طرقت باب غرفة والدها بهدوءٍ، أخذت تحاول تجميع بعض الأجوبة لأسئلته المتوقعة، سمعت صوته يأذن لها بالدخول لذا أخذت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب...، كان جالساً على الأريكة يطالع أحد الكتب..، التفت إليها بابتسامةٍ فور دخولها وأشار لها بالاقتراب منه...، سارت نحوه ثم جلست بجواره وشخصت بصرها للأسفل..
-صباح الخير يا عزيزتى...
-صباح الخير، أعتذر لأننى لم أخبركَ أننى لن أعود للمنزل، ولكن حدث كل شىءٍ بسرعةٍ.-لا مشكلة.. أومأ لها بهدوءٍ وهو يغلق الكتاب ويضعه بجواره، ولكن كيف لعروسٍ أن تتأخر هكذا فى يوم خطبتها؟
-لا تقلق سأنهى استعدادى بسرعةٍ، لا أحتاج وقتاً...
-بخصوص هذا الأمر.. لا أظن أن لديكِ علماً بالموضوع ولكن هناك بعض التطورات التى حدثت فى غيابكِ...
-مثل ماذا؟ لم أفهم...-أهنئكِ، حدث ما كنتِ تريدين....
-لو تتحدث بوضوحٍ أكثر يكون أفضل... قالت ببعض الريب
-أنا تحدثتُ مع يوسف، أو بالأحرى هو تحدث معى، وألغينا كل شىءٍ..
-ماذا يعنى ألغينا كل شىءٍ؟ لحظة أنا أستوعب بشكلٍ صحيحٍ أليس كذلك؟ نهضت من مكانها وهى تنظر إليه نظراتٍ تحمل مزيجاً من القلق، الحيرة، والكثير من الأمل...، ابتسم تلقائياً لدى إحساسه بسعادتها، هل إلى هذا الحد كان يقيدها قراره الصارم؟... أومأ لها لتتسع ابتسامتها أكثر وهى تقول:تعنى أن كل شىءٍ انتهى؟ اندفعت نحوه تعانقه بشدةٍ، .....شكراً لكَ يا أبى العزيز، لا أدرى ماذا أقول
ما إن ابتعدت عنه حتى قال: يعنى لم ينتهى كل شىءٍ تماماً، ولكننى قررت التريث فى الأمر، لا داعى للعجلة فعلى كلٍ أنتِ ما زلتِ صغيرةً، أما فيما يخص أمر الشكر فيجدر بكِ أن تشكرى يوسف وليس أنا.-لماذا؟ماذا فعل يوسف؟؟
نظر لها بهدوءٍ وهو يستعيد فى رأسه تفاصيل ذلك اللقاء الذى حدث قبل قدومها بوقتٍ غير بعيدٍ.."-ماذا يعنى أن تأتى الآن وتطلب منى إلغاء الخطوبة التى من المفترض أن تقام بعد ساعاتٍ؟ هل هذا لعب أطفالٍ؟
-طارق بيه أنت تعلم جيداً أننى لست موافقاً منذ البداية، لذا أرى أن لا نتحدث فى الأمور التى أهلكناها حديثاً دون جدوى، لدى عرضٌ لكَ، أو لنقل طلب..
-أسمعك... قال طارق بهدوءٍ وهو يلتفت إليه بعد أن خلع نظاراته الطبية..
-أذكر أننى زرتكَ منذ بضعة أيامٍ، وتحدثنا فى موضوعٍ ما؛.. لا أذكر تفاصيله جيداً..، المهم يعنى.. أنتَ طلبتَ منى شيئاً قبل مغادرتى، وأنا لا أذكر أننى أعطيتكَ جواباً، لذا فقد جئتُ اليوم لنكمل حديثنا...
-أنا قلت ما لدى وانتهى، ولكن من الواضح أن لديك المزيد... قال له طارق وقد بدأ يتبين مغزى حديث يوسف؛ الذى ابتسم عندما شعر أنه تمكن منه...
-أنا فكرت طويلاً، ووجدت أنكَ محقٌ، ما الداعى لإخبار نيريمان بأمرٍ حدث وانتهى فى الماضى؟ ولن يكون لمعرفته أى فائدةٍ بالنسبة لها سوى أنها ستزداد حزناً وألماً...، لذا كما قلتَ.. لن أقول لها شيئاً، ولكن.......
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...