_انت بتخوني يا معاذ فاهم يعني ايه ؟؟ انا مستهلش منك كده !
صرخت بوجع منه ومن ذلك الشعور الغريب بأنه يخونها .. نظر اليها بضيق من ذلك الشك الذي اصبح رفيقهم تلك الفتره :
_يووووووه دي مبقتش عيشه .. مش عاجبك قعدتي وحاسه اني بخونك .. بيت اهلك مفتوحلك !
صرخ بتلك الكلمات في وجهها وهو يغلق الباب خلفه بقوه ارتعدت من كلماته الحارقه لها .. ذهبت الي غرفتها مسرعه وهي تضع ملابسها في تلك الحقيبه الصغيره وتلك الدموع تجعل الرؤيه اليها اصعب .. لم تشعر بنفسها وهي تفقد الوعي لتسقط ارضا مع ظلام أبدي !
_منك لله .. منك لله انت السبب في موت بنتي .. منك لله!
صرخت به والدتها بألم وهي تراه امامها واولئك النسوه يحاوطنَّها بذلك اللون الاسود الدليل علي وجود شئ غير سار .. او بالأخص موت ابنتهم!
أخذت ابنة خالتها تدفعه في صدره وهي تصرخ به :
_منك لله .. أخدتها مننا وانت عارف انها تعبانه متستحملش الزعل .. ربنا يوجع قلبك زي ما وجعت قلبنا !
نظر اليهم بدموع أ يدعون اليه بالوجع ؟؟ إذا ما هذا الذي يشعر به الان ؟؟ أليس هذا وجع ؟؟ لقد فارقته !! فارقته بدون ان تنذره !! لم يكن يعلم بأنها مريضه بالقلب .. لم يكن يعلم انه سيفقدها .. لم يكن يقصد كل ما حدث !
تركهم جميعا بحجره الجلوس ودخل الي غرفته .. نظر الي تلك الملابس الملقاه ارضا والي تلك الحقيبه الصغيره التي تحتوي علي بعض ثيابها .. امتلأت حدقتيه بالدموع وهو يقترب من تلك الثياب بوجع شديد .. أمسك بأحد القطع الخاصه بها وقربها من انفه وهو يستنشقها بعنف وبدأت دموعه تتساقط واحده تلو الاخري وتحدث بصوت ممتلئ الندم :
_كده يا مي .. ليه مقولتليش انك بتودعيني .. معقول ده يبقي وداعك ليا .. هونت عليكي تسبيني بالطريقه دي .. ليه مقولتليش انك هتسبيني .. قاصده انك توجعيني واحس بألمك زي ماانا عملت معاكي .. انا اسف يا حبيبتي .. والله انا ماخنتك ولا فكرت اخونك في يوم .. ارجعيلي يا مي واوعدك هتغير .. بس ارجعيلي تاني .. انتي وحشتيني اوي .. صعب اوي وهما بيحطوا فوقك التراب يا مي صعب .. كنت عايز اصرخ فيهم يبطلوا بس مقدرتش .. اسف يا اعز من روحي .. سامحيني يا مي وارجعيلي !
أخذ يبكي بشده ولم ينتبه الي تلك الواقفه عند الباب تستمع الي حديثه وتبكي معه بصمت فهي تعلم جيدا ما هو وجع القلب فهي قد جربته سابقا .. اقتربت منه بهدوء وهي تنطق اسمه بصوت متحشرج من البكاء :
_معاذ!
رفع رأسه اليها وهو ينطر اليها برؤيه مشوشه .. جلست بجواره وهي تنظر اليه بدون حديث توقفت جميع عضلات جسدها وهو يحاوطها بذراعه دافنا رأسه داخل تجويف عنقها ويبكي من جديد .. ظلت جامد للحطات ثم حاوطته بهدوء وهي تشعر باضطراب شديد .. استمعت الي حديثه الذي بدا لها متقطعا :
_مي سابتني يا لين .. بعد كل ده مي سابتني ومشيت .. مشيت من غير ما تودعني .. مشيت وهي متخانقه معايا .. ملحقتش اعتذرلها زي كل مره .. مكنتش اعرف انها اخر مره اشوفها .. هي ليه سابتني يا لين ليه .. بعد كل الحب اللي انا حبيتهولها بسهوله تسبني وتمشي كده .. بس انا مسامحها بس هي ترجعلي .. بس ترجعلي !
بكت بشده وهي تستمع الي حديثه .. لا تعلم اهي تبكي علي فراق صديقتها أم علي وجع قلبها الذي يتضاعف بتلك الكلمات .. اغلقت عينيها بقوه وهي تحاول ان تستجمع شتات نفسها .. تتفست بعمق وهي تردف :
_كلنا عارفين ان مي كانت بتحبك يا معاذ .. ده كان قدرها ووقتها .. اكيد مي مكنتش عايزه انك تتوجع بالشكل ده .. ولو كانت موجوده كانت هتمنعك !
_ياريتها تكون موجوده يا لين ياريتها !
قالها بضعف شديد وقد قل بكاءه ولكنه ظل علي وضعيته .. أبعدت يدها من حوله فزعه عندما نظرت الي وجه والدة صدقتها التي هتفت بغل :
_موت بنتي عشان تخونها مع صاحبتها !
ابتعد معاذ عن لين مسرعا وهو ينظر الي والدة زوجها بصدمه من ذلك الاتهام .. تحدثت لين بتبرير :
_لا يا طنط انتي فاهمه غلط !
_فاهمه غلللط .. بنتي من الاول كانت مش مرتحالك وانا اقولها لا دي صاحبتك بس واضح انها كان معها حق .. قتلتوها عشان يخلي ليكم الجو !
_حماااااااتي .. مسمحلكيش!
كان ذلك صوت معاذ الغاضب من هذا الاتهام الصريح الموجه لهم .. صرخت السيده بقوه :
_متسمحلليش بأي يا عنيااااا .. قتلتوا بنتي عشان مصالحكم الزباله .. الهي يارب يوجع قلوبكم زي ما وجعتوا قلبي وتعيشوا في وجع ع طول .. ودعوه المظلوم لا يمكن ترد !
_ده لما يكون دعوه مظلوم بجد انما محدش فينا لا ظلمك ولا ظلم بنتك!
كان صوت لين الهادئ الذي سعت جاهده في اكتسابه .. نهرتها ابنة خالتها التي قد تدخلت لتوها :
_وانتي ليكي عين تتكلمي .. انا لو مكانك اتكسف علي دمي وامشي .. طول عمري بقول لـ مي تبعد عنك خصوصا يوم فرحها وانتي بتبصي علي معاذ وكأنك خسرتيه !
نظر اليها معاذ بصدمه ولم تقل نظراتها شيئا عنه .. صرخت في وجهها :
_مسمحلكيش تقولي عليا نص كلمه انتي مين انتي عشان تتهميني اتهام زي ده .. معاذ اخويا ومي كمان كانت اختي واستحاله افكر بالتفكير اللي انتي بتقوليه ده !
اقتربت والدة معاذ تلك المره وهي تمسك بمصحف صغير في يدها .. نظر اليها معاذ باستغراب :
_ماما فيه ايه .. كلكم داخلين علينا باتهام وكأنكم مسكتونا في موضع مُخل !
لم تعيره والدته انتباه ووقفت امام لين وهي تضع المصحف امامها وتحدثت بنبره جامده ؛
_انا واثقه في ابني انه عمره ما يخون مي بس ..
_بس مش واثقه فيا !؟
قالتها لين بانكسار غريب اقترب منها معاذ وهو ينظر الي والدته التي تابعت حديثها :
_احلفيلي قدام الناس دي كلها انك فعلا مبتحبيش ابني .. وانك مش زي ما هي بتقول .. احلفي بكتاب ربنا ده ان مفيش في قلبك اي حاجه لابني !
نظرت لين الي ذلك الموقف بصدمه شديده هي تتعرض للأهانه وبقوه .. صرخ معاذ بهم :
_خلصتوا المهزله دي ولا لسه .. ماما مسمحلكيش انك توجهي كلام زي ده لـ لين .. مش من حق اي حد انه يحاسب حد ع مشاعره حتي لو كانت لين ..
صمت عن حديثه .. نظرت اليه بدموع شديده ثم غادرت مسرعه من المنزل فيكفي ما تعرضت له من أهانه لليوم .. أخذ ينظر اليهم جميعهم بغضب :
_ده مش عزا واحده ميته انتوا بتتدخلوا في اللي ملكوش فيه .. حماتي انتي ملكيش عندي اي حاجه دلوقتي غير اني احترمك واحترم بنتك لأخر يوم ف عمري .. مش من حق اي حد يتدخل بقي في حياتي ولا انه يكلم لين بكلام زي ده!
_انت بتدافع عنها؟؟
صرخت ابنه خالتها بتهكم شديد فصرخ بوجهها :
_لو شايفه اني بدافع عنها فـ ايوه انا بدافع انها ومعتقدش ليكي شوق ف حاجه .. الا لو انتي بقي اللي بتخططي لحاجه تانيه مش لين !
انهي حديثه ساخرا منها فأردفت والدتها بغضب ؛
_انت بتقول ايه انت اتجننت !
_وقتكم خلص هنا .. ويكون احسن لو مجتوش تاني مع الف سلامه !
_دول اهل مراتك اللي ماتت يا معاذ ولا انت مش عامل حساب لده فدول ضيوفي يا معاذ لو ده يعجبك!!
قالتها والدته بضيق من تصرفه فتخدث هو ببرود :
_ضيوفك لو معملوش احترام للمكان اللي هما فيه يبقي مع السلامه .. من الصبح اتهامات اتهامات عيله كلها معندهاش غير اتهامات وبس بكفايه بقي .. ودلوقتي مع السلامه عشان بنام بدري !
_كل ده عشان البت دي!
قالتها حماته بزهول منه فنظر اليها بضيق شديد وهو يردف :
_ياريت متدخليش اي حد ف الموضوع .. تاني حاجه اسمها لين مش بت .. ودي اختي اللي مسمحش لحد يتكلم عليها ولا يعاملها زي ما عملتوها .. جايبين ليها مصحف تحلف عليه للدرجه دي !
_بكره تشوفوا كلكم لما يتجوزها ساعتها نبقي نشوف الاخوه !
كان ذلك حديث خالة زوجته الراحله ثم غادروا جميعا من المنزل حتي والدته بعدما رمقته بنظره معاتبه .. اغلق الباب خلفهم بضيق شديد مما وصل اليه الحال .. دلف الي غرفته من جديد وتذكر كم الاتهامات التي تعرضت له لين منذ قليل ضحك ساخرا منهم :
_لين بتحبني .. نكته الموسم !
نظر الي تلك الثياب وأخذ يجمعها وهو يدعو داخله لزوجته بالرحمه نعم يعلم انه اخطأ في معامله أهلها ولكنهم من أوصلوه إلي تلك المرحله !
........................................
هبطت درجات السلم مسرعه وهي تتناول طعامها علي عجله من امرها .. تحدثت بصوت لم يتم تفسيره بسبب الاكل :
_يادي الكليه علي اللي عايز يبقي في كليه .. اشحال اخر سنه يا كفره منكم لله !
أكملت سيرها في الشارع وهي لا تنظر لأحد فقط تتناول الطعام تاره وتنظر في ساعتها تاره اخري وتسرع في خطواتها فيمكن الحسنه الوحيده ان الجامعه قريبه منهم !
توقفت بطريقه مفاجئه وتلك السياره تعترض طريقها ..كانت ستصرخ في وجه السائق ولكنها علمت صاحب السياره جيدا .. تحركت مره اخري بعيدا عن السياره ولكنها توقفت وهي تستمع الي اسمها :
_لين .. استني لين!
توقفت عن الحركه وهي تنتظر قدومه .. تقدم منها وهو ينظر اليها باستغراب :
_ايه مشيتي ليه ؟؟ معرفتنيش!
_خير يا بشمهندس؟؟
قالتها لين ببرود وهي تمسك بحقيبتها بقوه .. نظر اليها باستغراب أكبر :
_بشمهندس!! في ايه يا لين ؟؟
_بلتزم حدودي .. اللي المفروض كنت التزم بيها من زمان !
_حدودك .. ايه الكلام ده يا لين وحدود ايه؟؟
قالها معاذ بضيق شديد من حديثها هذا .. نظرت اليه بقوه وهي تردف بقوه مصطنعه :
_ايوه حدودي اللي شلتها للحظه واتهنت بعدها وده غلطه وانا استحاله اكررها تاني يا بشمهندس .. عن اذنك عشان عندي جامعه!
_لين استني .. انا بكلمك وبعدين اهانت ايه ؟؟
ضحكت بتهكم وووجع وهي ترمقه بنظره لم يفسرها جيدا ولكنه شعر بأنها ألمته :
_لا ابدا اهانه اني واحده زباله خاينه .. خاينه لصاحبتها واللي كانت اكتر من اختها . اللي بسببها ضحت بأكتر حاجه كانت بتتمنها وكنت خاينه .. حتي انت مدافعتش عني وصدقت علي كلامهم وكأني غلطت اني كنت بهون عليك .. بس تعرف انا فعلا كنت غلطانه يا بشمهندس .. انت عارف يعني ايه اللي حصل فيا وانت واقف انت فاهم ده معناه ايه بالنسبالي انا .. انت عارف ان انت اكدت ليهم اللي جواهم طب انت عارف ان طنط جا..
صمتت عن الحديث وهي تمنع تلك العبرات الحارقه من الهبوط .. نظر اليها معاذ بشك وهو يردف :
_طنط مين؟؟ وجا ايه؟؟ حصل ايه خلال الاسبوع ده يا لين؟؟
أكملت سيرها مسرعه ولكنه امسك بيدها وهو يوقفها وتحدث بنبره حانيه :
_لين لو سمحت .. اتكلمي معايا انا مش فاهم حاجه .. فهميني مين اللي جالك .. ماما ؟؟
حركت رأسها نافيه فعلم هو هويه الزائر فأردف بشك :
_ام مي؟؟
شهقت بقوه وهي تبكي .. لعن بسره ما تعرضت له صغيرته فهو يعتبرها مثل ابنته وليست صديقته فقط .. أخذها من يدها وتوجه الي كافيه بجوارهم ..جلسوا سويا وهو ينظر اليها الي ان تكف عن البكاء .. توقفت بعد دقائق وهي تنظر اليه .. مد يده اليها بـ منديل أخذته منه وهي تتمتم بشكر .. تحدث من جديد :
_قالتلك ايه؟؟
نظرت اليه بحزن بالغ واجابته وهي تشعر بمراره بحلقها :
_مقالتش حاجه !
_لين!
قالها بصرامه شديده .. فتحدثت فصرخت بوجهه :
_عايز تعرف قالتلي ايه ليه .. هتستفيد ايه لو عرفت؟!
_ساعتها انا هتصرف !
_هتتصرف ازاي ها ؟؟ هتتجوزني عشان متكونش خاين ولا انا ابقي خاينه لاختي ولا هتعمل ايه ؟؟ هتثبتلهم كلامهم !
نظر اليها بصدمه من حديثها واردف باستغراب :
_ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا لين !؟
_مش مصدق .. بس هو ده الكلام اللي اتقال .. اني خاينه .. خونت صاحبتي وثقتها فيها .. مع ان..
صمتت عن حديثها نظر اليها بشك ولكنها اردفت سريعا قبل ان يسألها :
_انا مش مستعده ان حد يقول عليا خاينه يا معاذ .. انا كل اللي اجرمت فيه اني بس دخلت ليك يوم وفاتها وصدقني بندم علي كده !
_بتندمي انك كنتي واقفه جنبي؟!
قالها معاذ بزهول شديد فتحدثت :
_افهمها زي ما انت عايز .. بس انسي لين يا معاذ انا مش هستحمل كلمه تانيه .. عارف هي قالتلي ايه .. قالتلي اني ملقتش اللي يربيني عشان كده بلف علي واحد متجوز ومراته لسه ميته .. بقيت فجأه زي البنات اللي مش محترمه اللي بترمي نفسها علي الرجاله قصدهم !
بكت بشده وهي تنهض من مجلسها وتحدثت بوجع شديد وهو ينظر اليها بصدمه :
_انساني يا معاذ .. انسي لين .. اعتبرها ماتت مع مراتك!
امسك بيدها سريعا قبل ان ترحل ووقف هو الاخر وتحدث بوجع :
_لا يا لين مش هسمحلك تقولي علي نفسك كده ابدا انتي فاهمه .. انتي لسه عايشه قدامي وماموتيش .. وانا اوعدك هجبلك حقك !
_هتجيبه ازاي يا معاذ ها ازاي؟؟ دي مهما كان ام مي .. مراتك!
_لين متاخدنيش بذنبهم !
_وانا ذنبي انا كمان ايه يا معاذ .. ذنبي ايه .. انت فاكر مامتك كانت هتعمل ايه .. كانت جيبالي مصحف احلف عليه .. وانت عملت ايه .. هنتني اكتر !
اختنق صوتها من البكاء .. شعر برغبه قويه في احتضانها ولكنه تمالك ذاته وهو ينهر نفسه بعنف .. تحدثت وهي تجفف دموعها :
_انا اتعذبت كتير اوي يا معاذ .. اذا كان من طلاق ماما وبابا ولا من اخويا اللي سافر ومسألش علي اخته .. ولا حتي من قلبي اللي مصمم يوجعني!
_قلبك؟!
سألها بصدمه من جملتها تلك .. فأجابته بتاكيد :
_ايوه قلبي يا معاذ .. قلبي اللي الكل فاكره لعبه وبيدوس عليه .. انا بحب بس للأسف حبي طلع غلط وانا معنديش اي استعداد اني ادخل علي حياتي وجع تاني!
_لين .. انا محتاجك جنبي .. احنا اخوات ومش من يوم ولا اثنين لا ده من ايام الثانوي وشوفي انتي دلوقتي اخر سنه في الكليه وانا متخرج بقالي سنتين .. مينفعش حاجه تتدمر بسهوله دي .. بالعكس احنا لو بعدنا عن بعض هنثبت للكل ان كلامهم صح .. وده اللي احنا مش عايزينه .. لأننا عارفين كويس اوي اننا اخوات !
انهي حديثه بنظرة رجاء منها تمتمت بصوت لم يصل اليه :
_اخوات !! صح !
ابتسمت بتكلف وهي تجيبه بهدوء :
_وانا مش هسيبك يا معاذ .. انت معاك حق .. احنا اخوات !
ابتسم لها بامتنان .. ثم أجلسها مره اخري وتحدث بمرح :
_حيث كده نفطر بقي لأني مفطرتش!
_وبالنسبه لكليتي!
_من كتر الاجتهاد اللي عندك .. اقعدي يا لين اقعدي !
نظرت اليه بابتسامه وأخذت تندمج معه بالحديث .. فهي كاذبه .. لأن لا تستطع ان تتخلي عنه ابدا وإذا كان ذلك يأتي لها بألم داخل صدرها !
.
_انا من الاول مكنتش مرتاحه للزياره السعيده دي .. عريسك اتجوزيه انتي!
كانت تلك جمله لين ردا علي حديث والدتها بأن هناك عريس سوف يأتي لمقابلتهم!
تحدثت والدتها ببرود :
_والله اللي عندي قولته واخوكي كمان برا عشان يستقبل معاكي العريس .. وبعدين مش ممكن العريس يعجبك !
_انتي راجعه من سفرك وحياتك عشان تبوظيلي حياتي انا .. انا مش هتجوز يا ماما تمام !
_اسمعي يا بت .. انتي هتطلعي تشوفي العريس ده غصبا عنك انتي فاهمه .. والا قسما بالله..
_اي هتقطعي عني المصروف ؟؟ هتتبري مني ؟؟ هتعملي ايه؟
صرخت لين بوجهها .. نظرت لها والدتها بصدمه وقبل ان تتحدث وجدت اخيها يدلف وتحدث ببرود :
_مش مهم هتعمل معاكي ايه .. المهم انك هتطلعي بردو غصبا عنك تقابلي العريس يا لين .. يلا !
قام بدفعها بقوه امامه .. نظرت اليه بكره غريب واعتدلت في مشيتها وخرحت .. ارتسمت الصدمه علي ملامحها عندما شاهدت معاذ جالس .. ولكن زاد استغرابها عندما وجدت شحصا اخر جالس بجانبه .. جلست علي اقرب مقعد اليها وهي ما زالت تنظر لمعاذ بدهشه .. تحدث معاذ بمرح :
_طبعا يا لينو انا مش محتاج ازوق كلام كتير .. انا جي اطلب ايدك
كانت للحظه ستبتسم بفرحه ولكن حطمت فرحتها عندما أكمل جملته :
_لصاحبي مروان .. عارفه طبعا اني مش هسلمك لاي حد وخلاص .. لازم يكون انسان ثقه وانا بعتبر مروان انا بالظبط عشان كده جاتلك بنفسي وعملت نفسي ولي امره .. ها قولتي ايه؟!
ذلك الشعور عندما تعلم بخبر وفاة شخص قريب اليك .. عندما تشعر لوهله ان الحياه قد توقفت مع هذا الخبر .. هذا هو ما كانت تشعر به .. شعرت مره اخري بوجع خبر وفاة صديقتها .. شعرت بكسر قلبها عندما علمت بحب صديقتها له .. شعرت مره اخري بذلك الوجع عندما اتهمها الجميع بالخيانه لرفيقتها .. شعرت من جديد بالنهايه !
أخذا تنظر اليهم جميعهم بتوهان .. لا تري شئ ولا تستمع الي ندائهم الخافت اليها .. فقط ما تشعر به هو انه من يطلب يدها لاخر .. لا تعلم شئ غير ذلك .. لا تشعر سوي بتلك الجمله تتردد من جديد "انا بحبه اوي اوي يا لين .. متتخيليش حياتي عامله ازاي بوجوده معايا " تذكرت صراخ ضديقتها بها محذره "اوعي تقوليله يا لين اني عندي القلب .. انا مقدرش اعيش من غيره صدقيني هموت لو بعد عني " تذكرت جملتها ليله زفافها وهي تتأسف لها " لين انا اسفه اني كنت انانيه .. انا عارفه انك بتحبيه .. بس انا كمان حبيته يا لين .. انا اسفه ارجوكي متكرهنيش .. حياتي من غيره مكنتش هتبقي حياه يا لين افهميني" ...
شعرت بشئ حار محتبس داخل حدقتيها وبأحد يحركها بقلق .. نظرت اليه بتوهان قابلها هو بنظرات قلقه اللغايه .. تذكرت بكاء مي عندما هاتفتها " احساسي بيقولي انه بيخوني يا لين .. مش هستحمل حد يشاركني فيه .. انتي قريبه منه .. اكيد انتي عارفه هو بيخوني مع مين صح " دفعته بعنف وهي تركض الي غرفتها مغلقه الباب غرفها واخذت تبكي بعنف و تشهق بقوه متمته بحرقه :
_انت قتلتني .. قتلتني !
استمعت الي صوت الخبط اعلي باب غرفتها وهو يصرخ بها :
_لين فيه ايه .. لييين افتحيلي !
_ابعد عني بقي .. ابعــــد!
قالتها بصراخ وهي تبكي بقوه استمعت الي صوته المصدوم :
_لين فيه ايه ؟؟ انتي كويسه!
توجهت ناحيه الباب وهي تفتحه بطريقه مفاجئ وهي تصرخ به :
_لا انا مش كويسه يا معاذ مش كويسه انت فاهم .. انا انتهيت لين انتهت انتوا نهيتوها انت فاهم !
صرخت بها والدتها بغضب :
_لين انتي اتجننتي !
_اه اتجننت .. اه اتجننت وتعبت .. تعبت من كل حاجه .. تعبت من اب مهمل مش همَّه غير مراته الجديده وولادها .. ومن ام مبتسألش غير في نفسها .. ومن اخ اصلا مبشوفهوش .. جيتوا ليه كلكم ها .. جيتوا ليه .. وجودكم في حياتي لزمته ايه .. ولا حاجه !
كانت كلماتها تلك عندما وجدت ابيها يظهر مع اخيها .. أخذ ينظر اليها معاذ بصدمه من تلك الكلمات الغريبه بالنسبه له .. تحدث والدها بحده من كلماتها :
_اوعي تنسي ان اللي انتي فيه ده من فلوسي !
ضحكت لين بقوه وهي تنظر اليه ودخلت الي غرفتها وبعد لحظات عادت وهي تحمل علبه كبيره مليئه بالاموال ووضعتها ارضا وأشارت اليها بيدها :
_فلوسك .. عايزه اقولك اني ملمستش فلوسك ولا بقرش انت عارف ده .. طب انت كنت عارف ان بنتك بتشتغل .. عارف اني ساعات بشتغل خدامه في المطاعم .. عارف انت اي حاجه عن حياتي .. ظب انت عارف حتي انا في كليه ايه .. انا في سنه كام .. فلوسك ملمستهاش ولا هلمسها في يوم !
نظر اليها الجميع بصدمه من كلماتها تلك .. تحدث معاذ بزهول :
_لين .. انا
قاطعته وهي تنظر اليه بقوه لم يعهدها منها :
_انت ايه .. انت اكتر واحد اذتني فيهم يا معاذ .. عارف اني بحبك .. اني بحبك من قبل حتي ما مي تحبك .. عارف انها حبتك من كتر كلامي عنك .. طب عارف ان حياتي كانت بتتلخص في اسمك .. كانت بتتلخص في وجودك .. عارف استحملت قد ايه منك .. استحملت قد ايه وانت بتحكيلي علي حبك لـ مي وعن علاقتكم .. استحملت قد ايه وانت بتاخدني معاك اشتري هدايا ليها بمناسبه وغير مناسبه .. استحملت قد ايه وانت بتحبها قدامي وانا ايه .. انا جماد بالنسبه ليكم .. انا شئ معندوش احساس .. عارف يعني ايه تحس انك بتموت .. انا حسيت كده الف مره يا معاذ بسببك مره وانت بتعترف بحبها .. مره في خطوبتها .. مره في فرحكم .. عارف يعني ايه قلبك يتدمر بسبب اكتر شخص قريب ليك .. وانا عملت ايه .. مبعدتش بردو كنت صاحبه ليك وليها .. وأخدت ايه في الاخر اتهمت بالخيانه لصاحبتي واني مصدقت اسرق جوزها .. مع ان لو حد خاين هيبقي هي مش انا .. وسكت بمجرد انك قولت انك محتاجني جنبك .. حطيت أمل تاني انك ترجعلي .. أنك تحس بيا .. بس بردو انا كنت شفاف وجيت النهارده بكل هدوء بتطلب ايدي لشخص تاني !
بكت بشده وهي تتحدث بحرقه :
_انا مستهلش حبك ولا حبكم ؟؟ انا انسانه وحشه عشان محدش يقربلي .. انا ضحيت بكل حاجه عشان الكل .. ده كان جزاتي .. غلطت لما استحملت كتير بسببكم .. انتوا دمرتوني .. ابعدوا عني بقي حرام عليكم .. ارحموني بقي .. ااااه !
سقطت ارضا فاقده الوعي .. ركض اليها معاذ سريعا وهو يحملها ناظرا اليها بصدمه من حديثها .. هي تحبه !!
.
أخذ ينظر اليها بدون حديث وهي تنظر من نافذه المشفي بشرود .. تذكر عندما ظلب الطبيب ان تبقي في المشفي حتي تتعافي من ذلك الضغط العصبي الحاد وقد وافق اهلها وقاموا بحجز لها غرفه ووضعوها بها .. تذكر ثورتهم عليهم ورفضه لذلك واخباره لها انها اذا رفضت ذلك سيخرجها غصبا عن الجميع .. مازال يتذكر جملتها جيدا "هنا او هنا انا ميته .. مش هتفرق" ...
أخذ يحاول ان يتحدث حتي نجح بعد محاولا ونطف اسمها ببطء :
_لين!
التفته اليه ببطء شديد وهي تنظر اليه بتلك النظره التي اعتاد عليها منذ اسبوع .. نظره الضياع والوحده .. اقترب منها وتحدث بندم :
_انا اسف يا لين .. اسف انك وصلتي للمرحله دي بسببس !
تحدثت وهي تنظر اليه بنفس النظره وتحدثت بصوت ضعيف :
_انت ملكش ذنب يا معاذ .. انا اللي عملت كده في نفسي !
حرك رأس برفض لكلماتها تلك .. فتحدثت هي بانكسار وعينها تنذر بالدموع :
_انا بقيت مريضه نفسيه يا معاذ .. لين صاحبتك بقت مريضه نفسيه مرميه في مستشفي للأمراض العقليه .. اهلي رموني يا معاذ !
تحكم في دموعه بصعوبه وهو يتحدث بنبره حانيه :
_انتي مش مريضه نفسيه يا لين .. انتي سليمه مفكيش حاجه !
حركت رأسها نافيه وهي تتحدث بهمس :
_انا بقيت مريضه نفسيه .. شوفت انا وصلت لأيه يا معاذ .. شايفه لين بقت عامله ازاي .. يرضيك يا معاذ اللي انا فيه .. هونت عليك تسبني هنا ¡
بكي .. لم يستطع الصمود امامها .. رفعت يدها وهي تجفف دموعه وتحدثت باختناق من تلك الدموع:
_متعيطش يا معاذ .. انا مبحبكش زعلان .. انا اسفه !
حرك رأسه نافيا وهو يمسك يدها ويقبلها بقوه وتحدث :
_انا اللي أسف يا قلب معاذ .. سامحيني اني وصلتك لكده .. سامحيني اني سبتهم يدخلوكي هنا .. انا هاخدك من هنا وهنبدأ حياه جديده مع بعض مش هيبقي فيها غير لين ومعاذ تمام !
حركت رأسها نافيه بابتسامه وهي تتحدث :
_مش هينفع يا معاذ مبقاش ينفع !
نظر اليها باستغراب فأكملت هي :
_لأني خلاص همشي من هنا .. هروحلها !
_هي مين ؟!
تحدث باستغراب من جملتها .. اجابته بابتسامه هادئه :
_خلاص هروح لـ مي مراتك وحبيبتك .. مش هسيبها لوحدها زي ما سابتني .. انا رايحلها !
نظر اليها بصدمه وهي تغمض عينيها وتحدثت بهمس :
_انساني يا معاذ زي ما كنت ع طول نساني ماشي .. انا هروح لـ مي وهقولها تستناك !
أغمضت عينيها ووقعت ارضا وهو يحملها بين يديه بصدمه .. أخذ يحركها وهو يهتف بأسمها :
_لين لا .. متسبنيش .. لين لا .. قووومي .. لييييييين !
صرخ بأسمها وأخذ يهزها يعنف ولكن لا شئ فقد صعدت الروح الي خالقها .. تخلصت من ذلك العناء الذي كانت تحيي به .. تركت الحياه وتركت كل شئ خلفها .. ذهبت وترمت قلبا بيبكي الما .. فقد رحلت عندما بدأ هو يشعر بها .. ذهبت وتركته يتألم بمفرده .. تلك المره لم يجدها بجانبه .. فقد ذهبت .. لم يكن لها ولن تكن له الي الأبد .. ربما تكن له في عالم اخر بعيد عن تلك الدنيا !
"ليتني استطع ان أُعيد الماضي من جديد .. لكنتُ بدَّلتُ العديد من الأشياء .. لكنتِ الأن معي .. لكنتُ شعرت بكِ ولم أفقدك .. لكنتِ ملكٍ لي الأن .. أفتقدكِ من تلك اللحظة يا حبيبتي .. أتمني أن القاكِ قريباً .. في عالم ليس به سوانا "
#انتِ_لي_وحدي
#اسكريبت
#Nemo
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Short Storyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !