N°35---

1.8K 138 106
                                        

رمضانكم كريم حبايب 😍❤
استمتعوا

كلمات ذلك المخبول تعاد كشريط يأبى التوقف في ذهنه " تلك المدرسة الداخلية قد حرقت ،أضحت حطاما و جمرا متطايرا"
خشي سؤاله عن النتائج ،مقدار الضرر ،بل و أن ذهنه بات يردد اسما واحدا غير سامح له بتفكير منطقي ،يلف تلك الغرفة غير عالم بخطوته الموالية .
و دون إهدار للوقت حمل مفاتيح سيارته ليركض خارجا متجاهلا نظرات القلق و السؤال التي غشت وجوه الخدم و بعض الحراس ،تلك الحالة لم يلحظوها قبل ...فالسيد حرفيا كان أشبه بجسد مخطوف الروح .

كفاه تضغط على المقود حافرا إياه بأظافيره ، يضرب حينا و يلعن في كل مرة مرة تزاوله تلك الفكرة السوداء "لن يحدث له شيئا و اللعنة ...هو بخير كارلوس هو بخير "
جملة رددها عله يخرس شياطنه و يطمئن نفسه الهلعة ، صوت نعمة هاتفه الصادحة و التي تكررت نظرا لكثرة الإتصالات التي ترده .
عيونه تشتت بين الطريق و بين ذلك الهاتف الملقى في المقعد المجاور له ،بحركة سريعة امسكه مردفا بقلة صبر :بونوتشي أنا في الطريق أقل من عشر دقائق سأكون بالمشفى ......

أما في الجهة الأخرى فقد التمعت عيون ذلك الشاب من الحزن ،ينظر لإسم تلك المستشفى بقلب مفلوق مكسور ، اشتدت قبضته على الهاتف ليحاول مقاطعة كلام أخوه و إخباره بالفاجعة .
:كارلوس اسمعني لقد ....... كانت نبرة صوته متقطعة خالية من سمات الشجاعة ، أن يكون أول متلقي للخبر القاسي قد رمى عليه مسؤولية فوق حزنه .
كان ذو عيني الزمرد يقود بشرعة جنونية بالكاد يبصر أمامه ، تراءت له تلك البناية ليدعس الفرامل استعدادا بالمغادرة إلا أن صوت أخيه كان كالصعقة التي شلت أطرافه ،قاسيا جدا كان ذلك الخبر "ألكس قد مات" .

لا يدري بأي قوة قد استطاع إيقاف المحرك ، وضع رأسه على المقود بلا وعي محدقا في اللامكان ، ربما لم يقفل الخط الشيء الذي جعله يسمع صوت بونوتشي القلق ، أسدل جفنيه غير سامحا لتلك العبرات بالخروج ، يزم شفتيه مانعا لشهقاته من الفلات ، شعور حارق مؤذي يستشعره قلبه الآن .
حالة غريبة هادئة تلبست ذلك المكسور الجناح ، بدون ردة فعل بارزة استقبل الخبر و كأن الصدمة منعته من تقمس الدور المناسب .
و بعظام و عضلات خائرة أطفئ هاتفه مفضلا الإبتعاد لن يقوى على رؤية صغيره في حالته تلك ،صورته الضاحكة المحفورة في ذهنه لا يود تخريبها بجثته المشوهة .
اعتمد القيادة السريعة عل تلك الرياح الباردة تخمد نيران جوارحه المشتعلة ، لا يستطيع تقبل الأمر و اللعنة و لن يقدر ،أن يدفن ذلك الشقي الصغير بيديه هاته لهو ضرب من المستحيل ....لما هاته الحياة اللعينة قاسية ،لما لا ترأف به أخيرا و تجرعه بعضا من لحظاتها السعيدة ...لما ؟

_______________________
اكتسى ذلك القصر طابعا حزينا ، معزوفة السكوت و الشهقات الخافتة كانت معزوفته ، و لون السواد رداءه و حلته .
و في تلك الزاوية كانت تنوح ميغنا بطريقة هيستيرية، لم تترك شعرها إلا و شدته ،و لا مكان بجسمها إلا و ضربته ، تحاول الإفلات من حضن بونوتشي و الذي لم تزدها حالتها إلا وجعا و ألم ، قلبه المفطور من الفقدان و قلقه الناهش للبه على أخيه الذي لم يأت بعد و أخيرا حالة فتاته الضائعة الجنونية .
يستقبل ضرباتها المستسلمة بعيون تفيض ألما و لكم حاول تهدئتها بعبارات الصبر و التجمل لكن عبثا ما كان يفعل .
: لقد مات ألكس لقد مات يا بونوتشي ،لقد مات وحيدا بعيدا عنا ،الله أعلم حجم الألم الذي ذاقه قبل أن تطلع روحه لخالقه ....لقد كان صغيرا ..جدا .
همست بكلامها في الأخير بصعوبة لتفلت منها شهقة خافتة ،صدقا لا تستطيع إيقاف دموعها ، اجرف من الفيضانات كانت .
أن تكون في أحد غمرات هدوئك متأملا الأحسن فتأتيك صدمة مصيبة من العيار الثقيل لهو أمر يفوق طاقة تحمل العبد .
متمسكة بقميصه الذي ابتل بسببها صارخة بمكنون قلبها ، كان بونوتشي يحاول ابعادها و مسح تلك الشلالات الغزيرة إلا أن قصيرته أبت الإبتعاد فقد وجدت أخيرا جسدا لتفش غلها و حقدها فيه .
زمن طويل كان و هما بتلك الحالة ، رغم محاولات الخدم في ابعادها و التخفيف عنها إلا أن موقفها ظل راسخا على نفس الوضع "نواح و بكاء متقطع" .

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن