فتح مراد باب الغرفة بعد أن سمع إذناً بالدخول، ليجد صديقه قد انتهى تقريباً من تبديل ملابسه؛ فقط ما بقى له هو إغلاق أزرار قميصه، دخل مراد وأراح جسده على الكرسى وراح يحدق فى الفراغ بصمتٍ..
-رأيتكَ تتحدث مع مريم فى الحديقة، ما الأمر؟...
-لا شىء مهم..، الفتاة متعبةٌ وكنت أقول لها أن ترتاح قليلاً، لم تنم جيداً بالأمس...، على كلٍ إذا انتهيتَ هيا بنا لنكمل إجراءات الخروج...
...صوت طرقاتٍ خفيفةٍ على الباب، أذن يوسف للطارق والذى كان يعلم هويته جيداً-مريم-، دخلت وهى تضع يدها على رأسها بتعبٍ، مدت يدها والتقطت الساعة الموضوعة على الطاولة الصغيرة ثم اقتربت منه وقالت بابتسامةٍ: دعنى أساعدكَ... ابتسم لها هو الآخر ومد يده اليسرى، ما إن انتهت من وضع الساعة حتى بدأت بإغلاق أزرار الأكمام، سرعان ما أنهت مهمتها ثم أمسكت سترته الخريفية الموجودة على الفراش وأعطتها له....
أخذها من يدها ثم اقترب منها ووضع السترة على كتفيها قائلاً: الجو باردٌ فى الخارج ارتديها أنتِ، سترتكِ تلطخت بالدم...، هل أكلتِ شيئا؟...
-لستُ جائعةً... أجابته برفقٍ وهى تدخل ذراعيها فى سترته، من الجيد أنه أعطاها لها فالجو باردٌ بحقٍ..
-توقعت هذا، لم يكن هناك داعٍ لأتعب نفسى بسؤالكِ عن رأيكِ فهو لا يهمنى أبداً، على كلٍ هيا بنا...
..أومأت له بشرودٍ ثم انحنت قليلاً لتحمل الحقيبة التى تحوى أغراض يوسف؛ إلا أن مراد كان قد سبقها قائلاً: لا تتعبى نفسكِ، هيا اذهبا وأنا سألحق بكما بسرعةٍ.......تابع يوسف طريقه نحو المقهى برفقة مريم التى كانت متأخرةً عنه قليلاً نظراً لحالة الإرهاق التى كانت تعانى منها، وقفت بجواره تراقبه وهو ينتقى أنواعاً مختلفةً من الحلوى، سيحاول جعلها تأكل بالإكراه على ما يبدو...، تعلم أن اهتمامه بأمرها هو بدافع الصداقة ليس إلا... ولا تمنى نفسها بأكثر من هذا؛ ولكن نظراته دائماً تمنحها إحساساً دافئاً أنه ربما... فى يومٍ ما... قد يُكِن لها شعوراً أكثر من هذا، هذا الدفء هو ما دفعها إلى الإفضاء بحقيقة مشاعرها أمام مراد..، أفاقت من شرودها عندما شعرت بكفٍ تحرك كتفها، التفتت ببصرها نحو يوسف الذى قال: هل أنتِ مريضةٌ؟ هل تشعرين بأى تعبٍ؟...
-لا تقلق أنا بخيرٍ... فى الحقيقة هى ليست بخيرٍ أو ما شابه، حتى أنها أصبحت لا ترى بوضوحٍ، اهتز جسدها قليلاً فما كان منها إلا أن امسكت بذراع يوسف محاولةً تثبيت نفسها...
-مريم... خرج صوته القَلِق وهو يحيطها بذراعه الآخر؛ فيما كانت هى تحاول جاهدةً مغالبة رغبتها الشديدة فى إغلاق عينيها...؛ محاولاتٌ باءت بالفشل عندما شعرت بأن عقلها قد بدأ يتوقف عن العمل؛ ليبدأ بعدها جسدها الضئيل بالارتخاء وتصطدم به...
...لحسن الحظ أنه كان يحيطها بذراعه فحال بهذا بينها وبين الاصطدام بالأرض، حرك يده على وجهها المرتخى فى أحضانه وهو يهتف باسمها:... مريم...مريم ، اقترب منه أحد المارة وناوله زجاجةً من الماء البارد، بدأ ينثر قطرات الماء على بشرتها الشاحبة؛ سرعان ما استجابت له فقد بدأت ترمش بعينيها قليلاً
-ها هى تستفيق... حمداً لله على سلامتها يا بنى..
-شكراً لكَ يا عم... أجابه يوسف بودٍ وهو يعيد إليه زجاجة الماء، ثم انحنى قليلاً ليتمكن-وبسهولةٍ- من حملها بين ذراعيه نظراً لخفة وزنها....
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...