صوت يصرخ في ذهنها بأن تبعث نسخة من تلك الرسالة لتلك المجهولة ،فثقتها لم تأتي عن عبث ،فحديثها إن دل على شيء فهو يكشف أن لها ذراع تدعمها فعدو عدوي صديقي ....
_______استمتعوا :
نكت و ضحكات مجلجلة عبقت بها تلك الغرفة ، قناعته تزيد كل يوم من كون ذلك الشقي وريث أخيه مستقبلا ، و اللعنة حتى نظراته باتت جليدية مثله الشيء الذي جعله يختنق من الغيظ .
بين أجواء تلك اللعبة التي باتت جذعا مشتركا بينهما ،مشاغبات كارلوس و لطمه لقفا صغيره مانعا إياه من التقدم عليه ،صياح الآخر الغير راضي من الأسلوب القذر الذي يتبعه ذلك البالغ المراوغ .
العجيب من الأمر لم تبدو عليه ملامح الحزن رغم أنه قد استبعد من الساحة دون علم مسبق ، في مكان لا يلائمه و بين أطياف بالكاد يحادثها .لم يسأل و لم يظهر عتبا أو لؤما .
رفع ذلك الشاب كلتا ذراعيه ليستدير بنظرته الخبيثة مستفزا ذلك القزم و هو يقول :لا زلت فاشلا .
تقدم ألكس نحو ذلك الجهاز ليطفئه تزامنا مع رده : و لا زلت أكبر غشاش في المعمورة .جالت عيون كارلوس متفقدا غرفة صغيره ، حسب الطلب و لكم حاول توفير كل يحتاجه و يريده، يكره فكرة كون ذلك القزم بات جزءا من أعماله الوسخة و هو الذي حرص على أمانه و راحته.
لا يدري كم لبث في تلك المدرسة ،شعور أبوي غريب انبثق داخله جاعلا منه يستكشف و يحقق مع كل موظف تقريبا ،رغم كونه قد عمد لذلك قبل تسجيله إلا أن شعور القلق ابى مفارقته .اقترب منه ذلك الحارس لتذكيره باجتماع المساء ، همهم له بملل ليكرمش ملامحه رافضا ، لا رغبة له بمقابلة وجوه النحس أولئلك سيمضي اليوم بطوله مع ألكس ،و غدا سيحاول اللحاق بما فاته .
ممسكا يده الصغيرة بين خاصته القاسية متجولا بين ربوع تلك الحديقة ،يسمع قصص مشاكسات صغيره ،ليعلق على كلامه حينا و يشاكسه حينا آخر .
لينتهي بهم الأمر جالسين فوق تلك المراجيح الخشبية ملتزمين الصمت .
رفع كارلوس عيناه نحو السماء شاردا بغيومها ، خاطب ذلك المستمتع دون أن يلتفت إليه : تعلم أني لم أتخلى عنك ،أليس كذلك ؟
توقف ألكس عن الحركة ليوجه جل تركيزه لذلك العملاق ، رفع حاجبه بتفكير ليسارع بالقول :أعلم ذلك ،لقد اتصل بي بونو منذ أيام قائلا أن الأعمال لا تسري مثل ما يجب ...تريد التفرغ لعملك و حسنا هذا أمر لا يعاتب عليه .
أمسك كارلوس سلسلتي الأرجوحة ساحبا إياها نحوه بفضول ،ركز زمردتيه على وجهه الممتلئ مردفا : بونو ؟ اتصل بك ...دون علمي ،غريب .
توترت ملامح ذلك القزم ليحاول دفع نفسه بعيدا عنه ، و رغم محاولاته التي كادت تنجح إلا أن مشاغبات ذلك العنيد قد أحبطته ، لطم جبينه باستسلام ليقول صارخا : أنا ..أحادث ميغنا أحيانا عن طريق بونوتشي .
كلمات متقطعة خائفة صدرت من فاهه و كأنه يعلم مدى كره ذلك الأشقر لفكرة استغبائه و مرور التيار تحت أقدامه على غفلة منه .
الشيء الغريب أنه لم يلمح بوادر انزعاج منه بل قد زال ذلك الضغط بين حاجبيه لتلين ملامحه ، لم يعلم كارلوس ما يجول حوله ففكرة أن ميغنا لا زالت تحادث الصغير قد أفرحه فعلى الأغلب قد أقنعها ألكس بمدى اهتمامه به و الحرص على راحته ، لا بد أنها قد غيرت فكرتها السلبية و فهمها الخاطئ لكلامه ذلك اليوم .
أنت تقرأ
Stuck with Him
Romanceصفعة مدوية كانت من نصيب وجنتها التي باتت أشبه حمراء كالدم لتردف بانهاك دون أن تكسر حرب العيون القائمة : وغد ابتسم الآخر بمرض مخيف ليجيبها بفحيح متوعد : سأكسر تلك النظرة و صاحبتها يوما .