الفصل الثانى

6.3K 147 44
                                    

قبل كل شىء صلوا على النبى
نسالكم الدعاء بالرحمة
الفصل الثانى

*****
ساد صمت طويل وكل منهما ينظر لآخر نظرة معاتبة بينما القلوب مشحونة بالكثير والكثير الكثير من الالم ، اكبر من ان يقدر على الغفران . قطعت تواصل النظرات متجاوزة نطق اسمه ؛ حتى لا تثير غضبه اكثر مما هو فيه قائلة .
- انت بتوجعنى .

قال بغضب ، وهو يضغط على عنقها اكثر .
- وانتى ماوجعتنيش لما هينتينى لما جيت ولقيتك فى شقة مع واحد تانى .

ظلت تارا تحاول التقاط أنفاسها بصمت شاعرة بوجع حقيقى فى صدرها ، ثم لم تلبث أن ردت بصوت ميت وقد غامت عيناها .
- صدقنى عمرى ما خنتك .

سألها زين بصوت جامد يفيض حنقا .
- طب فهمينى ؟؟؟؟؟؟

ردت عليه تارا قائلة بانين ضعيف .
- ماهقدرش اتكلم .

التوت شفته بسخرية مريرة ثم قال بصوت حزين .
- ليه خايفة على حبيب القلب بتاعك ؟

كانت تفقد الرؤية تدريجياً قائلة بصوت متقطع .
- لا والله ...  سيبنى انا بتخنق  .

لاحظ ضعف تنفسها واغماض عينيها . انبه ضميره لما يفعله لها بعد يده عنها . ونهض من مكانه ... وهو يشيعها بنظرات الكره والغضب ، ثم قال بقسوة .
- اخرجى برا وماتدخليش هنا تاني .

هزات راسها بخوف ، و نهضت  من مكانها بضعف شديد وخزى منه ... راى جسدها بوضوح فى ذلك القميص الملعون . الذى شهد على ليالى حميمية بينهما ... تمالك اعصابه بصعوبة  ؛ حتى لا ينقض عليها ويقتلها فى تلك اللحظة ... لمت المتبقى منها ودلفت سريعا خارح الغرفة ، وهى تسير في الرواق إلى غرفتها كانت دموعها انهار على وجنتيها ... تلعن من كان السبب في خراب بيتها بالكامل ... الذى بعدها عن حبيب عمرها وأبو بناتها .... الذي كلما يراها ينظر اليها بكره وحقد ، غير الوجع الذي يملا قلبه ، واحساسه بانه غير رجل ...
وصلت الى غرفتها بصعوبة واغلقت الباب عليها . رات ابنتيها يغطان فى نوم عميق . نظرت اليهما بخزى وخجل . فهى السبب فى ذلك الفساد والضياع . لكن ماذا تفعل ما باليد حيلة . فتلك اللعينة حكمت عليها بالاعدام ، وحرمتها من اسعد واجمل لحظات حياتها مع اولادها ، وزوجها الذى اشتاقت له بجنون . تريد ان تكسر كل الابواب التى بينهما . وترتمى فى حضنه . وتخبره بانها مستحيل تخونه ، فهى ملكه وحده ولن تكون لغيره . زادت دموعها اكثر . فدلفت الى المرحاض الخاص بغرفتها وشغلت الدش . ونزلت تحت المياه وبدات تبكى وتنتحب وتنقهر وتتالم وتلطم على وجهها ، وتندب حظها التعيس . تريد ان تصرخ وتخرج كل الوجع الذى بداخلها ، ولكنها مستحيل ان تفعل فهى ام وزوجة .

" حاله لا يختلف عنها فهو العن منها . فبمجرد خروجها كان يدلف الغرفة ذهابا وايابا ... يريد ان لا يتذكر بأنها كانت تخونه ... نظر الي فراشه بكره وحزن ... ذلك الفراش الذي كان يضم اجمل لحظاتهما ... فهنا فى ذلك المكان كان يشدو الى اذنيها باجمل الالحان واعذبها ... ولكنها ماذا فعلت لاجل ذلك خانته باصعب طريقة ...  امسك الغطاء والقاء ارضا بعصبية ... ملاءة السرير جذبها من عليه وقطعها الى شقين متنهيين الاستخدام . ثم اخذ الوسائد ألقاها ارضا ، وداس عليهما باقدامه ... يدوس ويسب ويلعن ويشتم  وضربات قلبه تعلو وتهبط ، فزوجته خانته وامسكها بالجرم المشئوم . فالذى يعيشه لن يتحمله رجل على نفسه . والذى يزيد الالم بانه مازال يعشقها . لم يكرهها يوما فقلبه اللعين يحبها كل يوم اكثر من الذى قبله . امسك الفازة الموضوعة على الكومدينو و استدار الى المرآة والقاها بها . تكسرت الى قطع متفرقة ... تشبه قلبه الذى كسر فى تلك اللحظة اللعينة .
هدر بصوت جهورى غاضب بصرخة زلزلت المكان .
- ليه يا تـــــارا . ليه خنتينى . الله يلعنك . اه اه اه اه اه اه اه اه اه اها اه اه اه اه اه اه اه
كلما يتزايد صوته المؤلم تلطم على وجهها اكثر وتدعو الله ان يهديه ، فكلما يراها يحدث بينهما ذلك الصدام المؤلم . يقلب عليهما الكثير من الحزن والظلم . دائما يعنفها بالكلام القاتل وتكذبيها دائما بانها خانته . تقبلت منه كل شىء . ليس بسبب خيانتها ؛ بل لانها لم تخبره حقيقه الامر وتركت نفسها في الصورة ؛ حفاظا على اشخاص يهمونها .
سمعت الخادمة التي تعمل عندهما منذ زواجهما . صراخه فهذا ليس غريبا عليه . قامت من فراشها فزعة من نومها ، وذهبت اليه كان يعطيها ظهره . نادت عليه بحنية ، قائلة برجاء .
- يا ابني استهدى بالله علشان بناتك .

لعنة الحب المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن