أول جزء من الرواية بتمنى تدعموها 😚😚 حبايبي :
استمتعوا:
أعلن الليل عن قدومه بظلامه الحالك الذي بدى يستعمر بغشوم أنحاء تلك المدينة الجميلة ببساطتها ،و اتفقت الرياح أن تكون في أوج قوتها و هي تعصف بالأنحاء غير مبالية لعوام الناس و أحطهم ،مناخ متجمد قد ميزها تلك المدينة الصقلية لترسم صورة ملهمة للعيون و تأسرها .
و بين أزقتها الضيقة المتراصة ،كان ذلك المحل الوحيد الذي يختلف عن غيره بإنارته وسط المداد الدامس ،روائحه المنبعثة الحارة كفيلة بإعلامك أنك لدى حضرة مخبزة العم أنتونيو المعروف بخبرته الأصيلة في مجاله ليكون لنفسه مغناطيس يجذب العيون و الأنوف قبل البطون .
صرخت تلك العجوز و هي تراقب مدى ازدحام المحل لعل صوتها المنهك يصل لأحدهم و لكن لا جدوى فما كادت قدميها المرتجفتين يغادران عتبة الباب فإذا بكف صغيرة قد استوطنت أحد كتفيها مردفة : طلبك كالعادة أيتها العمة .
استدارت تلك العجوز بنظرتها البشوشة مردفة بعد أخذها لحاجتها : شكرا لكي صغيرتي .
كلمات رغم كونها مختصرة أشد الإختصار إلا أنها كانت كفيلة ببزوغ ابتسامة تلك الشابة بغمازتيها العريضتين مع إيماءة امتنان منها .
امتد العمل المتواصل لما يقارب الساعة الواحدة ليلا بين إيصال و تلبية الطلبات التي لم تلبث إلا و تنهمر عليهم كالسيل الجارف من خبز ،و كعك شعير و آخر شوكولا و غيرها من الأنواع التي لاقت استحسان القاطنين و هنا لم تستطع تلك الشقراء أن تخرس التنهدات الضجرة قائلة :و أنت أيها المدير إلى متى تنوي احتجازنا أكثر إنها الواحدة ليلا ..!!!!
استدار لها ذلك العجوز ذو الملامح المتزنة رغم ترهلها ليجيبها بهدوء: ميغنا ....ميغنا الكل يعمل دون تململ إلا حضرتك مع أني متساهل معك لأبعد الحدود كما أن عملك لا يتخطى جلب الطلبات مقارنة بالآخرين .
و في تلك الأثناء قد كانت تلك الشقية تتمتم بنفس الحديث بعدما قد حفظت أسطوانته من كثرة إعادته لها و لكنها سرعان ما فغرت فاهها باندهاش عند سماعها لقوله: و أما بشأن استهزائك بحديثي فلك عقوبة إغلاق المحل لليلة بحدود الثانية ،ثم استدار للبقية مكملا :عمل جيد يا شباب أراكم بالغد هيا الكل لمنزله .
استفاقت ميغنا من دهشتها و سباتها اللحظي لتطرز علامات الإمتعاض على وجهها و الذي ازداد بعد كلمات الدعم المشفقة من زملاء عملها لتمسي وحيدة بالأخير رفقة قط أجرب قد قدم من أحد الضواحي القريبة .
دقائق تمر و تلك الفتاة تتابعها بحرص فرغبة خروجها من هذا السجن قد فاقت الحدود ،صمت مجفل قد عم المكان ليجعل من ضجر تلك الشقراء يتفاقم و يتضاخم فإذا بجرس الباب يصدر تلك الضجة و للتي أعلنت دخول زبون جديد ،تعلقت زرقويتيها بطلة ذلك القادم منذ وهلة تخطيه عتبة الباب ،قامته الهائلة و التي كادت تبلغ مسعى الباب ،ملابسه المشبوهة التي تصرخ بالسواد ،معالم وجهه المتخفاة بمهارة تحت رقبة معطفه الجذاب كل هاته السمات جعلت من ميغنا تضيع شرود بحقله الميغناطيسي لتستفيق بحرج بعد تصنم ذلك الجبل أمامها و نطقه لتلك الحروف المتجمدة: أعطني كل أنواع الكعك الموجود لديكم.
افترقت تلك الشفاه الوردية معلنة عن ذهولها و عادت تلك العينان للإنفتاح بقوة بعد كلامه ذاك كيف لا و المحل بأكمله يضم أكثر من 50 نوع ،تتباين أسعارهم حسب الجودة و لكن ذلك لا ينفي مبلغهم المكلف إذا اجتمعوا معا، حاولت الرد بشتى الطرق إلا أن كلمات مبعثرة كانت جل ما ينبثق من فمها.
راقب ذلك الشاب حالة البائعة بقلة صبر ليعيد طلبه بنبرة أحد و أشد قوة: طلبي يا آنسة...
رفعت ميغنا إصبعيها الإبهام و السبابة مشكلة رمز الإنتظار لتركض في الأرجاء حاملة بين كفيها تلك الأكياس الورقية ملقية فيها كل ما يصادفها، و بعد الإنتهاء راقبت الكم الهائل من أبراج الكعك المغلفة أمامها لتنظر بعدها لذلك الشاب و كأنها تلمح له بأنها قد أنهت الطلبية.
امتدت كف ذلك الغامض بهدوء نحو جيب معطفه مخرجا تلك البطاقة البيضاء المطرزة بأناقة تحت اسم "THE MARTINEZ "مسلمها إياها، و قد سارعت هذه الأخيرة بتمريرها لدفع التكلفة الإجمالية و التي لم تتعد و لو واحد من مليون من حجم المال الموجود بتلك البطاقة، و لو كانت بأحسن حالاتها لصفرت بانذهال من مدى ثراء ذلك الصنم إلا أن شجاعتها قد خانتها أمام تلك الهالة المصاحب لذلك الرجل.
أنت تقرأ
Stuck with Him
Romanceصفعة مدوية كانت من نصيب وجنتها التي باتت أشبه حمراء كالدم لتردف بانهاك دون أن تكسر حرب العيون القائمة : وغد ابتسم الآخر بمرض مخيف ليجيبها بفحيح متوعد : سأكسر تلك النظرة و صاحبتها يوما .