_ايه اللي انتي عملتيه ده ؟!
قالها بغيظ وغضب وهو ينظر الي ما بيدها بينما كانت هي تتطلع الي ما في يدها بدهشه ولا تجد مبرر لـ سبب غضبه .. تحدثت بعدم فهم :
_عملت ايه ؟
_ايه الاكل اللي انتي عملاه ده وجيباه هنا كمان يا بجاحتك .. انتي مش عارفه ان مفيش اكل في الحصه بتاعتي !
_انا عملت الاكل ده لاني كنت فاضيه وحصة حضرتك كان لسه بدري عليها فـ عملته وجبت لـ حضرتك معايا لحد ما يجي وقت حصتي .
قالتها بهدوء وهي تشعر بالحزن داخلها ولكنه تحدث بنبرة غاضبة :
_ده ميدكيش الحق انك تقلبي ريحة الشقه بالطريقة ديه .. اخر مره يا لين مش عشان انا بخليكي تتصرفي براحتك في البيت لو جيتي بدري لانك بعيد عن هنا لحد ما يجي معاد حصتك انك تسوقي فيها .. فاهمه !
حركت رأسها بإيجاب شديد قبل ان تستدير وتغادر الغرفه وتوجهت الي المطبخ وهي تعيد تجميع الاطباق التي اعدتها لـ الطعام وكانت عبارة عن مكرونه اسباجتي بالصلصة الحمراء وبجانبها قطع بانية مقرمشه وفلفل حامي محمر في الزيت .. بعدما قامت بجمعهم جميعا اخذت جزء كبير منهم بعد ان اكتشفت انها قد اعدت قدر كبير من الطعام وغادرت الشقه المخصصه لـ الدروس "سنتر" وهبطت الي الاسفل الي الدور الاول مكان تواجد العاملين في المكان واخذت توزع عليهم الاطباق بابتسامه باهته وبعدما انتهت من التوزيع وجدت انه قد تبقي عدة اطباق فـ اخذتهم وهي تغادر المكان بأكمله وسارت في شارع طويل حتي وصلت الي بيت صغير من الطوب وبداخله تقبع سيدة ومعها عدة اطفال صغار فـ دلفت اليهم وهي تبتسم ثم تحدثت بنبرة دافئة :
_ازيك يا امي .
رفعت السيده رأسها وما ان راتها حتي ابتسمت بسعاده ووقفت مسرعه وهي تعانقها بحب شديد وتحدثت بلهفه :
_لين يا بنتي عامله ايه اخص عليكي بقالي اسبوع مشفتكيش .
_انا اسفه والله يا امي بس مسحولة في الكورسات اللي بحضرها والله والمراجعات عشان الامتحانات بتاعتي ثانوية عامة بقي .
_ربنا يوفقك يا بنتي ويجعلك في كل خطوة خير وسعادة .
قالتها تلك السيدة بنبرة صادقه مما جعل لين تبتسم لها بمحبة قبل ان تحتضن الثلاث صغار الذين كانوا ينظروا اليها بلهفة دون ان يقتربوا وبعد ان انتهت فتخت حقيبه الظهر الخاصه بها واعطتها علبة كبيرة نسبياً وهي تمدها إليها متحدثه بابتسامه :
_اتفضلي يا امي .
_ايه ده يا لين يا بنتي ؟
_ده المستر بتاعي بيطلع اكل للغلابة كل فتره بس انا عملاه بأيدي قولت لازم تاكلي منه فـ شلتلك الطبق ده هتاكليه وتدعيلي .
_ربنا يباركله في رزقه يارب وتسلم ايدك يا بنتي.
ابتسمت لين شبه ابتسامه فـ هي تعلم انه يخرج اكل لاطعام الغلابة ولكنها قد كذبت بان ذلك الطعام أعد لـذلك .. ودعتها لين سريعا بعد ان اكتشفت ان الوقت قد داهمها وعادت مسرعة لـ البيت وصعدت مسرعة الي اعلي وقد قابلها العمال واخبروها ان الطعام قد اعجبهم مما جعلها تبتسم بفخر ثم تركتهم دلفت الي الغرفة المخصصه لـ الحصه ووجدت ان عددا كبيرا قد اتي مما جعلها تجلس في الصفوف الاخيره فـ اختارت ان تجلس بعيداً عن مرأي نظره وتراه من الشاشة المعلقه افضل ...
