الفصل السابع والأربعون - ملفات قديمة

216 8 5
                                    

ملفات قديمة

لم أتوقع أبدا حينما خرجت مع دانا إلى السوق أن تأتي جمانة برفقتنا. شعرت بالضيق قليلا، ذلك لأنني لم أتخط بعد فكرة وجود علاقة سابقة بينها وبين آدم. كانت بشوشة جدا زيادة عن الحد فأثارت في نفسي الريبة من تصرفاتها. وبطبيعتي التي لا تعرف التملق أو النفاق لم أستطع أن أرسم لها وجهي البشوش.

دخلنا إحدى محال اللباس الشرعي لتختار دانا عباءات وجلابيب جديدة لترتديها بعد زفافها. كنت أتأمل الملابس التي تتفحصها دانا، ففاجأتني جمانة قائلة:

" ألا تريدين أن تري ما يناسبك هنا أيضا؟"

أشرت إلى نفسي متسائلة عما إذا كانت تقصدني بكلامها فهي كانت تنظر نحوي، أومأت برأسها وقالت:

" لا تتوقعي أن يتركك آدم بلا حجاب بعد زواجكما، فهو يحب المرأة الملتزمة"

ماذا تقصد بكلامها هذا؟ أنني فاسقة؟ أجبتها بهدوء مصطنع:

" ليس أعمى حتى لا يرى نوعية البنت التي ارتبط بها.الالتزام ليس بقطعة قماش أطول"

أجابتني:

" أوه عزيزتي لم أقصد شيئا، أردت فقط توضيح ذوق آدم فقط.... كما أن ارتداء قطعة قماش أطول يعد نوعا من أنواع الالتزام، لا أعرف من عشش في رأسك فكرة مخالفة"

من داس ذنب هذه المخلوقة؟ وقفت دانا في المنتصف بيننا لتوقف ما شعرت بتكونه بيننا؛ بداية إعصار جامح.

عندما هممنا بالخروج تأخرت عن الاثنتين رويدا فالتقيتا عند الباب بامرأة بدت مألوفة لوهلة، توقفت المرأة وألقت التحية على جمانة قائلة:

" كيف حالك يا ابنتي؟ ما هي أخباركم؟ كيف أسامة؟"

ابتسمت لها جمانة وطمأنتها عن الأحوال بينما شعرت بدانا تتراجع إلى الخلف ارتباكا، ثم سألتها المرأة بوجل:

" وكيف آدم؟"

عندما صرت بماحاذاة دانا تذكرت لحظتها من هذه المرأة إنها أمه، وقبل أن تجيبها جمانة بشيء التفتت نحوي وقالت مهللة:

" رغد، ماذا تفعلين هنا يا حلوتي؟ هل قررت شراء لباس شرعي لك؟ أخيرا ستتحجبين؟"

احمر وجهي خجلا فهذه ثاني مرة تصلها الرسالة بشكل خاطئ لكنني ارتأيت توضيح الأمر لها فقلت:

" لا يا خالة.... دانا.. ستصبح زوجة عمي وخرجت معها لتجهيز ما يلزمها"

نظرت نحو دانا تحمل تعابير جافة، ثم هنأتها ببرود، وردت لها الأخرى تهنئتها بإحراج. ألقت بصرها بعيدا عن دانا ليقع على يدي ثم عادت إليها ابتسامتها وقالت:

" هل أتخيل أم أنك غدوت مخطوبة؟"

شعرت بالارتباك الواضح، ووقفت أمسح على يدي محرجة وأنا لا أجد ما أجيبها به، ماذا سأقول لها؟ عريس الأحلام هو ابنك يا خالتي؟

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن