الفصل الخامس والأربعون - نقطة سطر جديد

200 8 13
                                    

نقطة سطر جديد

أحدهم اتجه في صلاته بالدعاء لي، أنا متأكدة لولا ذلك ما كنت الآن أتجهز لاستقبال الأستاذ آدم مع عائلته لطلب يدي للزواج. كنت متحمسة جدا لذلك، لكن صديقاتي زرعن في داخلي جرعة من الاكتئاب والضيق، فبعد أن تواصلت معهن أخيرا وأبلغتهن بما آلت إليه تطورات الموضوع. جن جنون لمار على فكرة الزواج مبدية رأيها بأنني ما زلت صغيرة على هذه الخطوة وأنني لم أصل على الأقل سن الثامنة عشر.

وافقتها سيرين وميس مظهرتين أن العالم في تطور وانفتاح بينما عائلتي ما زالت تعيش في كهف الزواج المبكر.

أوضحت لهن أن أمي كانت كارهة لفكرة زواجي الآن، لكنها اضطرت لهذه الخطوة لتدرأ الاتهامات والحديث الفاحش عني، ولكي تنهي القصص المتداولة عني بالسوء والتي تتحدث عن سوء تربيتي وتتهمني في عرضي.

أحست صديقاتي بالألم لما آل إليه حالي، وأعلمنني أنني ما زلت الحديث المتداول في المدرسة مما زاد من غيظي، حتى أن ميس سمعت إحدى الإشاعات تقول أن سبب فصلي من المدرسة لإسقاط طفل حملت به بالحرام!

ما هذا الكلام الفاحش؟ ياه كم هي النفوس التي أعايشها دنيئة! ليتك يا ميس لم تقولي لي، شعرت بالسوء والهوان ولازمتني غصة لم تفارقني.

فعلا الموضوع خرج عن السيطرة، ما ظننته مجرد علاقة حب بريئة تحولت إلى كابوس! تذكرت كلام لمار يوما حينما نصحت سيرين بشأن ارتباطها ببهاء قائلة أننا لا نعيش في مجتمع غربي يسمح بالعلاقات المحرمة، أعتقد جازمة الآن بأن نصيحتها في مكانها الصحيح.

سألت لمار عن تطور الأمور بينها وبين عمار، فأوضحت لي أنها اختارت عدم معرفة أخباره كما أنها وضعت رقمه ضمن قائمة الحظر ونبهت على ميس ألا تذكر لها شيئا عنه سواء استفسر عنها أم لم يفعل. لا ألومها على خيارها ربما كان ارتباطها به خاطئا من الأساس. ولأن تنهي علاقتها معه الآن أهون من اكتشافها من قبل أحد فيصيبها ما أصابني، وربما أكثر قسوة.

أنهيت اللمسات الأخيرة في تجهيز نفسي وأخذت أحدث نفسي أمام المرآة بأنني سأبقى صامتة لأراقب تطور الأمور ولن أتدخل أبدا، كما حاولت معاهدة نفسي على تمالك أعصابي عندما أراه، قلبي يخفق بشدة كلما مر في مخيلتي، فكيف لو رأيته؟

اقتحمت المجلس أحمل معي صينية القهوة، لأقدمها للجميع، حيث حضر كل من عمي قصي وجدي بالطبع مع والديّ، وفي المقابل حضر الأستاذ آدم مع أخيه وأبيه وزوجة أبيه.

لم أقاوم تلك الأحاسيس التي هاجمتني حينما رأيته جالسا بجانب أبيه، مرتديا البزة الرسمية ذاتها التي ارتداها في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، هاجمتني ذكرى ذاك اليوم وتلك اللحظات الجميلة التي قضيتها برفقته أثناء التصوير، وتلك اللحظة الوشيكة من اعترافه بمشاعره تجاهي لولا تدخل بهاء في آخر لحظة.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن