خرجت من قاعة المحاضرات وهى ترفع دفترها فوق رأسها لتحتمى من أشعة الشمس القوية فى هذا الصباح، ملامح الإرهاق باديةٌ على وجهها بوضوح، على ما يبدو أنها لم تنم كثيراً-أو لم تنم من الأساس-، تابعت طريقها نحو مقهى الجامعة،... قليلٌ من الوقت مضى حتى خرجت وهى تحمل فنجاناً من القهوة، جلست أسفل إحدى أشجار الحرم الجامعى وأسندت أشياءها بجانبها...، أخرجت الهاتف وأخذت تعبث به بعشوائيةٍ، أراحت ظهرها للخلف وهى تقول لنفسها: ترى كيف حاله؟ هل أتصل به؟؟
تنفست بعمقٍ ثم ضغطت على زر الاتصال.
- مريم، كيف حالكِ؟
-بخيرٍ، فريدة هل أستطيع أن أطلب منكِ شيئاً؟
-بالطبع، قولى..
-كيف حال يوسف؟ هل رأيتِه اليوم؟
-لا لم أره، ولكننى كنت ذاهبةً إليه بعد قليلٍ.
-تمام أخبرينى عن حالته بعد أن تخرجى.-حسناً، إلى اللقاء يا مريم... أغلقت الهاتف وهى تتنهد بمللٍ، ثم بدأت تتحدث مع نفسها بصوتٍ مرتفعٍ نسبياً: فريدة هل يمكنكِ أن تتصلى بها من أجلى؟ فريدة اطمئنى عليه من أجلى.... ما هذا؟ حرفياً أشعر أننى فى حضانةٍ...، ألا تملكان هواتف لتتصلا ببعضكما؟
-...هل بدأتِ بالكلام مع نفسكِ ثانيةً؟
التفتت نحو مصدر الصوت، مراد... الذى خرج من مكتبه وسار نحوها بابتسامةٍ واستند على طرف المكتب أمامها...
-ماذا حدث؟ من أغضبكِ هذه المرةَ؟
-الطفلان المدللان الذين أتعامل معهما، يتشاجران ثم يقلقان على بعضهما ويلجأن لفريدة، مللت..-ولكن الأمر تعقد بشكلٍ كبيرٍ هذه المرة....، يوسف يرفض إخبارى بما حدث بوضوحٍ، ولكن يبدو أن حضرة الطبيبة قد زادت العيار قليلاً هذه المرة.
-على كلٍ، سأذهب لرؤيته قبل أن تأتى نيريمان، هل أحضر لكَ شيئاً؟...
-لا يا عزيزتى، أنتِ اذهبى لرؤية يوسف وأنا سأحضر القهوة لكلينا، نيريمان أخبرتنى أنها ستتأخر قليلاً
...قال بهدوءٍ وهو يمد يده ليمسك خصلةً من شعرها تحررت من عقدته، ويعيدها خلف أذنها...-تمام، شكراً لكَ يا مراد... ابتسمت له بخفوتٍ ثم نهضت من مكانها وغادرت وهو يتبعها بعينيه...، لقد صار يتأثر بها بشدةٍ، وجودها فى المكان يبعث البهجة، فريدة....، هى مميزةٌ وفريدةٌ كاسمها........
...............................................شعر بكفٍ صغيرةٍ تتحرك على كتفه، بصعوبةٍ رفع رأسه ليلتفت إلي صاحبة تلك اليد، والتى كانت تقف بجواره بقلقٍ....
-هل أنتَ بخيرٍ يا يوسف؟؟
-أجل... أجابها باختصارٍ ثم عدَّل من وضعيته وأخذ يحرك كفيه على وجهه محاولاً الاستفاقة...
-من المفترض أن تكون سعيداً، يعنى كل شيءٍ انتهى، هل حدث أمرٌ آخر أزعجكَ؟ يمكنك أن تخبرنى.-لم يحدث شىءٌ حقاً يا ليلى..، لا تقلقى، صحيح هل انتهيتِ من مراجعة الميزانية النهائية للمشروع؟
-أجل، وسأعرضها على المدير المالى للشركة، لا تقلق بشأن هذا الأمر...، هل أحضر لكَ شيئاً؟ قهوة أو ما شابه
-أجل، ولكن أريد مشروب شوكولا ساخنة، وأريد من تلك الكعكة المحشوة بالشكولاتة، وبسكوتاً بالشكولاتة أيضاً، ولا تنسى أن تحضرى لى علبةً من الشكولاتة.
-تمام، هل تريد شيئاً آخر؟
-لا، لست جائعاً كثيراً، أنتِ أحضرى هذا فقط وسنرى فيما بعد.
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...