الفصل السابع... 2

296 27 12
                                    

....طبعاً أرحب بالسيد طارق مارت أوغلو شريكى وصديقى العزيز،ووالد كنتى المستقبلية.. ليبتسم له طارق بامتنانٍ وهو يحنى رأسه،وأيضاً أقدم لكم السيد فؤاد،أكيد أنكم شاهدتموه فى الأيام القليلة الماضية، وأيضا تعلمون بأمر مشروع الفندق الذى ينوى إنشاءه، وأننى قدمت هذا المشروع ليوسف ابنى وننتظر أن يعرضه علينا اليوم ..أكرر ترحيبى بكم جميعاً مرةً أخرى...   صمتٌ دار لعدة ثوانٍ يعقبه صوت تصفيقٍ هادئ،ونظراتٌ متبادلة بين مراد وليلى..
-ماذا سنفعل؟قال بهمس..
-سأحاول توفير مزيدٍ من الوقت،وأنت أعِدْ الاتصال به.. أجابت بهمسٍ وهى تنهض من مكانها وتأخذ نفساً عميقاً...
-مرحباً جميعاً،أنا مساعدة يوسف بيه،ليلى،تواصلت معه وسيأتى بعد قليل،وحتى يصل سأقدم أنا لكم تقريراً مبدأياً يخص المشروع والميزانية المتوقعة له،كما يبدو أمامكم على الشاشة،وفى الصفحة الرابعة من الملف الموجود أمامكم ........
..........وهكذا تابعت ليلى شرح الجوانب المالية فى محاولةٍ منها لإضاعةِ الوقت،وسط تركيزٍ من الحاضرين عدا مراد الذى كان مشتت الذهن بين محاولته تدوين بعض الملاحظات،وبين محاولته-مرةً أخرى-الاتصال بصديقه....
-شرحٌ جميل،تشوقنا لمشاهدة التصميم.. قال فؤاد بابتسامة
-أكيد... قالت ليلى بابتسامةٍ قلِقة ثم تظاهرت بالعبث بالحاسب الموجود أمامها،...أين أنتَ يايوسف؟؟.... قالت لنفسها.. لتتفاجئ-مع الحضور جميعاً- بدخوله غرفة الاجتماعات..
-أعتذر على التأخير.. قال وهو يتحرك ناحية ليلى التى ابتسمت لرؤيته،وناولها هاتفه هامساً:ستجدين هنا التصميم،اعرضيه على الشاشة وأنا سأتابع.. أومأت له وبدأت بتنفيذ ما قاله،أما هو فوقف فى مقدمة الطاولة وبدأ الحديث....
-حقاً أعتذر لكم على التأخير،أكرر ترحيبى بكم جميعاً، وأتمنى أن يثمر هذا الاجتماع عن فوائدَ مشتركةً بيننا وبين المستثمرين الجدد وعلى رأسهم فؤاد بيه، سأدخل فى صلب الموضوع،لنبتعد عن الجوانب المالية التى شرحتها مساعدتى ليلى،سأتحدث من الناحية المعمارية الخاصة بى،كما ترون على الشاشة،ستقولون أن الرسم غير مكتمل،صحيح،والسبب أننى غيرت الفكرة الأولى مساء الأمس،هذا يمثل التصور المبدأىَّ للقاعدة التى سأكمل عليها،فى هذا الجانب- تحرك مقترباً من لوحة العرض مشيراً بيده لأحد الأجزاء- ، حاولت استغلال المساحة الفارغة،كأن نضع بها أحواضاً زجاجيةً للأزهار،أو أقفاصاً للحيوانات،أو نعرض بعض الأعمال الفنية يستطيع النزلاء أن يذهبوا لمشاهدتها،وأن نفعل هذا فى كل المساحات الفارغة،باختصارٍ أن لا نبنى مكاناً واحداً كبيراً للترفيه،بل نجهز مكاناً فى كل مساحةٍ متاحة،وبالتالى نتخلص من مشاكل الازدحام،ونزيد من المساحة التى سنبنى فيها الغرف....
أنهى كلامه ثم أخذ يتطلع تعابير وجوه الجميع، تفاصيل وجوههم مُبْهَمةُ الملامح،يتبادلون النظرات فيما بينهم،التقط أنفاسه بهدوءٍ، وبدأ القلق يتسرب إلى داخله،يبدو أنه لن ينجح،أخفض رأسه ينتظر أن يتحدث أحدهم....
-لا نبنى مكاناً كبيراً واحداً للترفيه،بل مكاناً صغيراً فى كل مكانٍ،.. أعجبتنى هذه الفكرة كثيراً..  قال فؤاد بابتسامة، سيكون لكَ مستقبلٌ رائعٌ فى المعمار يابنىَّ.
نظر له يوسف بدهشةٍ سرعان ما تبدلت إلى ابتسامةٍ.
-أشكرك على هذا المديح.
-لقد تحسن مستواكَ كثيراً يا يوسف،أحسنت. قال له طارق.
-شكراً جزيلاً لكَ طارق بيه..
توالت عليه العبارات التحفيزية من أعضاء مجلس الإدارة، ابتسم شاكراً لهم ثم التفت إلى والده الذى مازال يحافظ على جمود ملامحه،نظر إليه بحيرةٍ، على الرغم من كم التعليقات الجيدةِ التى تلقاها-ربما مازال بحاجةٍ إلى دعمٍ خاصٍ من والده-، تنهد بحزنٍ وهو يتابع النظر إليه ليجد ملامحه قد كشفت عن ابتسامةٍ صغيرة-كان لها تأثيرٌ كبيرٌ عليه-
-أشكركم جميعاً على دعمكم،سأنهى التصميم فى أقرب وقتٍ،أكرر شكري.  اتجه ليجلس فى مكانه بجوار مراد، ضربا قبضتهما سويا بسعادةٍ، تابع صالح الحديث...
-أشكركم جميعا،تفضلوا يمكنكم المغادرة، طارق بيه وفؤاد بيه،تفضلا إلى مكتبى لنتابع مناقشة المشروع، وأنتِ يا ليلى،أحضرى جميع الملفات التى قمتِ بعرضها والحقى بى.
-حاضر. قالت وهى تحمل جهازها اللوحىَّ ثم لحقت به.
بدأ الحاضرون يغادرون الغرفة،لم يبقَ سوى مراد ويوسف..
-أحسنت يا صديقى،كنت متأكداً أنكَ تستطيع فعلها.
-طبعاً فأنا يوسف ديميرهان. قال وهو يعدل ياقة قميصه بفخرٍ.
-لو لم تعطلهم ليلى لما نجحت،لا تنسى أن تشكرها.
-وأنت أيضاً ساعدتنى،مفتاحك أنقذ حياتى،لم أكن أستطيع العودة للمنزل
-صحيح كدت أنسى،أين كنتَ بالأمس؟
-الأمس.. قال يوسف وهو يسند ذقنه على راحتى يديه، لقد كان يوماً جميلاً..
-لا تتحدث بغموض هيا أخبرنى...
-كنت عند مريم.. قال بشرودٍ..
-ومن تكون هذه الأخرى؟ قال مراد بضيقٍ، ثم ما قلة المسئولية هذه؟تتسكع مع فتاةٍ ولديك اجتماعٌ مهمٌ فى اليوم التالى؟
-أى تسكعٍ؟ لم نخرج من البيت،لأنها بائسةٌ وتحب الدراسة.
-أنت ترافق فتاةً تحب الدراسة؟؟؟ قال بسخرية،ثم إن كانت هى تدرس،أنت ماذا كنت تفعل؟تشرح لها مثلاً؟
-إن تابعت السخرية هكذا فلن أقول لكَ شيئاً ثانيةً. قال
بغضبٍ مصطنعٍ، ..ثم أننى ساعدتها حقاً،مع أننى لا أعلم كيف حدث هذا..
-حسناً لا تغضب، هيا تابع.
-لا يوجد شىءٌ آخر،هى تابعت الدراسة وأنا تابعت الرسم ولا أذكر متى غفوت،ثم أوصلتها إلى الجامعة وجئت لهنا.
-هذا كل شىءٍ؟؟هذا ما تقول عنه يوماً جميلاً ؟؟؟ قال مراد وهو ينظر إليه برَيْبةٍ.
-أجل هذا فقط،وأزِلْ الأفكار السيئة من عقلكَ الفاسد،لا تتحدث عن طبيبتى هكذا.
-وأيضاً أصبحت طبيبتك؟ لحظة!.. هل قلت طبيبة؟تلك
الطبيبة التى حدَّثتنى عنها؟
-أجل. قال بابتسامةٍ وهو مازال بنفس وضعه.
-لا أفهم ما تحاول فعله.. قال مراد بصوتٍ مرتفعٍ بعض الشىء وهو يضرب الطاولة بكفه مما أفاق يوسف من شروده.
-ماذا تفعل؟قال بضيقٍ
-وهذا نفس ما أقوله. أجاب مراد..،ماذا تفعل؟ هل هذا ما اتفقنا عليه؟ألم أقل لكَ ان تدعها وشأنها.
-لقد حاولت،ولكن لم أستطع،كنت منزعجاً بالأمس وفجأةً وجدت نفسى أمام بابها،لا أدرى..
-ألن تعرفنى عليها؟ قال له مراد بابتسامةٍ.
-سأفعل،ستحبها إن عرفتها،إنها فتاةٌ حلوةٌ جداً.
-ولا شك أن نيريمان ستحبها أيضاً.
-أوف،لمَ تفعل هذا دائماً؟
-لأنها ستقتلنا إن سمعت ما قلتَه،هيا انهض لنذهب
إلى مكتبك،وقد نقابل حماكَ المستقبلىِّ أيضاً.. قال مراد بشماتةٍ وهو ينهض لينظر إليه يوسف بغيظ قبل أن يلحق به..،سارا نحو مكتب يوسف ليقابلا ليلى وهى تخرج من المكتب...
-جميلتى،حلوتى،بل أحلى شىءٍ فى حياتى التى ليس بها إلا المصائب..  قال يوسف وهو يقترب منها ويعانقها
-اطلبى منى ما تشاءين وسأنفذه لكِ الآن. تابع وهو يبتسم لها.. بادلته الابتسامة ثم قالت:كنت أتمنى ولكن للأسف عليكَ الذهاب لمكتب المدير بسرعةٍ.
-أوف،بدأنا مجدداً...
-لا تقل هذا،لقد كان سعيداً،حقاً فكرتكَ جميلة.
-تمام أنا سأنتظركَ فى مكتبكَ.
-ويريدكَ أنتَ أيضاً.. قالت ليلى وهى تلتفت لمراد..
-أنا؟ صحيح سيسأل عن الملاحظات،يبدو أن والدك ينوى أن يعاملنى مثلكَ. قال مراد ببعض المرح،مع نظرةٍ غاضبةٍ من يوسف الذى ما لبث أن سحب مراد من يده وهو يتجه إلى والده ويقول:هيا هيا حتى لا نطرد الآن،وأنتِ أيتها الجميلة انتظرينى فى مكتبى، وفكرى فى الهدية،تمام؟ ختم عبارته بغمزةٍ صغيرة لتبتسم له الفتاة بلطفٍ.
-هل أنتَ متأكدٌ أنكَ وليلى لم يكن بينكما شيءٌ فى الماضى؟ سأل مراد بشكٍ.
-ابداً، إنها صديقتى فقط...
*********************************
خرجت مريم من قاعة الامتحان وهى تضع يدها على رأسها،بسبب هذا الصداع الذى لا يفارقها منذ عدة أيامٍ، أخذت تتنفس ببعض الراحة،انتهى أخيراُ،هكذا كانت تحدث نفسها بشرودٍ لتنتفض إثر لمسةٍ على كتفها، التفتت للخلف...
-أهذه أنتِ يا سلمى،أخفتنى......
-أناديكِ منذ زمنٍ ولا تردين...
-لقد شردتُ قليلاً،كيف كان الامتحان؟
-أظن أننى أجبتُ بشكل جيدٍ.
-الحمد لله،هيا لنذهب للمشفى قبل أن نتأخر...
-تمام،صحيح كدتُ أنسى،ستخرجين معنا للتنزه اليوم أليس كذلك؟
-غير ممكنٍ للأسف،على الذهاب للعمل،لقد خصم ذلك المزعج منى الكثير فى الأيام السابقة،علىَّ تعويض هذا.
-مؤسف،ولكنكِ تبدين متعبةً للغاية،ألم تنامى بالأمس؟
-الأمس؟شردت مريم بضع ثوانٍ وهى تبتسم بخفوتٍ ثم أجابت:نمت قليلاً،لا تقلقى بشأنى،هيا كى لا نتأخر.
