...ماذا؟ كانَ هذا صوت كلٍ من... مراد ونيريمانِ... الجالسينِ على المقعدينِ المقابلينِ للمكتبِ مباشرةً
تنهد يوسف بمللٍ قبل أن يجيبَ: وأنا فعلتُ مثلكما أيضاً...
...بصراحةٍ لم أتوقع أن يقولَ أبى شيئاً كهذا لى فى حياتى...
-تعنى أنكَ ستتزوجُ قبلنا... قالت نيريمان بابتسامةٍ عابثةٍ...
-لا لا يوجد شىءٌ كهذا...؛ أبى يريد فقط شيئاً رسمياً؛ خطوبةٌ أو ما شابه... استندَ برأسه على المكتبِ ثم تابع: أنا... لا مشكلةَ لدى فى الواقعِ ولكن...
-لحظة لحظة... متأكدٌ أنه لا مشكلةَ لديكَ؟ تريدُ الارتباطَ بها رسمياً حقاً...؟ سأله مراد بملامحَ مندهشةٍ ليجيبه يوسف: ليسَ كذلكَ... أنا أعلمُ أن أمرَ الارتباطِ الرسمى ليسَ بهذه البساطةِ... فقط...
تابع بابتسامةٍ بسيطةٍ: أحبها... وأشعرُ أن هذا سيكونُ أفضلَ؛ كما أننى أعلمُ أن أبى سيحبها إن تعرفَ إليها
...لدينا مشكلتانِ صغيرتانِ فقط...
-والدتكَ المشكلةُ الأولى... لا أظن أنها ومريم ستتفقانِ بشكلٍ جيدٍ... أطرقَ مراد يفكر قليلاً لتومئ نيريمان بالإيجابِ وتتابع: احتمالٌ واردٌ جداً... والمشكلة الثانية...
-المشكلة الثانيةُ هى الأسوأ للأسفِ... تابع بإحباطٍ: مريم...بما أننى عرفتها قليلاً خلالَ هذه الأشهرِ...؛ لا أظنُ أنها ستوافقُ...
-ما هذه السخافة؟ أيةُ فتاةٍ عاقلةٍ ترفضُ علاقةً رسميةً...؟ قال مراد باستنكارٍ...
-هذا على أساسِ أن مريم تُعدُ فتاةً عاقلةً مثلاً... على كلٍ لنغلقْ هذا الموضوع...؛ هل لديكما أى أخبارٍ جديدةٍ...؟
-أنا... قال مراد باسماً بينما أخرجَ الهاتفَ من جيبه... أظنُ أننى تصالحتُ مع أمى...
-ماذا...؟ متأكدٌ..؟ ضيقتْ نيريمان عينيها الزرقاوينِ قليلاً وهى تنظر إليه ثم ما لبثت أن ابتسمت وهى تقولُ: هذا رائعٌ....
هز يوسف رأسه بينما ابتسمَ هو الآخرُ وقالَ: صدقنى سترتاحُ هكذا... يكفيكَ ما عانيته طوالَ تلكَ السنينِ..
...صحيح كدتُ أنسى شيئاً...؛ نيرو أنتِ لم تخبرينى كيفَ سار الأمرُ...
-..لا أظنُ أنه اقتنعَ..؛ ولكن الحمدُ لله لم يُحدِثْ مشكلةً... يمكنكَ أن تقولَ أن الأمرَ سارَ بخيرٍ...
-لماذا لا أفهم عمَ تتحدثانِ أنتما الاثنين...؟ قال مراد بحيرةٍ وهو يوزعُ نظراته بينهما...
-سأقولُ لكَ.......
"....عودة للخلفِ قليلاً... وتحديداً إلى ما قبلَ يومينِ من الآنَ....
-حسناً ما رأيكما؟ هل اتفقنا الآنَ...؟ أخيراً انتهت نيريمان من سردِ الخطةِ التى سيسيرونَ عليها؛ والتى تهدف تحديداً إلى إقناع والدها بأنها تعرفت عليه... –فاتح..- عن طريقِ يوسف...
-مستحيل.... كان هذا صوتُ فاتح المستندِ بجوارها على حافةِ سيارتها؛ تابع حديثه بصوتٍ تعمد رفعه ليصل واضحاً إلى الطرفِ الثالثِ من هذا الحوار-يوسف-...؛ والذى كان يشاركهما هذا الحديثَ عبرَ الهاتفِ...: لستُ موافقاً أن يتمَ اعتبارى أحدُ معارفه...؛ أنا أجيدُ اختيارَ أصدقائى جيداً الحمد لله...
-ومن قالَ أننى أوافقُ على هذه السخافةِ...؟ كما أنه يشرفكَ أن تكونَ أحدَ معارفى... أتى صوتُ تذمر يوسف عبرَ مكبرِ صوتِ الهاتفِ...؛ تنهدت نيريمان بسأمٍ قبل أن تقول: يا شباب... نحن نحاولُ إيجاد حلٍ هنا... توقفا عن التصرفِ كأطفالِ الحضانة...
...هذا هو الحلُ الوحيدُ المتاحُ أمامنا...
لحظةٌ بسيطةٌ من الصمتِ تلاها قولُ يوسف: أطالبُ ببعضِ الاحترامِ هنا...؛ منه أساعده على أن لا يصبحَ فى موقفٍ سيئٍ أمام الرجلِ... ويأتى هو ليعترضَ بكل بساطةٍ...
-ومن الذى وضعنى فى هذا الموقفِ السيئ يا ترى؟ أليسَ المغفلُ الذى زلَ لسانه بكل غباءٍ أمام الرجلِ؟
...هل تعلمْ؟ إذا فشلَ الأمرُ سأخبر السيدَ طارق أنكَ كنتَ تعلمُ منذ البدايةِ وأخفيتَ عنه....
-الذنبُ على من ساعدكَ وأتعبَ نفسه فى التخطيطِ من أجلكَ... مزعج...
-هل اكتفيتما...؟ ألنْ ينتهى هذا الخلافُ السخيفُ...؟
-سينتهى يا عزيزتى سينتهى... تابع ساخراً: عندما تنتهى خلافاتكِ السخيفةُ مع فريدة...
-ولكن لحظة... أنا وفريدة مختلفتانِ بشكلٍ أرقى من هذا...
-توقفى قليلاً يا نيريمان..؛ هل أنا أتخيلُ أم أن هذا الشىء دعاكِ بعزيزتى قبل قليلٍ...؟ قالَ فاتح بينما سحبَ الهاتفَ من بينِ أصابعها...
-وما شأنكَ أنتَ؟ واحدٌ وصديقة طفولته... لماذا تتدخل بيننا...؟
-يا ربى لقد تعبتُ...؛ إن لم تصمتا الآنَ سأذهبُ وأحكى كل شىءٍ بصراحةٍ...؛ أنا هنا أتعبُ نفسى فى محاولة تحسينِ مظهركما أمام أبى وانظرا ماذا تفعلانِ...
...سننفذُ الخطة كما سردتها وانتهى الأمر...؛ هل من اعتراض؟ لا...
...سأخبركَ فيما بعد يا يوسف... "
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...