صوت الموسيقى الهادئة فى القاعة،أضواءٌ تشتعل وتخفت بانتظام....،عقب جملتها الأخيرة؛ أصبح الصمت سيد الموقف، صمتٌ حمل فى ثناياه كثيراً من الأسئلة-والتى على ما يبدو ستظل من غير جوابٍ- ..
أخذ يتطلع إلى هاتين الماثلتين أمامه،تحدقان ببعضهما
إحداهما تنظر بثباتٍ،والأخرى نظراتٍ مبهمةٍ -استصعب تفسيرها-،ما لبثت أن تحولت هذه النظرات إلى ابتسامةٍ خافتةٍ قالت بعدها:تشرفتُ بمعرفتكِ،مباركٌ لكما...-لم تشربن شيئاً يا فتيات،ماذا أحضر لكن؟.. قال مراد وهو يحاول إزالة التوتر
-أى شىءٍ على ذوقكَ سيكون جميلاً... أجابت نيريمان بلطفٍ ليبتسم لها ثم يلتفت إلى البقية...-شكراً لكَ مراد بيه،لا أريد،أنا سأذهب لألقى التحية على أصدقائى،أتمنى لكم وقتاً لطيفاً....
أمسكت هاتفها الذى كان على الطاولة ثم سارت مبتعدةً عنهم-يتبعها هو بعينيه-،نظراته تحمل تلك الجملة التى يتردد صداها فى أعماقه،ويعجز عن البوح بها "لا تذهبى..".
-انتظرينى لحظةً يا مريم... قالت فريدة ثم أمسكت حقيبتها وهمت بالمغادرة خلفها،إلى أن استوقفتها يد..
-فريدة هلا تأتين قليلاً؟
أومأت له مع نظرةٍ غريبة،أما هو فالتفت إلى يوسف قائلاً:سأعود فيما بعد..
...............................-انظروا من جاء.. قالت الفتاة الشقراء-سلمى- للمجموعة عندما لاحظت تلك القادمة نحوهم...
-ماذا؟ألم تقولى أنكِ لن تأتى؟
-فريدة أرادت القدوم فجئت معها،كيف حالكم؟
-بخيرٍ.. أجاب كريم،وهو ينظر إليها بإعجابٍ واضحٍ،لم أكن أعلم أن ثياب المشفى تخفى خلفها كل هذا الجمال-شكراً لكَ.. شكرته دون أن تنظر إليه...
-أنتِ لا تبدين بخيرٍ كثيراً،ماذا حدث؟..
-لا شئ،الجو حارٌ فى هذه القاعة،أشعر بالاختناق...كانت تنظر حولها وهى تحرك يدها محاولةً الحصول على بعض الهواء،وقعت عيناها على كأسٍ على الطاولة
-سأشرب هذا.. أمسكته وقربته من فمها...-مريم..،انتظرى.. قالت سلمى محاولةً تحذيرها...
..ارتشفت منه القليل لتتغير ملامحها وتبدأ بالسعال..
-لماذا شربتِ هذا؟إنه يحتوى على الكحول..
قال كريم وهو يأخذ منها الكأس ويناولها ماءً بدلاً عنه..
-كيف تشربون هذا الشىء؟ قالت بصوتٍ متقطع بين سعالها..-مريم هل أنتِ بخيرٍ حقاً؟ماذا يحدث لكِ؟
-لقد تعبتُ،سأذهب لأرى فريدة،أراكم فى الغد يا شباب. ابتعدت عنهم،قبل أن تسمع جواباً..
-ماذا كان هذا؟جاءت واختفت فى لحظةٍ..قالت سلمى بدهشة...-سألحق بها،لا تبدو بحالٍ جيدةٍ... قال كريم ببعض القلق...
-تمام،هيا لنذهب......
........................-..بما أننى رأيتكِ هنا،هناك بعض الحسابات تحتاج إلى المراجعة،سأرسلها إليكِ وتنظرين إليها فى البيت..
قال مراد لفريدة-فى أحد جوانب القاعة-
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...