آل
استيقظت كعادتي باكرا... خرجت لاحضار بعض الحطب الذي تركته أمام باب الحديقة من أجل المدفأة ولا أعلم لماذا اقوم بذلك رغم أني لا أشعر لا بالبرد ولا بالحر.
كان كل شيء مغطا بالأبيض....
التفتت لآراه يقترب.. عرفته. كان هو كذلك مغطى بالثلوج، معطفه الأسود لم يعد كذاك... اقتربت منه.. " سارتل لماذا أنت هنا؟؟ "
كنت اتوقع أن يعاتبني أو يقول لي لماذا لا تجعلني أدخل او لماذا لم تشتق لي لكنه احتضنني بقوة " أحمق ألم تشتق لأخاك لماذا تجبرني على الابتعاد دوما عنك وتركك وحيدا"
" لأنك تشعر أما فلا أملك ما أشعر به.... ".
سارتل
ابتعدت عنه نظرت له بخوف" يبدو أن حالتك أسوء مما كانت عليه... "
لكنه عارضني قائلا بعدما أمعن النظر إلي " بل هي أخطر، الأهم أنه لا يجب أن تبقى هكذا ألا ترى نفسك ألم تعد تشعر بالبرد أنت أيضا؟؟ "
"أشعر لكن.." قاطعني "ادخل حالا أنا أقوم باشعال نار المدخنة"
ضحكت بسخرية.. "سأفعل... سأفعل... لا تنسى أن تطبخ لي شيء لأكله فأنا جائع"
"سأطبخك. أنت... انصرف عن وجهي"
دخلت وتعجبت من ترتيب المكان ونظافته... كل وقته انشغل باصلاح البيت وترتيبه... خلعت معطفي ثم ملابسي التي تبللت فتحت الخزانة لأجده فعلا ليزال يحتفظ بملابسي كذلك.. ارتديت قميصا وجدته وجوارب سميكة واسرعت لزيارة المطبخ... انصدمت من أنه كما هو إلا أنه أفضل بكثير فتحت الخزانة لم أجد شيء... هو لا يأكل...
بصعوبة بحثت حتى وجدت أرزا و جبنا... تبا لك يا آل سأصنع لك الأرز وسأرغمك على أكله معي.... وجدت أيضا بعض الخضروات التائهة هنا وهناك... سيكون من الرائع صناعة حساء أيضا....
لمحت أن الفرن اشتعل... يبدو أن آل قام باشعال تدفئة المنزل كلها من أجلي... سمعت صوت مياه نظرت لأجد بخارا يخرج من الحمام... دخلت... كان ماءً ساخنا....
فكرت في كل شيء يا آل أيها المزعج، تريد مني البقاء أكثر معك.. أليس كذلك لأني تذمرت آخر مرة على سوء الوضع التي تعيش به تريد مني اذن ان أبقى معك...
أسرعت بتحضير الطبخ ووضعته على نار هادئة وهرعت للاستحمام...
تاي
لم أشعر بشعور النوم والنعاس منذ مدة.... الأمر يستحق التجربة عدة مرات....
نظرت حولي ان المكان غير مظلم كالعادة مع أصوات وروائح من المطبخ....مستحيل أن يكون آل...
نزلت لمحت سارتل من الحمام " عرفت أنك ستعود، "
"لا تفرح كثيرا سأعود...."
دخل آل... ليناديه " توقف... من سيأكل معي؟؟ "