وجدته قد دلف الي الغرفه من الخلف مما جعلها تنبطح سريعا حتي لا تراه فهي تعلم انه يستشيط غضباً منها لانه يمنع تلك الاشياء في البيت خاصة وانه مشارك بنسبة في وجود هذا المركز المخصص لـ الدروس وبعدما رأته من الشاشه قد توجه الي الامام رفعت رأسها من جديد وبدأت تراقب الحصة بشغف فهي مادتها المفضلة بالرغم من كل هذا ...
بعد مرور ساعتين من الزمن انتهت الحصة وبعد ان انتهت استمعت الي صوته في الميكروفون وهو ينادي علي اسمها ويطالبها بالانتظار .. ابتلعت ما في جوفها بتوجس قبل ان تقف في مكانها وقد اخذت تفرك كفيها ببعضهما البعض وهي تخشي انه يريد ان يكمل عليها صب غضبه .. وجدته يقترب منها بخطوات سريعة ووجهه خالي من المشاعر ثم اشار لها بأن تتبعه فـ امسكت بحقيبتها بقوة وسارت خلفه قبل ان تنظر الي مساعده الذي كان ينظر لها بتشفي فـ هو لا يحبها ابداً ...
اخذت تسير خلفه حتي دخلت الغرفه الخاصه بالمشرفين ووقفت بطريقة مفاجئة حينما وقف فجأه مما جعلها تنظر إليه وقد ظهر علي وجهه الغضب وتحدث بحده :
_ايه اللي انتي عملتيه ده؟
_انا عملت ايه تاني !
قالتها بدهشه وعدم فهم وهي لا تعلم سر الغضب هذا .. تحدث هو بغضب :
_انتي بتوزعي الاكل اللي انتي عملتيه بمزاجكك ليه .. انا لقيت العمال كلهم داخلين يشكروني ع الخير اللي انا خليتك تديه ليهم .. وانتي مالك وبتوزعي الحاجه باسمي ليه اصلا وبتتصرفي اساسا في الاكل والحاجه الموجوده هنا ليه كانت من جيبك .. انا معرفتش احاسبك الاول لكن انا مش هستحمل اللي انتي بتعمليه ده .. لازم تعرفي انك مجرد طالبة هنا لا اكتر ولا اقل ملكيش اي حاجه هنا تتصرفي فيها بمزاجك انتي فاهمه .. من هنا ورايح لو جيتي بدري ياريت تقعدي ف حالك وملكيش دعوه بأي حاجه هنا ديه اخرة اللي يعمل خير مع عيال .
انهي حديثه بغضب شديد قبل ان يستدير من امامها بينما هي كانت تستمع الي حديثه بصدمة وقد تلألأت الدموع داخل حدقتيها واكتشفت فداحة ما ارتكبته مما جعلها تتحدثت بنبرة مبحوحه :
_انا .. انا اسفه يا مستر .. مش .. مش هعمل كده تاني .. انا اسفه .
_اتفضلي امشي من هنا .
قالها بحدة شديده مما جعلها تأخذ حقيبتها وتسرع من امامه وهي تكبح دموعها بشدة وغادرت المنزل بأكمله وهي تركض بخطوات متعثره وقد تساقطت دموعها بالفعل مما حدث فهي قد خسرت معاملته الحسنة التي كان يعاملها بها .. لقد صنعت الطعام اليوم من اجله لانها قد وقعت في حبه لا تعلم كيف ولكنه قد حدث بالفعل ولكنها بغبائها قد دمرت كل شيء !
...................
_بقيتي تيجي متأخر يعني يا لين فين زمان لم كنتي بتيجي اول واحده اصلا !
قالتها حنان تلك العاملة بالاستقبال الخاص بالطلبة فـ تحدثت لين بمرح وابتسامة هادئة :
_قولت ابطل غلاسه عليكم شوية واخليكم تاخدوا نفسكم .
_انتي متضايقه من حاجه يا لين ؟
قالتها حنان بتساؤل شديد وهي تنظر إليها حركت لين رأسها بإيجاب وهي تجيبها :
_تعبت من الدروس عايزه انااام .
