بالكاد استطاع طارق الحفاظ على جمود ملامحه وهو يستمع إلى هذا السؤال الذى لم يتوقع أن يسمعه أبداً بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة...، أجل فقد ظن الزمن كفيلاً بطمس هذا السر الأليم، ولكن هذا الشاب قد قام بحفر تربة الماضى مجدداً.
تنهد قليلاً ثم رفع بصره نحو ويوسف وقال: لماذا تبحث وراء هذا الأمر؟ ماذا ستستفيد؟
-أنا لا أبحث إلا وراء إكمال الصورة المفقودة فى عقلى، منذ رأيت الصورة أول مرةٍ شعرت بغرابةٍ بها، ولكننى تجاهلت الأمر، ولكن الآن.... لا أستطيع الهروب هكذا دون أن أفهم....-هل سيكفيك لو قلتُ لكَ أنها قد رحلت عن هذا العالم، كوالدتها تماماً....؟ سكونٌ طويلٌ خيم على المكان عقب هذه الجملة....
.... أىُ ألمٍ هذا؟ دائماً ما كان يرى حزناً خالداً فى عيني هذا الرجل...، والحال أن الأيام لم تسرق منه شريكة حياته فقط،.. بل قطعةً من روحه أيضاً...، على الأغلب أن الندم قد أخذ يتسرب إلى داخله لفتحه جراح الماضى لهذا الرجل....
نهض من مكانه وهو يقول بخفوتٍ: أنا آسف....
ثم استدار ليغادر الغرفة فأوقفه صوت.....-لا تخبر نيريمان، لا أريد أن أكسر فرحتها بهذه الذكرى..
أومأ له بهدوءٍ ثم قال: عمى... لو كان الأمر بيدك هل كنت تركت ابنتكَ الكبرى ترحل هكذا؟
-بالطبع لا....
-إذن أرجوكَ ألا تسلب الحياة من ابنتكَ الصغرى، لا تجبرها على شىءٍ لا تريده... إلى اللقاء...خرج يوسف من الغرفة-بل من المنزل بأكمله- بخطواتٍ ثقيلةٍ بفعل ما تحمله من ألمٍ... هذا الألم الذى يغطى كل جوانب هذا القصر القاسى.....
........................................-...لو أنها بقيت معى أكثر من هذا كنتُ سأجعل من شعرها ممسحةً للغرفة...
-ما الذى يزعجكِ منها إلى هذا الحد؟ إنها فتاةٌ صغيرة تعاملى معها بعقلٍ أكبر قليلاً.... قالت مريم وهى تناول الطبق المبلل لفريدة، لتقوم الثانية بتجفيفه ووضعه فى الرف....
-وأنا قلت هذا فى البداية، ولكن هذه لا يقال عنها صغيرة، قولى أفعى.. حرباء هكذا يعنى....
-يعنى صحيحٌ أنها حاولت استفزازى فى إحدى المرات ولكننى تجاهلتها...
-لحظة لحظة، متى حاولت استفزازكِ ولماذا لا أعلم أنا بهذا الأمر؟؟
-لأنه ليس أمراً مهماً، جاءت إلى المكتبة لرمى الكلام علىَّ ولكننى قمتُ باللازم معها لا تقلقى..-أحسنتِ، هذه هى صديقتى التى أفتخر بها...
-ولكن، هل تعلمين؟ أنا ارى أنها تتظاهر بالقوة أمامنا ولكن كلام يوسف صحيح، هى غير موافقةٍ حقاً...، الألم واضحٌ فى عينيها...
-بصراحةٍ يا صديقتى أنا لم أستطع رؤية هذا الألم جيداً، ربما بسبب الكحل الذى كانت تضعه...-أنا المخطئة لأننى أتناقش معكِ أصلاً... جففت مريم يدها بالمنشفة ثم خرجت من المطبخ، بينما قالت فريدة: ... مريم انتظرى لم تضعى الشاى على النار!!!
*****************************
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...