N°36---

1.9K 139 65
                                    

استمتعوا :

فجر مفاجأته مغادرا دون أن يعذب نفسه في التعليل ،فالمعنى واضح لا غبار عليه .الشيء الذي جعل ذلك المتصنم شاردا في ظل أخوه المبتعد ...معقدة حياته و اللعنة .
لعنات أطلقها تباعا ضاغطا على فكه بقوة ، أفكاره تنهشه من الداخل "بحق الجحيم ما دخل ميغنا في الموضوع ؟ و ما سبب كل ذلك الكره و التوعد الذي يسبق أن رآه من أخوه ؟"
قاطعت ضياعه تلك القطرات التي اشتدت و هي تنزل بغزارة مباغتة ،سحب معطفه الجلدي على رأسه مخافة التبلل ليسارع نحو سيارته مغادرا ذلك المكان المشؤوم .

حيى الحارسين بسرعة دالفا قصرهم متفاديا النظرات المستثارة نحوه فالكل يعلم مدى حسن تضاريس السيد و لكن الرؤية خلف قميص أبيض مبلل أحسن بكثير ....
بحث بعينيه الزرقاويتين عنها باستعجال مفرط و الله يكاد لا يتخيل سوء السيناريو إن قدم أخاه الأكبر و فتاته موجودة .
بخطوات واسعة تخطى تلك الدرجات متجها إلى غرفتها و لم يحتج وقتا للإستئذان أين فتح بابها صارخا بإسمها ...و لكن لا رد ، أنار ذلك المصباح عله يبصرها في الأرجاء ،رفع تلك الأغطية بعشوائية لينزل بجذعه متفقدا ما أسفل سريرها بتوجس ، لا وجود لها ،ما كاد يعود أدراجه مغادرا فإذا بصوت خافت ينبس من الحمام ، ضرب جبينه معاتبا و مستنكرا من غبائه فكيف لم تلج فكرة تفقده للحمام قبلا .
وضع كفه على المقبض مديرا إياه بحرص متربص ،وجدها هناك أسفل المرش ،مسندة ظهرها على الحافة تاركة لفحات المياه تغلفها من رأسها إلى غاية ما دون ذلك ، بادلته نظرة جانبية لتعود إلى التحديق بالأرضية .

اتجه نحوها ليحاول إخراجها من هناك إلا أنها ضربت كفه مبعدة أياه ،زفر بخفة معيدا الكرة ليقابل بنفس الحركة مرارا و تكرارا . لم يشئ استخدام الغلظة خاصة في حالتها تلك و لكن تهديد أخاه ما يلبث أن يعيد نفسه ، يخاف بشدة أن يعود و يجدها في قصره ،نظرته تلك لم تكن مازحة بل حقيقية ذو تهديد بحت .
لم يجد إلا طريقة واحدة ألا و هي استعطاف قلبها ،يعرفها حنونة لا تقبل الأذى لغيرها لذلك سارع بإلقاء جسمه أخذا مكانا جوارها .

ارتعدت أوصاله بسبب تلك المياه التي لم تكن فاترة بنظره ،باردة خاصة و أن أجواء هاته المدينة اللعينة لم تعرف تحسنا بطقسها قط طيلة هاته المدة .
رفع كفاه دالكا إياهما ببرد مزيف و هنا فقد قد استطاع استرعاء انتباهها فقد كانت تحيطه بنظرة استغراب وسط ذبولها ذلك ،و بصوتها الذي غاب عن العزف طيلة اليوم خاطبته بإعياء واضح
: لقد بللت بدلتك ،غادر لو سمحت أريد البقاء بمفردي .
بحة عميقة زينت كلماتها من كثرة النواح ربما أو أنها قد التقطت البرد بعد كل هاته الساعات تحت مياة باردة حد اللعنة .

لم يخضع بونوتشي لطلبها بل و أنه قد تخلى عن معطف بدلته مكتفيا بقميصه الأبيض ،كانت خصلاته ملتصقة بجبينه ليحاول رفعها بحركة عفوية قد تعود عليها ألا و هي النفخ لإرجاعها إلى محلها غير أنه قد نسي كونه مبللا .
حركته تلك كانت سببا غير متوقع لبزوغ ابتسامة تلك الحزينة بل و أنها قد هزت رأسها يائسة من قلة نضوج ذلك الساكن جوارها الشيء الذي جعل ذو عيني المحيط يبادلها ذات الإبتسامة رافعا كتفيه بخفوة ليردف
:إنها العادات و ميغنا أنا لا أود حقا أن أصاب بالمرض ،فكما تعرفين معي أزمة عويصة هنا .....و قد أشار إلى جانبه الأيسر مردفا بنبرة غريبة لا تلائم عمره و شخصيته
: لا تكوني سببا في إرسال هذا الشب اليافع ،الوسيم ،المثير إلى دركات الجحيم قبل أوانه ....و قد ختم كلامه بحركة مثيرة من ذراعيه المبللتين ليبادل بعيون متململتين قد كابرا على التبسم أو ذلك ما هيئ له .
صراع نفسي و حرب عيون قد أقيمت لترفع ميغنا كفها نحوه طالبة يد العون فلا طاقة لها للوقوف ،ضف على ذلك اهمالها لوجباتها و بكاءها المستمر قد حرقا آخر سعرات موجودة بجسدها .
تهللت أسارير بونوتشي ليلتقف كفها برحابة صدر جاذبا إياها نحوه ،حركة لم يخطط لها لتفاجئه و تفاجئ تلك البنت التي وضعت كفها لا شعوريا على صدره لإبقاء مسافة بينهما .

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن