N°22---

3.3K 180 104
                                    

رغم معرفته التامة بغياب وعيها إلا أنه همس بجواب سؤالها في أذنها و هو يقول " لأنك عنيدة " .
استمتعوا _____:

رمى تلك المظلة السوداء أرضا ليسارع نحو الداخل بقلق ، قد انتهت مكالمته مع ذلك الوغد منذ قليل و التي كان مفادها أنه قد تركها منذ ساعات أمام عتبة الباب و لحظه ابن العاهرة قد داهمته أعمال مفاجئة ليترك ذلك المنزل خاليا على عروشه فمخطط البقاء معها بمفردهم قد ذهب مهب الريح ليستحيل كابوسا و قلقا . و في منتصف خطواته المهرولة توقف دون سابق إنذار ، ألم يوصد الباب قبل ذهابه أنى له يكون مفتوحا على أعتابه الآن .......
تسارعت نبضات قلبه هلعا عليها فهو خلاف أخيه في كل الصفات إلا واحدة ألا و هي اشتراكهم في صناعة الأعداء كيف لم يعمل حساب هاته النقطة لربما بعد المكان و انعزاله قد أنساه حقيقته و مجال عمله .
أخرج مسدسه ليمسكه بكف واثقة و جوارح واجفة ،خطواته تتقلص و هي تأخذ مسراها نحو تلك الغرفة العاتمة ، و لكم كره شعوره ذاك كأنه يغرق في فوهة من الضعف و قلة الحيلة ، لطالما كان البارد العديم الإحساس لتأتي هي و تقلب حياته رأسا على عقب دون جهد أو عناء منها .

رمى أفكاره بعيدا ليركز على ما ءالت إليه الأمور و هنا دلف تلك الغرفة مشغلا إنارتها دون أن يتخلص من حذره ،بسرعة جالت عيناه الغرفة رغم لمحه لفتاته ساكنة نائمة ،لربما من اقتحم الحدود لا يزال هنا و لم يغادر ، فتش الغرف بتدقيق ،و لم يغفل عن أصغر الزوايا ...زمن مضى و ذلك الوغد لم يظهر أتراه قد فر بمجرد وصوله ،هويته ،غايته كلها باتت أسئلة تنخر ذهنه .
بتعب أنزل كفاه المتصلبتين ليعيد حشر سلاحه بمكانه الخاص ،دلك منطقة ما بين حاجبيه بشرود فما حدث اليوم لن يمر مرور الكرام ، فذلك المجهول العاهر إن تجرأ على اقتحام بيته مرة سيعيدها إن لم يقتصه من جذوره .
رمى معطفه بإرهاق ،فالجهد الذي بذله اليوم يعادل ما يقدمه الإنسان الطبيعي في أسابيع ، تلك السرعة الهائلة في قيادته ، و تعطيله لمواعيده كل ذلك من أجل تلك النائمة بسلام دون أن تأبه بذلك الذي كاد يأكل ذاته خوفا و ندما .
استكان جسده بجانبها ، نظراته التي تنهش كل إرب منها ،عيونها و تلك الرموش ، ذرات النمش المذرورة بشغب على طفحات وجهها و أخيرا تلك الشفاه الوردية المحمرة ، هز رأسه طاردا تلك الأفكار الشيطانية التي وسوست بها نفسه و سولت له بعمل لا يليق بمبادئه فتلك الفتاة سيملكها طواعية و حربا في وعيها طبعا ،
لكن من حظه السعيد تقريبا كل اللحظات التي جمعته بها إما تكون نائمة أو في أضعف حالاتها ،و كمن صعق انتفضت كفاه و هو يوجهها لذلك الجرح خوفه عليها و على سلامتها قد أنساه صحتها التي لم تعطيها المجال الكافي للتعافي و الإلتئام .

ضاقت عيناه و قبض فكه بغضب مسعور ، فكيف بجرح تعرض لطقس و مطر مسكوب أن يظل على حاله نظيفا و مشدود ،بل يكاد لا يلمح قطرة بلل بين ألياف ذلك الشاش الأبيض ، أفكاره تأخذه مدا و جزر يأبى أن يستقر ، يقسم أن أيا كان الفاعل سيمسك به و يعطيه ضربا يليق بالحيوانات أمثاله ، أن يستغل انشغاله و بعده عن جحره كي يوجه رسالته ، اقتحام ملكيته و المساس بفتاته و لكم أضرمت الفكرة الأخيرة نيرانا متأججة في جسمه و كيانه ليهمس بتوعد :" ما إن أكتشف هويتك سأجعلك من أسفل السافلين" .
و بحرص عدل وضعيتها بعدما اطمئن على سلامتها ليغادرها منصبا على عمله الجديد المتلخص في محو ذلك الطفيلي الخبيث .

Stuck with Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن