الفصل التاسع... 4

259 28 5
                                    

..مريم، ما بكِ شاردة منذ الصباح؟هل حدث شىءٌ؟
...قالت سلمى وهى تربت على كتفها بلطفٍ
-..لا لم يحدث شىءٌ، أنا بخيرٍ لا تقلقى.. أجابت صديقتها بهدوءٍ ثم نهضت من الكرسى وأخرجت المئزر الأبيض خاصتها لترتديه...

نظرت إليها سلمى بعدم اقتناعٍ ثم قالت: حتى أنكِ كنت هكذا فى المحاضرة، وأصبحتِ كئيبة هذه الأيام..

..زفرت مريم بمللٍ من هذا الحديث لتتابع سلمى:...
..بالنسبة لي هناك سببٌ واحدٌ للاكتئاب والشرود طوال الوقت، وأنتِ تعلمين ما أعنى جيداً، إن كان هناك أحدٌ فى حياتكِ ولا تريدين القول فلا مشكلة لدىَّ، ولكن يا صديقتى لا أستطيع أن أراكِ بهذه الحال ولا أسأل عن السبب...

-لا تشغلى بالكِ فأنا حقاً بخيرٍ، فقط صرت أستصعب الموازنة بين العمل والدراسة، هيا تعالى كى لا نتأخر
..سحبت صديقتها من يدها ثم توجهتا سوياً إلى حيث يوجد الطبيب المشرف عليهم...
..........................   ..............

..... أخذ مراد يتصفح أحد الملفات بسرعة، يجد صعوبةً فى التركيز، زفر وهو يمسك رأسه بتعبٍ..

-صحيح، لم أشرب شيئا اليوم...، وصرخت على فريدة بدون سبب أيضا...
ابتسم بخفوتٍ ثم نهض من مكانه، عازماً على مصالحتها، المسكينة لم تفعل شيئا...، أمسك مقبض الباب وقبل أن يحركه سمع صوت رنين هاتفه...، عاد مجدداً للداخل وألقى نظرة عليه...

-.. من هذا؟   سأل نفسه بدهشةٍ قبل أن يجيب...
-... مراد.   صوتٌ مألوفٌ آخر جاء هامسًا باسمه..

-... أنت ما كان ينقصنى فعلاً، لماذا أندهش؟كان يجب أن أتوقع هذا...، أخبرينى هل اتفقتم على إصابتى بالجنون اليوم؟

-مراد أيمكنُ أن تسمعني؟

-لا أريد أن أسمع شيئاً، وخاصة منكِ،.. لقد اكتفيت....

أغلق الخط بعصبية، أخذ يتنفس تباعاً يحاول الحفاظ على هدوئه، ولكنه فشل فى هذا، بصعوبة جلس على كرسيه، وفتح الحاسب المحمول خاصته...، تلك هى طريقته فى التخلص من أى شىءٍ –محاولة تناسي همومه بالعمل-، بأصابعه المرتعشة بدأ يعمل على أحد الملفات.....

..... أما فى الخارج حيث كانت فريدة تتحدث فى هاتفها ......

-...... أخبرنى هل ما زلت تستمع إلى الأغنية؟  قالت وهى تضحك وتعبث بخصلات شعرها القصيرة
-..أنا المخطأ لأننى أخبرتكِ أصلاً، تسخرين منى؟
-لا لا... أجابت بضحك... الأمر غريبٌ ومثيرٌ،يشبه الحكايات، قصة حبٍ تحت النجوم..، ما رأيك فى الاسم؟
-.. ما زلتِ تسخرين، لن أرد عليكِ، صحيح كدت أنسى لماذا اتصلتُ بكِ، تحدثتُ مع والدكِ...
-... وماذا؟  .. سألت ببعض الاهتمام..
-كان يتحدث بغرابةٍ، يقول لى لن أتدخل فى قراركما وأنتما أدرى بما تريدان، بصراحةٍ لم أقتنع...
-أبى؟ لن يتدخل؟؟ غريب، اسمع تعالَ إلىَّ مساءً لتشرح لى بالتفصيل...
-أخشى أن تنزعج مريم من كثرة قدومى...

مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن