N°27---

2.9K 156 65
                                        

____استمتعوا :______

غادر كارلوس في بداية المحادثة فلا جرأة لديه في مواجهتهم بعد تلك الوقعة و أيضا ....أراد تفادي تلك العيون اللتان كانتا تراقبانه زارعة في جسده شعور " الأرتباك ".

بعد اختفاء الملأ و انشغال كل طرف بشيء ما ،خلت الساحة لبونوتشي الذي حاول تفادي تلك الهيئة باستماتة ،و لكم كبح سؤاله عن سبب قدومها لقصرهم و المبيت تحت سقفه ، فكيف بفتاة تفضل الموت على استنشاق نفس هواء عدوها أن تقيم ببيته ....و في الأخير استقام من مجلسه مغادرا بعد أن تمنى لها ليلة هنيئة بصوت يكاد لا يسمع .

تجاهل لم يكن له ذلك التأثير بقلبها هاته المرة ،لربما قد عودها لهروبه و تفادي المواجهة ، اختزال الحديث و التزام الصمت عادة لن يغيرها ذلك البارد للأسف ، زفرت بحنق لتغادر هي الأخرى متجهة لغرفة ألكس الذي سيكون نائما على الأغلب .
فتحت ذلك الباب بهدوء نازعة ربطة شعرها القصير ،و كل نظرها انصب بقطعة الحرير تلك ،ستنام و تقذف كومة أفكارها بعيدا . غمغمت بسعادة لمدى نعومة ذلك السرير محتضنة جسد ذلك الصغير لتسحبها زرقويتيها سريعا لعالم الأحلام .

نوما لم ينعمه ذلك الرجل المتململ ، أخذا مكانا له فوق تلك الأريكة بخيلاء ،أنامله تقلب تلك الأوراق و زمرديتيه غائرتان بالمضمون ، و لكم أزعجته فلسفة الموجودان معه عن مدى قلقهم و تخوفهم من القادم خاصة بعد ذلك التهديد الصريح ،و قد اعتبر البارد اللامبالي حين قال أن آخر همه أن يفكر بموضوع تافه مثل ذاك ، فصعاليك مثلهم لا يليق بهم غير الدعس .
:للمرة الألف يا كارلوس تلك العائلة ليست بالهينة ،اللعنة كل عصابات إيطاليا تتعامل معها ،معارفها ممتدة للخارج أيضا .

زفر ذلك الأشقر بضجر و ها هي تذمرات ذلك القلق تنفجر من جديد ، ببطء رفع كفه مخلخلا خصل شعره المبتلة ، من حظه التعس كان من المفترض به أخذ غفوة بعد ذلك الحمام الساخن ،ليقابله جسد الوغدين بعدها محطمان تلك الرغبة .
حاول كارلوس اصطناع الوجه الجدي المتفهم عله يسلم من هذه المحادثة ليقول : ماريوس ، و إن كانت جذورهم تمتد لمركز الأرض سأبترها ... كأنك تعطي للعدو اهتماما لا يليق به !

استاءت معالم ذلك الأسمر بخيبة ، فبعد كل حججه و إلحاحته ها هو يقابل بنفس الكلام، رفع عيناه مخاطبا صديقه بالإشارات عله ينضم لكفته في هذا الجدال العقيم ،إلا أن فكر بونوتشي كان ساهيا معلقا ما بين السماء و الأرض ،يهز رأسه بشرود و ينقر ذلك الحذاء بسكون ، ما بال الأخوين و اللعنة ...حياة أو موت عنوان الحديث إلا أن سيماهما برود صقيع مجفل .
فكرة خبيثة استوطنت خلد ماريو ليسارع بكبح ابتسامة شريرة حاولت فضحه ، فبما أن ذلك الغبي يتجاهله تاركا إياه بمفرده بواجه حنق كارلوس سيريه عاقبة ذلك .
حمحمة خفيفة صدرت منه ليكسر الصمت السائد بقوله : تلك الفتاة ميغنا ..........
و حدث ما توقعه و أكثر ،أين انتفض بونوتشي من شروده ملتفا نحوه بعيون تصرخ  اهتماما ، و لكن الشيء الذي لم يكن بالحسبان ذلك الجثة الذي وضع تلك الأوراق التي أبى تركها ساعات ،رافعا رأسه باتجاهه و كأنه يطالبه بتتمة الحديث .
حركة قد تبدو للبعض سريالية بحته ،و لكن الشخص المقصود هنا "كارلوس " ذلك الجبل الجليدي الذي من المستحيل له الذوبان و التخلي عن تركيزه بسبب شيء تافه كفتاة !

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن