N°39---

2.5K 114 70
                                    

لم يكد يخرج هاتفه في نية الإتصال بذلك اللعين فإذا به يتذكر أن أخاه و من باب الإحتياط فإنه يحتفظ بنسخ الملفات و العقود كاملة ، فتح ذلك الحاسوب محاولا تذكر كلمة السر المعتمدة ،غمغم بضجر بعد أن استطاع أخيرا فتحه و يا ليته لم يفعل .
_____________ استمتعوا :
10 years ago:
قطرات العرق تنساب من جسده الأسمر المحترق بغزارة ، ساعات طويلة قضاها تحت لسعات أشعة الشمس متنقلا بين الباخرة و المخزن .صناديق أبت أن تنتهي لتجعل من مهمته مستحيلة عسيرة .
نظرات جانبية كان يأخذها صوب أخيه مراقبا إياه ليعود لسير أعماله عله ينهيها قبل شحوب الجو و مغربه .
كان ذلك عملهم الجديد بعد أن طردا من قائمة من مناصب أشغال عديدة و السبب في كل مرة وحشية كارلوس و كبريائه رغم محاولات أخيه الفاشلة في ردعه كل مرة .
كانا الشابين الأصغر في المجموعة و رغم ذلك فقد كانت جودة ما يقدمانه الأحسن و الأكثر احترافية و يعود الفضل لقوة ذلك الأسمر اليوناني فرغم كل عيوبه إلا أن عمله و ما تقدمه سواعده خط أحمر في أعلى درجات الكمال ، لربما السبب الذي جعلهما محط سخط الزملاء و غيرة و حسد بعضهم الآخر .
تأفف أصدره ذلك المنهك ليتذمر بصوت منخفض قد سمعه أخاه الأكبر " لقد كنا نعمل في مصنع مكيف و اللعنة لو أنك لم تتشاجر مع ابن المدير ذاك لما كنا قد تكبدنا كل هذا العناء "
هز كارلوس رأسه بملل من عتاقة الأسطوانة و تكررها من فم ذلك الأخرق لو أنه فقط يسخر طاقة لسانه في إكمال العمل و عدم ترك حصصه له في آخر المطاف ، رد كان على وشك إلقائه غير أن ذلك الشاب الذي قد مر و الذي على الأغلب قد سمع كلام بونوتشي قد بادر بتوجيه بضع حركات ساخرة نحوه هامسا
" أوه باربي الصغيرة متعبة "

إهانة مبتذلة تلقت تجاهلا من الشابين الذين واصلا عملهما و كأن شيئا لم يكن أو للتصحيح فإن ذو عيني المحيط قد حاول بشق الأنفس منع أخاه عن تشويه وجع ذلك اللعين الذي لم ييئس يوما عن محاولاته في خلق شجار معهما ،ضغينته اللاذعة و حقده الواضح الصارخ من عينينه الجاحضتين .
ساعتان قد مرتا ببطء مهلك ، كمية الصناديق قد اختزلت للنصف أو أكثر من ذلك بقليل ، امتدت يد كارلوس ملتقطا تلك القارورة متجرعا ماءها بضمأ شديد ليعيد إلقاءها صوب أخيه و الذي لم يكن حاله أحسن منه ، بشرة محمرة مهتاجة من الحرارة ،عروق بارزة و قميص قد يعصر من البلل .

كرمش ذو عيني الزمرد عيناه بضيق ،فحياته اللعينة قد تلخصت في العمل كآلة لم يعد لها تاريخ لانتهاء صلاحيتها ، كد و تعب من أول خيوط الشفق إلى غاية انسدال ضوء الشمس و كل ذلك من أجل عدد قليل من الأوراق بالكاد تكفي متطبات العصر المتزايدة .
كان في خضم أفكاره ليتفاجئ بتقدم نفس الرجل صاحب تلك الجملة الساخرة من قبل ، و قد كان برفقة صديقه بهالة الرجل السيء .
وقف الجسدان أمامهما ليشعر بنظرات لعوبة موجهة نحوه و الذي لم يكن غير ذلك الطويل ذو الكبرياء المجروح ، أحس بكف توضع على كتفه ليستدير بتأهب نحو ذلك الشخص ، اصطدمت عيناه بزرقاويتا أخيه و التي كانت تترجاه بالتغاضي "ككل مرة " إلا أنه سرعان ما أعاد تركيزهما على جسدي أولئك الذين يهدجانه باستصغار مستفز للأعصاب و دون أدنى تردد وضع كفه أسفل ذقنه مجيبا : أمك العاهرة من تعبت من رياضة فتح الساقين ، لتنشئ غرا داعرا مثلا .

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن