ماذا فعلتُ؟.. لا لم يكن هذا حلماً... لقد قلتها حقاً، أووف ما هذا الذى فعلته...؟
-...يوسف بنى....، ماذا حدث لكَ؟...
صوت والده هو ما أخرجه من شروده الذى غاص به بعيداً، ليستنتج أنه محاطٌ بأنظار جميع الحاضرين-لهذا الاجتماع الشهرى الذى يعقده مجلس الإدارة لمتابعة سير الأعمال فى الشركة-....، غالبا ما لفت الأنظار نحوه هو شروده الزائد وهذا الشحوب الغريب الذى غطى قسمات وجهه.... ليتنهد بعدها وهو يمسح وجهه بكفه الأيسر قائلاً: بخيرٍ لا تقلق...
-إن شئتَ اخرج واستنشق بعض الهواء النقى ...
كانت فكرةً منطقيةً بالنسبة له لذا اكتفى بأن أومأ برأسه ثم نهض من الكرسى وخرج من الغرفة التى باتت تسبب له شعوراً بالاختناق...
أخذ ينثر المياه على وجهه مراراً وتكراراً فى محاولةٍ لمحو هذا المشهد الثابت أمام عينيه منذ ليلة الأمس..
ثبت بصره على المرآة أمامه وهمس بخفوت: ما هذا الذى فعلته؟... الفتاة تصنع شيئاً من أجلكَ، لماذا تعانقها وتقول أنا أحبكِ؟ هل أنتَ غبىٌ؟ ماذا يعنى أنا أحبكِ بكل بساطةٍ هكذا؟.....
...يا ربى صرت أتحدث مع نفسى...
حرك رأسه يميناً ويساراً ليتمكن من استعادة وعيه إلى حدٍ ما، خرج من الحمام وتابع طريقه نحو الشرفة...
نسمات الهواء الباردة نجحت نوعاً ما فى إزالة توتره، وبدون أن يدرك السبب ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ صافيةٌ.....
-....هل ستقول لى ماذا يحدث؟ منذ الصباح تبدو غريباً
...كان هذا صوت مراد الذى عقد ذراعيه أمامه وهو يحدق فى يوسف بملامح تكسوها الريبة.... ثم ما لبث أن تابع حديثه: ما بكَ تبتسم كالأبله هكذا؟ هل أنتَ عاشقٌ أم ماذا؟....
-لا أدرى.... أجابه يوسف ثم زفر بهدوءٍ....
-ماذا تعنى؟ تكلم لا تصبنى بالجنون...
-مراد... أظن أننى فعلتُ شيئاً سيئاً..
-متى كان لديكَ الوقت الكافى لفعل شىءٍ سيئ؟ أحياناً أندهش من قدرتكَ على جذب المشاكل...، تكلم يا عملى الأسود فى هذه الحياة...
-بعد أن غادرت بالأمس قابلتُ مريم، أو لأكون أكثر وضوحاً هى من كانت تنتظرنى بالقرب من البيت؛ ابتسامةٌ بلهاء سلكت طريقها إلى محياه بينما تابع: لقد أعدت من أجلى كعكةً بالشكولاتة؛ وتناولت منها معى بالرغم من أنها لا تحبها..
-وماذا؟ لا أجد شيئاً غريباً حتى الآن؛ لم أفهم ما المشكلة؟
-لا تستعجل المشكلة قادمةٌ فى الطريقِ؛ سأتابع... كنتُ سعيداً بمفاجئتها وطبعاً أنتَ تعرف أننى أحياناً أتصرف بتلقائيةٍ زائدةٍ ولا أفكر لذا..... لا أستطيع أن اقول حتى
-اسمع، تدور فى عقلى الكثير من الأفكار السيئة، اسرع وتكلم ماذا فعلت للفتاة...؟
...زفر بتوترٍ ثم أغمض عينيه و قال بسرعةٍ: عانقتها وقلت لها أنا أحبكِ....
نظرةٌ بلهاء غطت على ملامح مراد وقال ببرودٍ: هذا فقط؟ وأنا قلقتُ على لا شىء
-ألا تستوعب مقدار المشكلة؟ ما ردة الفعل هذه؟ أقول لكَ أخبرتها أننى أحبها....
-بغض النظر، ماذا حدث بعد ذلك؟
-لا شىء؛ بقينا نحدق فى بعضنا هكذا دون أى كلامٍ ثم نهضت بسرعةٍ محاولةً الانسحاب من أمامى؛ بالكاد سمحت لى بإيصالها إلى المنزل، ولم تنطق ولو كلمةً واحدةً طوال الطريق...
ابتسم مراد على ردة فعلها التى توقعها تماماً؛ الهرب منه كما تهربت طوال الوقت من مشاعرها، ثم جمدت ملامحه قليلاً وعاد ببصره نحو صديقه..
-وأنا أكرر ثانيةً أننى لا أدرك المشكلة؛ المشكلة تحدث عندما تقول شيئاً غير صحيحٍ؛ ولكن فى حالتكَ هذا يعد اعترافا بما بداخلكَ؛ حقيقةٌ يعنى وليس خداعاً؛ وبالتالى على العكس من توتركَ من المفترض أن تكون مرتاحاً أكثر...
قال مراد ببساطةٍ شديدةٍ وهو يراقب قسمات وجه يوسف المنفعلة بشكلٍ غير مُبَررٍ؛ من الواضح أنه بتلقائيته المعتادة اعترف لها فى غياب عقله، لذا ما زال يستصعب الاقتناع بما أفضى به....
-لم أفهم شيئاً من هذه الطلاسم التى تشرحها وكأنها مسألة جمعٍ فى كتب المرحلة الابتدائية... قال يوسف وهو يعقد ذراعيه بنفاذ صبرٍ ويحدق بمراد المبتسم بسخافةٍ، ما كان من مراد إلا أن اتسعت ابتسامته التى تعبث بأعصاب يوسف فى هذا الوقت تحديداً ثم قال ليوسف بنبرةٍ هادئةٍ: سأسألكَ سؤالاً؛ هل تكره مريم؟
-بالطبع لا... أجاب ببديهيةٍ تامةٍ وقد ارتخت ملامح وجهه المرتبكة قليلاً؛ تابع مراد حديثه بهدوءٍ أكبر: إذن هل تحبها؟؟
أغمض عينيه لبضع ثوانٍ-كان يحتاجها لتكرار السؤال أمام عقله-وقلبه- فى آنٍ واحدٍ ثم فتح عينيه وقال برفقٍ يحمل فى طياته ارتعاشةً بسيطةً: أحبها...؛ ولكن... لا أدرى... لستُ متأكداً من نوعية هذا الحب...
-سبق وأن قلتُ لكَ؛ الكلام الذى تقوله دون تفكيرٍ يعكس ما بداخلكَ كالمرآة المصقولة باحترافٍ...
-لم أعد أدرى ماذا أقول وماذا أفعل يا مراد؛ أعترف أننى أشعر بالخوف... قال بإرهاقٍ واضحٍ وهو يلقى بثقل جسده على أحد المقاعد البلاستيكية
...لم أشعر هكذا فى حياتى؛ أشعر بالخوف يتسرب إلى كل خلايا جسدى....
ربت مراد على كتفه فى محاولةٍ لإشعاره ببعض الدعم ثم قال: أنتَ صديقى ولكن يتوجب على أن أقولها لكَ، لا تؤذها يا يوسف؛ هى لا تستحق منكَ هذا...؛ فكر ملياً إن كنتَ تريدها أم لا؛ كى لا تجرحها، يكفيها ما عانته من قسوة الحياة....
***********************************
وضعت الملف الخاص بالمريض الذى كانت تتدرب على فحصه مع الطبيب على الطاولة المعدنية ثم التقطت زجاجة الماء وسكبت منها القليل فى الكوب الزجاجى؛
حملت الكوب وتابعت التحديق به بشرودٍ؛ لقد وصلت الأمور إلى نقطةٍ لم تحسب حسابها، ثمة شىء ما يمنعها من أن تطير من السعادة بهذا الاعتراف؛ هل يكون هذا الصوت المتصاعد بداخلها أنه لم يقصد المعنى الذى وصل إليها؟؟؟..
-مريم، ما الأمر؟ صحيحٌ أن صوت سلمى لم يكن بالمرتفع إلى حدٍ كبيرٍ إلا أن مريم انتفضت ونتيجةً لهذا سقط الكوب الزجاجى على الأرض متحطماً...
بسرعةٍ انحنت أرضاً وهى تحاول لملمة بقايا الزجاج المُحَطم وتقول: لم أنتبه..، شردت قليلاً
انحنت سلمى بجوارها محاولةً مساعدتها وقالت: ما بكِ؟ لا أراكِ بخيرٍ هذه الأيام..
-لا شىء جديدٌ، إرهاقٌ من الدراسة والعمل؛ صاحب المكتبة يضغط علىَّ كثيراً هذه الأيام..
-أنا لا أتحدثُ عن ضغوط الحياة المعتادة؛ حقاً بكِ شىءٌ مختلفٌ عن طبيعتكِ؛ صرتِ شاحبةً بشدةٍ،حتى أننى أشعر أن وزنكِ نقص مجدداً...؛ لا أريد أن تشعرى أننى أضغط عليكِ أو أتدخل فى خصوصياتكِ ولكننى أشعر بالقلق من أجلكِ، إذا كانت لديكِ أى مشكلةٍ أو شىءٍ يقلقكِ تستطيعين أن تتحدثى معى
عادت إلى شرودها دون أن تتكلم، الواضح أنها لا تنصت لسلمى من الأساس؛ وإنما تسترجع فى عقلها مراراً وتكراراً جملته التى أوقفت جميع حواسها عن العمل-أحبكِ-.....؛ ما زالت تؤثر بها حتى الآن؛ أثرٌ واضحٌ للغاية متمثلاً فى تلك الابتسامة الخافتة والوجنتين بلون الورد...
-مريم.... قالت سلمى بدهشةٍ وهى تراقبها ثم تابعت: ما بكِ تبدين كمراهقةٍ في الثانوية تلقت اعترافاً بالحب؟
-ها... قالت مريم وهى تلتفت إليها محاولةً استعادة تركيزها وتابعت: لا يوجد شىء...
- بل أنا محقةٌ؛ أم أنه تشجع أخيراً وقالها...؟
-قالها ولكننى لا أشعر أنه كان يعني ما قاله؛ كأنه كان تلقائياً أكثر من اللازم....
أجابتها بشرودٍ وبدون أن تنتبه ضغطت على إحدى قطع الزجاج التى بين أصابعها.....
-آه... تقلصت ملامحها بنوعٍ من الألم ثم نفضت يدها بسرعةٍ لتسارع سلمى بالضغط على كفها بمنديلٍ صغيرٍ وتقول: لقد ساءت حالتكِ هكذا من مجرد اعترافٍ؛ أم أنكِ معجبةٌ أنتِ الأخرى؟
...فى تلك اللحظة انتبهت مريم إلى الحوار الذى بدأ يتخذ جانباً مريباً؛ رفعت بصرها تجاه سلمى وسألت: أنتِ عمن تتحدثين؟
-ما بكِ يا مريم؟ بالطبع أتحدث عن كريم...
-كريم؟؟ انقلبت ملامحها إلى الدهشة وتابعت: ما علاقة كريم لم أفهم؟؟
-لحظة، ليس كريم من اعترف لكِ؛ هناكَ واحدٌ آخر فى حياتكِ ولم تقولى؛ مع أننى سألتكِ عدة مراتٍ....
-حدث كل شىءٍ بسرعةٍ؛ دعكِ من هذا الموضوع الآن؛ لم أفهم لماذا ظننتِ أن كريم هو من اعترف لى،ما علاقته بهذا الأمر؟
-مادمتِ لم تفهمى طوال أربع سنواتٍ لن أتعب نفسى بالشرح لكِ، والآن قولى من هو الآخر؟ هل هو من الجامعة؟ هل أعرفه؟
-على الأغلب تعرفينه ولكننى لا أفضل أن افصح عن هويته حالياً؛ لا تسيئى فهمى ولكن كما قلتُ لكِ لستُ متأكدةً حتى الآن...
-كما تريدين... قالت سلمى بابتسامةٍ بينما انتهت من لف الضمادات على رسغ يدها...، المهم أنكِ تبدين سعيدةً....
-شكراً لكِ.... ابتسمت مريم ثم نهضت من الأرض وعادت تفحص الأوراق الموجودة على الطاولة....؛ بينما الأخرى تراقبها بمزيجٍ من الريبة وعدم التصديق؛ بشأن ذاك الذى لم تفصح صديقتها عن اسمه؛ لا يمكن أن يكون كريم محقاً...!!!
.....................................................
-ما رأيكَ لو نفعل شيئاً معاً الليلة؟ اقترحت فريدة وهى تغلق الملف المتواجد أمامها على المكتب ثم نهضت من الكرسى وأخذت تمدد جسدها قليلاً لتتخلص من آثار طول جلوسها بنفس الوضعية...
ابتسم لها مراد ثم نزع نظاراته وأجاب: بالتأكيد أريد هذا ولكننى كنتُ أظن أنكِ ستفضلين البقاء مع مريم اليوم؛ كما كنت أنوى أنا أن أفعل مع يوسف....
-لماذا؟ أم أنهما تشاجرا ثانيةً؟ سألته بحيرةٍ ليحدق بها هو ببعض الريبة قبل أن يقول: أأنتِ حقاً ليس لديكِ علمٌ بما حدث؟؟
-مراد تكلم بسرعةٍ لا تقلقنى، ماذا فعل صديقكَ المزعج لصديقتى؟؟
-تمام اهدأى قليلاً لا شىء، ظننتُ أن مريم أخبرتكِ؛ يوسف... لا أدرى كيف أشرح؛ قال لمريم ليلة الأمس أنه يحبها....
-تمام وما الجديد؟ جميعنا يعلم أنه يحبها وهى تحبه
قالت فريدة وهى تعاود الجلوس مجدداً على الكرسى بينما ابتسمت بسخافةٍ
-وأنا قلتُ هذا تماماً؛ المشكلة أن الجميع يفهم الأمر فيما عداهما؛ لأن نسبة ذكائهما محدودةٌ فى هذه الأمور؛ ولكن هل تعلمين؟ فى حياتى هذه لم أتوقع أن يقدم يوسف اعترافاً صريحاً كهذا قبلى...
-ما الذى تقصده ب"قبلى"؟ هل فى نيتكَ أن تعترف لأحدٍ آخر؟ قطبت حاجبيها بحيرةٍ لتتسع ابتسامته اكثر ويجيب ببرودٍ: لا أذكر أننى اعترفتُ لأحدٍ فى الفترة الأخيرة... ؛ نظرت إليه بغيظٍ ثم التقطت علبة الأقلام وبدأت تلقيها عليه واحداً تلو الآخر....؛ وتقول عن يوسف زير نساءٍ أيها الحقير...
-ما بكِ ألا يمكن المزاح معكِ أبداً؟ كما أننى حقاً لم أعترف بوضوحٍ حتى الآن، بفضل ذكائكِ طبعاً لم أكن فى حاجةٍ للشرح....
تنهدت بضيقٍ ثم قالت وهى تضع ساقاً فوق الأخرى وتبعد ناظريها عنه: لم تخبرنى؛ هل لديكَ اى تجاربٍ من الماضى؟
-بالتأكيد لدى؛ وإن لم يكن بقدر تجارب يوسف؛ تابع محاولاً تغيير مجرى الحديث: هل تعلمين اعترف لواحدةٍ عندما كنا فى الابتدائية وتركها فى اليوم التالى؛ المشكلة ليست هنا؛ المشكلة أنه تركها لأنه اكتشف أنها أطول منه ببضع سنتيمتراتٍ...
-لم تفتنى محاولتكَ لتخطى سؤالى...
-لا أحب التحدث عن هذا الموضوع يا فريدة؛ سأخبركِ بنفسى ولكن فيما بعد...
-كما تريد... أجابت وهى تنهض مجدداً حاملةً هاتفها استعداداً لمغادرة الغرفة؛ تنهد بهدوءٍ ثم نهض لاحقاً بها؛ برفقٍ قبض بأصابعه على ذراعها وقال: فريدة أرجوكِ لا تغضبى منى؛ أؤكد لكِ أنه موضوعٌ انتهى فى الماضى ولا سبيل للعودة، فقط أشعر بالانزعاج كلما فكرتُ أننى مررتُ بتجربةٍ كهذه...
-لا تقلق لم أغضب... ابتسمت له بلطفٍ وتابعت: يمكنكَ أن تتحدث فى الوقت الذى تريده؛ أنا سأغادر الآن إن لم تكن تحتاجنى فى شىء؛ لأستجوب تلك الغبية التى فى المنزل...
-تمام ولكن لا تضغطى عليها كثيراً؛ اتفقنا؟ سأتصل بكِ مساءً لنضيع الوقت سوياً...
-اتفقنا... قالت بابتسامةٍ صافيةٍ وهى تقترب منه وتقبل وجنته اليسرى بلطفٍ؛ ثم حركت اصبعها قليلاً لتمحو أثر أحمر الشفاه الخاص بها وغادرت الغرفة....
بتلقائيةٍ رفع كفه ملامساً وجنته وقال بابتسامةٍ بلهاء: لماذا لم أقل لها أحبكِ؟ حتى يوسف متقلب المزاج فعلها وأنا لا!!!
*******************************************
-توركان أريد أن أسألكِ سؤالاً... قال يوسف وهو يترك الملعقة على طاولة المطبخ والتى عادةً يستخدمها لتناول الطعام خارج الوجبات الرئيسية، التفت توركان نحوه وهى تلاحظ الصحن الذى لم يأكل منه شيئاً؛ فقط اكتفى بتقليب محتواه....
-أسمعكَ يا بنى؛ ما الذى يشغل بالكَ؟
-عندما يكون الشخص تلقائياً أكثر من اللازم؛ هل هذا أمرٌ جيدٌ أم سيئٌ؟
-إذا كنتَ تتحدث عن نفسكَ فأنا أراها صفةً جيدةً بكَ؛ وإن كانت توقعكَ فى المشكلات أحياناً؛ أخبرنى ماذا فعلتَ هذه المرة؟
اسند مرفقيه على الطاولة وقال بخيبة أملٍ: المشكلة أننى لم أفهم الأمر حتى الآن؛ لا أستوعب إن كانت هذه رغبتى حقاً؛ بل إننى لا أدرى كيف قلتها ببساطةٍ هكذا...
سحبت الكرسى المقابل لموضع جلوسه ثم قالت: لم أفهم بشكلٍ واضحٍ؛ لكن من الواضح أنكَ تتحدث عن الطبيبة الصغيرة؛ إن كان هذا صحيحاً فالأمر لا يحتاج تفكيراً؛ كلاكما تعقدان الموضوع بالرغم من كونه غايةً فى البساطة....
-جميعكم تتحدثون هكذا ولا أحد يتخيل الأمر من منظورى؛ أنا خائفٌ؛ ليس من أجلى ولكن من أجلها هى
-خوفكَ هذا هو أكبر دليلٍ على ما بداخلكَ؛ الأمر ليس اعترافاً فقط، تصرفاتكَ تعكس هذا وإن لم تفصح بصراحةٍ، الحب ليس مجرد كلمةٍ؛ إنه اهتمامٌ بأدق التفاصيل؛ وأنا أرى هذا فى عينيكَ الجميلتين
ابتسم لها بخفوتٍ وربت على كفها ثم قال:لقد تعبت سأذهب للنوم، تصبحين على خيرٍ .... نهض من الكرسى وسار خارجاً من المطبخ وهو يخرج الهاتف من جيبه عندما شعر باهتزازه؛ ضغط على زر فتح القفل وقام بعرض الرسالة الأخيرة التى وصلت للتو ومحتواها ذى الكلمة الواحدة..." شكراً لكَ" ابتسم برضا ثم اعاد الهاتف إلى جيبه وتابع طريقه نحو غرفته
أنت تقرأ
مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"
Romance"...مريم -هذا على حسبِ ما تعلم-؛ ابنة الميتم؛ مجهولةُ الأصلِ...؛ أحلامها كانت أبسطَ من أى فتاةٍ فى مثلِ عمرها...؛ مجردُ شعورٍ -ولو لمرةٍ واحدةٍ بالدفء..- ...وإذا به يقتحمُ حياتها المبعثرةَ... ليقلبها رأساً على عقب؛ حلمٌ بالنسبةِ لكثيرٍ من الفتياتِ...