وقف أمام المرآة يرش عطره الفاخر،. ملامحه توحى بالشرود والحيرة- لم تفارقه هذه الحال منذ ذلك اللقاء القصير،قد يرى البعض الأمر بسيطاً ولكنه يشعر بالفرق الذى حاول جاهداً تجاهله،-بشأن معاملتها الباردة له فى الآونة الأخيرة..-
....قبل يومين..
"أوقف سيارته فى أحد الشوارع الجانبية ثم هبط منها وسار نحو ذلك المحل-الذى لم يزره منذ عدة أيامٍ-، فتح الباب ودخل وهو ينتظر أن يرى ملامحها عندما تراه، هل ستطرده كما كانت تفعل سابقاً؟؟..
-يوسف...، تفضل هل تريد شيئاً؟
...تفضل؟؟؟... ما الذى يحدث هنا؟.. قال لنفسه..
-كنت ماراً بالقرب من هنا فقلت أن ألقى عليكِ التحية..
-خيراً فعلت.. أنا بخيرٍ .. قالت بابتسامةٍ
-.. ألم تنتهى من عملكِ حتى الآن؟ كنت سأقول لو نخرج ونأكل بعض الحلوى، هناك مقهىً جديدٌ وجدته يقدم حلوى بالشكولاتة رائعة..-يؤسفنى أن أخبركَ أننى لا أحب الشوكولاتة..
-ماذا؟؟ كيف يعنى؟... ولكن.. من سيأكل هذه الشكولاتة التى أحضرتها لكِ؟؟ سأل ببعض خيبة الأمل وهو يخرجها من جيبه...-..أنا آسفة ولكننى حقاً لا أحبها، على كلٍ أشكركَ على الدعوة...
-...لقد أصبتنى بالإحباط حقاً... قال وهو يجلس على الكرسى ويفتح الغلاف المحيط بقطعة الشكولاتة ثم شرع فى تناولها بضيقٍ.....أما هى فأخذت تتابع ترتيب الرفوف..
-هل أساعدكِ فى شىءٍ؟...
-لا شكراً، أستطيع حل الأمر بنفسى...."..عودة للوقت الحالى..
..هبط الدرج وهو يزفر بضيقٍ ..
-...يوسف، صباح الخير يا بنى
-صباح الخير يا عزيزتى توركان، كيف حالكِ اليوم؟
-بخيرٍ، ولكن لا تعجبنى حالتك هذه الأيام...
-لا تقلقى علىَّ، أظن أن أبى كان محقاً فأنا لست معتاداً على العمل...، تذكرتُ، كنت أريد أن أسألكِ شيئاً..، أنتِ تذكرين ولادة نيريمان أليس كذلك؟
-أجل، لماذا تسأل؟؟-.. نيريمان ليس لديها أى ذكرياتٍ عن والدتها، ففكرت ربما كان هناك شىءٌ لدينا هنا، يعنى بحكم الصداقة القديمة بين العائلتين..
-لا أدرى بصراحةٍ،ولكن لماذا تسأل؟
-أريد أن أفعل شيئاً من أجلها وليس لدى أدنى فكرة
-أنا أذكرالسيدة ألينا جيداً، كانت كالملاك فى أخلاقها وجمالها، ولكن يفضل أن تسأل والدتكَ لا شكَ أنها تذكر بشكلٍ أفضل منى..
-لا بأس لا تهتمى، أراكِ مساءً يا عزيزتى..
اقترب منها مقبلاً جبينها بخفةٍ ثم انطلق مغادراً المنزل
.........................................-صباح الخير مراد بيه... قالت فريدة بابتسامةٍ وهى تدخل المكتب حاملةً فنجاناً من القهوة وقطعاً من البسكوت ثم وضعتها أمامه...
-صباح الخير يا فريدة، لماذا أتعبتِ نفسكِ؟
-أى تعبٍ؟ لا تهتم بهذا..، هل تريد أن أخبركَ بجدول أعمال اليوم....؟
- تبدين نشيطةً أكثر من المعتاد، حتى أنكِ وصلتِ باكراً
-أنا أصلاً آتى باكراً دائماً وحتى عندما أتأخر تكون أربعة دقائق فقط ولكن مديرى يغضب بسرعةٍ كما تعلم...
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...