ضحكت حنان وهي تضربها بكفها علي ذراعها بعفوية فـ الجميع يحب لين لـ معاملتها الطيبة معهم ومساعدتها لهم .. دفعت الاموال الخاصه بالحصة ثم توجهت الي الباب ولمفاجئتها للمره الاول وجدته يجلس بجوار الغرفه التي يدلف منها الطلبة ويتحدث معهم بابتسامة ومرح .. اخفضت بصرها إلي الارض ودلفت الي الغرفه دون ان تنتبه انه رأها وهي تدلف الي الغرفه واستغرب من فعلتها انها تعمدت ان تتخطاه وكان يريد ان يدلف الي الداخل ولكنه انتظر حتي دلف اخر طالب ثم دلف خلفهم وهو يحرك حدقتيه بتفحص للقاعة بأكملها ووجدها تجلس في مكان بعيد عن نظريه ولك امامها شاشة العرض فـ يتيح لها الرؤية .. تغاضي عن تلك النقطه وتحرك للأمام ووقف في المكان المخصص له وبدأ في الشرح وهي اخذت تتابعه باهتمام وتدون ما يقول من ملاحظات مهمشة...
بعدما انتهت الحصه وقفت وهي تستعد للمغادره ولكنها فوجئت بـ ذلك المساعد يخبرها بأن استاذها يريدها ان تنتظره مما جعلها تشعر بالقلق مما فعلته تلك المره .. توجهت الي المكتب ووقفت علي الباب الخارجي وبعد دقائق وجدته يتقدم ناحيتها مما جعلها تقف باعتدال وهي تنظر إليه بتساؤل .. دلف هو اولا الي مكتبه ودلفت هي هلفها وبادرت بالحديث تلك المره :
_نعم يا مستر معاذ ؟؟ حضرتك عاوزني ؟
_بقيتي تيجي متأخره ليه يا لين ؟ ومبقتيش تسألي في الحاجات اللي مش فاهمها ؟ في ايه ؟
قالها بهدوء وترقب شديد وهو ينظر اليها بينما هي شعرت بالتوتر من سؤاله هذا ولكنها اجابته بنبرة حاولت جعبها ثابته :
_انا بعتذر اني باجي متأخر بس بتكون زحمة الطريق وبالنسبة للاسئله فـ انا معنديش اسئلة صعبة فـ بالتالي مبسألش .
_والله ده انتي كل اسبوع كان عندك اسئله فجاه كده مبقاش فيه اسئله صعبة .
قالها بنبرة ساخره بعد الشيء ولكنها متعجبه ايضاً ولكنها صمتت ولم تجاوبه اتخبره انها كانت تتحجج حتي يتحدث معها بابتسامته تلك فـ تحدث هو من جديد :
_ما تردي يا بنتي ساكته ليه .. وكمان ليه بتيجي في وقت زحمه ماانتي ع طول كنتي بتيجي بدري وبتقعدي هنا .
_عادي بقي يا مستر .. ليه الاسئله ديه كلها ؟؟
قالتها بفضول وتساؤل مما جعله يصمت عن الحديث دون ان يجد اجابه .. كانت لين تنظر إليه وهي تنتظر منه اجابه ولكن قاطع ذلك الجو المشحون دخول حنان الغرفه وهي تتحدث بنبرة سريعة :
_اسف يا مستر معاذ بس لين فيه واحد اسمه مروان برا وبيقول انه منتظرك برا !
نظرت لها لين بدهشه شديدة فـ هي لا تعرف احد بهذا الاسم ابدا .. حركت رأسها نافية قبل ان تنظر الي معاذ ولم تنتبه الي نظراته الفضولية وتحدثت :
_عن اذن حضرتك هتطلع اشوف مين ده !
ثم تركته وغادرت ومعها حنان ولكنه توجه خلفها حتي يرا من هذا الشخص .. وقفت لين امام مروان كما قيل لها وتحدثت ببسمة بسيطه :
_ايوه مين حضرتك ؟
نظر لها مروان متعجبا من تلك القصيرة نسبياً امامه ولكنه تغاضي عن هذا واقترب منها متحدثا :
_انتي لين ؟
حركت رأسها بإيجاب شديد قبل ان تشهق بصورة مفاجئة وهي تجده اقترب منها كثيراً وهو يهمس لها بشيء ما جعل حدقتيها تجحظ بصدمه وقبل ان تتخذ ردة فعل وجدت مروان قد ارتد عدة خطوات نتيجه لدفع معاذ له متحدثاً بحده :
_انت اتجننت مقرب منها كده ليه ؟
كان سيرد عليه ولكن لين وقفت بالمنتصف وهي تمسك بيد مروام بتلقائية قبل ان تتحدث :
_محصلش حاجه يا مستر .. ده ابن صاحب بابا وجي ياخدني .. عن اذن حضرتك .
انهت حديثها وهي تسحب مروان بقوة بينما كان ينظر هو الي معاذ بضيق شديد ولكنه تحرك مع لين بينما كان كلا من الحاضرين ينظروا الي الموقف بدهشه والي ردة فعل معاذ تلك .. كان معاذ خصيصاً ينظر للموقف بغيظ شديد ودهشه من سماحها له بالاقتراب هكذا دون صفة ولكنه استفاق حينما وجد النظرات حوله وتحرك من امام الجميع بوجه مقفول !
...................
_كل ده غايبه يا لين الامتحانات بعد اسبوع وانتي فوتي شهر كامل من المراجعات .
قالتها حنان وهي تنظر الي لين التي كان يظهر عليها الضعف بشكل غريب وقد قصر طول شعرها فـ اصبح بالكاد يصل الي رقبتها ولكنها عوضا عن ذلك حاولت ان تتحدث ببسمة هادئة :
_معلش كنت مشغولة شوية بس اديني جيت اهو .
_طب روحي طيب عان تلحقي حصتك ولم تخلصي نبقي نتكلم .
حركت رأسها بقبول ثم تحركت من امامها وهي تتحرك الي حصة المراجعه الاخيره .. دلفت الي القاعه وهي تتواري بعيدا عن الانظار فـ هي لا تريد ان يراها احد وهي بتلك الهيئة الضعيفه خاصة هو .. ولكنها لم تنتبه الي ذلك.الذي كان يتجول بين الطلاب ويتفاعل معهم ناظرا فيما بينهم الي ان وقعت حدقتيه عليها .. كانت تدون ما يقوله فقط دون ان تنظر اليه او الي الشاشة التي امامها ...
ركز نظره عليها ولاحظ خصلات شعرها التي قد قصرت بشده مما جعله يجحظ حاجبيه بضيق غريب ولكنه قرر ان ينهي المحاضرة اولا وبعد ذلك سيحادثها ...
انتهت محاضرته وكانت هي اولي الواقفين من اجل المغادره ولكنها انتظرت حتي يخرج الشباب الموجودين بالبداية وبعد ذلك الاناث .. اقترب بينهم وهو يستمحيهم عذرا ولكنه وقف بجواره وهو يتحدث :
_تعالي ع المكتب .
تجمد جسدها حينما استمعت الي نبرته تجاهها رفعت نظرها مسرعه وهي تنظر اليه ووجدته ينظر اليها مما جعلها تتيقن انه يقصدها بذلك الامر ...
غادرت من القاعه وعكست اتجاهها بدلا من ان تذهب اليه قررت ان تمشي ولكنه ولسوء حظها لاحظها حينما كان يقف مستندا علي الباب فـ ذهب خلفها مسرعا وهو يتحدث بنبرة سريعة :
_لين .. اقفي !
توقفت وهي تغمض حدقتيها بقلق شديد وتبتلع ما في جوفها بتوتر شديد قبل ان تلتفت وهي تخشي النظر اليه .. بادر هو بالحديث :
_انا مش قولتلك اني عايزك في مكتبي ؟!
_اسفه مسمعتش .
قالتها بنبره مهتزه لم يصدقها خاصة وهو يتذكر انها نظرت في حدقتيه مما يؤكد علي سماعها اليه ولكنه تحدث :
_طب تعالي .
_معلش اصل انا متأخره ومحتاجه امشي ضروري .
_في ايه يا لين !! عايز اتكلم معاكي !! الخمس دقايق بتوعي هم اللي هيعطلوكي !! خلاص يا ستي امشي .
قالها بضيق لم يستطع اخفائه وتحرك من امامها الي مكتبه بينما هي كانت ستبكي من ذلك الموقف وكانت ستتحرك اليه ولكنها غيرت رأيها وتحركت للمغادرة من السنتر بأكمله بينما اقترب هو من الشباك الملحق بالغرفه ولفت نظره ذلك الواقف في الاسفل وبعد التدقيق لاحظ انه مروان!! وتاكد من حدسه حينما وجد لين تقترب منه وسارت معه بعيداً عن المكان .. اشتعلت حدقتيه بغضب عارم وحرك نظره بعيدا عنها وهو يكاد يشتغل من شدة الغيظ .. والغيرة !!
..................
_مستر معاذ الجواب ده جه لـ حضرتك .
قالتها حنان بنبرة رسمية وعلي وجهها رسمة روتينيه ولكن كان الفضول يتغلبها من اجل ان تعرف ما يحتويه الجواب .. نظر لها بدهشة وهو يتحدث :
_جواب ليا انا من مين؟
_مش عارفه !
قالتها بعدم معرفة فـ اخذ منها الجواب ودلف الي المكتب وجلس به وفتح الجواب الذي صدر منه عطر ليس بغريب علي انفه .. فتح الورقه الموجوده بداخله واخذ يقرأ :
"ازيك يا مستر معاذ .. انا لين .. انا مرضتش اكتب اسمي علي الجواب من برا عشان اللي ممكن يتقال ف السنتر وف نفس الوقت بعتهولك مع ابن طنط اسراء وديه اللي بالمناسبة انا كنت بتاخر عندها الفتره اللي فاتت وكنت بفضل قاعده معها لحد معاد الحصص بتاعتي ...
صدقني انا معرفش انا بكتبلك الجواب ده اصلا ليه بس انا حسيت اني عايزه اعمل كده وانا مبكدبش احساسي .. انا عايزه اقولك اني بحبك .. معرفش ازاي ولا ليه بس لقتني حبيتك .. اه عارفه ان فيه فرق سن وانك المستر بتاعي بس غصبا عني لقتني بحبك وعايزه اكون موجوده اول واحده تشوفها في يومك قبل اي حد .. طول ما بكون ماشيه ف الشارع مش ببص لحد عشان عيني متشوفش غيرك انت اول واحد ...
في اليوم اللي عملت فيه الاكل ده انا عملته بكل الحب ليك انت عشان تاكل من ايدي ولو مره بالغلط .. وانا اسفه اني عملت كده واتصرفت من دماغي بس كانت تصرفات طيش ولم وزعتها باسمك كنت عايزه الناس تدعيلك .. انا مكنتش عايزه اعمل اي حاجه تأذيك "
كان يقرأ المكتوب بصدمة كبيرة اهي تحبه .. لم يتوقع هذا ابدا ان تقع طالبته في حبه ابدا .. وجد الورقه قد انتهت ف اخذ يبحث الي ان وجد ورقه اخري بداخل الظرف فـ اخرجها سريعا وهو يقرأها بتلهف :
"في اليوم اللي انت لاحظت فيه غيابي انا كنت اسعد واحده ف الدنيا انك لاحظت واهتميت بيا زي ماانا ياما مهتمه بيك وبالمناسبة القميص الاسود اللي جيبته كان جميل عليك احلي من الازرق .. انا كنت مستنيه منك بس كلمه اي حاجه تحسسني انك حاسس بحاجه من اللي انا حسها ديه لكن في الوقت ده جه مروان ...
مروان ده ابن صاحب بابا وساعتها هو جه ليا وعرف مكاني من والدتي و قالي ان بابا في المستشفي ومنكرش اني فرحت لم انت كنت هتتخانق معاه عشاني بس مكنش فيه وقت .. لكن لم روحت اكتشفت ان كل ده ملعوب منهم .. بابا عمره ما كان حد كويس .. ولم كنت باجي بدري مش عشان زحمة الطريق انا كنت بهرب منه هنا دايما تهزيق واهانه وخصوصا فيا انا .. انا كنت بهرب وماما بتغطي عليا اني عند جارتنا لحد مااكتشف اني مبروحش هناك ساعتها ضرب ماما لحد ما اعترفتله اني باجي هنا باخد دروس وهو مانع الفكره ديه تماما ...
اول ما شافني نزل فيا ضرب وشعري اللي قصر معرفش انت خدت بالك ولا لا بس هو قصر بسببه .. قصهولي عشان افضل فاكره اني عصيت امره .. الفتره اللي مجتش فيها السنتر اللي بردو معرفش انت لاحظتها ولا لا انا كنت بتعالج من الالم اللي هو عمله ف جسمي ...
وانتهي تعذيبه ليا بانه هيجوزني .. من مروان .. بعد الامتحانات .. اقولك المفاجأه انا كتب كتابي النهاردة وانت بتقرأ الرسايل بتاعي هكون انا بجهز بالغصب عشان كتب كتابي "
جحظ حدقتيه بصدنه شديده واخرج الورقه الاخيره بالظرف واخذ يقرأها :
"صدمة مش كده انا كمان مصدومه .. مكنتش متخيله في يوم اني هتجوز حد انا مبحبوش وعشان كده مروان كان معايا في اليوم اللي روحت في من السنتر ساعة ماانت شوفته ومتستغربش اني عرفت لاني دايما ببص عليك من الشباك من غير ما تاخد بالك فـ مكنش جديد عليا .. انا اسفه عشان بقولك كل الكلام ده بس كنت عايزه افهمك كل حاجه .. انا بحبك اوي يا معاذ ومتمنتش غيرك حبيبي .. لكن مش كل اللي الانسان بيتمناه بيبقي حقيقي .. هتوحشني اوي يا حبيبي .. بحبك .. تلميذتك لين "
كان ينظر الي الظرف بصدمة وقد تجمعت الدموع داخل حدقتيه .. لقد خسر هذا الكم من الحب دون ان يدري .. لقد خسرها قبل ان يكتشف حبها له .. تساقطت الدموع من داخل حدقتيه خاصة وهو يتذكر جملتها انها سيعقد قرانها اليوم .. نهض مسرعا من فوق المقعد وتوجه الي الاستقبال التي تفاجئت من هيئتة وتحدث بنبرة عصبيه :
_عنوان لين ايه؟؟
_نعم؟
_حنان انجزي .. عنوان لين ايه ؟؟
كانت تنظر له بزهول ولكن بعد ان صرخ بها فتحت الكمبيوتر الخاص بالمكان واخذت تفحص الاسماء الي ان اخبرته بعنوانه فتحرك هو مسرعا وهو يكاد يركض علي السلالم وركب في سيارته وتحرك بسرعة عالية وهو يتمتم :
_هلحقك يا لين .. اكيد مش هتضيعي من ايدي لا !
وزاد في الضغط علي مكبح البنزين .. بينما في الجهة الاخري كانت تنهي زينتها بعدما قد اصدر والدها الامر بان يعقدوا القران مبكرا بعيدا عن الليل .. كانت تنظر الي هيئتها بالمرآه بحزن شديد وتحارب تلك الدموع التي قد تساقط منها الكثير والكثير منذ قليل ...
دلفت والدتها الي الغرفه وهي تنظر الي ابنتها بحزن شديد فـ رفعت لين رأسها إليها وما ان رأتها حتي بكت من جديد وعوضا عن ذلك شاركتها والدتها في البكاء وهي تقترب منها وتحتضنها .. لم تجد لين حديث تقوله فهي قد قالت كل ما يمكن من قبل الي ان نفذ الحديث ...
امسكتها امها من يدها وهم يغادروا الي الخارج ووقفت لين في المنتصف وهي تنظر الي المأذون الجالس والي ابيها الجالس علي يساره ومروان الجالس علي يمينه بتوهان وانقسمت الشاشة الي قسمان .. لين تقف وهي تنظر الي الاجواء المُعدة خصيصاً لها من اجل عقد قرانها وبالناحيه الاخري كان معاذ يتسارع مع مكبح البنزين حتي يصل مبكرا ولا احد يعلم هل سينتصر في النهاية ذلك الحب ام ان ليس كل ما نتمناه ندركه !
شعرت به وهو يحاوطها بذراعه مما جعلها تبتسم بخفه وهي تتحدث :
_جيت امتي ؟؟
_لسه جي يا كاتبتي الشقية .
زادت بسمتها قبل ان تنهض من علي مقعدها ولكنه تحدث باستغراب :
_ليه سبتي النهاية مفتوحة بالشكل ده ؟!
_لان مش كل نهاية لازم تبقي جميلة وسعيدة وف نفس الوقت محدش هيحب اني انهيها حزينه فـ هسيب لكل واحد حرية انه يختار النهاية براحته ع حسب حكمه علي كل شخصيه لان في وجهة نظري مش لازم كل اللي احنا عايزينه يحصل .
قالتها بهدوء شديد فـ اردف هو بنبرة مماثلة :
_بس انتي عارفه انك هتتعرضي لانتقادات كتير بسبب كده .
_وايه يعني .. الاختلاف في الرأي لا يفسد ف الود قضية والتجديد مطلوب يا حبيبي .
انهت حديثها وهي تحاوط رقبته بذراعها قبل ان تهمس :
_علي فكرة انت وحشتني اوي .
ابتسم بعشق لتلك الصغيرة المشاكسة كاتبته الشقية كما يدعوها دوما لـ حبها الشديد في الكتابة وسرعان ما عانقها بين اضلاعه وهو يتنفس بعمق شديد هامساً بنبرة محب عاشق وبلغتهم الخاصه في تلك الاوقات :
_لقد ادمنت وجودك خاصة في تلك الاوقات التي لم اجد احد بجواري سواكِ .. حينها علمتُ فقط ان ارواحنا قد التحمت بلوعة العشاق ولن يكن هناك مفر .. احبك يا كاتبتي الشقيه .. احبك يا ادماني !#اسكريبت
#انتِ_لي_وحدي
#Nemo
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Short Storyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !