N°23---

2.9K 181 69
                                    

استمتعوا :

سارع بتبليل وجهه بغضب عله يزيل تلك الغشاوة عنه و عن قلبه. و بيأس رفع كفه الموشمة ليلطمها بشدة مكسرا تلك المرآة المستفزة ، ضربات وجهها متناسيا شرخ يده و تلك القطع الجارحة التي تمزق أليافه ليهمس بألم : أخرجي من رأسي و اللعنة ....اخرجي .

و أخيرا استطاع أن يجمع شوائبه ليسارع بالمغادرة فاجتماع لعين آخر بانتظاره ، ما كاد يصل باب قصره فإذا به يصادف ماريو و لم تكن ملامحه أحسن منه ،تعب رهيب قد سكن نظراته . بخطوات واسعة قد تخطاه ليلحقه الآخر بعد أن حياه بصمت و لكم استغرب وضعه الحالي ليسأل ببرود : ما بك ؟
استاء ماريو من سؤال الآخر أما كان من المفترض له التزام صمته المعهود ، بتنهيدة عبر عن دواخله ليردف : العمل ليس جيد أبدا كارلوس ، إنه أسوء مما توقعنا .

في خضم مزاج ذلك الأشقر المعكر ، لاحقته ابتسامة شاردة تريد الإرتسام على ثغره قصرا ، فذو عيني البني كان اشبه بفتاة متزوجة حديثا لم تقدر إرضاء محبوبها ، و لكم نهر عقله على فداحة التشبيهات التي تداهمه في الوقت الغير المناسب ، بخطوة غير مألوفة وضع كفه مربتا على كتف الآخر و بنبرة هادئة حاطبه :أعرف حجم المسؤوليات التي ألقيت على كاهلك فترة انشغالي و ابتعادي عن الميدان و لكن .... بامكانك الراحة الآن .

ضيق الشاب المستغرب عيناه ، فلكم أصبحت ردات فعل زعيمهم صادمة لامنطقية ،فالكل يدري مدى اهتمامه بالعمل ،لو كان هذا الأخير دينا لاعتنقه لتلك الدرجة يبلغ قدوسيته عند ذلك الأشقر .....
زفر ببطئ دون أن يكسر حرب العيون القادمة ليجيبه بصوت واثق : سأثق بك .

ما كاد الآخر يهم بالمغادرة لتقاطعه جملة ذلك الغبي ، جملة كانت سبب في توشح ثغره بابتسامة خبيثة ممتنة ، ففعلا سيعيد وضع أحجار الشطرنج في خاناتها المناسبة ، و بإشارة من كفه غادر الساحة متوجها نحو المقر الموعود ..."جحر العقارب" بمفهوم أوضح .
دلف سيارته المعتادة بروح متأججة ، رغم مزاجه المنهك في أيامه الماضية إلا أن حديث ماريو قد أيقظ ما في جعبته من اهتمام ضائع ....فعمله كروح ثانية صنع نفسه من الصفر لأجله ،حارب و لطخ كفيه لتوسيعه فمن الإستحالة جعل كل تلك التضحيات تذهب سدى ، بتر أصابيعه العشرة أهون من أن تحطم امبراطوريته بسبب غرة تافهة .

زمن قدره الساعة كان كفيل بوصول ذلك العريض المنكب لمقر الإجتماع الموعود ، سيارات سود قد زينت الموقف كاشفة عن هيبة الحضور ، تقدم نحو الحارس المخطوف الملامح فوجه سيده أشبه بالوحش ، لم يعتد عليه رغم سنين مزاولته لعمله .
تحية مجبرة خاضعة وجهها الحراس له ،لتنبس منه إيماءات خافتة مختفيا نحو الداخل ، طل جسده العتي في تلك الغرفة التي كشرت عن وجوه تليق بدكانة المجال ، وجوه ميتة و ملامح باردة ....سبع أجساد التفت حول تلك الطاولة في جو كان شعاره الوحيد هو " الصمت لا غير " .

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن