رحلة جبلية
اليوم أنا مبتهجة، بل بأعلى درجات السعادة؛ لأننا سنذهب في رحلة إلى كوخ جبلي. يا لحظي الجميل!
فكرة الرحلة جاء بها عمي أمير ليحسن العلاقات ويؤلف القلوب عقب المآسي التي تسببت بها يداي أو هكذا يقال.
اقترح عمي أمير قبل ثلاثة أيام مشروع الرحلة بعد أن قام باستضافة الجميع على وجبة عشاء وأعني بالجميع، آدم وعائلته ووالداي وأنا طبعا. شرح لي على انفراد أنه أراد ذلك من أجل إعادة الألفة بين أبي وآدم فبالرغم من قبوله أن يدخل آدم حياتي إلا أنه كان محتاطا منه بشكل واضح ولم يفتح قلبه بالكامل له. كما أنه أراد إحياء الوصال بين أسامة وجمانة بعد المأساة التي سكبتها على مسامعه معلنا لي أن دانا قد أخبرته بكل شيء. وكما أنه أراد تمضية المزيد من الوقت مع دانا علها تفتح قلبها أكثر له فذهنها ما زال مشغولا بآدم أكثر منه وفي رأيه ورأيي أيضا آن الأوان لها لأن تجعل له الأولوية في كل شيء.
جهزت حقيبتي بكل مستلزماتي من ملابس ومساحيق التجميل ومستحضرات العناية بالبشرة ونزلت السلالم حيث ينتظرني الجميع في الحي.
عندما وصلت نظر الكل إلي مشدوها فتساءلت عن سبب نظراتهم، اقتربت أمي مني وقالت:
" ما كل هذه الحقيبة؟ لن نبيت أسبوعا في الكوخ."
أجبتها ببراءة:
" هذه المستلزمات لن تكفيني أسبوعا. أحضرت الأشياء الضرورية للمبيت فقط."
- " المبيت حتى الغد؟"
- "أها! طبعا"
زفرت أنفاسها مستسلمة ثم أضافت اعتراضا آخر:
"ثم أن المكان بارد هناك هل أنت متأكدة أن ملابسك قد تقيك البرد؟"
نظرت إليهم جميعا فوجدتهم يرتدون ملابس ثقيلة وسترات واقية من الأمطار بينما ارتديت كنزة من الصوف الناعم فضفاضة وجميلة بلون أسود وتنورة وردية قصيرة لا تستر فخذي وتحتها كيلونا أسود اللون وحذاء رياضيا وردي اللون مع قبعتي الفرنسية الجميلة. كان منظري لطيفا جدا ولا يختلف اثنان بأني أبدو كقطعة من السكر لذيذة وخفيفة.
" ومليئة بالسموم" حسنا تجاهلوا هذه العبارة فهذا عقلي الباطني يحاول ممارسة ألعابه القذرة معي، فقد كان يحثني لمدة طويلة على تغيير ملابسي لئلا أثير سخط آدم علي. لكنني قرت تجاهله وها هو عاد لينتقم مني.
أفقت من مشاحناتي مع عقلي هذا على وجه آدم المستاء وهو يقترب مني. توقف إلى جانب أمي وعقد ذراعيه على صدره وهو يطالعني بنظرات مؤنبة ثم قال:
" كم مرة نبهت عليك بشأن اختياراتك للملابس؟"
قطبت جبيني استياء وأجبته:
" ألا ترى الكيلون؟ غطيت رجلي من أجلك"
فقال متهكما:
" أوه! حقا! الكيلون العجيب أستر من الجلباب، كيف لم أنتبه؟ أنا آسف!"
أنت تقرأ
وللحب بقية
Romanceمغامرات رغد لم تنته بعد بل هي على وشك البدء بمغامرات أكثر إثارة... حب.. غموض.. قتال.. تشويق.. أسرار ...كل ذلك وأكثر تجده رغد في حياتها المليئة بالفوضى والدراما فهل ستجد من يحتويها؟ وهل سيتمكن هو يوما من ترويض غرورها؟ هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة حب...