.......................   ..................
كانت ليلى تجلس على مكتبها تدون بعض الملاحظات،
-يوسف هلا تنتظر قليلاً،يوسف؟...  اخترق هذا الصوت
هدوء المكان،لتنهض هى من مكانها،وترى يوسف وهو يمر بغضبٍ من أمامها،فتح الباب ثم اغلقه خلفه بعنفٍ..
-مراد بيه،ماذا حدث؟ قالت ليلى بحيرةٍ ممزوجةٍبالقلق.
-تعالى سأخبركِ بالداخل..... فتح مراد الباب ودخل وخلفه ليلى التى اغلقت الباب ثم التفتت إلى يوسف الذى كان يتجول فى الغرفة ذهاباً وإياباً...
-اهدأ قليلاً سنتدبر الأمر...
-وكيف سنفعل هذا؟أنا حقاً لا أفهم ما الذى يريده أبى؟
-هل سيخبرنى أحدكما ما الذى يحدث هنا؟ سألت ليلى وهى توزع نظراتها بينهما..
....قبل عدةِ دقائقَ...
-لم أفهم وما علاقتى أنا بهذا الأمر؟ تساءل يوسف بدهشةٍ....
-من الضرورىِّ أن تجيد جميع الأمور وليس مجالك فقط،كما بدأت أنا هذا العمل وحدى.
-أنتَ بدأت وحدك لأن الأمور تطلبت هكذا،أما الآن فلماذا أتعب نفسى بعملٍ يستطيع غيرى أن يقوم به؟
-حتى تستطيع ان تتفهم أن غيركَ يتعبون فى هذه الأعمال التى لا تريد أن تتعب نفسك بها.
-لم أفهم، هل تقصد أننى لا اقدر مجهود الآخرين؟
-أستطيع الخروج لتتكلما براحةٍ.. قال مراد ببعض الحرج قبل أن يحتد النقاش أكثر...
-لا يابنى،كنت سأستدعيكَ أصلاً، لدينا فكرةُ مشروعٍ جديد وأريدكَ أن تعمل عليها.
-كما تريد،سأنهى الملفات مع يوسف وأبدأ مباشرةً.
-لا لن تفعل معه شيئاً سينهيها وحده.
قال صالح وهو ينظر ليوسف الذى كان يجلس بلا اهتمامٍ،وأنت يمكنك أن تأخذ وحدة الذاكرة هذه،ستجد عليها كل المعلومات التى ستحتاجها.......
.......عودة إلى الوقت الحالى
-لا أفهم لمَ تضخمان الموضوع،لا مشكلة أنا سأقوم بالعمل معكَ،ليس عملاً صعباً بالنسبة لى.
-مع الأسف غيرُ ممكنٍ يا عزيزتى،أبى يحضر لكِ عملاً سخيفاً لا داعى له. قال يوسف بابتسامة باردة ثم تابع: يريدكِ أن تعدى ملفاً شاملاً عن أرباح وخسائر الشركة خلال السنوات الخمس الأخيرة،وعن حال الأسهم فى البورصة....
-وما الداعى لمثل هذا الأمر الآن؟
-طبعاً له داعٍ،وقد يجعلكِ أيضاً تعدين الأشخاص الذين زاروا الشركة فى الأشهر الأخيرة،ونوع المشروبات التى تناولوها،لا هذا كتيرٌ علىَّ،لو بقيتُ هنا أكثر سأنفجر..
قال يوسف وهو يلتقط مفتاح سيارته من على المكتب،
سأخرج قليلاً لأتنفس بعض الهواء النقىِّ. خرج من الباب وأغلق الباب بقوة.....
-ماذا سنفعل الآن؟ قالت ليلى بحزنٍ
-لا أدرى،على كلٍ أنصحكِ أن تبدأى عملكِ الذى لن ينتهى قبل أسبوع،يبدو أننا سنعانى الكثير فى الأيام المقبلة........
***********************
فى منزل فريدة ومريم...
تحرك القفل لينفتح الباب ببطءٍ،دخلت فريدة ويعقبها فاتح الذى أنزل الحقيبة على الأرض.
