Poov لويس
رُسمتْ علىٰ صفحاتِ وجههِ ملامحٌ لا دِراية ليّ عن كُنْهَّهاَ، ففي تارّة يُخيَّل ليّ أنّهُ يَشْتَهي النَيْلَ مِنيّ وفي تارّة أخرىٰ يَتباَدَرُ في ذِهنيّ أنّهُ فخُورٌ باِندِفاعي لأُبادِرَ بسؤالٍ بيْنمَا هو مُستغْرِقٌ في شَّتمي.
" هل تظن أنني سوف أسقط بسهولة في الحرب؟ هل تظن أنني صغير على هذا..؟؟؟ معكَ حق، أنا لم أدخل بعد في سن العشرين، ولكن سأريكَ أنني سأبذل جهدي ليقْبلَ القائد إنظمامي في الجيش سأصبح فارساً وسوف أواصل التدرب على استخدام السيف ولا أحد سوف يوقفني خصوصا أنتَ أبي! "
أمْعَن النظرَ في قَسماتِ وجهي بينما كنتُ أتكلم بتَحدٍ واشتيّاط، كأنّهُ حلّل كلَّ حرفٍ أخرجهُ فميّ. لا أكذِب ظننتُ في البداية أنّني سوف أتلقىٰ نهايتي لِيكتفي بصفعي والقول بعدما أخرجَ ما في صدره من زفيرٍ بتعبٍ وبلهجةٍ أكثرَ هدوءاً من ذي قبل.
" أنتَ محقٌ كذلك، فلا أستطيعُ منْعكَ من فِعل ما ترغب فيه.." لحظات ليكمل مضيفا " ماذا عن أختكَ هل بسببكَ ستدفعها للدخول معك الحرب، تعرف أنها توأمك، ولا تستطيع الإفتراق عنك وأنتَ كذلك..هل ستدفعها لتصبح محاربة وهي لا تستطيع ولا تريد ذلك...حسنا وماذا عن والدتك؟ يكفيها أنّها تتحسر على أختك الكبرىٰ البعيدة عنها والتّي هي وزوجها السافل في صف الأعداء على الأرجح..؟ "
عليهِ أن يُدركَ أنّ هذا كله لا يُنقص مِن تصميميّ وعزميّ ذرة واحدة...
" أختي لن تكون محاربة...ولن أسمح بهذا بتاتا، أما أمي فهي ستنتظرني كما كانت تنتظرك في كل تلك السنين التي كنت تدخل بها الحروب وتعود وليس هذا بجديد مطلقا عليها، ودانا أختي هي ليس إبنتك وهي لا تستحق أن تقلق عليها فحتى والدها الحقيقي تخلى عنها وزوجتك عليها أن تستوعب هذا "
أدركتُ أنّهُ يفكرُ الآن في تحطيم عظامي من نظراته الحادة.
" لويس الأمر ليس كما تخطط له دوما... ولا تقارن نفسك بشخصي أنا... فنحن شخصان منفردان مختلفان مصيري لا يعني مصيركَ، أنا أصبحت هذا الشخص بسبب ما مررو به في حياتي ربما الوضع كان ليختلف ربما لو بقيت تحت رحمة أبي لكنت مجرما الآن لا قائدا يراني الناس بطلا...لو بقت أمي حية ربما لما فكرت في أي شيء آخر سواها..ربما لما كنت قد تزوجت أمك وحينها أنت لست لكنت غير موجود..ربما كان ليبقى صديقي سميث حيا ربما لو لم أكن صديقه لكان حقا ليزال يتنفس للآن...لويس أنت قرر لا تتبع نهجي فأنا لست ملكا ولا لوردا أنتظر وريثا أو أميرا يكمل طريقي...أنا شخص حقق حلمه في أن يصبح قائدا ناصرا للشعب وأنا أقضي حياتي في هذا..اصنع طريقك بنفسك بما تملكه في صميمك بما يستطيع قلبك تحمله ويستطيع عقله استعابه وبما تستطيع مشاعرك مجاراته لا تكن نسخة عني فأنا لست كاملا نحن بشر.."
" أنا أريد أن أموت وأنا أقاتل دفاعا عن كل من يريد نشر الظلم وإيذاء الناس حتى لو كان من أقاتل ضده هو أنت أو مملكتي.... هل رأيت...أنا لست نسخة عنك فأنت تملك ولاءً للمملكة أما أنا أملك ولاءً لما أجده الصواب "