الفصل الثانى عشر ... 1

222 27 7
                                    

لحظاتٌ من السكون، كالوقت المستقطع فى إحدى المباريات الرياضية، إنها هى، أجل هى.... الملاك ذات الثوب الأبيض، ظل يتأمل قسمات وجهها الجميل المغطى ببعض قطرات العرق، إلى أن أفاق من شروده على صوت مريم....

-فاتح ما بكَ؟ هيا بنا....
-تمام...  أخذ نفساً عميقاً وبهدوءٍ انحنى قليلاً ليضع يده أسفل ركبتيها ويحملها وهو يتبع مريم نحو الخارج
-لنوقف سيارة أجرةٍ أولاً...  قالت مريم ببعض التوتر..

-يا آنسة انتظرى....  صوتٌ ذكورىٌ جاء من خلفهما، التفتت مريم نحوه ولم يكن سوى ذلك الموظف الشاب الذى يعمل فى المكان، مد يده بمفتاحٍ وهاتفٍ محمول ثم تابع: هذه الاشياء للآنسة الصغيرة..، وسيارتها فى الموقف...

-تمام، شكراً جزيلاً لكَ... التقطت مريم منه الأشياء وهى تقول: هل يمكنكَ أن تساعدنا فى إحضار السيارة؟...
-بالطبع.. تفضلا من هنا... أشار لهما ليتبعاه، مريم التى تشعر بالقلق على حالتها، وفاتح ما بين قلقه ودهشته من حقيقتها، وصلوا جميعاً إلى حيث توجد سيارتها، استأذن ذلك الشاب وغادر ليقوم فاتح بعد هذا بإدخال نيريمان فى المقعد الخلفى، ثم التفت إلى مريم وقال: هيا اركبى بجانبها وافحصى حالتها، وأنا سأقود... ، فعلت كما قال لها واتخذ فاتح مقعد السائق..، ثم أدار عجلة القيادة مبتعداٌ عن هذا المكان....

......................................................................

...فتح باب غرفته المظلمة وأشعل الضوء، أخذ يتنهد بشرودٍ وهو يلقى بجسده على الفراش بإهمالٍ، أخذ يمسح وجهه بكفيه بإرهاقٍ ثم أبعدهما.... وثبت بصره على كف يده اليمنى، ابتسم بسخافةٍ عندما تذكر أنه ما هى إلا ساعاتٌ قليلةٌ حتى يتزين بنصر هذه الكف بتلك الحلقة الفضية... زفر من جديدٍ ثم مد يده ليلتقط هاتفه..، والذى كان على وضع –صامت-... ثم أعاد الاتصال بنيريمان، وضع الهاتف على أذنه ينتظر رداً.

.....فى ذات الوقت كانت فريدة تتحرك ذهاباً وإياباً فى غرفة المعيشة، زفرت بتوترٍ وهى تبعد الهاتف عن أذنها عندما لم تجد رداً على مكالماتها مرةً اخرى، أين بقى هذان الاثنان؟؟....

قاطع أفكارها وشرودها صوت حركة قفل الباب، ركضت نحو المدخل لتتفاجأ بمريم وفاتح-الذى يحمل نيريمان بين ذراعيه-، سار نحو الداخل ثم أراح جسدها برفقٍ على الأريكة

-ما بها؟؟ قالت فريدة ببعض القلق...
-تسممٌ كحولىٌ بسيط، ولكن لا داعى للقلق، يبدو أنها غير معتادةٍ على الشرب مثلى...  قالت مريم بهدوءٍ وهى تمسك رسغ يدها لتفحص نبضها، تنفست ببعض الراحة عندما لاحظت أن نبضها قد بدأ يعود إلى حالته الطبيعية.

-فريدة اذهبى أنتِ وأحضرى بعض الأغطية من غرفتى.

أومأت فريدة بهدوء ثم سارت لتفعل ما قالته لها، تابعت مريم تفقد درجة حرارتها حتى سمعت صوت رنين هاتفٍ صادرٍ من جيب سترتها، أخرجت الهاتف وألقت نظرةً سريعةً عليه، لتتغير ملامحها فور مشاهدتها للاسم المدون على الشاشة، أغلقت الخط بضيقٍ وهى تقول: الآن تذكرت...؟ يتركها وحدها فى هذه الحالة ثم يقول لى بكل سخافةٍ أنتِ تصدقيننى

مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن