الفصل الحادى عشر

3.3K 93 33
                                    

قبل كل شىء صلوا على النبى
نسالكم الدعاء بالرحمة
" الفصل الحادى عشر "
*********
( كنيسة الدار )

اخذهم الحديث طويلا حتى جلس اديم  فى مقعد طويل وعريض ... وهى امامه مباشرة فى مقعد اخر من الكنيسة ... ظلوا يتحدثوا فى اشياء كثيرة ... و مختلفة مرة عنه وعن مرة حياته بدون ذكر تفاصيل دقيقة مجرد قشور على السطح ... وهى ايضا قصت له بداية حياتها فى تلك الدار لم تترك شىء الا وقالته عنها ... لديها عفوية وطيبة قلب غير طبيعية ... فتاة مستحيل ان تقابل مثلها فى تلك الحياة الزائفة والابتسامات المصطنعة ...
- قال باعجاب ، وهو يرمقها نظرة استغراب . انتى طيبة اوى يا ورود .

خجلت من كلماته .
- قائلة برقة . شكرا لحضرتك .

- انتى طيبة لدرجة ممكن تتاذى .

انكرت حقيقة كلامه .
- قائلة بثبات وايمان حقيقى . عمرى ما هتاذى . مادام ضميرى طيب وروحى وصلاتى كلهان نابعه من حب الرب .

- انتى مؤمنة جدا .

اخرجت تنهيدة امتنان لذلك المكان العظيم الذى ضم الكثير لها من فرح وحزن .
- قائلة بحب . انا كبرت هنا فى مكان مابيفكرش غير فى العطاء والحب .

- بس الدنيا برا ماتعرفش عطاء . ماتعرفش غير القسوة والظلم الخ ...

- انا اصلا مش عايزاها . انا عايزة اترهبن . واكون دايما فى خدمة الرب .

هزا راسه بعدم فهم لبعض كلماتها وخاصة الرهبنة .
- قائلا بهدوء . ورود انا واحد مسلم . ومااعرفش يعنى ايه رهبنة ؟

خبطت على راسها بعفوية . قالت وهى تضحك بطفولية .
- تصدق انى نسيت انك مسلم .

قال بغزل وهو يرمقها نظرة خاصة .
- ودى شىء حلو ولا وحش .

خجلت من كلامه مرة ثانية وارتبكت منه ، فقامت من مقعدها بتوتر . واستاذنته برقة .
- قائلة بادب . عن ازن حضرتك .

قال باستفهام ، وهو يقوم من مكانه بلهفة عليها .
- راحة فين ؟ ماتخلكي شوية .

- ماينفعش . كدة كفاية .

هزا راسه بتفهم . ثم تابع وهو يقول بصدق .
- ورود انا انبسطت بالكلام معاكى .

قالت بادب ، وهى تنصرف من امامه . دون ان تسمع رده .
- شكرا يا استاذ اديم .

- قال وهو ينظر اليها ، وهى تغادر المكان . العفو .

تمشى فى مكان على جانبيه حشائش بهدوء ووقار والابتسامة تملا ثغرها ... سعيدة بانها تحدثت معه ... واخرجت كل ما كان فى قلبها ... الملاك البرئ يمثل لها اباها ... الذى رحل عنها سواء بالموت او هو الذى اختار الرحيل عنها ... كانت تريد ان ترى ملاكها البرئ ... فهى تعتبره اباها وسندها وقوتها فى الحياة ... لا يفرق معها اذا كان مسلم او مسيحى ... اهم شئ انه موجود واصبح حقيقة ... ناقص ان ترى ذلك الفارس العنيد الذى يقطن فى اعلى الكواكب ... نظرت الى السماء ... واخرجت تنهيدة اشتياق من صدرها ...
- قائلة بحب . مهما طال الانتظار . سياتى يوم ونتقابل يا فارس الاحلام ... حتما انت تنتظرنى بلهفة واشتياق عنيف ... واذا فجاة رات نسمة امامها ... والغضب لو كان يمكن لعينى بشر ان تتحولا لعينى حارقة ... فان عينى نسمة هما المثال الحى على هذا فى تلك اللحظة . تكاد ان تحرق الاخضر واليابس ... جذبتها من ذراعها بقسوة ... وجرتها ورائها ... كانها لعبة مجردة من الاحاسيس والمشاعر ... وهى تنادى عليها ... وتطلب معرفة فعلها لذلك الوضع المهين ... تجاهلت كل شئ فهى ليست فى وعيها بعيدا تماما عن مسرح الحياة ... وكل الذى يسيطر عليها غيرتها وحبها الاعمى لاديم كارم النوار ... منذ ان راته معها وهما يتحدثان سويا فى الكنيسة ... و يتجاذبون الضحكات هنا وهناك ... نيران اشتعلت فى قلبها الحزين ... الذى يحب دون مقابل ... عندما وصلت امام غرفتها ... وغرفة اديم ... خبطت ظهرها فى الحائط . قالت بعصبية وهى تجز على اسنانها .
- انتى .

لعنة الحب المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن