ظل يحدق بها لبعض الوقت، غالباً كان يحاول التأكد أن ما يراه حقيقةٌ، فهو لم يضع أى احتمالٍ ولو ضئيلٍ أنها قد تتنازل قليلاً وتحاول التحدث معه،... وعلى ما يبدو أنها قد توترت مجدداً من نظراته المعلقة بها، فقد شخصت بصرها أرضاً، لم يشا أن يزيد من ارتباكها لذا قرر أن يبدأ الحديث...
-حضرة الطبيبة، كيف حالكِ؟..
-مريم يا يوسف، "مريم"... هذا هو اسمى كما تعلم... قالت ببعض الحزن...كان يجاهد كثيراً ليتمكن من تجاهل نظراتها الحزينة، أبعد ناظريه عنها ثم تابع كلامه ببرودٍ بدا غريباً-ومستفزاً- بالنسبة لها: ما أدرانى؟ ربما تكونين من الأشخاص الذين لا يحبون أن يدعوهم غير المقربين منهم دون ألقاب... خاصةً لو كان شخصاً أنانياً لا يفكر إلا فى نفسه.
ها هو يردد على مسامعها تلك الجملة السيئة التى ألقتها فى وجهه بغضبٍ، هو محقٌ هذه المرة فى ضيقه، تابعت النظر إليه بنفس النظرات الحزينة، بصمتٍ... ودون أى كلامٍ أو نقاشٍ..، كان الموقف غريباً ومربكاً-حتى بالنسبة له-، شعورٌ غريبٌ ودافئٌ يزداد نمواً فى أعماقه.
...أسندت الأزهار على طاولة ليلى ثم جلست على حافتها وقالت بهدوءٍ: أنا... فى هذه الدنيا... كانت فريدة هى الوحيدة المقربة منى.. التى تعلم بشأن طفولتى، وما أريد فعله فى مستقبلى...، كانت هى الوحيدة التى وقفت بجانبى فى هذه الحياة،... ولكن فجأةً ودون أن أدرى اقتحم أحدٌ آخر حياتى المبعثرة...، صحيحٌ أنه بعثرها أكثر.. –ابتسم كلاهما إثر هذه الجملة فقد تبين يوسف أنها تتحدث عنه-، ... ولكن لأقول الصدق، فقد أعجبتنى هذه البعثرة الجميلة...، صحيحٌ أننا نتشاجر باستمرارٍ، وهذا يحدث غالباً بسببه طبعاً وليس بسببى فأنا فتاةٌ كالملاك كما تعلم.
أومأ لها بابتسامةٍ بدت لها جميلةً إلى درجةٍ لم تلاحظها من قبل... ، يبدو أنها افتقدت ابتسامته فى هذين اليومين...، عادت ببصرها نحو النافذة ثم تابعت:... أصبح قريباً منى بشكلٍ مختلفٍ، ولكننى أحزنته..
سار نحوها ثم جلس بجانبها على حافة المكتب، أما هى فقالت له: فى رأيكَ لو اعتذرت له هل يسامحنى؟
-ما دمتِ تعدينه مقرباً منكِ لا شكَ أنه هو أيضاً يفكر مثلكِ ...التفتت له وهى تبتسم مجدداً وتقول: أنا آسفة... أنا حقاً آسفة... لقد أخطأتُ فى حقكَ، قلتُ كلاماً قاسياً، وغيرَ صحيحٍ أيضاً، أنتَ تفكر فيمن حولكَ وتتأثر بهم، ولا تتخلى عن أى أحدٍ بجانبكَ...
-لو سمع أبى كلامكِ لفقد الوعى من الصدمة، يعنى أنا أعلم أن كل هذه الصفات الجميلة بى ولكننى لا أحب التحدث عن مميزاتى كثيراً لأننى متواضعٌ...
أومأت له دون كلامٍ ثم رفعت يدها تجفف بعض قطرات الدموع التى أخذت تتساقط رغماً عنها...-ماذا حدث؟ لماذا تبكين؟ تحرك من مكانه قليلاً ليقف فى مقابلتها... أبعد كفيها عن وجهها وقال: لماذا تبكين الآن؟ لقد انتهى الأمر...، أنا لستُ منزعجاً صدقينى...، حتى أننى لم أغضب منذ البداية، كنتُ أحاول العبث معكِ قليلاً ليس إلا....
-لا تجيد الكذب، واضحٌ أنكَ غاضبٌ منى، وأنتَ محقٌ على كل حالٍ....
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...