الفصل الثامن... 3

304 31 10
                                    

فى المساء...
-...إنه لا يشبه يوسف فى أى شىءٍ،كما أنه يعانى من انفصامٍ فى الشخصية... قالت فريدة وهى تعانق الوسادة الصغيرة..
-على أساس أنكِ تعدين عاقلةً مثلاً؟هل يوجد إنسانٌ طبيعىٌ يستقيل قبل أن يتم تعيينه حتى؟
-معكِ حقٌ،ولكنه كان يتعمد استفزازى،مزعجٌ ولكنه وسيمٌ

-ليس وحده من يعانى من انفصام الشخصية،تسبين الرجل وتتغزلين به فى نفس الجملة..
-ماذا أفعل؟هل أكذب؟
-أقترح أن تنهضى وتضعى لنا الشاى قبل أن تفقدى عقلكِ أكثر...

قذفتها فريدة بالوسادة ثم نهضت وانتعلت حذاءها ذاهبةً إلى المطبخ،...وضعت الابريق على النار ثم أمسكت هاتفها....

-..فاتح هل تسدى لى معروفاً؟
-بالطبع قولى....
-أريدك أن تتصل بأبى وتقول له:فريدة وجدت عملاً جديداً،كما أنه أفضل من القديم،وستبنى حياتها من جديد.....
-هل حقاً ما تقولينه؟كيف حدث هذا؟
-لن أستطيع الشرح على الهاتف،لنتقابل غداً فى الساحل باكراً...
-تمام،إلى اللقاء.. ..........
**************

ارتفعت الشمس فى السماء توزع أشعتها الذهبية..
جلست فريدة على أحد المقاعد العامة أمام المضيق، تراقب الطيور التى تحلق وتهبط،مجتمعةً حول رجلٍ عجوز يرش الحبوب على الأرض،غزا الشيب رأسه، ولكن قلبه مازال فى ربيع شبابه....

مراقبة هذا المنظر اللطيف منحتها بعض الراحة، ونسمات الهواء الباردة النقية ملأت داخلها بالحيوية..
تابعت المراقبة إلى أن شعرت بيدٍ تربت على كتفها بخفة....

-صباح الخير،أحضرت لكِ القهوة...
-صباح الخير يا فاتح،شكراً لكَ...   ناولها الكوب ثم جلس بجوارها على المقعد....
-أشرحى لى بوضوحٍ ما حدث فأنا لم أفهم شيئاً،قلت على الهاتف أنكِ وجدتِ عملاً ،كيف وأين؟
-ستتفاجأ..  قالت بابتسامةٍ ثم تابعت:شركة ديميرهان ومارت أوغلو....

-ماذا؟كيف هذا؟ثم ألم أقترحها عليكِ وقلتِ أن الأمر مستحيل؟ كيف حدث بهذه السهولة.؟

-لنقل أن مريم تعرف شخصاً مهماً هناكَ وهو من ساعدنى
-ومن هذا الشخص؟فريدة هلا تتحدثين بوضوحٍ؟

-يوسف ديميرهان...
-ماذا قلتِ؟مريم التى نعرفها،ويوسف ديميرهان؟ أى علاقةٍ بين مريم وشخصٍ كهذا؟

-ليس الأمر كما فهمت،كما أنه شخصٌ جيد وأنا ممتنةٌ لمساعدته،ثم لو كان ما تقصده صحيحاً أين المشكلة؟

-لا أقصد الإساءة،ولكن أمثال ديميرهان ذاك غير موثوقين،ينظرون للفتيات على أنهن مجرد وسيلةٍ للتسلية،أنا أعد مريم أختاً ولهذا لا أريدها أن ترتكب خطأ وتثق فى شخصٍ كهذا..

-لا تقلق مريم تعرف ما تفعله،كما أنهما صديقان فقط ليس أكثر...
نظرت فى ساعتها ثم نهضت من مكانها وقالت:أنا سأذهب لكى لا أتأخرَ وأسمع محاضرةً عن الالتزام بالمواعيد من مديرى اللطيف.... إلى اللقاء...

مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن