الفصل الخامس والثلاثون - وليمة

307 10 11
                                    

وليمة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وليمة

غرقت في حالة تأهب وترقب مستمرين اليوم الذي تلا الحفل والاعتراف العظيم، فقد كنت متنبهة لأي نغمة تقرع مسامعي من هاتفي على أمل أن يتواصل معي ولو برسالة لكنه لم يرسل شيئا. تفقدت هاتفي مرارا لكن لم يظهر أي إشعار له من الماسنجر.

قررت أمي اليوم تنظيف البيت كاملا بدلا من الغد لأن جدي قد حضر من أجل الغد مأدبة كبيرة ودعا إليها جميع أعمامي وعائلة الأستاذ آدم. فقمت بتثاقل لأساعدها وأنا أتذمر بين الفينة والأخرى.

حل المساء ولم يرسل لي الأستاذ آدم شيئا. لماذا يعاملني بهذه الطريقة الغريبة؟ أليس من المفترض بمن عشق قلبه فتاة ما أن يراسلها على الأقل ولو بكلمة صباحية؟ هل يتلاعب بي؟ أم أنه لا يهتم لهذه الأمور؟ لا أستطيع فهم طريقة تفكيره.

في اليوم التالي وقفت أمام مرآتي أسرح شعري وأضفي اللمسات الأخيرة على مظهري. راعيت عند انتقاء ملابسي أن أرتدي كنزة واسعة من الصوف باللون الرمادي، أكمامها طويلة لا تكاد تظهر إلا أناملي، وذلك حتى أنسي أعمامي الجو المتكهرب الذي تسببت به أول أمس. وارتديت تحتها بنطالا أسود يبرز جمال سيقاني.

وصلنا بيت جدي وكنا آخر الواصلين بسبب مسلسل نكد أوس الذي تسبب في تأخيرنا.

تحدث أعمامي في موضوعي مجددا وانشغلوا بلوم أبي وعتابه، فقررت الخروج من الصالة الكبيرة التي يجلسون فيها لأنني سئمت حقا.

اختليت بنفسي واتخذت من وحدتي رفقة لي، واتكأت على حافة الشرفة أرقب قدوم عائلة الأستاذ آدم بفارغ الصبر بينما أتساءل مع نفسي إذا ما كان سيرافقهم أم لا. في أثناء ذلك لمحت خيالا بجانبي، رفعت رأسي وإذ به عمي أمير.

كنت أتجنب الرد على اتصالاته طيلة البارحة حتى لا أسمع توبيخه هو الآخر. اتكأ على حافة الشرفة بجانبي وابتسم لي مظهرا غمازته الجميلة وقال:

" ظننت أنك تستطيعين النفاد بجلدك مني؟"

تنهدت بقلة صبر وقلت:

" هيا وبخني، هات ما عندك"

مد يده ليداعب خصلة من شعري المنسدل على ظهري وقال:

" رغودتي الحبيبة أختي الصغيرة المشاكسة، أنت تعلمين كم أحبك وأهواك، وأخاف عليك. أنت تجرين نفسك نحو الهاوية دون علمك. لست غبيا يا رغد أعرف أنك تتصرفين بحماقة من أجله"

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن