البداية

13.8K 245 9
                                    

يقال أنّ الناس طوب وحجر، كاين الإنسان لي من طوب قلبه زوين ورحيم وكاين إنسان من حجر، قلبه قاسي وقاصح، وهادشي في أي مكان مشيتي كاتلقاه بدون استثناء، في أي بلاد، في أي مدينة بل في أي حيّ كاتلقى هاد الخليط.

 وهذا حال هاد الحي، حي شعبي من أحياء مدينة الدار البيضاء،  فإحدى االيالي الهادئة من ليالي فصل الربيع، الصمت والهدووء كانو ماليين المكان، الكل غاط فنومه والإضاءة في المنازل منعدمة، ماعدا واحد الدار جات وسط الدرب، كاتبان الإضاءة منبعثة منها في غرفة في الطابق الأرضي.


 جالسة وسط الغرفة لي كانت عبارة عن صالون مغربي، بنت تكون في سن  18 ، بجلابة حمراء مبينة مفاتنها بشكل جميل، وواضعة وشاح على راسها بإهمال خارج من تحته خصلات من شعرها  الأملس الأسود، كان واضح انها في استعداد للخروج،  فتاة فاتنة وحروفها مرسومين بدقة، عيون  بجفون مبطنة ورموش ملفتة جميلة، شفايفها الكرزية ممتلئة باعتدال وخذوذها موردين. 


كانت جالسة على أعصابها وسط الغرفة الواضح من أثاثها المرتب أن الحالة المادية لصاحبتها جيدة، حاطة حداها حقيبة يدوية سوداء من جهة، قدامها في الأرض حقيبة متوسطة الحجم، من جهتها الأخرى كايبان قماش غليظ ملفوف فيه شيء.


كانت كاتهز وتحط رجلها بتوتر كبير حتى قاطعتها رنة الهاتف بسرعة جاوبات ونطقات

ألو فينك ؟-


؟قريب...شنو درت فداكشي-


هاهي مازالا معايا في الطريق ونح....


(قاطعها بعصبية صارخ)

 : واش منيييين كاتفهمي منين  غير قولي لياااااا منييييين باش نعرف كيف نتفاهم معاك ؟ وندخلك لهدرا لراسك ؟؟؟ 


:واراه ماغاديش نخليها عندي راه غير نديوها ن....


(قاطعها مرة أخرى رافع صوته  أكثر)

: وا بربي لاطلعات عندي لطوموبيل  كاتسمعي ؟ عندك عشرة دقايق بلحساب نلقاك فراس الدرب بوحدك تعطلي دقيق وحدة ولا تجيبيها معاك نزيد ونخليك  راه كاتعرفيني مساااااالي  نديرها ونفوتها....وإلى مشات عليك الطيارة قلبي كي تلحقيها...


قال كلامه وقطع الخط بدون ما ينتظر جوابها، زولات هي الفون من وذنها كاتشوف فيه وقالت بسخط


  حمااار...فففف...شنو ندير دابا انا في هاد الوحلة-


دارت كاتشوف على يسارها فداك القماش كاتفكر ، هزاتو وحلاتو من الفوق وبانت طفلة رضيعة.... مازال تربية صغيرة، يمكن عمرها أيام قليلة، صاقلة كاتسد وتحل فعيونها ببطء كايديها نعاس، بسرعة قلبات وجهها عليها متجنبة تحقق فيها الشوفة،  لحظات وحطاته، ناضت هزات حقائبها وخرجاتهم حدا باب الدار ورجعات هزات التربية وخرجات سادة باب الدار بهدوء وحذر.

تمشات بالبنت فداك الدرب المظلم حتال حدا عمود للإنارة وحداه حاوية أزبال كبيرة، كان المكان الوحيد المضيء في الدريبة شوية،  شافت يمين شمال واخا ماكايبانش مزيان، بقات واقفة كاتشاور للحظات وهي تحطها فوق صندوق معلياها بيه،  رجعات بعظها بسرعة لحدا دارها، خذات حقائبها وطلعات من الجهة المعاكسة لفين حطات البنت حتى لراس الدرب، لقاتو واقف عند الشارع لي كايتسناها،  شافها وضغط على الزر فاتح لها صندوق السيّارة، حطات حقيبتها ورجعات حلات القدام واخذة بلاصتها حداه، قالت مباشرة بانفعال


-حجرة عندك تما ماشي قلب


-ضحك  وقال باستهزاء: هههه من نيتك أبنت العبد؟  والله يعطينا وجهك! 

عندك نتي بعدا  القلب لي والداها؟....بااااز


شافت فيه بنظرات نارية، وبغضب وعصبية قالت عاقدة حجبانها

 :سكت سكت هادشي لاش كاتعرف


جمع الضحكة وغوبش فيها بدوره وقال حاط صبعو السبابة على وذنه

: شووفي؟؟

 بلا ماتفرعي ليا راسي راه داير معاك فوووق المزيان راه تزيدي طلعي ليا دم مانعقلش عليك


ضارت شافت قدامها بعدم رضا وردت

: صافي زيد زيد قبل لا يجي شي حد ....


حرك سيّارته، وهي دارت كاتشوف فالمكان لي حطات فيه بنتها كاتبان بعيدة، كاتشوف بملامح فيها لمعة من الحزن لكن فيها أيضا أحاسيس مخلطة وغامضة.


ڤاهان (الموسم الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن