. أوقف سيارته أمام المعهد الموسيقى الذى تدرس به، خلع نظارته الشمسية ثم سار نحو البوابة،.. لم يكن فى حاجةٍ إلى إذنٍ فرجال الأمن يعرفونه على كل حالٍ
.... كان منتبهاً للنظرات المحيطة من بعض الفتيات والشبان، تظاهر بعدم الاهتمام ثم تابع طريقه نحو المقهى الذى اعتاد لقاءها فيه، ليراها جالسةً على الكرسى مسندةً رأسها على راحة إحدى يديها بمللٍ..
-كيف حالكِ..؟ قال وهو يسحب الكرسى المقابل لها..
-أنتَ كيف حالكَ؟ لأننى غالباً بنفس الحال...، حاولت إقناع أبى بالأمس دون جدوى..، ماذا فعلتَ أنتَ؟
-لم أتحدث مع أبى حتى الآن، حتى أننى لم اره فقد كنت بالأمس عند مراد...، يعنى لم أفكر بعد-طالما أنكَ لم تفكر لماذا طلبتَ مقابلتى؟؟
-هل تحملين الصورة التى أريتنى إياها من قبل معكِ؟
-أجل، لماذا تسأل؟
-هل يمكن أن أراها ؟؟
-تفضل.. أخرجت الصورة من الحقيبة ووضعتها أمامه على الطاولة....، أمسكها وأخذ يتفحصها بعنايةٍ تحت أنظار نيريمان المستفهمة...
-هل ستشرح لى الأمر أم ماذا؟
-هل يمكننى أن أستعيرها منكِ لوقتٍ قصيرٍ؟
-لماذا؟ ماذا ستفعل بها؟
-هذا سرٌ، أحتاجها فى شىءٍ..
-تمام يمكنكَ أخذها...
-شكراً لكِ يا عزيزتى.. نهض من مكانه وهو يستعد للمغادرة ليوقفه صوتها: هل تنوى أن تتصرف بسرعةٍ أم ستتركنى وحدى مثل كل مرةٍ؟-ألم أقل لكِ أن لدىَّ عملٌ سأنهيه ثم أرى ماذا سأفعل..
-هل سينتهى هذا العمل قبل أن أجد خاتم الخطبة فى إصبع يدى؟؟
-إلامَ تحاولين الوصول؟؟ سأل بنبرةٍ باردةٍ-أحاول أن أقول أننى سئمتُ هذا الوضع، أنتَ لا تتحرك ولا تحاول مساعدتى، طبعاً فأنت لست متضرراً فى شىءٍ، تفعل ما يحلو لكَ، تتسكع مع من تشاء دون النظر إلى الوضع الذى أقع أنا فيه...
ثم نهضت من مكانها ووقفت أمامه مباشرةً، نظرت بزرقاويها بقوةٍ إلى عينيه-التى بدت خضراء بشكلٍ أوضح إثر انعكاس أضواء النهار حوله..- وقالت ببعض الانفعال: هل تدرى كم مرةً اضطررت للتعامل مع مجموعة الذكريات خاصتكَ؟ هل تدرى نوع الكلام الذى أسمعه منهن؟ وكأن كل هذا لا يكفى فقررت تحويل نشاطكَ إلى القطاع الطبى.
-..توقفى هنا..، لا أنصحكِ بمتابعةِ هذه الجملة لأنكِ ستندمين عليها فى وقتٍ لاحقٍ..، هذا أولاً..
..ثانياً أنا كنتُ صريحاً معكِ وأخبرتكِ الحكاية كاملةً..
..وأما ثالثاً.. إياكِ أن تضعى مريم مجدداً فى جملةٍ واحدةٍ مع أولئكَ،.. لأنها غير قابلةٍ للمقارنة معهن أصلاً... قال جملته الأخيرة ثم انسحب من أمامها سريعاً كرياح أيلول القوية التى تقضى على كل ما يقف فى طريقها...
.................................طرقت الباب برفقٍ ثم دخلت وقالت بابتسامتها التى صارت جزءً من يومه: مراد بيه، حانت ساعة الاستراحة، ساخرج قليلاُ هل تحتاجنى فى شىءٍ؟
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...