N°32---

2.4K 145 52
                                    

لم تكن له جرأة رفع عيناه صوبه ، جعل من بنيتاه أسيرتا الأرض ، فخيانة و حماقة و انعدام انسانية و قلة حيلة و ضعف كلها صفات قد ارتكبها في فعل واحد .

: أنتما بخير ؟
استمتعوا :
بالكاد استطاعت ميغنا تمييز تلك النبرة التي لم تزد حالتها غير السوء و الخوف ، حاولت الإقتراب من ماريو في حال ما قرر ذلك الوحش تلقينها بعضا من العنف المعتاد إلا أنها صدمت من كمية الذعر البارزة على سماه لم تعلم ما سبب ذلك ، و ليس ماريو من يخاف و لو في وجود كارلوس .
صرخة منه كان من شأنها غرس جذور الهلع في روحها ،لم تدري ما يحدث كل ذلك قد حدث بتصوير بطيء قاتل للأعصاب
: قد كانوا سبعة كارلوس احذر .....جملة صرخ بها ذلك الساقط بعد أن استفاق من غمرات ندمه ليككل صراخه بالفشل ،جملة قد تأخر أوانها .
رصاصة غادرة قبعت في جسد كارلوس ،رغم ذلك لم يسمح بنفسه التهاوي بل سارع في الإحتماء خلف أحد السيارات ريثما يكشف ذلك البرغوث عن جحره . نظرة رعب طفحت سيمات ذو عيني البن ليتجمد مكانه لولا تواجد ميغنا بجانبه لأصبح الهدف التالي لتلك الرصاصات المتمرنة .

حاول ماريو التخلص من تلك العلقة الملتصقة به و الركض نحوه صديقه ، علا صوته الخائف و هو يسأله عن حالته و لكم حاول الركض نحوه و لكن كون ذلك الغادر مجهول المكان قد عسر من مهمته .
بهمس غاضب خاطب ميغنا : تبا لكي ابتعدي عني .
إلا أن تلك الشقراء ظلت ثابتة على موقفها فأي فعل متهور قد يفقده حياته .
تربص كان رداء الثلاثة معا ، و خاصة كارلوس الذي كان ينتقل من بقعة لأخرى محاولا إيجاد تلك الحشرة و دعسها تأهب قد قوطع مع سماعه لصوت تلك العجلات الغاضبة ،محرك هادر قد جعله يركض كفهد ثائر نحو فريسته و التي قد حالفها الحظ في الهروب رغم طلقات ذلك الأشقر المتمرسة .
لعنات أطلقها كارلوس و هو يشاهد ابتعاد تلك المركبة بمن فيها ، تنفس عسير حاولت رئتاه إدخاله فجرح عميق و تعب سفر كل ذلك جعله يحس بالضعف حتى لو تظاهر بعكس ذلك .

أحس بجسد يسحبه نحوه متفقدا و عبارات كثيرة لم يسمع نصف محواها ،أعراض الإعياء قد بدأت البروز رغم استغرابه الأمر فالرصاصة لم تكن بالموضع الحساس و ليست أولى إصاباته و لا الأخيرة .
: كارلوس ما بك و اللعنة أجبني ،هل أنت بخير .....
جملة لم يمل ذلك الأخرق من ترديدها و هو يشاهد تغير لون بشرة صديقه ،أنفاسه اللامنتظمة قد وصلت مسامعه ليسارع بتوجيه ميغنا نحو أقرب نزل كي تطلب المساعدة فمن توتره قد نسي حيازة ذلك الملقى لهاتفه و لم يترك فرصة للذكاء و العقلانية من فرط خوفه .

فجأة أحس بلكمة يقسم أنها قد خدشت بشرته العليا كاشفة عن جرح فيها ولم يعطه الآخر فرصة للتدارك فإذا به يقمعه بلكمة أقوى من سابقتها .
كل تعبه و إعيائه المفاجئ قد سخره في تلك اللطمات الغاضبة ، لهيب كاد يحرق ماريو و هو حي و ليحمد آلهته كون ذلك المنفجر ليس بأحسن أحواله .

لم يعبأ ماريو بالألم الذي ينخر جسمه و لا لشلال الدماء التي غشت رؤيته ، كل ما يوده الإطمئنان عليه فذلك الجبل لا طالما تظاهر بعكس ما يبطنه ،حاول تشكيك عبارات ندم و أسف إلا أنها كانت تتشابك في الأخير مانعة إياه من تشكيل عبارة مفهومة .
: ك ..كارلوس أنا .....

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن