وحده وليس لأحد اخر فهي خلقت لتكون له وهو خلق ليكون لها مهما حدث معهم من قبل فيكفي انهم معا الان وسيبقوا معا الي ابد الدهر ابتعد عنها فجأه وهو يتحدث مراقبا ملامحها التي تحولت بشده من الغضب لما قاله :
_قولتلي بقي تردد قناه ميكي اي ؟؟

#انتِ_لي_وحدي
#اسكريبت
#Nemo

اسكريبتات انتٍ لي وحدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن