و أيضا لم يغب عن باله ذلك اليوم أين أمسكهما في موقف مشبوه ، حالة التوتر التي استشعرها منه آنذاك كلها خيوط لشبكة واحدة ....."أ كارلوس معجب بميغنا حقا "
استمتعوا :
و ها هو أضنك يوم قد مر أخيرا ، رمى بصره ناحية تلك النافذة ليجد اللون الأسود قد ساد خارجا ، لوى شفتيه بحنق لم يستطع كبه ،فلعنة الأعمال باتت فعلا حملا يثقل الكاهل ...ساعات متواصلة كل يوم ليتفاجئ بنفسه نائما بإهمال على مكتبه صباحا .
أغمض عينيه مراجعا في ذهنه ما تم إنجازه ،فلعنة الخدم قد تم التخلص منهم ،سيبقي على الحراس و بعض الأشخاص الموثوقين فقط ،كل الإجتماعات التي ستحدث سيكون قصره المقر الوحيد لها ،و أخيرا عليه الإتصال بأحد المدارس الخاصة لإبقاء صغيره فيها و بهذا تكون آخر العثرات قد أزيحت .تنهيدة عميقة إطلقها ،ليعيد رأسه على سطح ذلك الخشب بغية أخذ قسط من الراحة فلا طاقة له بالوقوف أو التحرك ...
ما كادت أهدابة تغلق فإذا بصوت طفيف كسر نغمة الصمت السائدة ، فتح زمرديتاه بتعب دون أن تبدر منه حركة ،عله مجرد توهم لا أكثر ...
و فعلا قد توقف الصوت لتسر دواخله فلا حائل بينه و بين الراحة الآن .ساعتين فقط كانت كافية لاستيقاظه مجددا ، حرفيا نصف عظامه فد تشنجت إثر تلك الوضعية اللعينة في نومه ، استقام بصعوبة و هو يدلك ما بين كتفيه بألم و قد زامن ذلك نزعه لقميصه الذي مضى عليه يومين كاملين دون تغييره .
جالت عيناه الغرفة متفقدا إياها بكره دفين ،فلعل ساعته قد تحين و هو مسجون بين جدرانها .
تقدم نحو الباب مغادرا مكتبه نحو غرفة نومه ،فلا علاج لحالته الآن غير حمام دافئ طويل .استغرق ساعتين كاملتين داخل حمامه لا شعوريا ، ليغادره بنفس مرتاح و منتعش نسبيا ، لا يدري لما حدق مطولا بمرآة الخزانة ،فلربما شعره الذي قد طال قد استرعى انتباهه .خلخله بيديه جاذبا إياه بقرف ففعلا قد أصبح طوله لما بعد العنق بقليل .
" علي بقصه " ...همس بها بخفوة ليغير ملابسه و التي كانت عبارة عن كنزة ريشية مع بنطال عريض بهذا يكون قد أعطى نفسه إجازة قصيرة مكافأة على ساعات عمله المتواصلة .كان القصر يعزف مقطوعة باردة جدا ، فلا موجود به غيره و غير بضع أفراد ، فقد حيويته مع مغادرة الخدم له ...
و لأول مرة قرر أخذ نزهة في بيته ،عجيب غريب أمره ،يقطنه منذ سنين إلا أنه لم يسبق أن تجول بين ربوعه ، كوب قهوة جهزها على السريع كبداية لهاته الجولة المريبة في وقت ليس بالمناسب أبدا .
لم يترك غرفة إلا و دلفها و تمعن بأثاثها و زواياها ، لا يخلو ركن بقصره إلا و تميز بمزية عن غيره ، تلك النقوش الإغريقية ، خشب مصنوع حسب الطلب ، ثريات فرشت على مساحة من السقف ." ذوقك لعين يا كارلوس " ، ذلك ما فكر به و هو يرتشف ما بكأسه ببطئ و تلذذ لتعود به ذاكرته لأول خطوة أخذها بهذا المكان المهيب الطلة .
F.b : "10 years ago "
أنت تقرأ
Stuck with Him
Romanceصفعة مدوية كانت من نصيب وجنتها التي باتت أشبه حمراء كالدم لتردف بانهاك دون أن تكسر حرب العيون القائمة : وغد ابتسم الآخر بمرض مخيف ليجيبها بفحيح متوعد : سأكسر تلك النظرة و صاحبتها يوما .