-اذهبى أنتِ أولاً وانظرى إن كانت مريم موجودة.
-مريم،لقد عدتُ،هل أنتِ هنا؟      لا رد ....
يبدو أنها لم تعد بعد،هيا تعال....  قالت فريدة وهى تتحرك للداخل وخلفها فاتح ليدخلا لغرفة المعيشة..
-ما حالةُ المكان هذه؟ أخذت تجمع الوسائد والأغطية المتناثرة ثم وضعتها بترتيبٍ على الأريكة وانتقلت إلى الكتب الموضوعة على الطاولة..
-ماكل هذه الفوضى يا مريم؟ حملت الكتب واعادتها إلى غرفة مريم،ثم خرجت وقالت:سأعد القهوة وبعض الطعام.....  ،أما فاتح فجلس شارداً،العديد من الأحداث تجول بذهنه،ماذا سيفعل؟ أفاق على صوت صراخ...
-ماذا حدث هنا؟
-فريدة،هل أنتِ بخير؟ قال وهو يتجه مسرعاً إلى المطبخ،ليراها تقف بضيقٍ فتابع:ما الأمر؟
-انظر إلى الموقد،حالته مزريةٌ......
-أخفتنى ظننت أن هناك شيئاً مهماً،أعدى القهوة بهدوءٍ أرجوكِ. قال عبارته وهو يغادر المطبخ، أشعلت فربدة الموقد وبدأت بإعداد القهوة ثم مدت يدها إلى هاتفها لتجرى مكالمةً...
...على الطرف الآخر فى محل الكتب...
تجلس مريم ببعض الملل،تعبث فى هاتفها،لتردها مكالمةٌ هاتفية....
-فريدة،كيف حالكِ؟
-بخير،لا شكَ أنكِ فى العمل،متى ستعودين؟
-سأتأخر بعد،انتظرى تقولين متى سأعود؟؟هل أنتِ فى البيت؟
-أجل،وصلنا قبل قليل،كيف كان امتحانكِ؟
-اعتقد أنه كان جيداً،صحيح أعتذر عن الفوضى التى تركتها خرجت مستعجلةً فى الصباح
-وأنا كنت سأسأل عن هذا،ما حالة المطبخ هذه؟والوسائد على الأريكة،لم أفهم هل كان معكِ أحدٌ أمس؟
-سأخبركِ عندما أعود، أغلقى الآن هناك زبونٌ هنا..
اغلقت مريم وهى تنتقل ببصرها إلى الفتاة التى دخلت من الباب.........
............   ............  ................
-يوسف، هل أنتَ بخير؟ التفت إلى مصدر الصوت
-نيريمان،كيف وجدتنى؟
-كنتُ فى طريقى للشركة ولمحتكَ من بعيد،يعنى الأمر مصادفةٌ.  أجابت وهى تستند بجانبه على طرف السيارة، ...كيف كان الاجتماع؟هل أعجبتهم فكرتكَ؟
-أجل،سأحاول أن أنهيها بالشكل الذى رسمته فى مخيلتى.. قال ببعض الجدية ثم عاد إلى صمته.
-ماذا حدث؟لمَ تبدو منزعجاً؟
-لا شىء،خرج لى عملٌ جديدٌ قبل أن أنهى الحالى.
-أنا أثق بك... قالت نيريمان وهى تربت على كتفه بلطفٍ.... أنت تستطيع أن تفعل أى شىءٍ،يكفى أن تضع الأمر برأسك.. 
ابتسم لها يوسف وقال:ليت الأمور تكون سهلةً هكذا كما تقولين....
-ستكون سهلة،أثق بهذا... هيا تعالَ لنشرب العصير معاً، وجدت مكاناً رائعاً،هيا ألحق بى ... سار كلٌ منهما نحو سيارته..
...... إنه القدر،يجعل شخصين يذهبان لنفس المكان، كلٌ منهما بسيارته،ويجعل تلك الطبيبة الصغيرة تسير على قدميها لأنها فوتت موعد الحافلة،حانت منها التفاتةٌ نحو المغرب،تودع ما بقى من خيوط الشمس،لم يبتسم لها الزمن،ولكنها ابتسمت في وجهه؛ علَّ الحياة تصبح جميلةً لها كمشهد الغروب الرائع.......

مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن