الفصل الرابع عشر

2.8K 98 18
                                    


قبل كل شىء صلوا على النبى
نسالكم الدعاء بالرحمة
الفصل الرابع عشر
*****
التفت كريم الى ابن اخيه ... الذى رمقه نظرة كلها ضيق وغضب ... ابعد انظاره عنه ... وتحدث مع تارا .
- قائلا بهدوء عكس ما به من غضب . الف مليون سلامة عليكى يا تارا .

- قالت بابتسامة . الله يسلمك يا اديم .

- دى زين هيفرح اوى اول ما يعرف .

ارتبكت عندما ذكر اسم زوجها ... والذى زاد الارتباك اكثر بانها قبل مرضها اخبرته بكل شىء ... حتى لا يتحدث امام اباها ويفضحها ... وتهتز صورتها امام عينيه ...

قال اديم باستفهام ، عندما لاحظ شرودها .
- تارا انتى روحتى فين ؟

- قالت بابتسامة ، وهى تفيق من شرودها على سؤاله . انا معاك يا اديم .

- يا رب دايما تكونى بخير .

- شكرا يا اديم . انت واقف ليه اتفضل اقعد .

- لا انا ماشى .

- طب ما تخليك شوية .

- معلشى يا روحى . ورايا شغل .

قالت بخبث ، وهى تغمز بمكر .
- قائلة بخبث . هو فى شغل دلوقتى ؟

- تارا انا غير ادم .

- ما الكارثة انك غيره .

- يا ستى ما تقلقيش انا رايح ارتاح ، وهاخد معايا صافى .

- طب انت هترتاح صافى مالها .

- اصل من وقت ما تعبتى وهى معاكى ماسبتكيش .

قالت بامتنان ، وهى ترمق نظرة حب .
- بجد يا صافى .

قالت بحب ، وهى تربت على يدها بحنية .
- دى اقل حاجة اعملها ليكى .

- يلا بقي يا صافى .

- دى انت مستعجل اوى يا اديم .

- فوق ما تتخيلى . وخاصة ادم لوحده فى البيت .

- بتتكلم عن ادم كانه طفل صغير .

- ياريته صغير دى كارثة متنقلة .

- كلامك صح . بس ممكن طلب .

- اتفضلى يا تارا .

- سيبها معايا شوية .

- تمام . بس متتاخريش يا صافى .

- حاضر يا اديم .

- شكرا .

قال بحب ، وهو يدلف من امامها ... دون ان يوجه حديث لعمه ... فهو لا يطيق ان يتحدث معه ولو ثانية واحدة ...
- بطلى هبل يا بت انتى . انت اختى .

*******
فى تلك اللحظة ... كان يجلس فى البيت ... وخاصة غرفة النوم الخاص بهما وعلى فراشهما ... يتذكر كل لحظة قضوها هنا سويا .... وكل كلمة همسة لمسة كل شىء ... ولكن اين هى الان ... فهى طريحة الفراش ... والموت ربما يزورها لحظة ما ... يدعو الله كثيرا ان تعود ويخبرها بمدى حبه الشديد لها ... فهى حبيبته وزوجته وام بناته ... منذ غيابها وهو اصبح مهمل متكاسل فى نفسه ... شورابه نمت حالته اصبح يرثى لها ... عندما تراه مستحيل ان تصدق ان هذا ابن الحسب والنسب زين عز الدين ... فالحزن اخذ الكثير منه ... والذى عليه هو الان بقايا انسان ... افاقه من دوامة الحزن التى يعيشها توا ... عندما اتاه اتصال من الممرضة ... المسئولة عن حالة زوجته ... تخبره بانها فاقت ... سجد شكرا لله على الفور ودموع الفرح تزين وجهه ... لم يكذب خبر ركض سريعا اليها فى المستشفى ... كانت اقدامه تتسابق معه للوصول اليها ... ودقات قلبه متلهفة لرؤيتها ... لقد اشتاق لها بشدة ... فتح باب الغرفة ... رائها جالسة على السرير ... وعينيه تراها ... ركض اليها واخذها فى حضنه ... غير مهتم بتاتا بنداء ابوها له ... لقد توقف الزمان والمكان فى تلك اللحظة ... فتارا فاقت من غيبوبتها وهروبها من ارض الواقع وعادت اليه ... تركت نفسها لحضنه الذى اشتاقت له بشدة سنتين تعيش فى ظما بعيدا عن احضانه ودفء كلماته ... اختارتها لنفسها ، حتى تستطيع ان تنجى اباها من كارثة او اهانته امام احد ...
قالت صافى بهدوء ، وهى تقترب منه برغم ضيقها من تصرفه .
- يلا يا كريم نطلع ونسيبهم سوا .

لعنة الحب المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن