هلا. ...
طبعا انا عارفه اني اتأخرت كتير جدا ومختفيه بقالي مدة كبيرة بس فعلا غصب عني .. بكتب كل ما بحس ان فعلا ليا نفس للكتابة وده بقي نادر جدا عندي والله فـ بعتذر جدا عن الاختفاء ده 🌻💚_انتي محدش عينك وصي عليا عشان في الريحه والجايه تقوليلي ابعد عنهم .
قالها بعصبيه وهو يقف امامها وينظر داخل حدقتيها مباشرة .. تحدثت هي بحده مماثله وهي تنظر اليه بغضب :
_لانهم مش من توبنا يا معاذ ولا زينا .. دول هيغسلوا مخك معاهم يا ابن عمي مش هينفع .
_بقولك ايه يا لين بُعد انا مش هبعد ريحي دماغك بقي وعن اذنك عشان خارج معاهم.
قالها بزهق وهو يُنهي ذلك الحوار وتحرك من امامها ولكنه توقف عندما تحدثت هي بتحدٍ ظنت انها الرابحه به :
_لو مشيت معاهم تاني هتخسرني يا معاذ ومش بس كده انا كمان هبلغ العيله كلها انك ماشي مع شوية عيال صيع .
التفت اليها وهو ينظر اليها وتساؤل بهدوء مرعب :
_تقصدي ايه بكلامك ده يا لين؟
وضعت يدها فوق بعضها علي صدرها وتحدثت بثقه كبيره :
_اقصد اني مش هفضل صاحبتك تاني ولا بنت عمك تاني لو فضلت مع العيال ديه يا معاذ لاني مش هقبل اشوفك بتتأذي واسكت ابداً .
_متربطيش ده بـ ده يا لين احسنلك انتي لسه عيله صغيره ومش فاهمه حاجه ومش هتخططي نيابه عني .
قالها بحده وهو يشير اليها باصبعه فـ اقتربت منه خطوتين وهي تنظر اليه بحده وقوة اكتسبتها منه وتحدثت بقوة :
_انا مش صغيره يا معاذ انا في ثانيه ثانوي وانت في اولي جامعه يعني انا مش صغيره ولا انت كبير اصلا .. اخترت ايه يا صديقي هتروح ليهم وتنسي صداقتنا خالص ولا هتفضل .
_انتي فكرك انك بتلوي دراعي؟
قالها بسخريه وهو ينظر اليها بينما هي لم تتحدث بل صمتت وهي تنتظر اجابته فـ تحدث هو بنبرة جافة :
_وانا اخترت يا لين .
ابتسمت لين بانتصار ولكن تلاشت ابتسامتها وهي تشاهده يبتعد عنها فـ تحدثت بصدمه ممزوجه بالخزلان :
_انت اخترتهم عني يا معاذ!! انت هتسبني عشانهم!!
_انتي اللي حطيتي نفسك في مقارنه مش ذنبي .
_لو طلعت من هنا صدقني هقول للكل انك ماشي مع عيال فاشله ومش هسامحك ابداً يا معاذ .
قالتها بألم وهي تتمسك بأخر امل في يدها ولكنها اقترب منها وتحدث بنبره بطيئة غريبه عليها :
_هتوحشيني يا صديقتي .
ثم تركها وغادر بسهولة شديدة تاركاً ايها تبكي بصمت من خلفه .. لم تتخيل ان تنتهي صداقتهم بتلك السهولة .. لم تكن تتخيل في اسوأ مخاوفها ان يتركها مقابل شئ اخر ولكنه قد فعل .. بتلك البساطه قد رحل .. ولن يعد!
...............................
_والناجح يرفع ايده هيييييه الناجح يرفع ايده هييييه.
كانت تلك الجملة التي اخذت لين تقولها بسعادة وبجانبها صديقتها وهما تقفزان معًا .. تحدثت لين بسعاده :
_انا مش مصدقه كابوس ثانويه عامه خلص انا مش مصدقه اني جبت مجموع اعلام زي ما كنت عايزه .
_انتي مش مصدقه كل حاجه يا ماما في ايه.
قالتها صديقتها بمرح فضحكت لين وقد خرجت والدتها من المطبخ وهي تطلق زغروده تُعبر عن سعادتها وتحدثت بفرح :
_مبروك يا بناتي الف الف مبروك انا فرحانه بيكم اوي وفرحتي مش سيعاني .
_والله ولا انا يا طنط انا كنت حاسه اني هقضي حياتي في ثانويه عامه وهحقق مقولة عادل امام واقضي 14 سنه خدمه في ثانوي .
اخذت لين الصنيه من يدها بينما ضربت اسراء حنان علي رأسها وهي تتحدث :
_بعد الشر عليكم .. الحمدلله ارتحنا منها خالص وهتدخلوا جامعتكم اللي انتوا عايزينها مع بعض .
نظرت الفتاتان الي بعضهم البعض وقبل ان يتحدث احد استمعوا الي صوت الجرس فـ نهضت لين من مكانها بحماس وهي تتجه ناحية الباب وفتحته وعلي وجهها ابتسامة هادئه .. نظرت الي الواقف امامها وعلي وجهه ملامح التوتر وعندما رأها تحدث بنبرة سريعه :
_عملتي ايه يا لين طمنيني؟
_نجحت.
قالتها بهدوء شديد وهي تنظر اليه وقد اختفت بسمتها من علي وجهها ثم رفعت صوتها وهي تُنادي علي والدتها :
_ماما معاذ موجود.
كان معاذ ينظر اليها بحزن بينما هي لم تنظر اليها ثم ظهرت والدتها وهي تتحدث بابتسامة فرحه :
_اهلا يا معاذ يابني اتفضل .
_ازيك يا مرات عمي .. انا جيت بس عشان اطمن علي لين عملت ايه.
_نجحت يابني وجابت مجموع اعلام اللي كانت بتتمناه دايما.
احتلت ملامح الفرح وجهه ونظر الي لين بسعاده وهو يتحدث :
_بجد يا لين؟
حركت رأسها بإيجاب فـ امسك بيدها وهو يتحدث بصدق :
_مبروك يا لين .. الف الف مبروك حققتي حلمك اخيرا.
_الحمدلله اني متخزلتش في ده كمان وربنا نصفني.
قالتها بنبرة ذات مغزي فـ ترك يدها وتحدث بتوتر :
_لين انا ..
قاطعته بنبرة سريعه وهي تشيح بنظريها عنه وتوجهت الي الداخل :
_شكرا يا معاذ والله يبارك فيك .
اختفت عن انظاره بينما هو يراقبها بحزن .. هو يعلم ما ارتكبه من قبل ولكنهم اصدقاءه وهو يرغب برفقتهم .. نظرت والدة لين اليه بنظرات ذات معني قبل ان تتحدث بهدوء :
_معلش يا معاذ بس انت عارف من ساعة المشكله اللي حصلت بينكم ولين واخده علي خاطرها منك.
حرك رأسه بشرود قبل ان يتحدث بنبرة باهته :
_عارف يا مرات عمي المهم انها كويسة .. عن اذنك .
_اذنك معاك يابني.
قالتها بهدوء شديد وهي تشاهده يهبط من علي السلالم الي الاسفل . تنهدة بقلة حيلة فـ هي الي الان لا تعرف ما الذي حدث بين الاثنين لـ تتحول تلك الصداقة فيما بينهما الي تلك الكتلة من البرود خاصة ان الاثنين لا يتحدثا فيما حدث ...
اغلقت الباب ثم التفت الي ابنتها وصديقتها التي تقف بجانبها وينظرا الي الهاتف بتركيز قبل ان يرفعوا اعينهم بعد غلق الباب .. ضمت الام يديها اليصدرها قبل ان تتحدث :
_بردو مش عايزه تقوليلي ايه اللي حصل بينك وبين معاذ؟؟
توترت لين لحظات قبل ان تتحدث بنبرة حاولت ان تخفي خلفها حزنها :
_يا ماما مفيش انتي مش راضية تقتنعي ليه؟
_لاني عرفاكي يا لين .. ده انتي كنتي زي ضله مبتسبهوش فجأه بعدتي عنه لـ سنتين ومن غير سبب .
قالتها الام بترقب وهي تنظر اليها .. تحدثت لين بابتسامه شبه مرحه :
_واديني عقلت اهو يا ستي وبطلت ابقي ضل حد واخترت ابقي ضل نفسي.
_ايوه وده ايه سببه بقي؟؟
قالتها بمكر امومي وكأنها قد ربحت بـ اليانصيب .. نظرت لين الي صديقتها وهي تطلب منها العون فـ كانت هي خير مُلبي وهي تقترب من والدة لين وتعانقها متحدثه بمرح :
_يا سوسو احنا جايين هنا عشان نفتكر احزان بنتك .. افرحي يا سوسو احنا نجحنااا .. فين الحلويات المشروبات المأكولات اي حاجه.
ضحكت والدتها وهي تدري محاولة ابنتها وصديقتها في انهاء ذلك النقاش فـ اجابتها ببسمة حانية :
_ماشي يا سوسه انتي وهي .. هروح اعملكم احلي صنية كنافه بالكريمه .
_لين .. انا عامله اقامة عندكم ديه بتقولك كنافة بالكريمة ومن عمايل ايدها .. انا قولتلك اني بحبك قبل كده صح!
قالتها حنان وهي تحتضن الام بحب فـ ضحكت الام بمرح قبا ان تضربها علي رأسها وهي تنعتها بـ "بكاشة" ثم تركتهم ودلفت الي المطبخ .. نظرت حنان ناحية لين التي كانت تنظر الي نقطه بالفراغ ويظهر علي ملامحها الحزن .. تنهدت حنان بقلة حيلة فـ هي تعلم ان وجود معاذ كان سيفرق مع لين بكل تأكيد وبأن سعادتها ستظل ناقصة مادام ليس موجود ...
كانت لين سارحه في افكارها وتتذكر قدومه .. لا تنكر انه قد فرق معها كثيراً ولكنها لن تغفر له .. فهو قد باعها في الوقت الذي كان متاح فيه الاختيار .. مازال قلبها حزين ويتألم منه وعليه .. تعلم انه سـ يسقط في القاع عن قريب ولكن هل سيجد له منقذ؟َ!
..........................
كانت في الشرفه والساعه قد دخلت علي السادسه مساءً .. اخذت تنظر حولها بشرود وهي تتأمل في تفاصيل شارعها .. استمعت الي صوت هاتفها وهو يُعلن عن وصول رسالة اليه .. امسكت بالهاتف وهي تنظر الي ذلك الرقم الغريب الذي ارسل اليها الرساله ثم نظرت الي المككتوب :
"لين انا معاذ وده رقمي الجديد .. انا عايز اقابلك"
قطبت حاجبيها وهي تقرأ تلك الكلمات لا تعرف لم شعرت بالخوف للحظه قبل ان تكتب :
"عايز تقابلني؟ ليه؟"
انتظرت لـ ثوان قبل ان ترا الرد علي رسالتها :
"عايز اقعد اتكلم معاكي شوية يا لين لو سمحت "
"ما تيجي البيت هنتكلم فيه"
كتبتها مسرعة وهي تقاوم ذلك الشعور بالقلق داخلها مُخبره نفسها انه لا يوجد شئ .. قرأت ما كُتب اليها :
"لا عايز اخد راحتي معاكي في الكلام .. مستنيكي في الجنينه اللي بعد بيتك بـ تلات شوارع متتأخريش"
زادت دهشتها لانها تعلم ان لا احد يذهب الي تلك الحديقه فـ هي في شارع معزول بعض الشئ وقد منعها هو مسبقا من الذهاب اليها .. اخذت تنظر الي الرسالة بتردد كبير وهي لا تعلم ما الذي تفعله .. نهضت وارتدت ثيابها سريعا ثم توجهت الي والدتها التي تحدثت باستغراب :
_رايحه فين كده يا لين؟؟
_معاذ بعتلي طلب انه يشوفني.
قالتها لين بهدوء فـ رفعت والدتها حاجبها واردفت باستنكار :
_وده من امتي ده .. وبعدين ميجيش هو ليه تروحيله ليه؟
رفعت لين ذراعيها بجهل وهي تتحدث باستسلام :
_مش عارفه .. طلب مني اقابله في الجنينه اللي ورا البيت ديه.
_غريبه؟ وايه اللي يوديكم الجنينه ديه يا بنتي .
_معرفش يا ماما .. اديني رايحه اهو وهشوف !
قالتها لين بهدوء قبل ان تقترب من والدتها وتطبع قبلة حانية علي جبهتها .. وضعت الام يدها علي رأس لين قبل ان تردف بحزم :
_متتأخريش يا لين وخدي بالك من نفسك.
ابتسمت لين لها قبل ان تغادر من المنزل قاصده الجنينه التي تبتعد عنهم بـ ثلاث شوارع .. بعد دقائق استمعت والدة لين طرق علي الباب فـ ضحكت بسخريه وهي تتحدث :
_كالعاده نسيت حاجه لو منسيتش هتنهار.
فتحت الباب وعلي وجهها ابتسامة ولكن سرعان ما تلاشت وهي ترا معاذ يقف امامها وبيده بوكيه كبير من الورد وعلبة من الشيكولاته فقد قرر انه سيترك تلك الشله الفاشلة وسيعود الي لين من جديد تحدث بابتسامة هادئه :
_ازيك يا مرات عمي .
_معاذ انت بتعمل ايه هنا؟
اختفت الابتسامة من علي وجهه قبل ان يستمع الي حديثها :
_مش المفروض انت مع لين دلوقتي؟
نظر اليها بدهشه وقد سقطت الاشياء من يده مما جعل اسراء ترتدد للخلف من المفاجأه قبل ان يتحدث بشك :
_انا ابقي مع لين ليه؟
_لين قالتلي انك بعتلها عشان تتقابلوا ورا عند الجنينه وانك عايز تكلمها .
دق ناقوس الخطر عند معاذ قبل ان يترك والدتها ويسرع ناحية السلالم متوجهاً نحو تلك الحديقه وهو يدعو في داخله ان تكن بخير ...
في ناحية اخري وصلت لين الي الجنينه وهي تنظر الي ذلك الواقف بظهره امامها .. اقتربت منه بخطوات بطيئه قبل ان تردف بتساؤل :
_عاوزني في ايه يا معاذ؟
التفت اليها ذلك الشخص وقد جحظت حدقتي لين عندما رأت انه ليس معا بل انه احد اصدقاء السوء الذي يعرفهم وقد اختارهم عليها .. تحدث ذلك الشخص بشماته :
_مفاجأه يا لولي صح ؟
نظرت لين اليه بغضب شديد واستدارت حتي تغادر ولكنها وجدت اثنين اخرين يقفون خلفها مما جعلها تصبح محاصرة وقد بدأت تشعر بالخوف .. تحدث احدهم وهو ينظر اليها :
_والله كبرتي يا كتكوته وبقيتي انسة له حق يسبنا عشانك.
_انتوا عايزين ايه .. فاكرين اني كده هخاف منكم يعني؟
قالتها لين بجمود شديد وهي بداخلها ترتعد وتدعي الله ان ينقذها خاصة لان ذلك الشارع معزول عن الناس ولا احد يمر من خلاله سوا نادراً .. اقترب احد الثلاثه منها وهو ينظر اليها بنظرات جائعه :
_ومين قالك اننا عايزينك تخافي ابداً .. احنا بس عايزين نعرف المميز فيكي اللي خلا معاذ بعد كل ده يسبنا ويبعد عننا عشان مين عشان عيله زيك.
اقترب منها اكثر وهي لا تعلم اين تذهب ثم نظرت علي يمينها وعلي يسارها لم تجد احد مما جعله تنظر الي اليمين حتي يظنوا انها ستهرب من تلك الجهة وبالفعل قد اقتربوا من ناحية اليمين فـ سمحت الي قدميها بالركض ناحية اليسار وقد اخذوا يسبوها وركضوا خلفها ولكنها سرعان ما اصتدمت بأحد مما جعلها تصرخ من الفزع وهي تضربه بقوة وتحاول ان تبتعد عنه عندما امسكها ولكنها صمتت بعدما اخترق صوته اذنيها :
_لين اهدي ده انا معاذ.
نظرت اليه وسعان ما ابتعدت عنه قبل ان تصفعه بقوة وهي تتحدث بغضب :
_انت السبب في الموقف ده مش هسامحك يا معاذ.
ثم تركته وركضت من امامه وهي تبكي بينما هو نظر الي نفسه بخزي ثم نظر الي اصدقاءه بشر خاصة بعد ان تحدث احدهم :
_اديها بعدت عنك خالص .. مش ناوي ترجع بردو.
اقترب منه معاذ مسرعاً قبل ان يلكمه بقوة وهو يبصق عليه وتحدث بشر:
_كله الا عيلتي يا شوية اوساخ .. انا غلطت اني كنت اعرف شوية زباله زيكم .
بصق عليهم من جديد وكان سيرحل ولكن امسكه احد اصدقاءه مما جعله يلكمه هو الاخر بشده ثم رحل من امامهم وهو لا يدري ما الذي يفعله مع لين فـ هو يعلم انها اصبحت غاضبة منه وبشدة ويحق لها ذلك !
...............................
_لا يا يعني لا مش هصالحه ومش هسامحه
قالتها لين بتذمر ولكن قاطعته حنان بمرح :
_ومش هحن اليه قاسي قاسي قاسي .. احم سوري!
قالتها بخجل وهي تشاهد نظرات لين المشتعله المُسلطه عليها .. تحدثت حنان بزهق منها :
_مهو الصراحه انتي مستفزه اوي يا لين .. الواد بقاله سنة بيحايل فيكي ويصالح فيكي ويطلب السماح ولا كأنك الملكه فيكتوريا طب والله خسارة فيكي.
_الله انتي صاحبتي ولا صاحبته في ايه؟
قالتها لين بزهول من دفاع حنان عنه .. تحدثت حنان بتبرير :
_يا شيخه بقي ده انتي مستفزه سنة بحالها مدوخه الواد وراكي .. بقولك ايه ما تخليه يتقدملي .
_نعم ياختي في ايه مالك ما تظبطي كده .. انا اه متضايقة منه بس ولو .
قالتها لين بدفاع وكأنه حق مكتسب لها .. تأففت حنان منها واخذت تتمتم بحنق من صديقتها .. استمعت لين الي طرق علي باب الغرفه ثم ظهرت والدتها من خلف الباب وهي تتحدث بقوة :
_بصي بقي يا بت انتي .. معاذ برا وعايز يكلمك ولو مطلعتيش اقسم بالله انا بنفسي هخليه يقطع علاقته بيكي لانك زبالة ومش بتحسي بالنعمه اللي في ايدك الواد غلط وندم واعتذر بدل المره عشره وانتي عايشة في دور مش دورك فـ شوفي انتي عايزه ايه .
ثم اغلقت الباب من جديد خلفها .. نظرت لين وحنان الي بعضهما البعض بزهول شديد من حديث والدتها قبل ان تردف لين بتوهان :
_هو عامل فيكم ايه بالظبط؟
نهضت من مكانها وهي تبدل ثيابها سريعاً ثم نظرت الي نفسها في المرأه لـ ثوان قبل ان تتنفس بعمق وتغادر الغرفه .. نظرت في الصاله وجدته جالس وبجانبه باقة من الورود لا تعلم عددها فهو قد اعتاد طوال السنة الماضية علي ارسال باقات الزهور اليها بمناسبة وبدون مناسبه ...
جلست امامه وهي تتحاشي النظر اليه فهي مازلت تحمل له شئ من العتاب .. نظر اليها بتوتر وكأنه طالب في المرحلة الثانوية ثم ابتلع ما في جوفه وتحدث :
_بصي انا مش هلف وادور عليكي في الكلام .. بس انا كمان مش عارف اقول ايه .. انا اسف يا لين .. عارف اني غلطت اني اخترتهم عليكي .
_وبردو اخترتهم يا معاذ!
قالتها بحزن وهي تنظر اليه .. كان سيتحدث ولكنها قاطعته وهي تتحدث :
_انت عارف انا كنت ساعتها بخيرك بيني وبينهم لاني كنت واثقه انك هتختارني انا بس انت ساعتها خذلتني .. شعور الخذلان ده وحش اوي يا معاذ اوي متوقعتش ان انت تكون سبب اني احسه .. انا كنت واثقه فيك كنت واثقه ان لو الدنيا كلها في كفه وانا ف الكفه التانيه هتختارني انا لكن انت مختارتنيش اخترت اصحاب السوء عليا .. انا كنت هتأذي بسبب اختيارك ده يا معاذ لين كانت هتتأذي ومن خلالك عرفوا يوصلوا ليا ازاي فـ وصلولي بيك والله اعلم لو مكنتش قايله لـ ماما علي المكان كنت عرفت توصلي ولا لا ولا حتي كان حصل فيا ايه محطتش في دماغك كل الاعتبارات ديه يا معاذ .
احني رأسه بندم وحرج علي افعاله وعلي اختياراته التي اختارها فضلها علي الاعز الي قلبه .. اكملت لين بحزن :
_قدرت تبعد عني طول الاربع سنين دول يا معاذ وكأني كنت ولا حاجه في حياتك!
رفع رأسه سريعا وهو يتحدث مدافعاً عن نفسه :
_والله ما حصل انا كنت مراقبك زي ضلك .. طول ماانتي رايحه المدرسه انا كنت وراكي ووانتي راجعه حتي امتحاناتك انا كنت بروح اشوف النتيجه في المدرسه خصوصا انهم عارفني .. وحتي لم روحتي تقدمي في الكلية واول يوم ليكي انا كنت معاكي يا لين .. انا مسبتكيش دقيقه واحده كل الفرق بس انك مكنتيش بتشوفيني لكن انا مككنتش اقدر ابعد عنك ابداً .. انا بحبك.
نظرت اليه بصدمة من كلمته التي هزت عرش كيانها .. هي في اقصي احلامها لم تكن تتخيل ان يحبها كما تفعل .. نظر اليها قبل ان يف واقترب منها ثم جلس امامها وهي تنظر اليه وتحدث بابتسامه :
_ايوه بحبك يا لين .. يمكن انا ف الاول كنت فاكرها مشاعر اخوات الصداقه اللي بينا لكن مع الوقت اكتشفت انها حب .. في اليوم اللي كلموكي فيه انا كنت جايلك عشان اعتذرلك واطلب من السماح لاني مش عايز افضل عايش دور الحراميه ده ابداً .. عايز ارجع ابقي معاكي تشاركيني افكارك وجنانك ونكدك كمان .. وحشتني لين الصغيره اللي محدش كان يعرف حاجه عنها غيري .. انا اسف وبحبك وعايز افضل معاكي علي طول يا لين .
بكت بصمت وهي تنظر اليه بسعاده وعلي وجهها بسمة هادئه وتحدثت بصوت به بحة البكاء :
_مش هتصاحب اصحاب سوء تاني؟
حرك رأسه بالنفسي مسرعا وكأنه يُنفي تهمة قد وقعت عليه .. نهضت من فوق المقعد وهو وقف معها اقتربت منه خطوتين قبل ان تتحدث بنبره اقرب للخطيره :
_روح لـ مي احسنلك يا بتاع مي.
ثم تركته وركضت الي غرفتها بينما هو ركض خلفها وهو يقف خلف الباب المغلق متحدثاً بزهول :
_مي .. وانتي عرفتيها منين؟
استمع الي صوتها من خلف الباب وهي تتحدث بمشاغبه وحنان تنظر اليها بزهول :
_هو انت فاكر نفسك بس اللي بتعرف تراقب ولا ايه لا ميغركش ده انت اللي مربيني .. روحلها بقي وخليها تنفعك .
نظر الي والدتها التي تضحك عليهما فـ ذلك دليل علي ان ابنتها قد عادت من جدييد وليست تلك الصامته في اغلب الاوقات .. تحدث معاذ بدهشة :
_شايفه بنتك يا مرات عمي؟
قبل ان تتحدث اسراء فتحت لين الباب وهي تنظر اليه وتحدثت مسرعه :
_واه .. انا كمان بحبك يا متخلف من وانا صغيره يا عديم المفهوميه.
ثم اغلقت الباب بوجهه من جديد وقد احمرت وجنتيها من شدة الخجل علي ما تفوهت به لتوها بينما معاذ جحظت حدقتيه بصدمة من حديثها واخذ يطرق علي الباب بقوة وهو مبتسم علي صوت ضحكاتها المرتفعه من خلف الباب التي تنذر بأنها لن ترضي عنه بسهولة ابداً ولكن يكفيه انها قد سامحته والباقي اسهل!#اسكريبت
#انتِ_لي_وحدي
#Nemo
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Short Storyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !