-..ادخل قالت نيريمان بصوت مرتفع لينفتح الباب بعدها....
-..كيف حالكِ يا عزيزتى؟... قال طارق لابنته الجالسة تمشط شعرها أمام المرآة
-أبى، لماذا لم تخبرنى؟ كنتُ جئتُ أنا إليكَ...
-أردتُ أن أحدثكِ فى موضوعٍ مهمٍ... سحب كرسياً وجلس ناظراً إليها بهدوءٍ...
-تفضل.... قالت ببعض القلق- ربما لأنها تتوقع ما سيقوله--لم نتحدث فى أمر موعد الخطوبة...، ما رأيك فى عطلة الإسبوع القادم؟
-بهذه السرعة؟؟ وما رأى يوسف فى هذا الأمر؟
-لا أعتقد ان صالح أخبره حتى الآن، اسمعى يا عزيزتى، لقد تركنا لكما الأمر طويلاً ولكنكما تماطلان وتتهربان كالصغار، فلم يكن هناك مفرٌ من أن نختار الموعد بأنفسنا...-ألا يبدو من كوننا نتهرب أننا غير موافقين مثلاً؟؟
- ما الذى لا توافقين عليه فى شابٍ تعرفينه منذ طفولتكِ وتعلمين أنه لن يؤذيكِ ولن يفرط فيكِ أبداً؟-أنت من تقول هذا الكلام يا أبى؟؟ أنا كنت أطير من الفرح كلما سمعت حكايات أصدقائكَ عن عشقكَ الكبير لأمى، الحب الذى ما زلت أراه فى عينيكَ كلما رأيتَ صورتها، أو كلما ذكرها أحدٌ أمامكَ، أتراها أمنيةً كثيرةً على أن أعيش حكايةً كهذه؟؟
...لا ينكر أن كلامها لامس مشاعره الدفينة بداخله؛ مشاعره تجاه أميرته النائمة فى سباتها الطويل، أخذ نفساً عميقاً حاول من خلاله أن يتناسى ألمه ثم قال لها: أنتِ الشىء الوحيد الذى بقى لى فى هذه الحياة، وأنا لست مستعداً لترك الأمر للحظ، لذا انا أفعل ما أراه مناسباً كونى والدكِ.. سأبدل ملابسى ثم أنتظركِ على العشاء، لا تتأخرى.
نهض من مكانه وغادر الغرفة، لتتنهد هى بحزنٍ، نهضت من مكانها ثم فتحت باب الشرفة، وقفت أمام السور وهى تقول: لا أريد، لا أريد لماذا لا تفهمون...؟؟...
....أحاطت جسدها الصغير بذراعيها محاولةً حمايته من هذه الليلة الباردة،رفعت عينيها نحو السماء، يحيط بها الظلام عدا تلك المصابيح التى تنير السماء..، همست بأحرف قليلة.....
"....لو أغلقنا أعيننا سوياً..... تحت النجوم..."
.......................................................جلست على الأريكة بعد أن وضعت ثلاثة فناجين من القهوة على الطاولة الصغيرة، ثم أمسكت الهاتف تتفحص الرسائل الواردة،... كان يراقبها ببعض الحزن، لا أنا لا أتوهم...، ليست مريم التى أعرفها...
لم تعد طبيعية...، اعتدل قليلاً ثم مد يده ليتناول فنجانه، فى تلك اللحظة خطرت على باله فكرةٌ لطيفةٌ...بدلاً من أن يأخذ خاصته؛ أخذ ذلك الذى وضعته أمامها...، نظرت إليه بدهشة ليبتسم لها ثم قرَّبه من فمه ليرتشف القليل...
-... انتظر، ... لا... قالت فريدة محاولةً تحذيره-على ما يبدو أنها تأخرت بعض الشيء-، فقدلاحظت تغير ملامح وجهه....
-هذا سىءٌ جداً،.. كيف تشربينه هل أنتِ معتوهةٌ؟
-حاولت تحذيركَ، تشربها بدون سكرٍ...
- كنت أظن أن ذوقكِ سىءٌ، ولكننى اكتشفت أنكِ منعدمة الذوق أساساً يا عزيزتى..
ابتسمت له ثم قالت: تستحق هذا.. سأحضر لكَ بعض الماء انتظر... نهضت من مكانها ذاهبةً إلى المطبخ
ابتسم قليلاً قبل أن يشعر باهتزاز هاتفه...
أخرجه من جيبه ثم قام بتشغيله...، رسالةٌ من نيريمان
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...