صعب عليك أن تكون هادئ وسط ضجة كبيرة والأصعب أن تحاول التفكير... وشبه المستحيل هو فعل الإثنين معا دون الإنعزال في عالمك الخاص أي عليك ان تكون على علم تام بما يدور حولك وخلفك وفي كل زاوية والتفكير في الخطط والخطوات المستقبيلة وتوضيح وتشريح كل إحتمالات الكوارث والأخطاء.... زيادة على هذا كله هناك المسؤوليات والتعهدات والحدود والقوانين وأناس يتابعون خطواتك بحذر وأناس يجسون نبضاتك ومستوى قوتك في كل يوم... ويقدرون ثقتك بنفسك ويلاحظون اي زلة تقوم بها مهما كانت ضئيلة ومراحعة كل ما تقوله وتحليله...
هذا ليس عمل آلة... ليس عمل بشر خارقا حتى لوكان يملك الكثير من القوة التي باتت في الأخير تحمي هيبته فقط تعطيه الهالة تعطيه نظرة توحي لمن ينظر إليه وكأنه لم يتأثر بالزمن وكأنه لم يكبر أو يتغير... هذا كله فقط ما يراه من حوله... لكن هناك من يشعر بأنه يضعف ينكسر من الداخل... اعدائه يقضون عليه من الداخل يحرقونه في كل فرصة يضعفونه في كل يوم...
كل هذا يستحيل أن تجده في إنسان بسيط... هو ملك... ملك للكثير من الملوك.. وحد الممالك لسنوات أسس الدول والقارات والأعمال هزم الجيوش وابعد الحرب في كل مرة تسمح له الفرصة بذلك.. بنى ممالك من دون أساس..
كل هذا كل تلك المشاغل في رأسك وأعدائك واعمالك وتحهيزاتك وحذرك لا يجب ان تنسى عائلتك زوجتك... اولادك من يحبونك أصدقائك ومن يحتاجونك بجانبهم... ومستقبلهم وحمايتهم كما تحمي شعبك... فان تكون ملك أمر سهل لكن لا احد يستطيع أن يكون ملكا عادلا منتصرا بحب شعبه الحقيقي وثقتهم العمياء بمن يقودهم هذا يكاد يكون مستحيلا...
غياب إبنك... وضياع الآخر رغم وجوده بقربك.. إبنتك المحترقة بمصيرها المجهول.. زوجتك المنقسمة بينهم... إنسان آخر لكان قد انتهى منذ زمن..
لذلك نيكولاي لم يتركه حتى يرى سقوطه.... حتى يشفي غليله بالإنتقام.. حتى يكمل ما بدأه جده...
Poov آيرن
تزايدت أصوات الخدم حولي في المكتب لم استطع التركيز "هل مازلتم؟؟ هنا... مالذي يحدث قلت لكم سابقا هذه ليست خلطتكم إنما خلطتي أنا نسيت أين وضعت ذلك الصندوق.."
بقلق تقدم ناحيتي مسؤول الخدم "جلالتك أخشى أن يكون مسروق.. هو مهم جدا إنها قلادتك الملكية منذ كنت أميرا"
"أعلم.... أعلم مستحيل أن تسرق توقفوا عن البحث سأتذكر اين وضعتها وربما هي عندك الملكة"
"هل نسألها؟؟"
"لا ستقلق.. ولا تريد أن تراها مجددا قلقة ستأمركم مجددا كآخر مرة بتفتيش كل زوايا القصر لمالانهاية"
"معك حق... حسنا سنتوقف آمل أن تجدها.."
أمر الخدم بالخروج... وأخيرا الهدوء... "يالهي... وأين وضعت تلك الخردة"