رمضانكم كريم حبايب 😍❤
استمتعواكلمات ذلك المخبول تعاد كشريط يأبى التوقف في ذهنه " تلك المدرسة الداخلية قد حرقت ،أضحت حطاما و جمرا متطايرا"
خشي سؤاله عن النتائج ،مقدار الضرر ،بل و أن ذهنه بات يردد اسما واحدا غير سامح له بتفكير منطقي ،يلف تلك الغرفة غير عالم بخطوته الموالية .
و دون إهدار للوقت حمل مفاتيح سيارته ليركض خارجا متجاهلا نظرات القلق و السؤال التي غشت وجوه الخدم و بعض الحراس ،تلك الحالة لم يلحظوها قبل ...فالسيد حرفيا كان أشبه بجسد مخطوف الروح .كفاه تضغط على المقود حافرا إياه بأظافيره ، يضرب حينا و يلعن في كل مرة مرة تزاوله تلك الفكرة السوداء "لن يحدث له شيئا و اللعنة ...هو بخير كارلوس هو بخير "
جملة رددها عله يخرس شياطنه و يطمئن نفسه الهلعة ، صوت نعمة هاتفه الصادحة و التي تكررت نظرا لكثرة الإتصالات التي ترده .
عيونه تشتت بين الطريق و بين ذلك الهاتف الملقى في المقعد المجاور له ،بحركة سريعة امسكه مردفا بقلة صبر :بونوتشي أنا في الطريق أقل من عشر دقائق سأكون بالمشفى ......أما في الجهة الأخرى فقد التمعت عيون ذلك الشاب من الحزن ،ينظر لإسم تلك المستشفى بقلب مفلوق مكسور ، اشتدت قبضته على الهاتف ليحاول مقاطعة كلام أخوه و إخباره بالفاجعة .
:كارلوس اسمعني لقد ....... كانت نبرة صوته متقطعة خالية من سمات الشجاعة ، أن يكون أول متلقي للخبر القاسي قد رمى عليه مسؤولية فوق حزنه .
كان ذو عيني الزمرد يقود بشرعة جنونية بالكاد يبصر أمامه ، تراءت له تلك البناية ليدعس الفرامل استعدادا بالمغادرة إلا أن صوت أخيه كان كالصعقة التي شلت أطرافه ،قاسيا جدا كان ذلك الخبر "ألكس قد مات" .لا يدري بأي قوة قد استطاع إيقاف المحرك ، وضع رأسه على المقود بلا وعي محدقا في اللامكان ، ربما لم يقفل الخط الشيء الذي جعله يسمع صوت بونوتشي القلق ، أسدل جفنيه غير سامحا لتلك العبرات بالخروج ، يزم شفتيه مانعا لشهقاته من الفلات ، شعور حارق مؤذي يستشعره قلبه الآن .
حالة غريبة هادئة تلبست ذلك المكسور الجناح ، بدون ردة فعل بارزة استقبل الخبر و كأن الصدمة منعته من تقمس الدور المناسب .
و بعظام و عضلات خائرة أطفئ هاتفه مفضلا الإبتعاد لن يقوى على رؤية صغيره في حالته تلك ،صورته الضاحكة المحفورة في ذهنه لا يود تخريبها بجثته المشوهة .
اعتمد القيادة السريعة عل تلك الرياح الباردة تخمد نيران جوارحه المشتعلة ، لا يستطيع تقبل الأمر و اللعنة و لن يقدر ،أن يدفن ذلك الشقي الصغير بيديه هاته لهو ضرب من المستحيل ....لما هاته الحياة اللعينة قاسية ،لما لا ترأف به أخيرا و تجرعه بعضا من لحظاتها السعيدة ...لما ؟_______________________
اكتسى ذلك القصر طابعا حزينا ، معزوفة السكوت و الشهقات الخافتة كانت معزوفته ، و لون السواد رداءه و حلته .
و في تلك الزاوية كانت تنوح ميغنا بطريقة هيستيرية، لم تترك شعرها إلا و شدته ،و لا مكان بجسمها إلا و ضربته ، تحاول الإفلات من حضن بونوتشي و الذي لم تزدها حالتها إلا وجعا و ألم ، قلبه المفطور من الفقدان و قلقه الناهش للبه على أخيه الذي لم يأت بعد و أخيرا حالة فتاته الضائعة الجنونية .
يستقبل ضرباتها المستسلمة بعيون تفيض ألما و لكم حاول تهدئتها بعبارات الصبر و التجمل لكن عبثا ما كان يفعل .
: لقد مات ألكس لقد مات يا بونوتشي ،لقد مات وحيدا بعيدا عنا ،الله أعلم حجم الألم الذي ذاقه قبل أن تطلع روحه لخالقه ....لقد كان صغيرا ..جدا .
همست بكلامها في الأخير بصعوبة لتفلت منها شهقة خافتة ،صدقا لا تستطيع إيقاف دموعها ، اجرف من الفيضانات كانت .
أن تكون في أحد غمرات هدوئك متأملا الأحسن فتأتيك صدمة مصيبة من العيار الثقيل لهو أمر يفوق طاقة تحمل العبد .
متمسكة بقميصه الذي ابتل بسببها صارخة بمكنون قلبها ، كان بونوتشي يحاول ابعادها و مسح تلك الشلالات الغزيرة إلا أن قصيرته أبت الإبتعاد فقد وجدت أخيرا جسدا لتفش غلها و حقدها فيه .
زمن طويل كان و هما بتلك الحالة ، رغم محاولات الخدم في ابعادها و التخفيف عنها إلا أن موقفها ظل راسخا على نفس الوضع "نواح و بكاء متقطع" .

أنت تقرأ
Stuck with Him
Romanceصفعة مدوية كانت من نصيب وجنتها التي باتت أشبه حمراء كالدم لتردف بانهاك دون أن تكسر حرب العيون القائمة : وغد ابتسم الآخر بمرض مخيف ليجيبها بفحيح متوعد : سأكسر تلك النظرة و صاحبتها يوما .