تعب المشوار
لمحت ألما تراقبني من خلال شق الباب بينما كنت أؤدي تمارين الصباح، لوّحت لها بيدي لكنها شعرت بالإحراج وهربت على الفور، فابتسمت على تصرفها ابتسامة عفوية.
طال مكوثي في بيت أمي أكثر مما خططت. وإجازتي التي طالبت بها منذ ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي حصلت عليها لأضيعها متحسرا على حالي. في كل يوم أظن فيه أن قلبي سيبرأ يزداد الألم تغلغلا حتى شعرت به ينخر عظامي.
أحسن زوج أمي استقبالي وشعرت أن سعادته في عودتي إلى حياة أمي أشد من سعادتها نفسها. كان رجلا طيبا ونبيلا. عرفت الكثير من الأمور عن حياة أمي وعائلة زوجها، فهو عسكري متقاعد يعمل في أحد الأكشاك الخاصة ببيع الخضار، وينتمي لعائلة صغيرة بسيطة، وأمي تعمل في مركز قرآني قريب.
علمت منها أنها تعرفت على رغد من خلال المركز حيث ساعدتها على حفظ جزء عم. لم ألحظ يوما أن رغد ملتزمة بالصلاة حتى أستطيع تصديق أنها حفظت جزء عم.
رغد.. كلما تكرر لفظ هذا الاسم أمامي أو في مخيلتي أشعر بقلبي يعتصر ألما. سأكون كاذبا إن قلت أنني لا أشتاق إليها فالحنين يذبحني لرؤيتها ولو لمرة.
تركت هاتفي مغلقا منذ طلبت من أسامة نقل متاعي من الشقة ودفع الإيجار لصاحب المبنى. وإلى الآن لا أعرف شيئا عن أحد منهم. آمل أن يكونوا بخير.
علاقتي بأمي اتخذت منحى جديدا، لا أقول أن علاقتي بها الآن متينة وبأنني أثق بها، لكنني على الأقل استطعت التواصل معها وأفضيت لها بمشاعري تجاه رغد فلم أرد أن أكلم أحدا عنها وحتى أصدقائي. احتجت لشخص أقرب. ربما ليست قريبة مني وجدانيا لكن لقبها كأم يكفي لكي تحفظ سري.
كانت تعاملني بحذر شديد خشية أن أغضب فجأة وأتركها. واستقبلتني هي وزوجها أفضل استقبال، أما ألما فكانت ما تزال تضع حاجزا بيننا ولا ألومها فتصرفي سابقا أمامها في المطعم جعلها تخشى التعامل معي.
تواصلت مع السيدة استبرق من خلال هاتف أمي لأعلمها بعودتي، لأنني لو بت الدهر كاملا لأنقي قلبي من الآلام وحبي لرغد فلن يكفيني، لذا كان لزاما علي مواجهة عقبات حياتي لأكمل سيري.
أنت تقرأ
وللحب بقية
عاطفيةمغامرات رغد لم تنته بعد بل هي على وشك البدء بمغامرات أكثر إثارة... حب.. غموض.. قتال.. تشويق.. أسرار ...كل ذلك وأكثر تجده رغد في حياتها المليئة بالفوضى والدراما فهل ستجد من يحتويها؟ وهل سيتمكن هو يوما من ترويض غرورها؟ هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة حب...