_لازم امشي لازم امشي لازم امشي.
قالتها بتوتر شديد وهي تركض بسرعه هائله في الطرقات .. استمعت الي خطوات احد من خلفها مما جلعها تزيد من سرعة ركضها وهي تتحاشي النظر الي الخلف .. فهي قد هربت لـ توها من مشفي خاص بالامراض العقليه متخفيه في زي ممرضه لديهم وبعدما قد غادرت من الباب الرئيسي استمعت الي صوت احد الممرضين يصرخ ويُخبر الحارس بإمساكها مما جعلها تركض مبتعده عنهم جميعاً ...
وقفت امام أحدي الكافيهات بتردد شديد ولكنها نظرت من بعيد وجدتهم يركضوا اليها مما جعلها تندفع الي الداخل مسرعه ثم توقفت وهي تنظر حولها بتوتر شديد .. وجدت مجموعه من الشباب جالسين سويا بعيدا .. تحركت اليهم بخطوات متعسره قليلا ثم جلست بجوار احدهم وهي تتمسك به بقوه ...
توقف الجميع عن الحديث وهم ينظروا الي تلك الجالسه بجوار صديقهم وتتمكس به وكأنها تخشي فقدانه بذاك الزي الغير لائق علي الاطلاق .. تحدث معاذ الذي تُمسك بذراعه باستغراب شديد :
_انتي مين؟
رفعت انظارها اليه وهي تنظر اليه بتوتر قبل ان تمحوه بابتسامه غريبه وهي تتحدث بنبره اقرب للدلع :
_انت نستني يا حبيبي ولا ايه ؟؟
نظر الجميع اليها بصدمه والي معاذ الذي جحظت حدقتيه بعدم فهم .. تحدث صديقه بتساؤل :
_مين دي يا معاذ؟؟ انت حبيت من ورانا ؟
_حبيت مين انت اتجننت انت التاني .. انتي مين يا بت انتي؟
قالها بغضب شديد وهو ينفض يده بعيدا عنها .. انتفضت علي صرخته تلك ولكنها تحدثت بنفس النبره :
_مالك بتنكر ليه .. ولا عشان اصحابك؟
انهت حديثها وهي تنظر اليهم جميعا وتحدثت بابتسامه مرحه :
_هاي .. انا لين!
_لا واضح انك عندك برج طاير من عقلك!
قالها معاذ بغضب شديد وهو ينهض ويقفها معه قبل ان يسحبها الي الخارج .. راقبتهم يقتربوا من مكانها مما جعلها تندفع داخل احضانه بقوه وهي تختبئ داخل وقد ساعدها هيئته الضخمه بعض الشئ في حجبها عن مرء العين ...
تجمد معاذ من فعلتها تلك دون ان يعرف ما يجب عليه فعله .. كانت تتشنج بين يديه من ذلك التوتر الذي اصابها .. ابعدها عنه بقوه بعدما استجمع شتات نفسه .. نظرت تلقائيا الي الخارج لاحظ هو حركه عينيها مما جعله ينظر تلقائيا خلفه بتفحص ولكنه لم يجد شئ ...
نظر اليها قبل ان يسحبها من يدها الي خارج الي الكافيه وهي تحارب ان يتركها حتي اخذت دموعها تهبط بوجع من قبضته .. صرخ بها بعدما قد ابتعدوا عن الكافيه :
_انتي مين يا بت انتي .. انطقي مين اللي زقك عليا ولا انتي مجنونه ولا ايه حكايتك انطقي يا بت؟
انتفضت من صوته العالي عليها مما جعلها تبكي من نبرته تلك بينما هو ينظر اليها بتفحص شديد .. كان سيتحدث ولكن لاحظ تجمع الماره عليهم وتحدث احد الرجال :
_مالك يا بنتي؟؟ فيه ايه؟
_مفيش حاجه يا عم شكراً !
قالها معاذ منهيا للحوار قبل ان يبدأ ولكن يبدو ان لم يسمعه أحد وتحدثت واحده اخري :
_في ايه يا بنتي .. هو عملك حاجه .. عملك حركه كده ولا كده؟
جحظت حدقتيهما معاً من اتهامها المباشر لـ معاذ ونظر معاذ الي لين منتظراً ردها ولكنه وجدها قد انفجرت في البكاء بقوه اكبر من سابقتها وكأنها تؤكد لهم حديثهم !
تحدث احد الماره بشر وهو يمسك بتلابيب معاذ :
_انت بتتشطر علي بنات الناس وكمان في وسط الناس !
تحدثت السيده اتها وهي تدفع لين الي الخلف متحدثه :
_ابعدي انتي يا بنتي .. وانتوا يا رجاله ربوه خلوه يعرف الادب.
صرخ معاذ بهم بغضب وهو ينظر اليهم بشر :
_ يربوا مين يا ست انتي .. انتي عارف انتي بتتكلمي مع مين انا ظابط.
تحدثت امرأه اخري وهي تتحدث بغل :
_يعني كمان بتتشطر علي بنات الناس مستخدم رتبتك انك هتطلع منها بس احنا م هنوديك القسم.
انهت حديثها وهي تضربه بـ حقيبتها فوق رأسه وقبل ان يستوعب ما حدث كان الجميع قد اجتمع عليه وانهالوا عليه بالضرب المُبرح لا يخلو من الشتائم الحاده له .. بينما هي كانت تبكي وهي تتابع الموقف سرعا ما توقفت وقد ارتسمت علي شتفيها ابتسامه سعاده ممزوجه بالشماته وأخذت تضحك بخفوت علي ما يحدث وكأنها تُشاهد فيلم أكشن في سينما !
ركض اصدقاء معاذ اليه بعدما قد استمعوا الي صوت تلك المشاجره وأخذوا يفكوا براثينه من بين ايديهم ثم ابتعدوا عنهم ووقف معاذ وهو يتألم بجوارهم .. تحدث احد الرجال مُحذراً :
_تاني مره فكر الف مره قبل ما تقرب من بنات الناس اعتقد ده درس كافي.
كان معاذ يسعل غير قادر علي الرد فهو لم يتعرض لكل هذا حتي في مهماته التي كان يذهب اليها .. فضَّ ذلك الشباك وعاد الجميع الي اماكنهم بينما هي مازلت تنظر اليه ولاحظت تلك الدماء التي تحيط بوجهه كانت ستتقدم منه ولكنه رفع نظره اليها وقد كانت نظراته أكثر رعباً .. وقف بألم قبل ان يصرخ بها :
_مش هسيبك!
ما ان انهي جملته حتي توجه اليها ولكنها شهقت برعب قبل ان تركض بعيدا عنه نظر الي السماء بقلة حيله ثم ركض خلفها واصدقاءه ينظروا اليه بدهشه وتعالت ضحكاتهم علي صديقهم ...
كان يركض خلفها وهي تسبقه ببضعة خطوات حتي دلفت الي حاره كانت نهايتها مسدوده .. توقفت برعب شديد وهي تنظر الي الحائط امامها ثم التفت وهي تجده ينظر اليها ببسمه شر .. تحدث معاذ بنبره شيطانيه :
_وقعتي يا حلوه .. قوليلي بقي سبب واحد يخليكي تعملي كده؟
نظرت اليه برعب قبل ان تتحدث بهجوم :
_عشان انت عمال تزعق وتشخط من الصبح وانا معملتلكش حاجه وخلتني اعيط تستاهل.
قطع المسافه بينهما وهو يقبض علي مرفقيها وتحدث بغضب عارم :
_انتي شكلك طالعه من مستشفي مجانين لانها مش حركات ناس عاقله ابداً!
لا يعلم ما الذي اخطأ في قوله حتي تتحول حالتها هكذا .. كانت تهتز في يده بقوه حتي ابعدها عنه فأسرعت تجلس علي الارض تضم ركبتيها الي صدرها دافنه رأسها بين ركبتيها وهي تهتز بقوه بينما و ينظر اليها باستعجاب تحدث باستخفاف :
_دي حركه جديده دي ولا ايه؟؟ مش شغل قديم ده ؟
ولكنها لم تستجب له وظهر شهيقها الدال علي بكائها مما جعله يشعر بالتوتر وهو ينظر اليها زفر بحنق وهو يتحدث :
_هوانا لمستك يا بنتي؟!
لم تُجيبه ايضاً مما جعله يتسغفر ربه بصوت مرتفع ثم هبط الي مستواها وهو يقترب منها ويحركها بخفوت ولكنها لم تستجب له ومازلت علي وضعها لم تتغير مما جعله يضغط علي قدميها بقوه بيد وباليد الاخر سضغط علي كتفيها حتي يبعدها عن حالتها تلك حتي استجابت له واعتدلت في جلستها .. ولكنها مازلت تبكي .. صرخ بها عندما طفح به الكيل :
_ما كفايه زن بقي!
صمتت عن بكائها وهي تنظز اليه بأعين تشبه أعين القطط التي تتمسح بصاحبها من اجل ان تحصل علي حنانه .. نظر داخل حدقتيها بقوه وهو لا يعلم أي سحر هذا الذي أصابه .. وقبل ان يتحدث وجد صوت بغيض من خلفه يتحدث :
_ف الاول والاخر ادينا مسكناكي!
نظر معاذ الي هؤلاء الرجلين الواقفين جانب بعضهما ناظرين الي تلك التي امسكت بمعاذ برعب بعدما رأتهم امامها وصرخت به :
_لا لا متخلهمش ياخدوني لا لا .. مش هروح معاهم!
شعر معاذ بالتوجس لما يحدث فـ سأل بصوت أجش :
_انتوا مين؟
_احنا ممرضين .. هي هربانه من المستشفي ولازم ترجع!
تحدث احد الرجلين بصوت حاد وهم ينظرا الي لين التي تتمسك بقميص معاذ وهي تتحدث برعب ممزوج ببكاء :
_لا لا .. لين مش هترجع المستشفي لا .. ارجوك!
قالتها بنبره ضعيفه ممزوجه برجاء شديد .. نظر لها بطرف عينيه وهو لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله .. وقبل ان بجد ما يقول وجد هؤلاء الاثنين يقبضان عليها علي حين بغته بينما هي صرخت برعب شديد وهي مازلت مُتمسكه بقميصه بينما هو نظر الي الممرضين وقبل ان يتحدث وجد عربة اسعاف تتواجد بالمكان وهبط ممرضين اخرين منها وهم يتجهوا اليها صرخت لين بهم وهي تحاول ان تتحرر من بين ايديهم :
_لا لا سبــــــــــــــوني مش هروح معاكم لا .. ارجوك ساعدني!
لا يعلم لما تلك الغصه التي تكونت داخل حلقه ولكنه ازاها سريعا فهو لا يعرفها وهي مريضه .. حاول ان يخلص ذاته من بين يديها ولكنها كانت تتمسك به بقوه وكأنه اخر امل لها .. وجد يدها قد ارتخت ببطء شديد نظر اليها بتوجس وجدها ازاحت يدها وقد بدأت تفقد وعيها وهي تصرخ .. نظر الي الممرض الواقف بيده ابره طبيه فتحدث بغضب :
_انت عملت ايه؟
لا يعلم لما شعر بالخوف من نبرته فـ تحدث موضحاً :
_مهدئ لانها مكنتش هتمشي.
_هي عندها ايه؟
سأله بهدوء شديد رفع الممرض حاجبه وهو يجيب بسخريه :
_سلامة عقلك يا باشا مهو باين عليها .. مجنونه!
نظر اليه بدهشه الان علم لما كل افعالها الغريبه بتلك ولكنه كان يشعر بها تستغيث منهم لا يعلم لما صدق نبرتها .. أخذ ينظر اليها وهم يدخلوها الي عربه المشفي ويدها مُلقاه بجانبها بقلة حيلة .. شعر بشئ ما يقبض علي قلبه ولكنه تجاهل هذا الشعور وهو يرحل من المكان فـ يكفي ما اصابه علي يدها اليوم!
.....................................
_اهلا يا باشا اتفضل ده المكان مكانك!
قالها مدير المشفي الي معاذ المرتدي زيه الملكي في دوريه للكشف عن المستشفيات ومعاملتهم مع المرضي ونظافتها .. ابتسم معاذ بتكلف شديد وهو يتجول مع المدير في انحاء المشفي .. ابتسم ساخراً فهو يعلم ان تلك النظافه ليست سوا لعلمهم بتواجده اليوم فـ هناك الكثير عديمي الضمير ...
كان يتجول معه ويفحص الغرف جميعها والمدير يخبره بأشياء استمع اليها كثيرا من غيره .. كان ينظر بأعينه في الغرف الي ان توقف بقدمه بعدما قد لمح طيفها ...
نعم هو يعلم انها هي فـ هي قد جعلته يعاني من شعور الذنب لـ وقتٍ طويلٍ .. لقد تركت به شئ يخبره بأنه كان يجب عليه حمايتها هي كانت تستغيث به ولكنه لم يفعل شئ ...
تركهم وهو يخبرهم انه سيفحص كل شئ بمفرده دون وجودهم بجواره تاركاً معه بعض الجنود بينما هو قد ذهب من الممر الذي لمحها بأخره .. تحرك به سريعا الي ان وصل الي اخره وجد امامه اربعة غرف وجد احد الغرف مفتوحه مما جعله يتوجه اليه وهو يشعر بتوتر شديد مما سيحدث ...
دلف الي الغرفه وهو ينظر داخلها وجدها امامه .. توقف بجوار الباب وهو ينظر اليها بتفحص شديد .. كانت تجلس علي الارض وهي مستنده برأسها علي الحائط خلفها ضامه ركبتيها الي صدرها كما كانت في ذلك اليوم والكن الفرق ان وجهها بائن ...
اقترب منها بخطوات بطيئه وهو لا يعرف ردة فعلها .. وقف امامها قبل ان يهبط الي مستواها واضعاً يده علي ركبتيها برفق يكاد لم يلسها ولكنها ابتعدت عنه سريعاً متألمه مما جعله ينظر اليها بدهشه ...
نظرت اليه مطوله قبل ان تتذكر هيئته مما جعلها تنهض سريعا من امامه قبل ان تتحدث برعب :
_انا معملتش حاجه .. لين معملتش حاجه!
نظر اليها بصدمه شديده من جملتها تلك وكأنه سيقيم عليها الحد .. تحدث هو مسرعا :
_لين اهدي انا مش هعملك حاجه انتي معملتيش حاجه عشان اعاقبك اهدي.
حركت رأسها نافيه بقوه وهي تتحدث بتوتر :
_لا لا انت هتضربني زيهم لا .. انا معملتش حاجه.
_هضربك زيهم!! انتي اتضربتي؟
قالها بنبره غاضبه ممزوجه بالزهول وهو ينظر اليها .. حركت رأسها بإيجاب وهي تشمر عن ساعديها وركبتيها وقد ظهرت اثار ضرب عليهما .. تحدثت هي ببكاء :
_ضربوني كتير اوي .. فضلوا يضربوني جامد كتير .
انهت حديثها وهي تتجه اليه تحتضنه تبكي معه بينما هو قد تصنم محله من هيئتها تلك ومن احتضانه له بتلك الطريقه .. تحدثت ببكاء :
_متخلهمش ياخدوني .. خدني معاك.
_هاخدك معايا .. مش هسيبك!
قالها بنبره واثقه مطمئناً أيها .. ثم اخذها معه وهو يتجه الي المدير وهو يعلم جيداً كيف سيأخذها .. وقف بها امام المدير بعدما وجده يقف بعيداً عنهم .. نظر المدير الي لين بقلق ثم نظر الي معاذ وتحدث بقلق :
_خير يا معاذ باشا .. البنت دي عملتلك حاجه ؟
اختبأت لين داخل احضانه بقلق عندما وجدت المدير امامها واستمعت الي نبرته التي تبث الرعب بداخلها .. تحدث معاذ بنبره جهوريه :
_ازاي يا استاذ يا محترم تعامل مرضاك بالطريقه السوقيه ديه .. ضرب واهانه ولا كأنهم حيوانات .. هي دي الطريقه اللي المفروض بتعالجوهم بيها!
قبض المدير علي كفيه بحده من لين وهو ويتعهد انه سيعاقبها وتحدث بهدوء :
_غلطت وكان لازم تتعاقب.
_تتعاقب .. تتعاقب بأنك تشوه جسمها بالمنظر ده .. انت شايف ان ده عقاب ده انعدام ضمير مش عقاب ابداً
_طب هاتها يا باشا عنك الاول عشان ..
قالها احد الممرضين وهو يقترب منها لاحظ معاذ انكماشها بين احضانه مما جعله يتحدث بنبره محذره :
_قرب منها وصدقني هحبسك.
توقف هذا الممرض في مكانه وهو يشعر بالخوف من نبرة معاذ .. نظر معاذ الي المدير مجددا وهو يتحدث :
_انا هوديكم في داهيه لان مينفعش اللي زيكم يتسكت عليه .. وهاخدها معايا لاني مضمنش عليها معاكم يلا !
تحرك معاذ ومعه لين وكان المدير يتحدث خلفه ولكنه لم يأهب له واكمل طريقه الي الخارج الي ان صعد في سيرته وبجواره لين وتحرك بعيدا عنهم وخلفهما الجنود بينما وقف المدير وهو يتحدث بغضب :
_هنروح في داهيه بسبب الزفته ديه!!
_مين قال كده يا دكتور .. احنا ممكن نوديه في داهيه؟
قالها كبير الاطباء الذي اتي خلفه وهو ينظر الي المدير بنظره خبيثه .. تحدث المدير باستغراب :
_ازاي يعني؟
_خطف .. هو يعتبر خطف مريضه عندنا هنا لان مفيش ولا روق رسمي سمحله انه ياخدها فـ بالتالي هو خاطفها ونقدر نعمله محضر بالخطف .
انهي حديثه وهو يضع يده في جيبه بينما ينظر الي المدير الذي ابتسم هو الاخر بمكر علي حديثه وهو ينوي علي تنفيذه!
...................................................
كانت تجلس علي الاريكه وهي تمسك بـ كوب القهوه في يدها وتنظر الي الفراغ بشرود شديد . تتذكر تلك اللحظات التي مرت عليهما بعدما اخذها من المشفي ...
تذكرت عندما أخذها مباشرة الي المأذون الشرعي من اجل عقد قرانهم حتي لا يُصبح لأحد الحق في أخذها وقد كان وكيلها أحد رجاله .. تذكرت عندما ذهب الي قسم الشرطه بـ تهمة الخطف ولكنه قد اشهر قسيمة الزواج في وجههم وقد كانت بتاريخ سابق وتم الافراج عنه لأن لا أحد يخطف زوجته ...
تذكرت ايضا عندما اخذها معه مرة اخري الي القسم من اجل رفع الدعوه علي تلك المشفي وقد تم القبض عليهم جميعا ومن تسبب في إذائها هي وغيرها .. تذكرت تلك النوبات العصبيه التي كانت تأتي إليها بعدما قد منعها من تناول تلك الادويه لـ شعوره بأن بها شئ خاطئ وقد صدق بالفعل !
استفاقت من شرودها علي صوت الباب وهو يُغلق .. نظرت الي معاذ الواقف ويده مجبسه شهقت برعب وهي تركض اليه وتحدثت بقلق:
_معاذ .. في ايه؟ اتصبت ولا حصل ايه؟
نظر الي توترها الواضح عليها .. ابتسم بهدوء وتحدث :
_متقلقيش يا لين انا كويس.
_كويس ازاي .. والجبيره دي ايه ها ؟؟ قولي حصل ايه؟
قالتها بحده وهي تنظر اليه وبيدها تدفعه الي الاريكه حتي اجلسته وتحدث هو بتلقائيه:
_مفيش اتصبت.
جحظت حدقتيها بفزع ثم صرخت به بشكل مفاجئ :
_وبتقولي كويس .. اتصبت ازاي افهم .. عقلك كان فين؟
_فيكي.
قالها بقوه وهو ينظر اليها .. توقفت عن صراخها وهي تنظر اليه بدهشه من حديثه قبل ان تردف :
_فيا ازاي؟
حرك حدقتيه بيأس من فهمها قبل ان يتحدث بهدوء مصطنع :
_ولا حاجه يا لين .. انتي عامله ايه النهارده؟
قطبت حاجبيها بضيق من تغيرره الي الحديث ولكنها اجابته بهدوء :
_كويسه .. شكراً ليك يا معاذ.
قالتها لين بخفوت شديد وهي تضع خصلاتها خلف اذنها .. نظر اليها مستغربا وتحدث :
_علي ايه؟
تحدثت بنبره امتنان صادقه :
_علي كل حاجه عملتها من ساعه ما عرفتني .. انا عارفه اني من ساعه ما دخلت حياتك لغبطتها كلها ودخلتك في حاجات انت مكنش ليك اي دخل فيها .. نصيبك انك وقعت مع واحده مجنونه .
_بس انتي مش مجنونه يا لين.
قال جملتها مدافعاً فـ تحدثت هي بتوضيح :
_دلوقتي بس يا معاذ لكن قبل كده لا .. انت عارفني واحده مجنونه مع ان زي ماانت قولت انا مش مجنونه .. انت استحملتني كتير اوي والله وانا عارفه ده كويس وهفضل شيلهالك جميله يا معاذ.
_جميله؟؟؟
قالها بدهشه شديده هزت رأسها وهي تتدث :
_ايوه جميله .. واقل ردد له اني اعرفك حقيقتي يا معاذ .. انا كنت دكتوره في المستشفي دي "تجاهلت نظرة الصدمه التي ارتسمت علي وجهه واكملت " كنت زيي زي الدكاتره اللي كانوا موجودين دول .. وكنت دكتوره الكل يشهد بأني علي طول في حالي ومليش دعوه بحد وساعة الحق لو علي رقبتي يا معاذ بس .. اكتشفت بالصدفه ان فيه مريض كان مهم اوي بس كان ع طول تعبان بكل جهودات الدكاتره اللي موجودين مش عارفين يعملوا حاجه .. اتفجأت ساعتها انه بياخد ادويه هي اللي بتعمل كده لا واللي يضحك اكتر ان المدير ورئيس الاطبا هما اللي موصيين انه يحصل فيه كده ليه .. عشان هو كان غني اوي وبيستفيدوا من فلوسه ...
توقفت عن الحديث بينما معاذ يستمع اليها بهدوء غريب وتحدث :
_كملي يا لين.
تنهدت بعمق وهي تستجمع ما في ذاكرتها قبل ان تُكمل :
_ساعتها انا روحت للمدير بنفسي وواجهته .. هددته اني هبلغ اهل المريض بالليهو بيعمله وللشهاده لله هو خاف اوي "قالتها بنبره ساخره" وعشان مفضحوش لاني زي ما قولتلك انا ساعه الحق لو علي رقبتي سيف .. قرر انه يضمني جنب المريض ده واخدت من نفس ادويته .
_ثانيه بس .. اخدتيها ازاي؟
_ايه يا حضرة الظابط في ايه ؟؟ في اكل عصير اي حاجه بتتاخد .. عارف انا عرفت ازاي لان في الوعي والـ لا وعي رئيس الاطبا بنفسه اللي كان مُشرف علي علاجي او بمعني تاني انه يفضل سايبني كده وقالي ان هما السبب مهو مين هيجي ينقذني مثلا .. اهلي ومعنديش مين بقي فـ كان بالنسباله مفيش قلق من ناحيتي .. لحد ما قررت اهرب من هناك وكان جاي زياره للمستشفي ساعتها وانا هربت في عربيه حد منهم وبس كده الباقي انت عارفه .. دي قصتي كلها يا معاذ !
نظرت الي معاذ تحاول ان تدرس ملامحه ولكن لا شئ .. تحدث هو بثبات غريب :
_وانتي جايه تقوليلي دلوقتي ليه؟
نظرت اليه باستغراب قبل ان تتحدث بصدق :
_عشان انت من حقك تعرف يا معاذ .. لانك مديني اسمك .. عشان كده من حقك تعرف .. تعرف اللي شايله اسمك دي تستحقه ولا لا ؟
_ولو كنتي متستحقهوش؟
سألها بغموض اكبر وهو مازال ينظر اليها .. لا تعلم لما ذلك الحزن الذي اطبق علي قلبها ولكنها تحدثت بثبات مصطنع :
_يبقي مينفعش اشيل اسمك يا معاذ.
_وانتي شايفه ايه؟
_ايه الاسئله دي كلها يا معاذ؟؟
قالتها بضجر من كثره اسئلته التي يلقيها عليها ولكنه لم يتحدث .. وقف من فوق الاريكه وهو يتجه الي غرفته .. وقفت خلفه وهي تسأله بتوجس :
_افهم ايه من طريقتك دي يا معاذ؟
_اللي عايزه تفهميه من الصبح .
ثم تركها واغلق باب الغرفه خلفه بينما هي تنظر الي الباب بصدمه كبيره .. هو رفضها اذا هي بالفعل كانت مجرد حاله له وقد انتهي امرها كما اعتقدت .. توجهت الي رفتها مسرعه وهي تغلق الباب خلفها ثم تخلصت من ثيابها وهي تبكي بدون صوت ثم ارتدت تلك الملابس التي اتت بهم في المره الاولي .. ثم امسكت بورقه وقلم ودونت بها بضعة كلمات ثم أخذتها وغادرت الغرفه ...
وضعت الورقه علي الطاوله ثم ذهبت مسرعه من البيت فهي لن تتحمل ان تزيد من تحمله لها .. بعدما غادرت خرج هو من غرفته ببطء شديد وهو ينظر في انحاء البيت والي غرفتها المظلمه .. تحرك الي الطاوله وهو ينظر الي الورقه التي عليها ثم جذبها بيده السليمه وهو يقرأها ...
"انا اسفه اني كنت حمل تقيل عليك للدرجادي يا معاذ .. بس انت الوحيد اللي ساعدني انت الوحيد اللي ربنا وقعك في طريقي والوحيد اللي اخترت اني اتحمي فيه عن الجميع .. انا دايما عارفه ان الشخص اللي تلاقيه امانك هو ده نصيبك عشان كده .. انا حبيتك يا معاذ بس مكنتش اعرف اني حمل كده عليك .. اسفه والله سامحني"
انهي قراءه الورقه بوجه يظهر عليه ابتسامه ساخره قبل ان يضع الورقه علي الطاوله مجددا وتوجه الي الاريكه وهو يجلس عليها رافعا قدميه فوق الطاوله مغلقاً لـ حدقتيه بهدوء ظاهري رتيب!
...................................................
كانت تجلس علي الكرس تعبث في هاتفها بملل شديد .. اغلقته وهي تنظر في انحاء الصيدليه التي تجلس بها فهي قررت ان تعمل في مجال قريب من مجالها ولم يكن هناك شي قريب من محال عملها سوا الصيدليه .. وضعت رأسها علي المكتب امامها بملل شديد وهي تطرق باصابعها بخفه فوق المكتب
_ممكن الدوا ده ؟؟
رفعت رأسها ببطء وهي تنظر الي ذلك الواقف امامها بـ زيه العسكري وعلي وجهه ابتسامه هادئه .. جحظت حدقتيها بصدمه من وجودها ولكنها تمالكت نفسها سريعا قبل ان تقف وتتجه اليه متحدثه بهدوء :
_طبعا .
أخذت منه الورقه وهي تقرأها ثم توجهت لـ تجلب له ما طلب وعادت له من جديد وهي تتحدث بدون ان تنظر له :
_كده الحساب كله هيبقي...
_وحشتنيني!
قالها بنبره مميزه وهو مازال ينظر لها .. توقفت عما تقوله وهي تسمتع الي كلمته .. مجرد كلمه ولكنها تعني لها الكثير .. اكملت حديثها وهي تخبره بالمبلغ فـ تحدث بتذمر :
_ بقولك وحشتيني .. وحشتيني يا لين!
تنفست بقوه وكأن وجوده قد سرق منها الهواء ثم رفعت انظارها اليه وهي تتحدث بهدوء لا ينتمي اليها :
_تمام شكرا لـ حضرتك .. ممكن الحساب بقي.
نظر اليها مطولا قبل ان يحاول الحديث مره اخري ولكنها قاطعته بحزم :
_ده مكان شغل مش مكان كلام .. غير كده احنا مفيش بينا كلام.
_لا فيه .. اقولك ردي علي كلامك مثلا؟
_هه .. مهو ردك وصلي الحمدلله وبعدين جي ترد عليه بعد اسبوع !؟
قالتها بسخريه واضحه فـ تحدث هو بضيق :
_مهو عقبال ما عرفت اوصل للهانم اللي هربت من جوزها.
_قولت لـ حضرتك ده مكان شغل فـ اتفضل امشي .
قالتها بقوه مكتسبه من ذلك الوجع الذي تملكه مما جعله يدفع لها ثم تركها وغادر من المكان بأكمله .. بعدما غادر عادت هي الي الكرسي وهي تضع يدها علي قلبها بوجع من رؤيته مجددا .. لقد قال انه زوجها .. الان تذكر انه زوجها الان!! ولكنها لن تضعف بتلك السهوله ابداً فهو قد اتعبها لـمدة اسبوع قلقه عليه وعلي حال ذراعه التي لاحظت انها ما زلت مُجبَّره .. هي لن تسامح بتلك السهوله .
.....................................
دلفت الي بيتها بتعب شديد فـ بعدما قد هدأت اتي اليها زبائن عدة وكأن الجميع قد اصروا علي ان يشاركوها تعبها او يزيدوا منه لا تعلم ما هو الاصح ...
استمعت الي صوت سيارات تتحرك اسفل بنايتها مما جعلها تندفع الي الشرفه بفضول وهي تتمني ان يكن زفاف .. وقفت في الشرفه وهي تنظر الي الاسفل ولكنها شهقت بدهشه وهي تراه يقف في الاسفل وحوله اصدقاءه التي عرفتهم بعدما قد عزمهم معاذ اليهم وقد اخبروها عما فعلته حين تقابلت مع معاذ للمره الاولي وكم اثار ذلك خجلها ...
راقبته وهو يشير اليها بأن تهبط الي الاسفل ولكنها اشارت له نافيه فـ تحدث هو بصوت مرتفع حتي يصل إليها :
_طب بصي بقي يا بنت الناسبما انك مش عايزه تنزلي .. انا مش هعاتبك انك سبتي البيت ومشيتي .. ولا هعاتبك علي انك فكرت فيا بالطريقه ديه .. ولا هعاتبك علي انك اخترتي مكان معرفش اوصلك فيه .. انا هعاتبك علي شئ واحد بس .
ثم قام برفع التيشرت الخاص به اليها عرفته هي علي الفور مما جعلها تضحك بقوه .. تحدث معاذ بغيظ واضح :
_افهم ايه ده ؟؟ انا بين جمهوري ملك اسمر من جوايا سلك وبين قوسين معاذ .. ده بجد !! همشي ف الشارع وانا لابس بين جمهوري ملك !! واسمر طب دي بتعايريني يعنيولا ايه ظروفك؟؟!
ضحكت من جديد علي هيئته المغتاظه والجميع ضحك معه علي حديثه .. تحدث هو بابتسامه :
_بس ده مينمعش اني احبك يعني .. طريقه غريبه فـ الاعتراف بالحب مش كده بس دي الحقيقه .. انا بحبك يا لين .. علي اخرة الزمن انا الظابط معاذ حبيتك انتي .
_ما تحسن ملافظك يا بغل انت .
قالها صديقه وهو ويلكمه بقوه في كتفه فـ تأوه معاذ متوجعاً ثم استطرد سريعا :
_مش قصدي حاجه والله العظيم بس انتي قولتيها قبل كده .. لما تحس بالأمان مع شخص بيبقي هو ده نصيبك .. انا محستش بالامان انا حسيتك انك مني .. حسيت انك اتخلقتي عشاني حتي لو كانت الطريقه اللي اتقابلنا بيها غريبه حتي لو كانت كل حاجه ضدد قوانين البشر والطبيعه بس كنا هنتقابل .. لان كل حاجه بوقت وده كان وقتنا .. وللأمانه بردو لو كان حد قالي اني هحب بالطريقه دي كنت قعدت اضحك بس حبيتك .. انا بحبك يا لين .. وردة فعلي اللي حصلت ساعتها ده كنت عايز اشوف انتي بتفكري في ايه وازاي وقولت هكمل علي حسب تفكيرك ولما انتي مشيتي عرفت انتي فكرتي فيا ازاي فـ سكت بس بعدها عرفت اني مش هقدر اعيش من غيرك فـ دورت عليكي لحد ما لقيتك وبس يا ستي .. انا دلوقت جي اقولك اني بحبك وبحبك اوي كمان .. وعايزك تفضلي مراتي للأبد .. قولتي ايه؟؟
كانت تنظر اليه بعينان يتساقط منهما الدموع قبل ان تتوقف عن البكاء عندما استمعت الي كلماته الاخيره .. نظرت اليه لـ ثواني قبل ان تختفي داخل منزلها .. نظر معاذ الي الاعلي بيأس بعد اختفائها ثم خفض رأسه منتظراً ان تظهر كما الافلام ولكنه تأوه بصوت مرتفع بعدما شعر بشئ ينكسر فوق رأسه ...
نظر الي الارض وجدها مزهريه قد أُلقت فوق رأسه .. نظر اليها بصدمه أهي حاولت قتله بعد اعترافه هذا؟؟ رفع رأسه الي الاعلي سريعا وهو يضع يده علي رأسه وجدها تقف امامه ناظره اليه بابتسامه جعلته يشعر بتوجس داخلي قبل ان تتحدث ببراءه مطلقه :
_بحبك يا مزاميزو#انتِ_لي_وحدي
#اسكريبت
#Nemo
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Short Storyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !