N°13---

3.8K 186 75
                                        

..         استمتعوا __________:

وضعت ذلك الصحن جانبا لتردف مخاطبة ذلك المجهول قائلة : أنت بعيد عن فوهة المدفع دعائي ذاك كان من نصيب الكارلوس ، بكمية هائلة من البغض قد تلفظت إسمه
ليصلها ذلك الصوت المميز ،فحيح مع نغمات باردة جليدية مميزة ،لكنة ايطالية ثقيلة : ذلك الكارلوس إذن ؟

و تحت انغام تلك الجملة تزكرت ميغنا أغنية شعبية قد ألفت سماعها عن رثاء الموتى و الدعاء لهم ،و لا تدري كيف وصل بها الأمر و رددت بضعا منها ، "ستموت"  ....

فبأي شجاعة قد تلتف نحوه و تواجه بعد أن سمعها المعني بالأمر شخصيا ، ظلت متيبسة في مكانها من رعبها ..
سمعت خطواته التي بدت جد متأنية تقترب نحوها ،و تقسم بأغلى ما لديها أن ابتسامته تلك قد سطعت ،وغد لعين يستمتع بتجريعها معاناة نفسية قبل أي بادرة فعل

وقف كارلوس خلفها تماما ،و قد تخطى كل ما للمساحة من شخصية ، أصبح صدره العريض ملتصقا بجسم تلك القزمة ، ليزيد من سرعة خفقان قلبها و قد استشعر ذلك دقة دقة ،امتدت ذراعاه العريضتان حولها ممسكا بذلك الصحن الذي قد التصق بانامل تلك الفتاة من " الخوف" ربما .

كان مظهرهما للعين في قمة الرومانسية ،جسدان ملتحمان ، تحت انغام صمت دافئ، أما الحقيقة فخلافا لذلك فقد كانت حرب نفسية قائمة ، و لعل ذلك أسوء بمليون مرة من الضرب الذي قد تلقته من فترة ،و بخطوة جريئة منها حاولت الخلاص منه ،إبعاد جسدها القاسي عنها إلا أن ذلك لم يزد الآخر إلا تحديا
ليهمس لها بأنفاس باردة قاذفة الرعب و التهديد بقلب تلك الفتاة : ما بك أين تبخرت كل تلك الجرأة و الشجاعة ! أليس شتم المقصود بوجهه أفضل ....

خالجت ميغنا مشاعر كثيرة في تلك اللحظة ،بين انقياد و خضوع من جهة و بين وضع حد للدموع و الخنوع .... منهكة حالتها في تلك اللحظة .

و بحركة قد فاجأت الطرفين ،التفت تلك المهزومة على حين غفلة نحوه ساحبة ذلك الصحن منه تاركة إياه يقبل تلك الأرضية بشغف و لم تتوقف عند هذا الحد ، بل أصبحت تلقي كل  ما يصادفها من صحون و كؤوس لتصرخ بوجه ذلك المنصدم: أنت وغد ،و قد أتبعت جملتها بصحن متضرر آخر ....
متبعة: تبا لك و لعائلتك و لكل أعوانك ...
بتنفس ثقيل أصبحت تبحث عن ضحيتها التالية ،عن صحن تخرج فيه بعضا من غلها ...
بخطوة هادئة تقدم كارلوس نحو تلك الطاولة ملتقطا منها بعضا من الصحون الكريستالية واضعا إياها أمام مرآى تلك الساحرة المتفجرة ،و بالفعل قد سارعت تلك الغاضبة نحوهم و بكل حقد قذقتهم نحو ذلك الجدار الزجاجي صاارخة :أو تعلم شيئا تبا لايطاليا و تبا لي و تبا لحظي العاهر ابن الساقطة الذي قد جمعني بأمثالك ...

حاولت تهدئة خفقات قلبها المتسارعة و ضبط نفسها أخيرا لترخي بجسدها المنهك من الصراخ أرضا ، قرفست جسدها محاولة بث بعض من الهدوء فيه متجاهلة محيطها ، أما عن ذلك الوتد فقد خالجته مشاعر كثيرة و متلاطمة ......
لا ينكر رغبته المريضة بايذائها خاصة بعد سماع مسبتها ، تشويه وجهها بقطرات الحمض و تزيين أجفانها ببعض الحلق و أفكار سادية غيرها ،و لكن بعد جنونها ذاك قد خالجه شعور غريب لا يدري ما هو خاصة بعد بزوغ شبح ابتسامته التي عرفت طريقها دون رغبة منه .

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن