لنجربْ♥️....
لا أدرى لماذا أشعر أنكَ تحيك شيئاً من ورائى؟ سألته فريدة بشكٍ عندما لاحظت تحديقه المتكرر فى هاتفه بين لحظةٍ وأخرى؛ لم يكن منتبهاً لها وإنما كان يقرأ الرد الذى وصل للتو على رسالته....
"لم ينفع؛ سآخذها إلى عدة أماكن أخرى... هذا طبعاً إذا سمحت لى بمرافقتها..."
-مراد؛ ما الأمر؟؟ أعادت سؤالها مجدداً ثم نهضت من الكرسى واقتربت منه؛ علَّها تفهم سبب انشغاله عنها؛ فى تلك اللحظة انتبه إليها وبتلقائيةٍ أغلق شاشة الهاتف وقال: ماذا كنتِ تقولين؟
-مع من تتحدث أنتَ؟
-وما شأنكِ؟ وضع الهاتف على المكتب ثم أمسك فنجان القهوة... ؛ ملامح الغيظ ارتسمت على وجهها؛ سرعان ما تحولت نظراتها إلى الشك وهى تحاول إيجاد السبب الذى يجعله يخفى الأمر عنها....
-ما بكِ تنظرين إلىَّ بشكلٍ مخيفٍ هكذا؟ أتحدثُ مع يوسف... والآن أغلقى الموضوع ولنعد إلى عملنا...
********************************
غيمٌ رمادىٌّ غطا السماء على العكس تماماً من حالة الطقس فى صباح اليوم؛ تابع قيادة السيارة وهو يرفع رأسه للأعلى ويقول: لم يقولوا أنها ستمطر اليوم..
ألقى نظرةً صغيرةً على تلك الجالسة بجواره دون أن تبدى أى ردة فعلٍ على كلامه؛ ما زالت متوترةً بسبب حديثهما السابق؛ هذا إن جاز اعتباره حديثاً؛ تنهد بضيقٍ عندما توصل إلى أنه بما فعله دون تفكيرٍ زاد من تحفظها تجاهه و.... خوفها....
قطرة ماءٍ باردةٍ لامست جبينه الدافئ، بتلقائيةٍ رفع رأسه نحو السماء ليشعر بالمزيد من القطرات تزداد انهماراً؛ زفر بمللٍ ثم بدأ يتحدث إلى مرافقته-والتى يعلم أنها لن تجيبه-
-سأمر على البيت؛ أريد أن أحضر السيارة الأخرى، هل لديكِ مانعٌ؟
-يمكننى أن أتابع وحدى؛ أوقف السيارة فى مكانٍ مناسبٍ... أجابت بهدوءٍ وهى تجمع الكتب وتبدأ بفكِ حزام الأمان؛ إلا أنه أوقفها بأصابعه التى حطت على خاصتها بلطفٍ....
-متى ستتوقفين عن العناد؟ إلى أين تريدين الذهاب فى هذا الجو السيئ؟ فقط قلتُ سأمر على البيت ليس إلا؛ كما أننا قريبون للغاية؛ لم أفهم ما المشكلة؟...
-هلا نظرتَ إلى الطريق أمامكَ؟ الجو سيئ أصلاَ لذا حاول التركيز....
أبعدت ناظريها عنه ثم سحبت كفها الملتصق بيمناه؛ ابتسم برضا وقال: جيد، سأعتبر هذه موافقةً....
تابع القيادة على مشارف الحى الراقى الذى يقطن به؛ لينتبه فجأةً إلى تلك الإشارة الحمراء الصادرة عن خزان الوقود لذا قال بضيقٍ واضحٍ: هذا ما كان ينقصنى، أصلاً اليوم واضحٌ من بدايته...
-ماذا حدث؟ على الأغلب كان هذا هو التفاعل الوحيد الذى أبدته منذ ركوبها إلى السيارة
أجابها باختصار وهو يخفف من ضغطه على دواسة الوقود: لقد نفذ الوقود تقريباً؛ لا أدرى كيف لم أنتبه، أوووف أتمنى أن توصلنا حتى المنزل...
....كان انهمار المطر قد ازداد بشكلٍ ملحوظٍ؛ بالإضافة إلى تباطؤ سرعة السيارة....
-يبدو أننى فى يوم حظى... قال بسخافةٍ ثم أخذ يلتفت حوله باحثاً عن مكانٍ مناسبٍ لإيقاف السيارة
-يوسف، ماذا سنفعل الآن؟ سألته مريم بنوعٍ من القلق وهى تنزع النظارات الطبية التى صارت رؤيتها ضبابيةً بفعل قطرات الماء...
أوقف سيارته ثم انتقل نحوها ببصره قائلاً بابتسامةٍ باهتةٍ: ما زلتِ تذكرين اسمى؛ جيد...
حدقت مريم به بزرقاويها اللتين تحررتا للتو من غطائهما لعدة ثوانٍ دون أن ترمش؛ تمنع نفسها وتتجاهله بصعوبةٍ؛ ولكنها اشتاقت لعينيه الجميلتين بحقٍ....
سرعان ما شخصت بصرها للأسفل؛ عادت إلى أفضل ما تجيده-الهرب-.....
كم تصير فاتنةً وهى تتظاهر بعدم الاهتمام؛ حلقت هذه الفكرة بعقله بينما مد يده للخلف ليلتقط سترته الخريفية ثم قال لمريم: هيا تعالى سنتابع سيراً؛ أصلاً المنزل فى نهاية هذا الطريق؛ سأحضر السيارة الأخرى بسرعةٍ وأوصلكِ للمنزل...؛ أثناء حديثه كان يحيط جسدها الضئيل بسترته؛ محاولةٌ يائسةٌ فى حمايتها من المياه القادمة من كل الاتجاهات...
كادت أن تعترض كعادتها ولكنها تذكرت أن النقاش معه لم يعد عليها بأى نفعٍ فى المرات السابقة ؛ لذا ارتأت أن تلتزم الصمت وتمتثل لكلامه؛ هذه المرة فقط....
..................................................
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...