الفصل ثلاثون - المسابقة

539 12 10
                                    

الفصل الثلاثون

المسابقة

" حبا في الله يا عصمت أجب!"

نفخت السيدة استبرق بضيق واضح بينما تضع هاتفها باستياء على طاولة المكتب. رفعت بصرها محتدة نحو السيدة حنان وقالت مستفسرة مجددا:

" هل أنت متيقنة بأنها لم تبح لك سابقا بشيء عن المسابقة؟ لربما قالت لك وأنت رفضت؟ أو لم تسمعيها؟"

هزت رأسها معترضة وقالت:

" أبدا. لم تحدثني قط بشيء كهذا، لكن لا أفهم لماذا تخفي عني أمرًا بهذه الأهمية؟"

قلبت السيدة استبرق عينيها وهي تعيد وضع الهاتف على أذنها بينما تقول:

" ما أدراني! أنت أمها ويجدر بك أن تكوني أعلم الناس بها"

شعرت السيدة حنان بالضيق والإحراج من كلام النائبة لكنها لم تقل شيئا في المقابل، فماذا يمكن أن ترد عليها؟ ابنتها الوحيدة المدللة كذبت عليها وتعاملت معها بغموض بدل أن تشارك أمها أسرارها، أحست وقتها بأن ابنتها بعيدة كل البعد عنها وأن ثمة أشياء تخص ابنتها تجهلها تماما مما ولد لديها شعورا سيئا تجاه نفسها.

قررت السيدة استبرق في النهاية بعدما يئست من محاولة الاتصال بالأستاذ عصمت أن تتجه بنفسها إلى مكان المسابقة وطبعا أصرت السيدة حنان على مرافقتها إلى هناك.

***

جلست في كرسي مزدوج وحرصت على وضع لوحتي بجانبي، كنت أشعر بنظرات الأستاذ عصمت تتجه نحوي بين كل فينة وأخرى، في النهاية قررت النظر باتجاهه لأفهم ما يريد، ابتسم عندما التقت نظراتنا، ثم قال مشيرا إلى اللوحة:

" ألن تريني ما رسمت؟"

وضعت يدي على الحقيبة القماشية التي أحتفظ فيها باللوحة كأنني أحميها ثم أجبت ببرود:

" في وقت آخر"

ضغط علي بسؤاله:

" هل هي سر؟"

حاولت الحفاظ على ثباتي قبل أن أجيبه:

" أبدًا.... لكن أخشى أن يطأها شيء يتلفها... لذا .... برأيي لتبقى بأمان ريثما نصل"

أسرعت بإبعاد بصري عنه ناحية النافذة لأتجنب المزيد من أسئلته الملحة. ربما فهم التلميح، فلم يصر علي بأي سؤال بعدها.

وصلنا بعد مرور نصف ساعة تقريبا، لم أكن أعلم أن الطريق يحتاج كل هذا الوقت. ترجلت من الحافلة بينما أنظر باندهاش نحو المبنى الجميل الذي أمامي.

كان معرضا كبيرا، له طوابق عدة، ونوافذه الزجاجية كبيرة ولامعة، ومدخله واسع وله ممر طويل يوصل إلى بوابة زجاجية تفتح بشكل آلي. كان العديد من الأشخاص يتجهون إلى الداخل ومن بينهم المتسابقين أمثالي.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن