الفصل السابع والثلاثون - ماضٍ مرير

255 9 7
                                    

ماضٍ مرير

" اسكتي سمية هذا يكفي، أوجعت رأسي!"

صمتت المسكينة أخيرا بعد صراخي عليها لتهدئ من انفعالاتها بعدما أوضحت لها القصة كاملة وسردت عليها معظم مقتطفات الأحداث التي أوصلتني إلى الحصول على علاقة مع الأستاذ آدم.

جلست في سريري أتململ بينما أفكر في عذر لخروجي من البيت نهاية الأسبوع لأحظى بموعد غرامي معه. ثم خطرت في بالي فكرة ونظرت بمكر نحو سمية من جديد والتي كانت تتلو مع نفسها آيات لإبعاد كيدي عنها وزادت عليها دعاء بقولها:

" يا رب أخرجني من رأسها، ومهما كانت الأفكار التي تلمع في مخيلتها فاجعلها بعيدة عني ولا علاقة لها بي"

ازدادت ابتسامتي الخبيثة اتساعا وهتفت بصوت ملحن:

" سمية!"

التفتت نحوي مذعورة فقلت:

" جهزي نفسك للخروج مع صديقاتك نهاية الأسبوع وعليك أن تقنعي أمي بأنك تريدين اصطحابي لتغيير جوي المكتئب على فراق صديقاتي ثم أستغل الفرصة وأخرج مع حبيبي الأستاذ آدم"

بدأت تلطم وجهها وهي تهلوس مع نفسها بأنني سأقضي عليها بيدي وأنني سأجر نفسي إلى التهلكة وأجرها معي، بينما قمت بهزها ومحاولة إسكاتها مرارا. في النهاية استعملت معها أسلوب المقايضة فقلت:

" إذا ساعدتني سأشتري لك الكثير من الحلويات، وسأسمح لك بأكلها في غرفتي بل وعلى سريري أيضا، ماذا؟ هل أنت موافقة؟"

سحبت نفسا ثم رفعت إصبعها متسائلة بتهديد:

" هل ستحضرين جميع أنواع الشوكولاه التي أحبها؟"

أجبت:

" بالتأكيد وخصوصا المحشوة بالبندق. هل نحن على اتفاق الآن؟"

مددت يدي لأصافحها فعانقتني بسعادة حتى وقعت على ظهري على السرير.

تفاجأت في اليوم التالي باستدعائي إلى مكتب السيدة استبرق في أثناء درس اللغة الانجليزية. تبادلت النظرات مع الأستاذ آدم، وهو بدوره كان ينظر نحوي بقلق.

دخلت مكتبها بعد استئذاني وتفاجأت من فوري برؤية كل من السيدين غيث وشاكر جالسين في مكتبها ومقابلهما يجلس الأستاذ عصمت مزهوا كأنما ينفش ريشه وهو يحدق في السيدة استبرق بكيد وتلك توجّه له نظرة ساخطة.

وقفت أمامهم بعد أن طلب مني الأستاذ عصمت الاقتراب. ثم قال:

" جاء السيدان الفاضلان هنا ليرجواك لتشتركي في المسابقة من جديد، فعند علمهما بانسحابك أصيبا بالاستياء الشديد"

حرص عند لفظ آخر كلمتين أن ينظر نحو السيدة استبرق، ثم التفت نحوي مجددا وتابع مبتسما:

" سبب قدومهما لإقناعك بالعودة إلى المسابقة فهما يتنبآن لك بمستقبل مشرق، طبعا حصلا على الإذن من إدارة المدرسة"

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن